الهروب الى الخلف ..


في ميادين الشرف والإباء عندما قدّمت عامين من عمري خدمة للعلم والوطن تدربنا, وكنت في عُمر الشباب المفعم بعد ان تخرجت طبيباً, كنا نركض وندور حول الميدان بأمر المُدرب,, كنا نزحف على اكواعنا وركبنا فوق رمال الأزرق حيث الشوك الجاف وكنا نتدرب خطى المُشاة ومنها الى الخلف دُر,,لم تكن في حينه تعني لي شيئاً غير تغيير المسار او الاتجاه كما كان الى اليمين او الى اليسار دُر, لكن في ايامنا العصيبه والعصيبه جداً أضحى الهروب الى الخلف هو درءاً لمفاسد وخروجاً من أتون الاقتتال لا سمح الله وحفظاً لماء الوجه..
هنالك قرارات تتخذ في جلسات والابواب موصده ما ان ترى النور حت تُقابل بالرفض التام والمطلق لا حُباً في الرفض بقدر من انها تمس حياة الناس وبالأكثر المُعدمين منهم ومنها قرارات الحكومات والتي لم تكن يوماً بصالح المواطن,, من هنا العودة عن الغلط فضيله ولربما تُسهم في العوده لرؤية بقعة ضوء في نهاية النفق بعدما أُصبنا بالعشى الليلي وأصيبت الحكومات بعمى الألوان ..
لقد طال الغبن وانعدم الأمل واستُمرئت كرامة الناس في ظل قوانين حكوميه أتت على الأخضر واليابس,ولم يعد في جعبة الكثيرين ما يذودون به الفقر والعوزوالجوع عن اطفالهم , والحكومات المتعاقبه لا ترى غير بقايا قروش او من فئة الأخضر في احسن الظروف في جيوب الناس فتضع احدى يديها على عيون المواطن واليد الأخرى في جيوبه لتقلبها ولتطمئن ان لم يعد هنالك ما تلاحقه من أجله..ليرضى صندوق النكد الدولي .
وزرائنا ممن لا يعرفون غير معالق الذهب والشوكولا وشواطىء المالديف وحواري لندن واسوق باريس لا يضيرهم ان ارتفع الكاز او انخفض فهم لا يعرفونه ومنهم وزير الطاقه,, او تكدرت امزجة العامه اذا ما بشروا بوصول فاتورة كهرباء او ماء فهي تصل الى قصورهم بالمجان, او ارتفع ثمن حبة فلافل او ساندويتش فول ففطورهم فيه ما لذ وطاب من الكافيار الروسي والايراني او العسل اليمني وأشهى انواع الاجبان الفرنسيه,,لكن هنالك قول مفاده ان يوماً لك ويوماً عليك فهل يؤمنون به ام انهم مستثنون حتى من امثالنا ويؤمنون بالقول الانجليزي:
One apple a day keep the doctor away
هم لا يمرضون كما نمرض واذا ما مرضوا فلن يذهبوا للمراكز الطبيه الحكوميه حيث ليس فيها سوى الريفانين وادوية السُعال, بل الى مايوكلينك او الى فرنسا للستشفاء من آثار انفلونزا او وعكة صحيه..على حساب صندوق التأمين الصحي التابع لوزارة الصحه( صندوق المسخمين).
نحن بحاجه الى وقفة تأمل وفتح حساب الماضي وخطوه تنظيم بعدها بصوت جهوري يقولها المُعلم الى الخلف دُر,, يُزج الفاسدون بعدها في السجون, وتُعاد مؤسسات الوطن التي بيعت بدعوى التخاصيه الى رحم الوطن المُثقل بالديون, ويُعاد كل قرش من المال العام تم التعدي عليه الى خزينة الوطن,, وتؤمم الشركات التي بُنيت من سحت المال المنهوب,, وتفتح المدارس الخاصه والمستشفيات ايضاً للعامه كلٌ حسب سكناه,, وتُبيّض السجون,,وترفع الحصانة عن المستجدين لنيلها لتمرير صفقاتهم,, وتُغلق حدود الوطن ليمر من فوق صراط الدوله المستقيم كل اصحاب البطون المنتفخه, فالى جحيم التاريخ ..ودمتم ودام عز الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات