"خيارات عباس الصعبة"تعيد حسابات الاسرائيليين وتستنفر الأوروبين


جراسا -

من مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - شهدت الايام الماضية تحرك دبلوماسي فلسطيني يحمل في طياته تهديد لاوروبا ولاسرائيل ومن خلال التصريحات والاقوال المباشرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس حول ما يسمى "" الخيارات الصعبة" اذا ما تمادت اسرائيل وحكومة نتنياهو في حجز الاموال الضريبية وفك شفرة جمود المفاوضات،مع تواصل التصريحات لبعض قادة الجيس والامن الاسرائيلي وفئات من الساسة الاسرائيليين بوجوب الافراج عن اموال الضرائب فالبدائل امام اسرائيل تكاد معدومة لقناعات الكثيرين من قادة اسرائيل.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي سميخ خلف ان الخيارات الصعبة للرئيس عباس التي ما فتيء يرددها بين الحين والاخر منذ سنوات تكاد تكون محصورة وضيقة وضعيفة للاسباب سالفة الذكر وعلى راسها التنسيق الامني وحل السلطة والتي لا يمتلك الرئيس نفسه قرار بشأنها ولان العامل الاقليمي والدولي وقيادات في فتح والامن لن تسمح له باتخاذ قرار من هذا النوع بل قد يتعرض عباس للاقصاء من على راس الهرم السياسي وهذا اعتقد ما يفهمه الرئيس عباس، ناهيك عن اتفاق باريس او قرار بانتفاضة شعبية وهذه ايضا قد تعرض منظومته السياسية والامنية للتلاشي. وخاصة انه يقود حركة فتح الضعيفة الغير مبنية تنظيميا وايديولوجيا ومنقسمة بين تياره الكلاسيكي الذي يعاني من الفشل والاخفاقات وتيار الاصلاحيين والحراك الفتحاوي الساعي للتغيير والتجديد سواء في غزة والضفة او الساحات الخارجية.

وأضاف خلف في تصريحات لـ "جراسا" :" لكن قد يدرك الاوروبيين والاسرائيليين مدى خطورة العامل الاقليمي وما يحدث من متغيرات مفاجئة وفي تسارع تلك المتغيرات التي اتت بها ما يسمى الربيع العربي من نتائج قد تخرج عن تصورات الادارة الامريكية والاوروبيين او الانظمة التي شاركت في احداث تلك الفوضى في عملية تبييض جديدة للانظمة."

وتابع :"مع ادراك الاوروبيين لهذه المستويات من المفاجأت التي عمت الوطن العربي في العراق وسوريا واليمن وليبيا تلوح اوروبا باخذ اجراءات وعقوبات على الاسرائيليين نتيجة تعنت اسرائيل وتماديها في اخذ اجراءات متعددة تجاه السلطة قد تضعفها.... ممكن قد استفاد الرئيس عباس من مواقف اوروبا فما صرح به لجريدة السق=فير اللبنانية في 14\2\2015" أن هناك قوى "إرهابية" تنتظر فشل الحل السياسي وووقف التنسيق الأمني لتبدأ في نشر "الفوضى واشاعة الارهاب" السيد عباس يقصد بذلك داعش والتنظيمات الاسلامية بل حتى القوى العلمانية التي مازالت تعتنق مشروع التحرير والكفاح المسلح، قد يسعى الرئيس عباس تحت هذا النطاق والمفاهيم لتأكيد عداءه للمقاومة والكفاح المسلح والثورة والتحرير من خلال برنامج وطني تحرري ، بل يمكن ان يذهب السيد عباس لتعميق جبهة المواجه والائتلاف مع الاسرائيليين امام التهديد القائم من قوى علمانية واسلامية وصفها بالارهاب.

ويرى خلف ان الرئيس عباس مد يديه باستمرار للاسرائيليين وبالمنظور الفلسطيني لا يمكن لاي رئيس فلسطيني ان يقدم للاسرائيليين ما قدمه عباس وما يطالب به للفلسطينيين لا تمثل الحد الادنى وطنيا، وربما حملة المعارضة لسياسة الليكود واليمين الاسرائيلي من قبل بعض الاحزاب الاسرائلية اليسارية والمعتدلة وكما تدركه اوروبا وامريكا من خطورة المتغيرات التي تحدث اقليميا من داعش وقوى ما تسمى متطرفة قد تضرب عمق الكيان الاسرائيلي في ظل اضعاف السلطة وحصارها وانسداد لافق الحل السياسي بين السلطة واسرائيل وخاصة الحراك الفلسطيني الداخلي في المخيمات والازمات المعيشية والفقر والبطالة تلك المظاهر التي افشلت خطة بلير وبعده كيري من حل اقتصادي امني في الضفة وغزة.

وتابع خلف:" قد لا يسمح الاسرائيليين في ظل اتهامات لنتنياهو بتهديد مستقبل اسرائيل بسياساته تجاه السلطة من الاستمرار في لعبة اضعاف محمود عباس والسلطة، بقدر ما تحتاجه اسرائيل من توافق ووحدة الهدف في حصار ما يسميهم الاثنيين الارهابيين، وكما هو الحلف وتوحيد المصالح بين بعض الانظمة واسرائيل في مواجهة المتغيرات في البمنطقة التي تفرضها داعش في العراق وسوريا وليبيا وما وصفتها امريكا بالحرب طويلة الامد وحركة الحوثيين في اليمن والصراع مع القاعدة."

وعن المطالب الاوروبية العربية شدد خلف على أن اوروبا ودول عربية تطالب بانتخابات تشريعية ورئاسية لتحل اشكاليات السلطة الدستورية ولكن على ما اظن ان الرئيس عباس ليس جادا في تحقيق هذا المطلب وكذلك حماس، ولان كلا الطرفين يسعيان لاحداث متغير ذاتي يحقق برنامج ومصالح كل منهما. ولكن من المؤكد ان دعوة الامم المتحدة الاخذ في الاعتبار بان الدولة السورية ورئيسها الشرعي بشار عنصر هام في حل معادلة الفوضى في الشرق وحصار انشطة التطرف قد يحمل متغير جاد قد يؤثر ايضا على الجغرافيا السياسية في المنطقة، وبناء تحالفات جديدة بين فصائل الاسلام المعتدل مع القوى العلمانية في مواجهة داعش والتطرف.

واختم خلف:" اذا امام اسرائيل خيارات محدودة وامام خلريطة تحالفات جديدة في المنطقة قد تجعل اسرائيل والسلطة في خندق واحد امام عملية غليان يمكن ان تجتاح الضفة قد توضع لها حلول مبكرة من الجانب الاسرائيلي والامريكي والاوروبي للحفاظ على سلطة عباس واجهزته الممولة لوجستيا وفنيا من الامريكان والاوروبيين وبعض الانظمة ولان خطر المتغير في المنطقة قد جعل القضية ابلوطنية الفلسطينية في المؤخرة بل تلاشت على الاقل لعقد قادم، واختتم بما قاله بعض الاستراتيجيين الصهاينة" هل نواجه داعش على الحدود الاردنية العراقية ام نواجهها وننتظرها لنهر الاردن وعندئذ ستكون قوات السلطة هي طليعة المواجهة مع داعش" اعادة الحسابات لدى الاسرائيليين وما اعلن عن حالة استنفار عام لقوى الامن الاسرائيلي قبل يوميين من انذار لتوقع هجمات من داعش في سيناء تجاه الارض المحتلة، قد يجعل الاسرائيليين وبشكل عاجل لاعادة حساباتهم مع السلطة ولكن بعد الانتخابات الاسرائيلية في شهر مارس".






تعليقات القراء

اردني خليلي
هل يعقل ان يتقاضى عباس وسلطته ومنظمته وثوارهم رواتبهم من سلطة الاحتلال؟! عباس وسلطته عادوا الى الضفة الغربية لتصفية القضية وضمها الى شقيقتها فلسطين عام 1948 وكل ثورة والشعب الفلسطيني بخير.
24-02-2015 06:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات