العريان ودور الإخوان .. !


 لست بصدد الدفاع عن المملكة الأردنية الهاشمية ""فلهذا البلد شعب وملك يحميه"" ، ولن أتوقف عند خزعبلات المدعو عصام العريان ، وما آل إليه حال مصر ""المحروسة"" في عهد العريان وجماعة الإخوان ، فالأردن ومصر فيها شعوب عريقة ، تُميز بجدارة بين الغث والسمين ، وشعب مصر العظيم لن تتوقف ثورته حتى ينال حقه في الحرية ، الديموقراطية وحقوق الإنسان في دولة مدنية ، يكون فيها الدين لله والوطن للجميع ، وكذلك حال الشعب الأردني العظيم ، سيستمر في سعيه ونضاله السلمي ومن خلال أطره الدستورية ، لتحقيق المزيد من الإصلاح السياسي ، الإجتماعي ، الإقتصادي والإنساني .
- ولن أتوقف عند وصف العريان للأردن كموروث لأمريكا من بريطانيا ، أو من إمبراطورية واق الواق ، فيكفي الأردن أنه منسجم مع ذاته ، يدرك الواقع الموضوعي ، لما هي عليه موازين القوى العربية ، الإقليمية والدولية ، ولم ولن يلعب السياسة على طريقة الروليت الروسي ، لا في ماضيه أو حاضره ولا في مستقبله ، إذ رحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه فوقف عند حده ، ولم يسبق للأردن أن دمغج على شعبه أو شعوب الأمة كافة ، وأشبعهم مراجلا بالمقاومة والممانعة ، تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، إزالة إسرائيل عن الوجود ، كما فعل العريان وجماعة الإخوان المتأسلمين ، على مر السنين والعقود، وصولا إلى رسائل الحب والغرام بين الشيخ محمد مرسي ""أمير المتأسلمين""، و شمعون بيريز ""أمير الملاعين"" اليهود.
- لم يُحرِّم الأردن التعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، كما كان يفعل هذا العريان وجماعة الإخوان على مدى الزمان ، ومن ثم غرقت مصر المحروسة في الديون من هذين الصندوقين ، وبفتاوي شيوخ الأسلمة ولحى التُقية من أتباع المرشد العام ، فأيٍّ من الطرفين صاحب المصداقية والشفافية مع شعبه، الأردن بصراحته ووضوحه، أم جماعة العريان بوقاحته وبجاحته...؟
- لم ينقلب النظام السياسي الأردني يوما على منهاجيته المُعلنة ، الصريحة والواضحة تجاه قضية فلسطين ، كما فعل ويفعل الأخوان المُتأسلمون ، ونحن نعلم الدور الذي يلعبونه تجاه فلسطين ، مقابل تسليمهم السلطة في مصر وفي غير مكان ، ونعرف هذا منذ أن كرَّس إسحاق رابين حركة حماس ، كقوة إخوانية متأسلمة في الساحة السياسية والفصائلية الفلسطينية ، وندرك جيدا ، التكتيكات المبرمجة بين حماس وإسرائيل ، والتي تقع ضمن التفاهمات بين القوى العليا في مكتب الأرشاد الإخواني العالمي ، وبين أل سي أي إيه والموساد ، التي تُظهر حماس قوة مُأثرة في الكينونة السياسية الفلسطينية ، العربية والدولية ، لتكون هذه الحماس ""الذراع الإخواني"" القادر على منح إسرائيل شرعية وجودها إسلاميا ، بعد أن حصلت إسرائيل على شرعية وجودها فتحاويا في أوسلو ، وعربيا في قمة بيروت 2002 ، عبر مبادرة السلام العربية ، التي قد يتجدد حضورها في قمة الدوحة ، أم أن تحالف الإخوان مع قاعدتي السيدية والعديد ، هو مقاومة وممانعة وطريق لتحرير يافا....!، يا عريان...؟
- أي عريان ، من كان بيته من زجاج لا يقذف بيوت الآخرين بالحجارة ، وربما لا أجافي الحقيقة إن قلت ، أن أقرب الشعوب العربية لقلوب الأردنيين هو شعب مصر المحروسة ، والأجدر لك وبك أن تُعيد قراءَة الواقع المصري ، بدلا من بقائه مفتوحا على المجهول ، لا لسبب إلا لأنك وجماعتك المُتأسلمة لم تستوعب الفرق بين النظرية وبين الممارسة العملية ، فحكم شعب بعظمة الشعب المصري ، لا يمكن إختزاله باللحى والدروشة وفتاوي علوج المتأسلمين ، فأهل مصر مسلمين بالفطرة ، ولا يحق لأحد أن يُمثل عليهم دور الواعظ بثوب الثعلب الناسك ، فمصر والمصريين تستحق أن تبقى شُعلة حضارية ، تُضيئ الطريق لطلاب الحرية ، الإنفتاح وترسيخ الحياة المدنية ، الديموقراطية غير المختطفة وحقوق الإنسان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات