عذراً (ثين سين) .. جئتك من حيث تضيق الأرض بالأرض


"هذي بلادي لي بها نخلة وقطرة في السحاب وقبرا يحتويني هي عندي أجمل من مدن الضباب مدن لا تعرفني" غاندي

سبق لي أن كتبت عدة مقالات عن أحوال المسلمين في بورما وما يتعرضون له من تعذيب واباده على يد البوذيين وبرعاية رئيسها "ثين سين" الذي ما انفك يدعو لطرد المسلمين من بلدهم ويقر بالجرائم التي ترتكب بحقهم ويدعو للمزيد منها ليخفي الاسلام من ميانمار "بورما".

المسملون في بورما يتعرضون لأشد أنواع الابادة والتطهير العرقي والتعذيب والحرق والسلخ ... الخ الخ الخ, وقد كتبت عدة مقالات استصرخ فيها أمتنا العربية والاسلاميه وقبلها أمتنا الانسانية لانقاذ أقلية الروهينجيا المسلمة مما تتعرض له على يد البوذيين المجرمين وعلى راسهم رئيسهم "ثين سين" الدموي المتوحش.

عندما كنت أكتب عما يتعرض له اخوتنا الروهينجيا من حرق لمنازلهم ومساجدهم وكل ما يملكون وكيف أن سيارات الاطفاء في "بورما لا سواها" تحمل بالبنزين لتصبها على ألسنه اللهب التي تحرق بها الروهنجيين بكل ما يملكون, كنت أبكي قلمي ويبكيني.

أما اليوم,, فأقول:
ثين سين, أعتذر منك عن كل حرف سطرته بحقك عما فعلته باخواننا بالانسانيه قبل العقيده "الروهينجيا".

عذراً ثين سين, فقد نعتك بأشنع وأقبح واقذر الصفات وكنت أتوعد دائما وأقول لك "انتظر نحن قادمون".

عذراً ثين سين, قلت في احدى المقالات انك مجرم سفاح وقذر متعال وحشي, ظناً ساذج مني بأننا ملائكه!!.

عندما قرأت وشاهدت أحداث مصر الأخيرة وما يتعرض له مؤيدي الشريعه في مصر "ام الدنيا" على يد السيسي وعصابته من حرق وقتل وذبح وأبشع أنواع التعذيب والتنكيل شعرت بالذنب وتأنيب الضمير لما سطرته أياما بحقك.

شاهدت صورة ذاك الرجل "الملتحي" الذي أغلقوا عليه باب محله "محل عطور" واحرقوه فيه, وذلك ضمن سلسله مطارده "الملتحين", هل حقا هذا اسلاموفوبيا؟؟ واي فوبيا هذه؟ هذا جنون وغباء, بل ربما قذاره عافانا واياكم الله. ما هذا القبح والجنون, أي زمن هذا يطارد فيه "الملتحي" بل ويحرق؟؟ هل ترى السيسي جن ام ان جنونه بدأ يظهر للعيان هو و "شلته".

شعرت بأني أسد حبيس في قفص صغير, كالمجنونه أقطع غرفتي ذهابا وايابا, كنت أكتب قبل برهة, كنت أجلس على طاولتي كالعادة أكتب واحتسي قهوتي وأتابع وأسطر الاحداث الى ان شاهدت ما شاهدت من بشاعة ما يتعرض له اخواننا المصريون, المذابح مستمره والاباده مستمره بحجه التطهير من الاسلاميين او الاخوانيين او الملتحين!! أي حمق تحملون؟؟ وأي عفن ذاك الذي احتل كل خلايا التفكير لديكم "هذا ان كانت موجوده أصلا"!!, وتذكرت ذاك المسحول "المسحول حماده" هل تذكرون عندما "سحلوا" جماعة السيسي وألصقوها بالاخوان – عندما كان الدكتور محمد مرسي الرئيس - وكم كان حجم الاهتمام به من الرعاية الاعلاميه والصحيه والاعتذار الرسمي لتسحيله؟؟؟ وتبجح الساسة حينها وقالوا لو أن أحد المصريين تعرض لـ "كف" هذا كفيل بقيام ثورة ضد الرئيس.

أريد الكتابة, لا ربما الرسم, فكرت مراراً ترى ماذا أكتب؟ هل أكتب وجعاً بحكم وطني؟؟ فكرت مرات أخرى بحمل السلاح, لكن إلى أين؟؟ وأيٌّ منهم مقصدي؟؟.

عدت للكتابة مرة أخرى, سألت وطني, وسألني آدميتنا, بكيت وبكى معي, وأخبرني عن الثوري الأخير, أي أخير؟؟ أقصد أي ثوري!!؟؟ قلت له.

الثوري الأخير لا من العماليق الذي تطاولوا على البشر في امداء نحاسية ولا من الصعاليك الذين ارتدوا على خيباتهم في موقعة "الوطن", كفه ليست ببعيده فلا تستطيع أن تصافحه ولا هي مهينه فتمتد لها ايدي الأنجاس لتصافحها أو تحطم أصابعها, عيناه حكاية نبل معتق من يقين, وفكره نور لا ينقطع عند الحزن ولا يصعق الأحرار, ترى في رسمه البراءة ومن محيا رجولته تراه نيليا تتمدد على وجنتيه خرائط هم وحزن بعبق الوطن.

الثوري الأخير, يكتب احلامه على ضوء يتسلل من عنفوانه ويحفظها في أجندته التي لا تصدأ ويدقها في كل نجم يلمع في سماء وطنه, ويحرص على ألا تختلط الروائح في ذوره المد الثوري فيختلط الصالح بالطالح والحر بالخائن وتشترى وتباع المواقف باسم الوطن.
الثوري الاخير, سيسد الطريق على الأغبياء ويستأصل المتعفنين بالطائفيه والمتعصبين فكرياً والمنغلقين روحياً, سيجعل على كل حرف شمساً لها حنكه في مواجهة الخيانات, ولديها القدره والحكمة على مواصلة الغناء دون أن تترك فرصه لأي نشاز أن يقطها أو يسطر نغما في سيمفونيتها, قال لي.

ألم أخبرك يوماً أن الثوري الأخير لن يأتيكم على حصان أبيض؟ ولن يحط عليكم من سماء؟ سيأتيكم راجلاً عندما يندلع الوقت. قال لي.

نعم.. نعم.. ما زلت أذكر, وألقيت نفسي في أحضان وطني.

وطني ,, يا عبق اليــاســمـــيــن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات