لا ( دعاةُ فتنة ! ) ولا – بها - ( مُتكلّمون ! )
الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهُدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يُحيون بكتاب الله الموتى ، ويُبصِّرون بنور الله أهل العَمَى ....
أما بعد :
إنّ المتربصين بالأمة – فتنةً ومحنةً – يتشبثون بأشباه الفرص ، و( أشباح الرُّخص ! ) في سبيل ( إصلاحهم ) المنشود ! ، و ( عزِّهم ) المفقود الموعود !!
ولذا ! فأيُّ ( حادث ) يطرأ على الأمة أو يُعاد ! – كبير أو صغير .. عظيم أو حقير – كانوا له بالمرصاد ، ثمَّ يمتطونه و( يجوبون ) به البلاد .. تهييجاً ، وضجيجاً ؛ و – بكل أسف وعجب – بكلِّ إصرار ، وعناد !
وهم يسوِّغون أعمالهم ، و ( حركاتهم ! ) – أعترف – بالإسناد ! ؛ لكن إلى : العقل ( البشريّ ) القاصر ، والعمل ( الحزبيّ ) الثائر ، والمنهج ( الغربيّ ) الماكر السائر ! .. لا إلى العلم ( الشرعيّ ) وأصحابه ذوي النُّهى والبصائر ..
وما – أهل السّنة و الصامتون عن الباطل - يدندنون حوْله ، ويثمّنون حمْله :
اعتقاد أنّ ( الربيع المزعوم ! ) ما هو إلا ( دعوة الفتنة ! ) بين المسلمين الآمنين ، لا ( تُزهر ) ولا تُثمر ؛ ولكن تُزهق الأرواح وتُدمّر ..
وأنّ الإصلاح ( الحقيقي ) هو الذي( يبدأ ) بردُّ الناس إلى دينهم النّقي ، وإيجاد المسلم الصالح التقي ، وهداية العبد البعيد الشقي ..
' وأن لا يُتخذَ من أخطاء السلطان [ أو الحكومات ] سبيلاً لإثارة الناس والى تنفير القلوب عن ولاة الأمور ؛ فهذا عينُ المفسدة وأحدُ الأسس التي تَحصلُ بها الفتنة بين النَّاس ؛ كما أنَّ ملء القلوب على ولاة الأمر يُحدثُ الشرَّ والفتنةَ والفوضى '
وأنّ الإنكار على المخالفين ، وبيان حالهم – بالحجة والبرهان - من واجبات الدين التي تحفظ منهج السلف الصالح في النوازل والحوادث والمحن ، والموازنة بين المفاسد والمصالح لدرء الفتن ..
و( أهل السّنة والجماعة ) في ذلك مُتّبعون للآثار ، مُمعنون فيها الأنظار ، لا يزيغون عن الدليل ، ولا يُسوّغون أفعالهم بـ ( سمعنا وقيل ! ) أو ( أين البديل ! ) ..
لقد ذكرتُ – فيما سبق من مقالات – نصوصاً كثيرة من الكتاب والسّنة ، وأقوال الأئمة والتي تؤصّل لما ينبغي للمسلم أن يكون عليه عند ظهور الاختلاف ، و الفساد ، والأهواء ، ووقوع الظلم على العامّة من أهل الأمر ، و ( المسئولين ) ، ومن بيدهم السلطة ..
وحسبي – هنا – ذكرُ حديث واحدٍ عن النبيّ الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – يناسب المقام الذي – أنا – بصدده ..
ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود : أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال :' إنها ستكون أثرةٌ وأمورٌ تُنكرونها قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : ' أدَّوا الحقَّ الذي عليكم وسَلوا الله الحقَّ الذي لكم '
والأثرة : هي الإنفراد أو الاستئثار بالشيء عمن له حق فيه ؛ على قول أهل العلم ؛ والحديث من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن ما أخبر به قد وقع من بعض الأمراء والسلاطين والولاة و ( المسؤلين ) ، فانفردوا بحق المسلمين من المال وأسرفوا على أنفسهم في ( مأكلهم ومشربهم وركوبهم ) ؛ وغيره من المنكرات .
فبما أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – عند وقوع ذلك ؟ قال : ' تؤدون الحق الذي عليكم ' ؛ قال أهل العلم – وذكر بعضها الحافظ في الفتح - : يعني : لا يمنعكم استئثارهم بالمال عنكم أن تمنعوا ما يجب عليكم نحوهم من السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم ، بل اصبروا واسمعوا وأطيعوا .
حتى لقد قال الإمام أحمد – رضي الله عنه – قولته المشهورة المأثورة المنصورة : ' الصبر على ما ( نحن فيه ) خيرٌ من الفتنة .. يُسفكُ فيها الدّماءُ ، ويُستباح فيها الأموال ! ، وينتهك فيها المحارم ! .. '
قال هذا لما استشاره أناس في الخروج مع من خرج .. !!
ونقول ( للمتكلمين ! ) : نُلزمكم بهذا الحديث ! فإن قبلتم به ناقضتم أنفسكم باتهامكم ( دعواكم ) أنّ ( صمت ) البعض في فتن اليوم ؛ هو ( خنوعٌ وتخاذل ) – زعموا - ..
وإن ( رفضتم ! ) الحديث .. فهذا اتهام للنبيّ – صلى الله عليه وسلّم – بأنّه – وحاشاه بأبي هو وأمي – يعلّم أمته ( الخنوع والتخاذل ! ) ..
من يتجرأ على هذا الاتهام ؟ !!
{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم }
فاحذروا أيها المتكلمون !
وما يجري في بلدنا الأردن – حماه الله – من مطالبات بالإصلاح ، ومحاربة الفساد ؛ فهو مما ( نتفق ) عليه ، ولا ننكره ولا نعيب ؛ لكنّ الخلاف في الأساليب ؛ في نهج الوعيد والتصعيد ، والتنديد والتهديد ؛ نهج الاستقواء ..
ولنا أن نسأل ( المتكلمين ! ) : إذا كانت مقاصدكم ( إصلاحيّة ) ؛ فلِمَ تُصرّون على الوسائل ( التصعيديّة ) ؛ وأنتم تعلمون – بحكم خبرتكم السياسيّة ! – أنّ الناس – اليوم ! – ليسوا على قلب رجل واحد .. ! فربما دخل – في مسيراتكم ومطالباتكم - ( واحدٌ ) من أصحاب النفوس المريضة ، والنوايا البغيضة ( فيُلقي ) ما به تحدث الفتنة ، وما لا يُحمد عقباه .. لا قدّر الله – جلّ في علاه - ؛ فتنتقل المسيرات من ( سلْميّة ) إلى ( مواجهات حتْميّة ) ، أو إلى ( انتقاميّة ! ) ..
وانتم ترون كيف ينفثون – من حين لآخر – الأضغان ، والأضغاث ، والسّم ، وأكثر .. { وما تُخْفي صُدورُهم أكبر }
واللهِ لا أدري عن بعض ( المتكلمين ! ) : كيف يفكرون .. بل كيف يمْكرون ؟
لكنّها الفتن .. !
إذا أخذت بناصية الرجال ذهبت به كلّ مذهب ؛ حتى تسلبه العقل والقلب ؛ فيسير حيرانَ مضطرباً : لا يعرف الحقّ من الباطل ، ولا الصديق الوفيّ من العاطل ، ولا العالم من الجاهل ..
ولا الإصلاح من الفتن الغوائل .. !
فاحذر أخي من ( المتكلمين ! ) في الباطل .. دعاة السوء ؛ الذين يهيّجون القلوب حتى تكون مرتعاً للفتنة ، ويجيّشون الصدور حتى تكون منبعاً للكلام فيها ..!
أسأل الله – تعالى – أن يجنبنا الفتن والفتّانين ، وأن يحفظ بلدنا الأردن من كلّ كيد وشرّ وسائر بلد المسلمين ، وان يوفق ولاة أمورنا لكل خير ..
سبحانك ربّنا ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين
لا ( دعاةُ فتنة ! ) ولا – بها - ( مُتكلّمون ! )
الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهُدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يُحيون بكتاب الله الموتى ، ويُبصِّرون بنور الله أهل العَمَى ....
أما بعد :
إنّ المتربصين بالأمة – فتنةً ومحنةً – يتشبثون بأشباه الفرص ، و( أشباح الرُّخص ! ) في سبيل ( إصلاحهم ) المنشود ! ، و ( عزِّهم ) المفقود الموعود !!
ولذا ! فأيُّ ( حادث ) يطرأ على الأمة أو يُعاد ! – كبير أو صغير .. عظيم أو حقير – كانوا له بالمرصاد ، ثمَّ يمتطونه و( يجوبون ) به البلاد .. تهييجاً ، وضجيجاً ؛ و – بكل أسف وعجب – بكلِّ إصرار ، وعناد !
وهم يسوِّغون أعمالهم ، و ( حركاتهم ! ) – أعترف – بالإسناد ! ؛ لكن إلى : العقل ( البشريّ ) القاصر ، والعمل ( الحزبيّ ) الثائر ، والمنهج ( الغربيّ ) الماكر السائر ! .. لا إلى العلم ( الشرعيّ ) وأصحابه ذوي النُّهى والبصائر ..
وما – أهل السّنة و الصامتون عن الباطل - يدندنون حوْله ، ويثمّنون حمْله :
اعتقاد أنّ ( الربيع المزعوم ! ) ما هو إلا ( دعوة الفتنة ! ) بين المسلمين الآمنين ، لا ( تُزهر ) ولا تُثمر ؛ ولكن تُزهق الأرواح وتُدمّر ..
وأنّ الإصلاح ( الحقيقي ) هو الذي( يبدأ ) بردُّ الناس إلى دينهم النّقي ، وإيجاد المسلم الصالح التقي ، وهداية العبد البعيد الشقي ..
' وأن لا يُتخذَ من أخطاء السلطان [ أو الحكومات ] سبيلاً لإثارة الناس والى تنفير القلوب عن ولاة الأمور ؛ فهذا عينُ المفسدة وأحدُ الأسس التي تَحصلُ بها الفتنة بين النَّاس ؛ كما أنَّ ملء القلوب على ولاة الأمر يُحدثُ الشرَّ والفتنةَ والفوضى '
وأنّ الإنكار على المخالفين ، وبيان حالهم – بالحجة والبرهان - من واجبات الدين التي تحفظ منهج السلف الصالح في النوازل والحوادث والمحن ، والموازنة بين المفاسد والمصالح لدرء الفتن ..
و( أهل السّنة والجماعة ) في ذلك مُتّبعون للآثار ، مُمعنون فيها الأنظار ، لا يزيغون عن الدليل ، ولا يُسوّغون أفعالهم بـ ( سمعنا وقيل ! ) أو ( أين البديل ! ) ..
لقد ذكرتُ – فيما سبق من مقالات – نصوصاً كثيرة من الكتاب والسّنة ، وأقوال الأئمة والتي تؤصّل لما ينبغي للمسلم أن يكون عليه عند ظهور الاختلاف ، و الفساد ، والأهواء ، ووقوع الظلم على العامّة من أهل الأمر ، و ( المسئولين ) ، ومن بيدهم السلطة ..
وحسبي – هنا – ذكرُ حديث واحدٍ عن النبيّ الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – يناسب المقام الذي – أنا – بصدده ..
ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود : أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال :' إنها ستكون أثرةٌ وأمورٌ تُنكرونها قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : ' أدَّوا الحقَّ الذي عليكم وسَلوا الله الحقَّ الذي لكم '
والأثرة : هي الإنفراد أو الاستئثار بالشيء عمن له حق فيه ؛ على قول أهل العلم ؛ والحديث من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن ما أخبر به قد وقع من بعض الأمراء والسلاطين والولاة و ( المسؤلين ) ، فانفردوا بحق المسلمين من المال وأسرفوا على أنفسهم في ( مأكلهم ومشربهم وركوبهم ) ؛ وغيره من المنكرات .
فبما أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – عند وقوع ذلك ؟ قال : ' تؤدون الحق الذي عليكم ' ؛ قال أهل العلم – وذكر بعضها الحافظ في الفتح - : يعني : لا يمنعكم استئثارهم بالمال عنكم أن تمنعوا ما يجب عليكم نحوهم من السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم ، بل اصبروا واسمعوا وأطيعوا .
حتى لقد قال الإمام أحمد – رضي الله عنه – قولته المشهورة المأثورة المنصورة : ' الصبر على ما ( نحن فيه ) خيرٌ من الفتنة .. يُسفكُ فيها الدّماءُ ، ويُستباح فيها الأموال ! ، وينتهك فيها المحارم ! .. '
قال هذا لما استشاره أناس في الخروج مع من خرج .. !!
ونقول ( للمتكلمين ! ) : نُلزمكم بهذا الحديث ! فإن قبلتم به ناقضتم أنفسكم باتهامكم ( دعواكم ) أنّ ( صمت ) البعض في فتن اليوم ؛ هو ( خنوعٌ وتخاذل ) – زعموا - ..
وإن ( رفضتم ! ) الحديث .. فهذا اتهام للنبيّ – صلى الله عليه وسلّم – بأنّه – وحاشاه بأبي هو وأمي – يعلّم أمته ( الخنوع والتخاذل ! ) ..
من يتجرأ على هذا الاتهام ؟ !!
{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم }
فاحذروا أيها المتكلمون !
وما يجري في بلدنا الأردن – حماه الله – من مطالبات بالإصلاح ، ومحاربة الفساد ؛ فهو مما ( نتفق ) عليه ، ولا ننكره ولا نعيب ؛ لكنّ الخلاف في الأساليب ؛ في نهج الوعيد والتصعيد ، والتنديد والتهديد ؛ نهج الاستقواء ..
ولنا أن نسأل ( المتكلمين ! ) : إذا كانت مقاصدكم ( إصلاحيّة ) ؛ فلِمَ تُصرّون على الوسائل ( التصعيديّة ) ؛ وأنتم تعلمون – بحكم خبرتكم السياسيّة ! – أنّ الناس – اليوم ! – ليسوا على قلب رجل واحد .. ! فربما دخل – في مسيراتكم ومطالباتكم - ( واحدٌ ) من أصحاب النفوس المريضة ، والنوايا البغيضة ( فيُلقي ) ما به تحدث الفتنة ، وما لا يُحمد عقباه .. لا قدّر الله – جلّ في علاه - ؛ فتنتقل المسيرات من ( سلْميّة ) إلى ( مواجهات حتْميّة ) ، أو إلى ( انتقاميّة ! ) ..
وانتم ترون كيف ينفثون – من حين لآخر – الأضغان ، والأضغاث ، والسّم ، وأكثر .. { وما تُخْفي صُدورُهم أكبر }
واللهِ لا أدري عن بعض ( المتكلمين ! ) : كيف يفكرون .. بل كيف يمْكرون ؟
لكنّها الفتن .. !
إذا أخذت بناصية الرجال ذهبت به كلّ مذهب ؛ حتى تسلبه العقل والقلب ؛ فيسير حيرانَ مضطرباً : لا يعرف الحقّ من الباطل ، ولا الصديق الوفيّ من العاطل ، ولا العالم من الجاهل ..
ولا الإصلاح من الفتن الغوائل .. !
فاحذر أخي من ( المتكلمين ! ) في الباطل .. دعاة السوء ؛ الذين يهيّجون القلوب حتى تكون مرتعاً للفتنة ، ويجيّشون الصدور حتى تكون منبعاً للكلام فيها ..!
أسأل الله – تعالى – أن يجنبنا الفتن والفتّانين ، وأن يحفظ بلدنا الأردن من كلّ كيد وشرّ وسائر بلد المسلمين ، وان يوفق ولاة أمورنا لكل خير ..
سبحانك ربّنا ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين
لا ( دعاةُ فتنة ! ) ولا – بها - ( مُتكلّمون ! )
الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهُدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يُحيون بكتاب الله الموتى ، ويُبصِّرون بنور الله أهل العَمَى ....
أما بعد :
إنّ المتربصين بالأمة – فتنةً ومحنةً – يتشبثون بأشباه الفرص ، و( أشباح الرُّخص ! ) في سبيل ( إصلاحهم ) المنشود ! ، و ( عزِّهم ) المفقود الموعود !!
ولذا ! فأيُّ ( حادث ) يطرأ على الأمة أو يُعاد ! – كبير أو صغير .. عظيم أو حقير – كانوا له بالمرصاد ، ثمَّ يمتطونه و( يجوبون ) به البلاد .. تهييجاً ، وضجيجاً ؛ و – بكل أسف وعجب – بكلِّ إصرار ، وعناد !
وهم يسوِّغون أعمالهم ، و ( حركاتهم ! ) – أعترف – بالإسناد ! ؛ لكن إلى : العقل ( البشريّ ) القاصر ، والعمل ( الحزبيّ ) الثائر ، والمنهج ( الغربيّ ) الماكر السائر ! .. لا إلى العلم ( الشرعيّ ) وأصحابه ذوي النُّهى والبصائر ..
وما – أهل السّنة و الصامتون عن الباطل - يدندنون حوْله ، ويثمّنون حمْله :
اعتقاد أنّ ( الربيع المزعوم ! ) ما هو إلا ( دعوة الفتنة ! ) بين المسلمين الآمنين ، لا ( تُزهر ) ولا تُثمر ؛ ولكن تُزهق الأرواح وتُدمّر ..
وأنّ الإصلاح ( الحقيقي ) هو الذي( يبدأ ) بردُّ الناس إلى دينهم النّقي ، وإيجاد المسلم الصالح التقي ، وهداية العبد البعيد الشقي ..
' وأن لا يُتخذَ من أخطاء السلطان [ أو الحكومات ] سبيلاً لإثارة الناس والى تنفير القلوب عن ولاة الأمور ؛ فهذا عينُ المفسدة وأحدُ الأسس التي تَحصلُ بها الفتنة بين النَّاس ؛ كما أنَّ ملء القلوب على ولاة الأمر يُحدثُ الشرَّ والفتنةَ والفوضى '
وأنّ الإنكار على المخالفين ، وبيان حالهم – بالحجة والبرهان - من واجبات الدين التي تحفظ منهج السلف الصالح في النوازل والحوادث والمحن ، والموازنة بين المفاسد والمصالح لدرء الفتن ..
و( أهل السّنة والجماعة ) في ذلك مُتّبعون للآثار ، مُمعنون فيها الأنظار ، لا يزيغون عن الدليل ، ولا يُسوّغون أفعالهم بـ ( سمعنا وقيل ! ) أو ( أين البديل ! ) ..
لقد ذكرتُ – فيما سبق من مقالات – نصوصاً كثيرة من الكتاب والسّنة ، وأقوال الأئمة والتي تؤصّل لما ينبغي للمسلم أن يكون عليه عند ظهور الاختلاف ، و الفساد ، والأهواء ، ووقوع الظلم على العامّة من أهل الأمر ، و ( المسئولين ) ، ومن بيدهم السلطة ..
وحسبي – هنا – ذكرُ حديث واحدٍ عن النبيّ الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – يناسب المقام الذي – أنا – بصدده ..
ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود : أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال :' إنها ستكون أثرةٌ وأمورٌ تُنكرونها قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : ' أدَّوا الحقَّ الذي عليكم وسَلوا الله الحقَّ الذي لكم '
والأثرة : هي الإنفراد أو الاستئثار بالشيء عمن له حق فيه ؛ على قول أهل العلم ؛ والحديث من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن ما أخبر به قد وقع من بعض الأمراء والسلاطين والولاة و ( المسؤلين ) ، فانفردوا بحق المسلمين من المال وأسرفوا على أنفسهم في ( مأكلهم ومشربهم وركوبهم ) ؛ وغيره من المنكرات .
فبما أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – عند وقوع ذلك ؟ قال : ' تؤدون الحق الذي عليكم ' ؛ قال أهل العلم – وذكر بعضها الحافظ في الفتح - : يعني : لا يمنعكم استئثارهم بالمال عنكم أن تمنعوا ما يجب عليكم نحوهم من السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم ، بل اصبروا واسمعوا وأطيعوا .
حتى لقد قال الإمام أحمد – رضي الله عنه – قولته المشهورة المأثورة المنصورة : ' الصبر على ما ( نحن فيه ) خيرٌ من الفتنة .. يُسفكُ فيها الدّماءُ ، ويُستباح فيها الأموال ! ، وينتهك فيها المحارم ! .. '
قال هذا لما استشاره أناس في الخروج مع من خرج .. !!
ونقول ( للمتكلمين ! ) : نُلزمكم بهذا الحديث ! فإن قبلتم به ناقضتم أنفسكم باتهامكم ( دعواكم ) أنّ ( صمت ) البعض في فتن اليوم ؛ هو ( خنوعٌ وتخاذل ) – زعموا - ..
وإن ( رفضتم ! ) الحديث .. فهذا اتهام للنبيّ – صلى الله عليه وسلّم – بأنّه – وحاشاه بأبي هو وأمي – يعلّم أمته ( الخنوع والتخاذل ! ) ..
من يتجرأ على هذا الاتهام ؟ !!
{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم }
فاحذروا أيها المتكلمون !
وما يجري في بلدنا الأردن – حماه الله – من مطالبات بالإصلاح ، ومحاربة الفساد ؛ فهو مما ( نتفق ) عليه ، ولا ننكره ولا نعيب ؛ لكنّ الخلاف في الأساليب ؛ في نهج الوعيد والتصعيد ، والتنديد والتهديد ؛ نهج الاستقواء ..
ولنا أن نسأل ( المتكلمين ! ) : إذا كانت مقاصدكم ( إصلاحيّة ) ؛ فلِمَ تُصرّون على الوسائل ( التصعيديّة ) ؛ وأنتم تعلمون – بحكم خبرتكم السياسيّة ! – أنّ الناس – اليوم ! – ليسوا على قلب رجل واحد .. ! فربما دخل – في مسيراتكم ومطالباتكم - ( واحدٌ ) من أصحاب النفوس المريضة ، والنوايا البغيضة ( فيُلقي ) ما به تحدث الفتنة ، وما لا يُحمد عقباه .. لا قدّر الله – جلّ في علاه - ؛ فتنتقل المسيرات من ( سلْميّة ) إلى ( مواجهات حتْميّة ) ، أو إلى ( انتقاميّة ! ) ..
وانتم ترون كيف ينفثون – من حين لآخر – الأضغان ، والأضغاث ، والسّم ، وأكثر .. { وما تُخْفي صُدورُهم أكبر }
واللهِ لا أدري عن بعض ( المتكلمين ! ) : كيف يفكرون .. بل كيف يمْكرون ؟
لكنّها الفتن .. !
إذا أخذت بناصية الرجال ذهبت به كلّ مذهب ؛ حتى تسلبه العقل والقلب ؛ فيسير حيرانَ مضطرباً : لا يعرف الحقّ من الباطل ، ولا الصديق الوفيّ من العاطل ، ولا العالم من الجاهل ..
ولا الإصلاح من الفتن الغوائل .. !
فاحذر أخي من ( المتكلمين ! ) في الباطل .. دعاة السوء ؛ الذين يهيّجون القلوب حتى تكون مرتعاً للفتنة ، ويجيّشون الصدور حتى تكون منبعاً للكلام فيها ..!
أسأل الله – تعالى – أن يجنبنا الفتن والفتّانين ، وأن يحفظ بلدنا الأردن من كلّ كيد وشرّ وسائر بلد المسلمين ، وان يوفق ولاة أمورنا لكل خير ..
سبحانك ربّنا ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين
التعليقات