هل ينتظر الرأي العام خطابات الملك؟


يعتبر الخطاب الملكي من أهم وسائل الإتصال في قيادة وتوجيه الرأي العام، وتمثل الخطابات الملكية نمط تواصل مهم ينتظره الرأي العام ويتطّلع لسماعه في ظلِّ كثرة الأحداث والمستجَدَّات والتطوُّرات، ويأتي خطاب الملك رأس النظام بمثابة كلمة الفصل لكثير من القضايا الجدلية الخطيرة سواء المتعلقة بمستقبل الدولة أو بشخصية رأس النظام.
يتعطش الرأي العام في كثير من الأحيان لخطاب ملكي يوضح موقف القيادة السياسية من قضايا حساسة وعاجلة تمس أمن ومستقبل المواطن الأردني، لذا لم يعد مجدياً أبداً الاكتفاء والاعتماد على خطاب رئيس الحكومة في توجيه وخلق الرأي العام في القضايا المفصليّة، وليس من الحكمة أن تترك الساحة لمن هب ودب في إثارة النقاش حول مستجدات خطيرة تهم الرأي العام بسبب قلة الخطابات الملكية وشحّها.
إن مواجهة الرأي العام بالحقائق من خلال الخطاب الملكي والمكاشفة للقضايا المصيرية هو السبيل الأنجع والأنفع لضمان سلامة وصول الحقائق للشعب، وهنا تبرز أهمية صياغة الخطاب الملكي ومفرداته لتعبئة الشعب وتحريك طاقاته باتجاه الاهداف الرئيسية للدولة.
تتسابق وتتنافس الصالونات السياسية وقادة الرأي العام في كسب وتأييد الرأي العام لما تطرح من أفكار وبرامج، ويُستثمر تأييد الرأي العام لتحقيق مكاسب سياسية و إضفاء شرعية على مواقف هذه الصالونات وهنا تكمن الخطورة، ويصدر الخطاب الملكي عن الملك فقط ولا يجوز بأي حال من الأحول أن يُجزّأ أو يُفوّض وإنه من مأمنه يؤتى الحذر.
يعتبر الخطاب الملكي أحد أهم منابر التواصل بالرأي العام، ويستطيع رأس النظام مخاطبة الأمة من مكتبه شهرياً على الأقل للخروج من أجواء الحيرة والدهشة التي أصبحت تخالط حياتنا اليومية وبذلك خير كثير ويقطع الشك باليقين، تطبيقاً للسنة النبوية الشريفة على قاعدة " الصلاة جامعة ".
طبيعة الشعوب متحركة تبحث وتتطلع بشكل دائم إلى رمز ينير دربها في زمن العتمة الذي نعيشه، ويستيقظ الأردنيون كل صباح مفزوعين خشية صدور قرار يهدد أمنهم ومستقبل خبز ابنائهم ، لذلك يأتي توضيح القيادة السياسية لكثير من التحديات باسلوب الخطاب بمثابة صمام أمان ذو تأثير قوي.
دعم وتأييد الرأي العام من أهم ركائز استقرار الدولة واستمرار شرعية نظامها الحاكم وإتصال الزعامة السياسية بالرأي العام ضرورة ملحّة، لذلك لا احد مخولاً ان يخاطب الأمة في الأمور السيادية إلا الملك حتى لا يختلط الأمر على كثيرين .


زيد محمد الحواتمة



تعليقات القراء

اشرف الخطيب
نعم اخي زيد ...
كم ان الشارع الاردني الذي هو في حاله بداية الغليان متعش لرأي الوالي لانه كما قال رسولنا الكريم فهو المسؤول عن رعيته العالقه بين ضم وفتح وكسر الحروف .
اصبت يا صاحب القلم الحر
25-06-2013 01:47 PM
واحد
نعتذر
01-07-2013 04:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات