اعلام سلبي وايجابيات كثيرة


اعتصامات، اضطرابات، قطع للطرقات، مظاهرات، تكسير، تخريب، رفع للاسعار، اعتداءات، فساد، قتل، سرقة، قرارات غير صائبه، مجلس نواب فاشل، حكومة كما عرجاء ونظام متخبط لا يملك رؤية.
هذا ما تطالعك به صباح كل يوم الصحف الاردنية والمواقع الاخبارية والفضائيات.
تلخيص معتم للمشهد الداخلي، والذي لا يعرف البلد يعتقد ان الاردن"دولة فاشلة".
فالمقالات لا تتطرق في غالبيتها العظمى الا للسلبيات، كلا حسب رؤيته، التي تفتقد لأبسط مقومات الموضوعية والمهنية المطالب بها الكاتب، ليس هذا فحسب، فهذه المقالات وإن تطرقات إلى الشأن الداخلي السلبي، فإنها ترتكز على زاوية واحدة، تعطي صورة فضائحية، لكنها لا تقدم حلولا للمشاكل وإن بحدها الأدنى.
المواقع الإخبارية كذلك أخذت على عاتقها هذه الصفة من الصحف المطبوعة حيث ركزت في غالبيتها على السلبيات مع إسقاط الايجابيات، والتي إن وجدت، فإنها غير ذي صلة أو أهمية بالواقع.
أما الفضائيات – يا عيني عليها – فهي أشد أثراً وكارثية، فعلى الرغم من ضحالة تجربتها وبرامجها، الا أنها أخذت على عاتقها تقطيع شرايين البلد وفق سياسات راسمال الذي يسيرها لا وفق سياسات الدولة العليا واهتمامات الشعب.
فالبرامج الحوارية مثلا، لا تركز على الايجابيات بقدر السلبيات التي تعمل على نشرها والترويج لها، وقس على ذلك، البرامج الاخرى، حتى لك التي تتناول البلد بأسلوب ساخر.
أضاف إلى ذلك، لا يمكن الاعتداد بهذه الفضائيات باعتبارها عنصرا فعالا وقت الحاجه يمكن الإتكال عليها في الدفاع عن البلد واستمراريته، في حالات الفوضى والحرب، لعدم جدواها في حالات السلم. فضائياتنا بناء على الواقع لا يمكن اعتبارها سلاحا لوجستيا يدعم الدولة.
ما يكون له كبير الأثر باعتبارها أدوات إضعاف لا عوامل قوة، وهنا مكمن الخطورة.
لذا دعونا نقول بمنتهى الصراحة: من الاستحالة بمكان عدم وجود ايجابيات يمكن التطرق لها من قبل كتابنا ومواقعنا وفضائياتنا ترسم صورة ايجابية عن البلد في الداخل كما في الخارج، تعيد له جماله، وتنهي الجروح التي سببها الفساد ورجالاته.
هذه الاساليب، عملت على ضرب ثقة المستثمرين بجدوى الاستثمار في المملكة، كما قادت إلى هروب بعض الاستثمارات إلى الخارج.
الكتاب والفضائيات والمواقع الإخبارية لا يختلفون إن اصروا على هذا النهج عن الفاسدين أنفسهم، فكلاهما ينهش في جسد الدولة، هذا بسرقاته، وذاك بقلمه وكلماته، لا حباً بالأردن، بل بمصالحهم الشخصية.
لا ننكر أن البلد تعاني كما الشعب، هذه حقيقة ملموسة على أرض الواقع، لكن هذا لا يعني نشر الغسيل على الملا، كما لا يعني تعميق الجراح والمصائب، ففساد شخص مثلا لا يعني فساد دولة، وفساد فرد في جهاز أمني لا يعني فساد كامل الجهاز.
أضف إلى ما سبق، يبقى حق الحصول على المعلومة من مصادرها الموثوقة، ركيزة اساسية يمكن الاعتماد عليها، لابد من تفعيلها، والعمل على أساسها، سيما وان البعض لا يكترث لأهمية هذا القانون.
نتمنى على اعلامنا، وكل من له علاقة به أن يركز على ايجابيات الأردن ووجهها المبتسم أكثر من التركيز على سلبياتها، ولنتذكر جميعا أننا شركاء في الوطن لا نملك غيره، كما لا نملك حرية الخيار.
الصورة السوداوية التي يرسمها البعض بكلماته وتقاريره الاخبارية وبرامجه الحوارية للأردن، تسم في اسقاط تجربته وتقود البلد الى أتون فوضى لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
إلى متى يبقى الوطن بنظر ابناءه ملطخاً مشوهاً ؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات