هل وضع السيسي مصر على سكّة سوريا ؟


للقميص في حياة يوسف عليه السلام حكاية رائعة معبرة .. أو قل قدراً فيه الدروس والعبر – فجاؤا على قميصه بدمٍ كذب – جاء القميص الأول هنا وسيلة لإخفاء الحقيقة .. أما القميص الثاني – إن كان قميصه قد من قبلٍ – فقد جاء هنا لبيان الحقيقة .. أما القميص الثالث – اذهبوا بقميصي هذا – فجاء هنا لإعلان انتصار الحقيقة .. إني لأجد ريح يوسف .

وهذا في تقديري ما يحصل اليوم مع أول رئيس مصري منتخب .. إذ أن يوسف وكرسي عزيز مصر المحروسة كانا على موعدٍ مع القدر .. مثلما أن مرسي وعرش مصر المحروسة كانا أيضا على موعدٍ مع القدر .. إذ لم يكن مطروحاً أسم د. محمد مرسي عندما رشّح حزب الحرية والعدالة "خيرت الشاطر" للانتخابات الرئاسية لكن الله شاء واختار مرسي لعرش مصر كأول رئيس مصري منتخب .

وأسم مرسي مشتقٌ من الرواسي – الجبال الراسيات – وكل له من أسمه نصيب .

إن إصرار الشعب المصري على التواجد في كل ميادين وساحات القاهرة والمسيرات المليونية التي تجوب شوارع الإسكندرية والمنصورة والمنيا في الشمال .. والمسيرات المليونية في الجنوب وخاصة أهل الصعيد الذين أصر بعضهم على الحضور إلى القاهرة يدل دلالة واضحة أن عودة الشرعية وعودة الرئيس المنتخب إلى كرسي الرئاسة قريبة إن شاء الله .. كما أن البيان الثاني الذي صدر عن تخبة الضباط الأحرار في الجيش المصري يشير إلى ضغط هائل يتعرض له الإنقلابيون لصالح عودة الشرعية ولقد تسربت أنباء من هذه المصادر عن حديث صريح مع السيسي بأنه ليس بوسعنا قتل المزيد من المصريين وهم كما ترى يتظاهرون في كل أرجاء مصر وهذا أمر يعطل الحياة اليومية ويشل الاقتصاد ويجعل الباب مفتوحاً على احتمال أن يذهب البعض لأعمال مسلحة أو قد يؤدي إلى انشقاقات في الجيش ..

مما دفع السيسي لنقل عائلته إلى منزل في أحد المطارات العسكرية تحسباً لتضحية الجيش به مقابل الاستقرار.

كما أن مقتل 4 نساء في مظاهرة المنصورة الجمعة الماضية كان له صدىً واسعاً في كل أرجاء مصر .. إذ أن توجه الانقلابيين لقتل النساء يعتبر عملاً مثيراً لحفيظة المصريين.

كما أن عدوان الجيش طوال ليلة الاثنين حتى فجر الثلاثاء على المعتصمين في ميدان النهضة بالجيزة وبالرصاص الحي فقتلوا اثنا عشر شاباً وجرحوا أكثر من مئتين .. هذا العدوان المستمر وبالذخيرة الحية ينبئ عن توتر وقلق شديد عند الانقلابيين ويدل على إفلاسهم ويأسهم وخوفهم من فشل الانقلاب .. خوفاً شاركهم فيه "شمعون بيريز" أمس بقوله : "إن إسرائيل ستدفع الثمن إذا ما فشل الانقلاب في مصر ".

واستخدم مصطلح " العوائد الكارثية على إسرائيل" كما ينبئ أن السيسي بانقلابه هذا يكون قد وضع مصر على سكّة سوريا وهذا ما تريده أمريكا وإسرائيل إذا ما فشل الانقلاب .

إن مقتل 195 متظاهراً بينهم أطفال ونساء وجرح أكثر من 2000 حتى الآن دفع شخصيات أردنية عشائرية غيرةً على الضحايا لمطالبة الشعب المصري بالعمل فوراً على تشكيل جيش مصري حر للدفاع عن الشعب وكف شر هذه العصابة اليهودية التي أحكمت قبضتها على مصر في ظل المعلومات المؤكدة عن عقيدة "عدلي منصور اليهودي السبتي" والسيسي أبن اليهودية المغربية " مليكة " وعملاء أل CIA البرادعي ونبيل فهمي ونجيب سوارس الذين يصمون آذانهم عن الاستماع لصوت الجموع الهادرة في ميادين القاهرة وعن صوت الإتحاد الأفريقي الذي رفض الاعتراف بالانقلاب وأكد على وجوب عودة الرئيس المنتخب .. وعن صوت الرجل الطيب "رجب طيب" الذي قال بلسان عربي مبين " أنا لا أتحدث مع انقلابيين" في حين يفرح هؤلاء الانقلابيون بمباركة المشتاقين لأجواء شرم الشيخ أمثال نتنياهو وناصر جودة ليشربوا نخب السيسي الذي وضع مصر على سكّة سوريا .. إلا أن يمنعه أحرار مصر من ذلك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات