جراسا -

خاص - صمت الحكومة ومجلس النواب على مشروع بورتو البحر الميت الذي تنفذه مجموعة عامر جروب مريب وعجيب سيما وان الشركة قد اعلنت سابقا ان جميع الغرف الفندقية للمرحلة الأولى من المشروع والبالغة 440 غرفة فندقية، تم بيعها بشكل كامل، قبل ان تشيد غرفة واحدة منها وبمبالغ مالية وصلت الى عشرات ملايين الدنانير؟!

رئيس الوزراء د.عبدالله النسور الذي وضع حجر الأساس لمشروع "بورتو البحر الميت" بكلفة مالية ضخمة بلغت 800 مليون دينار، قبل اكثر من سنة من الان، الا ان شيئا من المشروع لم يتحقق على ارض الواقع حتى اللحظة، ما يفتح باب المخاوف لدى المواطنين الذين دفعوا اموالهم للشركة المذكورة سلفا؟.

ما هو مشروع بورتو البحر الميت ؟..

مشروع بورتو البحر الميت تنفذه الشركة القابضة لمجموعة تابعة لرجل الاعمال المصري المثير للجدل منصور عامر التي فازت بعطاء تنفيذ وتطوير هذا المشروع خلال فترة خمس سنوات  على مساحة تقدر بـ 800 ألف متر من الاراضي المواجهة للبحر الميت، في كلفة اجمالية للمرحلة الأولى من المشروع تبلغ 60 مليون دينار.

ويكتنف المشروع الضخم، غموضا اضخم منه، سيما وان مالك الشركة التي تنفذ المشروع منصور عامر، شخصية مثيرة للجدل في بلده مصر، ويكفي ان تكتب اسمه على محرك البحث العالمي "جوجل" لتفاجأ بكثير من المعلومات والاخبار عن الرجل، التي تحتم على من يتحكم بقرار المشروع ان يعد الى اكثر من العشرة، قبل ان تحدث امور لا تحمد عقباها !.

من هو منصور عامر ؟

منصور عبدالمجيد عامر رجل اعمال مصري بارز، ورئيس مجلس إدارة مجموعة عامر (مشروع بورتو مارينا وبورتو السخنة) ،بدأ مشواره المهني وكيل نيابة, لكنه ترك النيابة بعد ذلك وعمل مع أبيه في مهنة المحاماة, ثم ترك المحاماة وافتتح مطعمه الأول من سلسلة مطاعم تشيليز التي تفرعت لاحقا, وبعدها دخل مجالات الإسكان والسياحة في الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي (مارينا) وبورتو كايرو والعين السخنة والعديد من المشاريع التي جعلته يمتلك امبراطورية مالية وعقارية ضخمة.

وارتبط اسم عامر مع جمال نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، وكان قياديا في الحزب الوطني الحاكم، وهو عضو سابق في مجلس الشعب المصري عن دائرة القناطر بمحافظة القليوبية، وعضو اللجنة العليا للسياسات بالحزب الوطني المنحل، ونائب رئيس جمعية مستثمري العين السخنة، ومالك قناة سي بي سي الفضائية.

واثارت صحيفه الموجز المصرية موجة اعلامية عقب اعلانها نشر كتاب قالت انه سيصدر قريبا فى الاسواق يتناول حياه رجل الاعمال المصري منصور عامر ويحمل عنواناً صادما هو "منصور عامر الثروه الحرام من الاب الي الابن" . ؟

كيف دخل عامر السوق الاردني ؟

وسائل اعلامية محلية وعربية ذكرت سابقا ان علاقة بين رجل الاعمال المصري منصور عامر، مع محام ونجل شخصية سياسية اردنية من الطراز الرفيع درس في مصر، قد مهدت له الدخول الى السوق الاردني من اوسع ابوابه، و"رتبت" له مشروع بورتو البحر الميت على طبق من ذهب !

كما تتداول الصالونات السياسية الاردنية، ان المجموعة عينت شخصية نيابية اردنية بمنصب هام في الشركة، الامر الذي ربطه البعض بالحضور اللافت لشخصيات سياسية واقتصادية واعلامية اردنية بارزة وكثيرة، في حفل اقامته المجموعة بفندق فور سيزن بعمان في نهاية شهر اذار الماضي، وحظي بتغطية اعلامية واسعة.

مخاوف حقيقية ..

الامر الذي يدعو للقلق، ان العديد من وسائل الاعلام المصرية، وفي اوقات وتواريخ متفاوتة، دأبت على مهاجمة رجل الاعمال المصري منصور عامر، ومشاريعه المنتشرة في مصر، على غرار "بورتو البحر الميت" فهناك "بورتو القاهرة" وبورتو السخنة" و" بورتو بورسعيد " وغيرها، سيما وان هذه الاخبار قد ترافقت مع قضايا رفعت ضد عامر من قبل مواطنين مصريين في بلاده.

شكاوى عديدة في مصر موثقة باخبار ضد الشركة المذكورة، احدها رفعها المحامي المصري يحيى متولى الى قسم مصر الجديدة ضد شركة عامر جروب ببلاغ رقم 14671 اداري مصر الجديدة بان موكله ج.ك قام بدفع مبلغ مليون وسبعمائة الف جنية لشراء وحدة سكنية بقرية بورتو جولف السخنة منذ عام 2008 كاملة التشطيب وبعد مماطلة فى التسليم فوجىء ان المشروع لم تنتهى حتى مراحلة الاولى رغم الوعود الاعلانية المتكررة ؟

الامر لم يقف عند هذا الحد بالطبع، بل وصل الى قيام اشخاص بانشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حملت اسم (ضحايا عامر جروب) وخصصت لشكاوى يعرضها مواطنون مصريون يشتكون من ذات المجموعة.!

قصص كثيرة ومقلقة يتم تداولها حول الشركة، عبر وسائل الاعلام، اخرها قيام مواطن مصري يدعى عبد الرحمن هنداوي قبل ايام بالاعتصام امام مكتب النائب العام المصري، بعد ان قامت ادارة بورتو السخنة بمماطلته لسنوات في تسليم وحدة اشتراها منها بمبلغ 350 الف جنيه وفوجئ ان الارض المخصصة للبناء "مشاع" ومملوكة لهيئة الطرق والكباري وغير مقام عليها أي مباني تذكر !!.

اين الحكومة والنواب ؟؟

عام وشهر مضى على تدشين رئيس الوزراء لحجر الاساس لمشروع البحر الميت، واتفاقية حكومتنا مع مجموعة عامر جروب نصت على ان تنتهي المجموعة من انجاز المرحلة الاولى خلال ستة اشهر ..!

انتهى ثلاثة عشر شهرا الان، ولم ينجز من المشروع لا مرحلة اولى ولا ثانية، والحكومة تعض الطرف، والنواب لا دخل لهم في الامر، ولم ينبس احد ببنت شفة حول الشركة المذكورة التي تواجه ما تواجه من انتقادات ويثار حولها شبهات في عقر بلادها.

والاخطر من ذلك، ان مجموعة عامر جروب التي وقعت معها حكومتنا الاتفاقية، تفننت بدهائها.. فهي على غرار المثل الاردني، "من دهنو قليلو" .. تريد انشاء المرحلة الاولى التي انتهى تاريخ تسليمها بنقود الاردنيين انفسهم !!، بدلا من انجازها المشروع من رأسمالها الخاص، بل والزامها بايداع ضمانات مالية في البنك المركزي تكفي لضمان عدم اخلال الاتفاقية وعدم ضياع حقوق المواطنين الاردنيين الذين دفعوا نقودهم حتى اللحظة مقابل اوهام، واشتروا فيما يبدو السمك ..في البحر الميت !

جراسا ستفتح ملف الشركة ومشروعها في البحر الميت .. حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود ،وللحديث بقية ..