"واشنطن بوست": مفخخات تعيق اقتحام الفلوجة


جراسا -

لا يبدو أن الأمر سهل، فعملية اقتحام الفلوجة التي انطلقت قبل ثلاثة أسابيع تواجه العديد من الصعوبات، وربما من بينها الأنفاق والمباني المفخخة التي أودت بحياة حتى عناصر في الفرق المتخصصة بإبطال مفعول التفخيخ، وهو ما أدى إلى إعاقة عملية التقدم داخل المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ قرابة عامين ونصف العام، بحسب ما أشارت إليه صحيفة "واشنطن بوست".

يقول العقيد أركان فاضل، من القوة العراقية المتخصصة بإبطال مفعول المتفجرات، إن وظيفتهم واحدة من أسوأ الوظائف في العالم، حيث فقد فريقه اثنين من خبراء المتفجرات أثناء عملية تفكيك العبوات الناسفة، وقد تلقت تلك الفرقة تدريباً عالي المستوى على يد القوات الأميركية.

وتقدمت القوات العراقية في محيط المدينة، إلّا أنّها عادت وتوقفت بسبب شبكة الأنفاق المفخخة وحقول الألغام التي عملها التنظيم كمتاريس للدفاع عن المدينة، ومع أن القوات العراقية لا تبعد أكثر من ميلين عن وسط الفلوجة، فإن حجم التفخيخ وطريقته جعلت من الصعوبة جداً على هذه القوات أن تتقدم.

معركة تحرير الفلوجة تعتبر خياراً مصيرياً لرئيس الحكومة حيدر العبادي، وأيضاً للكتل السياسية في العراق التي رأت فيها فرصة للتخلص من ضغوط الشارع المطالب بالإصلاح، وأيضاً لقرب الفلوجة من بغداد إذ لا تبعد أكثر من 50 كيلومتراً غرباً، وهو ما يجعلها تشكل هاجساً أمنياً.

الجنرال عبد الوهاب الساعدي، قائد عملية تحرير الفلوجة، قال للصحيفة الأميركية: لا أحد يتوقع أن تكون معركة الفلوجة سهلة، فالمدينة كانت أول مدينة حاربت القوات الأمريكية، ومن ثم فإن لها رمزية كبيرة.

نحو 100 جندي من مشاة البحرية قتلوا في الفلوجة عام 2004 في معركة استمرت قرابة ستة أسابيع، في أكثر المعارك دموية شهدها العراق عقب الغزو الأمريكي عام 2003.

ويرصد مراسل صحيفة الواشنطن بوست على جبهة المعارك في الفلوجة، طبيعة التعاون بين القوات العراقية المهاجمة والطيران الأمريكي الذي يقدم الدعم لتلك القوات، فعبر جهاز اللاسلكي يتلقى العقيد أركان فاضل اتصالاً تبين أنه من طرف غرفة عمليات قيادة التحالف، سأله أحدهم إن كان عناصر التنظيم موجودين على المبنى الثالث إلى الشرق، إلّا أنّ فاضل أجابهم بأنهم على المبنى الرابع إلى الشرق وبعد بضع دقائق شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المبنى الذي عينه فاضل لقوات التحالف.

وتعد الأنفاق التي بناها تنظيم الدولة حول الفلوجة أفضل مكان للإختباء من ضربات قوات التحالف، كما أنها في الوقت ذاته قادرة على أن تحقق عامل المفاجأة للقوات المهاجمة.

يقول الجنرال علي جميل من قوات مكافحة الإرهاب، إن عناصر التنظيم يستخدمون الأنفاق لنقل الأسلحة والأعتدة بعيداً عن ضربات التحالف الدولي، كما أنهم ينصبون الكمائن من خلال هذه الأنفاق.

ويشرح جميل ما تم العثور عليه من أنفاق، بلغ طول أحدها قرابة نصف ميل، حيث قامت القوات العراقية بتفجير مداخل النفق لغرض إنهاء عمله. وبعض الأنفاق كانت مفخخة أصلاً، ففي الأسبوع الماضي تم تدمير دبابة من نوع أبرامز بعد أن تعرضت لانفجار بسبب عبوة ناسفة كانت مزروعة في نفق كانت تقف عليه الدبابة، وهو ما أدى إلى تناثرها إلى ثلاث قطع، وقتل جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 4 أفراد، بحسب العقيد أركان فاضل.

ولا يتوقع أحد أن تسقط الفلوجة بسهولة، فوجود عشرات الآلاف من المدنيين يشكل عامل إعاقة آخر لتقدم القوات المهاجمة، حيث يعتقد أنّ هناك قرابة 90 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات