طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

بالفيديو .. مليون وربع شاهدوا فيديو "فتاة المناكير" والسعوديون منقسمون


رصد -'وضع المرأة السعودية مزري في الحقيقة. والآن وقد وصل بنا الامر أن نقمع سيدة من أجل مناكير فهذه قمة المهزلة التي نعيشها في المملكة '. هكذا تلخص الناشطة الحقوقية السعودية سمر بدوي النقاش الدائرفي المملكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام المحلي حول فيديو صورته فتاة سعودية بينما حاول أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إخراجها من سوق بسبب طلائها أظافرها.


يصور الشريط إصرار عناصر الهيئة أن تخرج الفتاة من السوق. الفتاة السعودية بدورها ترفض الانصياع لأوامرهم، وتقول لهم 'لن أخرج. سأبقى هنا. أريد معرفة ماذا تستطيع أن تفعل. سأقول لك من سيخرج من السوق. لا دخل لك إذا كنت أضع طلاء على الأظافر'.

أكثر من مليون وربع المليون شخص شاهد الفيديو على موقع يوتوب، وجاء 1300 تعليق على الفيديو الذي صورته الفتاة أو السيدة السعودية التي لم تفصح عن اسمها خوفا على سلامتهاوخصوصيتها علي ما يبدو.


'هنالك انقسام في المجتمع لمجموعتين، مجموعة مؤيدة لما وثقته الفتاة من معاملة سيئة تعرضت لها، ومجموعة رافضة للفكرة وتعتبرها تشويها للدين' وهذا الانقسام واضح في النقاش في المجتمع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي كما تعلق الناشطة.

,وتعتقد بدوي أن لهذه الحوادث دلالة على دور الهيئة في السعودية 'في الماضي كان لرجال الهيئة هيبة في المملكة.. وسيطرة وهيمنة أكثر على الشعب. لكن في السنوات الخمس الاخيرة لم تعد للهيئة نفس الهيبة، الآن لا تعير المرأة أي انتباه لرجل الهيئة الذي يخاطبها'.

تتابع 'الشعب أدرك الآن أنه (تعني الهيئة) جهاز قمعي، وجهاز لا يخدم هذا الشعب، ويمارس ممارسات قمعية لا مبرر لها، الآن يريدون بسط هيمنتهم ولهذا وصلنا لهذه السخافة أن يخاطب سيدة بسبب طلائها أظافرها'.


يُذكر ان الهيئة مكلفة بتطبيق الشريعة الإسلامية والتأكد من اغلاق المحلات وقت الصلاة، منع الخلوة غير الشرعية بين الرجال والنساء، ومنع النساء من قيادة السيارات، منع الحفلات الموسيقية والتأكد من ارتداء اللباس الإسلامي في الاماكن العامة.

'مهمة الهيئة السهر على الامور الاخلاقية، اما ان يوقفها من اجل طلاء الاظافر او الشعر او المكياج فهذه حرية شخصية لا يجوز لأي كان أن يتدخل فيها' تقول الحقوقية بدوي.

أما الصحافي السعودي صالح اليامي فيري النصف الملىء من الكوب معلقا:
'جهود الهيئة ليست جميعها سلبية كما تصور وسائل الإعلام، فهنالك نشاطات ايجابية لضبط للمجتمع خاصة ما بين الشباب، مكافحة استخدام الخمور، والدجل والسحر. لكن ما يقلق السعوديين الشباب بشكل خاص هو التدخل في خصوصيتهم وحقوقهم الشخصية لا سيما بعد وصول عبير الربيع العربي للمنطقة'.


في تعقيب على شريط الفيديو في وسائل الإعلام المحلية قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ بأنه لن يسمح بالإساءة لرجال الهيئة وأضاف “نحن بلا شك لا نرضى تجاوزاً أو خطأ من أعضاء الهيئة، كما لا نرضى الخطأ والتجاوز عليهم مطلقاً.

الرئيس العام آل الشيخ ذاته ،والذي ارتأى الكثيرون في تعيننه أوائل العام الحالي مؤشرا للإنفتاح من قبل الهيئة، كان قد منع الشهر الماضي القيام بأي 'مطاردات لأشخاص سواء متهمين أو مخالفين' وشدد على عناصر الهيئة أن يقدموا النصح فقط.

هنالك احتمال كما تقول الناشطة السعودية أن تصل الدعوى للقضاء السعودي 'حتى تثبت الهيئة هيمنتها مرة اخرى'. وتبت الهيئة الآن في الدعوى لتحقق في الحادثة والاستعانة بكاميرات السوق للتحقيق في ملابسات القضية.

وقال الإعلامي السعودي تركي الدخيل إن مقطع فتاة المناكير الذي انتشر مؤخراً بين قطاع واسع من المواطنين يشرح الأزمة التي لم تُحل حتى الآن بين هيئة الأمر بالمعروف والمجتمع، ويعبر عن المسافة المقلقة بينها وبين محيطها.

وأشار إلى أن هناك تياراً في المجتمع تحسب عليه هذه المؤسسة يتحسس من أي نقد ويظنّ أن النقد الموجه ضد الهيئة هو موجه له بالضرورة، فينافح عنها كونه هو المقصود.

ولفت إلى ما قاله الكاتب عبدالله بن بخيت حين سأله خلال إحدى حلقات برنامج إضاءات عن نقده للهيئة، فقال إنه ينتقد الدفاع المدني والمرور ومؤسسات المياه وغيرها دون أن تأتيه ردة الفعل التي تحدث مع نقد الهيئة، ما يؤكد أن نقد الهيئة يتحسس منه تيار بعينه.

وأكد أنه على الرغم مما تشهده الهيئة من تطور على يد رئيسها الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ الذي حرص على توعية الموظفين بخطورة الاعتداء على الآخرين أو الإساءة لهم إلا أن الجدل الذي صاحب المقطع لا يبشر بخير ولا يجعل أحداً يتفاءل بتحسّن العلاقة بين المجتمع والهيئة.

وطالب الدخيل في مقاله بصحيفة الوطن بأن تكون هذه الحادثة بوابة لدراسات مطولة عن علاقة الهيئة بالمجتمع، يشارك فيها المؤرخ والمتخصص الاجتماعي والباحث الشرعي، كون حادثة الفتاة تعبر عن أزمة علاقة متراكمة بين المجتمع وإحدى مؤسساته العريقة. وكالات

شاهدوا التسجيل ...


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/78150