وطن اليوم و الغد


كان الأمس يوما َ.. فظهر يوم آخر، و بانتظار الغد ليكون بجهودنا يوما سعيدا ، ليس لنا حصرا بل للآتي من الأجيال ، كما كان الأمس حاضرا لآبائنا و أجدادنا ..فما هي مسؤولياتنا نحو أنفسنا و نحو الآتي من أبنائنا و أحفادنا ؟

هذا السؤال الذي سلب مني النوم و أنا أفكر كيف ستكون حال الأجيال القادمة ؟!
لكن الذي أرقني أكثر هو حالنا اليوم و نحن نشتم روائح العنف الواردة من شمالنا و شرقنا و جنوبنا و غربنا .. فبأيهما نهتم أكثر باليوم أم الغد ؟

علما بأنه لا غد آمن إن لم يكن اليوم هو آمن أيضا .

ما أحزنني أن تطورات التعليم اقتضت توسيع التعليم الجامعي كما َ.. ليشمل جميع محافظات الوطن و نوعا َ.. ليغطى ما يحتاجه هذا الوطن من علوم و معارف ، والتي تتطلب جودة في التفكير و بالتالي التحليل و التفسير لمعطيات هذه الحياة فإذا العنف في رحاب أكثر من جامعة .. فأين الخلل ؟ّ !! هل هو في مناهج التدريس الجامعي المنهجي ، أم هو في الأنشطة اللاصفية ؟

ما حصل من عنف في المستوى الجامعي أصاب الوطن بصدمة عنيفة لأن هذا الوطن كان ينظر إلى أبنائه في الجامعات على أنهم قادة الغد ... فأين نحن من هذا العنف اليوم و نحن نحتفل بالعيد الوطني ؟! لقد فقدنا الابتسامة في هذا اليوم والذي لازالت فيه الجاهات و العطوات و الصلح العشائرية تهدئ النفوس .

لكن تاريخ هذا البلد و تضحيات أبنائه من الأجيال السابقة تبقى نماذج للعمل الوطني الصادق و من رموز هذه الأجيال محمد علي العجلوني و سعيد المفتي و عبد الحليم النمر الحمود و هزاع المجالي و وصفي التل حسب التسلسل الزمن مع تساويهم في نظري على معيار العمل الوطني و آخرون كثر يعذرني أبناؤهم و أحفادهم على عدم ذكرهم جميعا دون إغفال الإشارة إلى من ضحوا بأرواحهم دفاعا عن ارض الوطن وفوق ثرى فلسطين في أكثر من ظرف نضالي ، و نسأل الله الرحمة لجميع الراحلين مدنيين و عسكريين .

هذا العمل الوطني يقتضي أن يكون نموذجا للمصداقية كمنهج للأجيال القادمة لتكون حريصة على المصلحة الوطنية العامة و إعطائها " أي هذه المصلحة " الأولوية على المصلحة الخاصة دون الإغفال عن الاستفادة من تطورات العصر في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و في أي قطاع آخر ليبقى هذا الوطن وطنا لنا و للآتي من الأجيال كما كان وطنا َ لآبائنا و أجدادنا .

و لأن الأعمار بيد الله فإن المسؤولية العامة تصبح أمانة بين أيدينا يتوجب إبقاؤها في جاهزية الوضوح لتسليمها للآتي من الأجيال .

هذا ما رأيت أن أشير إليه مختتمة كلماتي بما ابتدأت به كعنوان وطن اليوم و الغد .

رحم الله بناة الوطن قيادات و أعوانا مدنيين و عسكريين و تحية للملك القائد في هذا اليوم الوطني و الفاتحة على أرواح آبائه و أجداده المؤسسين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات