مشاهد مصرية تتجاهل عبق الشرعية


نشاهد جميعاً بقلوب معتصرة وبأعين دامية دامعة شلال الاحداث الجارية في الشارع المصري ومن حكايات التمرد التي اصبحت رواسب تحاكي العقل والفؤاد من تلك الابواق التي تعتلي منصات الاعلام الواهي تارة تهاجم الثوار وبعدها وزارة الداخلية ثم تنتقد كرسي الرئاسة وتلعن اصحاب الحكومات المتعاقبة وكأنهم الجواري يقولون للدولار سمعاً وطاعة ، فهذا ليس بالجديد على تلك الفئة التي تهدف الى خدمة الرسائل الخارجية بتحقيق مسوغات الخطط التي تربت على هدم راية الاسلام وتدمير الشرعية المطلقة التي منحها احرار الشعب المصري لمن يستحقها عبر صناديق شهد لها العالم اجمع بنزاهته وشفافيته التي اعتبرها الكثيرون أنها دفنت في مقبرة النظام السابق ..

ذلك الشعب الذي أفرز مفهوم البلطجة وأصبحوا صناع القرار وكأنهم الفضلاء سواء كانوا يتقاضون راتباً مجزياً أم ان البلطجة هوايتهم وحرفتهم الرسمية فهم دخلوا من باب شراكتهم في وطنهم وهذا حق لهم لا يختلف عليه اثنان ولكن الاختلاف اتى من ذلك الانقلاب جاعلين اياه مفتاح السلطة وأخذوا ينادون بنهضة الامة ويبنون عرين العولمة من جديد ويشيدون جمهوراً عبر القنوات الخاصة وأرسوا مبادئ البلطجة بواسطة الكلمة والتعتيم على منجزات واضحة وتضليل مسار الاصلاح الاجتماعي والاخلاقي والديني والسياسي ..

هذا الاعلام المضلل وصل لمرحلة أقنع بها غالبية العقول الضعيفة أن الرئيس مرسي وجماعة الاخوان يقدمون على تأجير الاهرامات ومقدرات الوطن المنهوب لدولة من الدويلات ... ولكن هم للأسف لم يوضحوا طبيعة الايجار هل هو باليوم أم بالليلة أم انها خطوة لعقد مزاد علني بين الدول التي أخذت تقدم الدعم المالي المزعوم الذي يلبس ثوب اعلاء راية الفتنة .... فهم المستفيد الأول والاخير من ابقائها .... سذاجة تلاحق اخواتها من أخبار تنير شريط الخبر العاجل ... وعلينا أن نصدق طبعاً فالموت واحد ولكن تعددت الاسباب فلا غضاضة هذا هو القدر !!!!

تلك الايادي وليست بالخفية كما يقول البعض فالستار قد زال منذ وصول الاخوان المسلمين منصات الحكم فأصحاب مصانع الكلمات والعبارات المبطنة بدأوا بإنتاج تصريحات تتعقب جميع تصريحات رئاسة الدولة وتتآمر على تلك الجماعة وحزب الحرية والعدالة بتحليلات مغايرة للحقائق ...

كنت أنتظر من تلك الابواق أن تلهث وراء الحقيقة وتصبح أداة فاعلة في تهدئة الأحداث أو حتى تقوم بدوراها المعتاد في النقل والعرض وتكتفي بالنقد الموضوعي بدلاً من صناعة الحدث وافتعاله متناسين ومتجاهلين أن هنالك سميعٌ عليم يحاسب على تلك الكلمات والادوار التي ألحقت بالأرض فساداً وهدمت معاني الاعلام الراقي وكانت السبب الواضح في تتابع حروب أهلية والمتاجرة بدماء الثوار لاستضعاف القلوب وتغير المشهد .

في حقيقة الامر ما دفعني لكتابة هذا المقال هو استغلال الاعلام المصري للكلمة وأي كلمة هي بالطبع كلمة الحق ولكن بصبغتها الجديدة التي يراد منها جعل تلك الجماعة سلاح الارهاب الذي سيسحق البلاد فصدق من قال : أن الكلمة والسلاح وجهان لعملة واحدة فحين يعرض علينا الشريط الأحمر وهو الآن ناقوس الخطر طبعاً " أن مدينة من المدن تتوعد الاخوان " على سبيل المثال فهنا أريد الوقوف عليها حائراً هل هذه المدينة بينها وبين الاخوان صراعٌ قديم ؟؟؟ وجاء موعد الاستحقاق ؟؟!!
تلك الابواق تعتقد أنها بتلك الوسيلة ستكتسب جمهوراً ولعلها فعلت ولكن بئس الجمهور الذي تريد.

فيقول الله تعالى : { وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَة وَيَوْم الْقِيَامَة بِئْسَ الرِّفْد الْمَرْفُود } صدق الله العظيم.

فوسيلتها باتت بالتلاعب في الألفاظ وتجاهل الأعداد التي وقفت مناصرة لكلمة واحدة وهي " الشرعية " ومن المضحكات المبكيات عندما يخرج علينا أحد الأبواق ويقول : ليس العبرة بالعدد !! فهو بكلامه هذا يؤكد أن هنالك الآلاف تقف حاملة راية الحق من جهة ومن ناحية أخرى يقلب المشهد على أنهم مناصرين لخراب البلاد والتعتيم على الهدف الذي يدافعون عنه منذ أيام وأيام ..

وفي الختام ..

قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ .. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ .. صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات