طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

لاتفقدوا العقبة عذريتها


في ثاني ايام العيد السعيد زرت العقبة مدينتنا البحرية اليتيمة الوادعة القابعة على شاطيء البحر الاحمر وقد المني بل اوجعني مناظر افتراش الزائرين للشوراع والميادين والارصفة مفترشين ارض القبة ومتلحفين بسمائها بما يسيء لجمال ورونق هذه المدينه، وبما لايمت بأي صلة أن الزائر الذي نكن له كل احترام وتقدير زائر جاء للاستمتاع والترويح عن النفس وقضاء اجازة عيد جميلة.
انا اعرف الاردنيين انه كرماء واصحاب شهامة وحتى اننا حشريين اكثر اي شعب في الارض، ولكن السؤال كيف يرضى الزائر الاردني الغالي ان يهين نفسه وكرامة عائلته بالتنقل من هذا الميدان الى ذاك ومن شارع الى شارع او ينصب خيمة مربوطة بباص او سيارة كنزل او مكان اقامة وكيف يهنأ له ولعائلته قضاء ادنى حاجات الانسان الضرورية واين ، وهل ادرك ان هذا المنظر وكأنه تجمع حجيج ينتظر حافلات اقلاله الى الحج يسيء للعقبه وسكانها ولزوارها من غير الاردنيين ويعطي انطباعا اوليا اننا شعب عالة حتى على انفسنا وعلى مجتمعنا.
ان الظروف الاقتصادية صعبة نعم، والوضع لايحتمل استئجار شقة او نزل او مكانا بفندق نعم، ولكن هل نحن مضطرين لامتهان كرامة انفسنا وعائلاتنا بهذة الطريقة غير الحضارية وغير السياحية؟
لقد زرت غير دولة عربية واجنبية وشاهدت بأم عيني في الشقيقة مصر على سبيل المثال انه حتى الفقراء يذهبون للتنزه وقضاء الاجازات ولم اشاهد في غير موقع سياحي بمصر من افترش الارض او نام بميدان او اساء بترك اكوام النفايات التي تزعج منظرا ورائحة، وقد اصابني الفضول لاسأل بعضهم : اليس التنزه في هذه المواقع مكلف خاصة على الاسر وليس الافراد ؟ فكانت الاجابة نعم انها مكلفة ولكن ياسيدي نحن نوفر طول العام تكاليف هذه النزهة والرحلة ونستمتع بها حقا.
ولنقف مع هذا المثال فقط ونقول من ملاحظاتنا العامة ان اغلب الزائرين للعقبة هم من ذات الفئة التي تعودت النزول للعقبة كل شهرين تقريبا مرة وهم من الطبقة غير الميسورة والا لكانوا في اماكن اقامة محترمة بدل هذه المناظر المؤذية،وعليه فاننا ندعوا هذه الفئة الغالية علينا جميعا الى تغيير سلوكها اولا اوختصار الزيارة الى مرة واحدة على الاكثر ولتوفر مصاريف التنزة الكثيرة الى النزهة السنوية وهناك سنجد ان اي منهم يذهب الى العقبة وهو مرتاح البال ومطمئن الى انه سيقيم في مكان امن ولائق يحترم فيه كرامة اهله ويزيد من استمتاعه وراحته للمكان المقصود اضافة الى هذا الامر يعيد البهجة والرونق للمدينه ويجعلها في ابهى صورها .
اما البعد الاخير من هذه الفكرة التي طرحت فهو تخفيف الضغط عن كاهل جميع الاجهزة العاملة في المدينة التي وبحق لاتألوا جهدا في تقديم كل ماهو ممكن ومتاح لضمان الامن وراحة الزائرين، وهنا اسجل الشكر والتقدير لجميع كوادر الحكام الاداريين على اختلاف مسمياتهم في المحافظة وكذا الاحهزة الامنية المختلفة وسلطة منطقة العقبة وكوادر الدفاع المدني والذين كانوا جميعا ميدانيين في الليل والنهار بين المواطنين يساعدون هذا ويوجهون ذاك ويحلون مشكلة اخر ويقدمون العون والمساعدة باقصى درجات الامكان فلكم كل التقدير والثناء.
مرة اخرى وعود على بدء العقبة عذراء جميلة وحيدة بين المدن الاردنية فلا تفقدوا هذه العروس الجميلة عذريتها الطاهرة فهي مسؤليتنا جميعا والا وبعكس ذلك ان اصررنا على سلوكاتنا هذه سنجد هذه العذراء عانس كئيب لن يطلب يدها اي زائر من الداخل او الخارج
د.عبدالناصر العكايله


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/85180