مُنْذ جَرِيْمَة هِيْرُوْشِيَمَا وَنَاغَازَاكِي مُرْوَرَا بِالْجَرَائِم الَّتِي ارْتُكِبَت فِي فِلِسْطِيْن وَالْعِرَاق وَأَفَغَانِسْتَان ، لَم تُبْذَل أَي مِن الْمَسَاعِي الْجَادَّة بِشَأْن الْكَرَامَة الِإِنْسَانِيَّة عُمُوْمَا وَالْعَرَبِيَّة خُصُوْصَا ، وَالْمُلْفِت الْيَوْم أَن الْدَّوْلَتَيْن العِمُّلاقَتَين عَلَى الْمُسْتَوَى الْإِقْلِيمِي الْسُّعُوْدِيَّة وَإِيْرَان نَجِدُهُمْا فِي سِبَاق مِن أَجْل نَيْل وِسَام الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ، وَالْسُّؤَال الَّذِي يَتَبَادَر إِلَى ذِهْنِيَّة الْمُرَاقِب : تُرَى هَل الْمَصَالِح تُفْرَض الْمَسَار ؟ أَم أَن النَّهْج يُفْرَز الْمَصَالِح ؟ لَقَد جَعَلْت الْقِيَادَة الْعَسْكَرِيَّة الْإِيْرَانِيَّة فِي مُقَدِّمَة بَرَامِجِهَا احْتِرَام وَرِعَايَة الْمَبَادِئ وَالْقِيَم الْإِنْسَانِيَّة وَالْإِسْلَامِيَّة بِعَقِيْدَة دِفَاعِيَّة مَبْنِيَّة عَلی إِنْتَاج الْأَسْلِحَة التَّقْلِيْدِيَّة وَتَجَنُّب الْدُّخُوْل فِي تَنَافُس تَسَّلِيُحي كَاذِب ، وَهِي تُعْلِن لِلْعَالَم أَجْمَع أَنَّهَا تَسِيْر عَلی نَهْج الْقُرْآَن وَتُصِر عَلی نَهْج الْمُقَاوَمَة وَالِاسْتِشْهَاد الْبَاعِث لِلْعِزَّة وَالْكَرَامَة ! وَفِي الْمُقَابِل تَأْتِي الْمَمْلَكَة الْإِنْسَانِيَّة كَمَا يَرُوْق لِبَعْض الْأُمَرَاء تَسْمِيَتِهَا ، وَقَد جَعَلَت حَتَّى مِن الْقُوَّة الْدَّاعِمَة لِلْنِّظَام الْبَحْرَيْنِي ( قُوَّات إِنْسَانِيَّة ) لِحِفْظ الْسَّلَم ، وَكَذَلِك كَافَّة صُنُوْف الْدَّعْم الْمُقَدِّمَة لِلْشَّعْب الْسُّوْرِي ضِد الْنِّظَام الْحَاكِم فَهِي فِي تَقْدِيْر الْقِيَادَة الْسُّعُوْدِيَّة مَهَام إِنْسَانِيَّة بِالْدَّرَجَة الْأُوْلَى ، وَأَتَسَاءَل هُنَا كَمُؤسّس لِلْهَيْئَة الْجَلَيْلَة عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِي : مَن يَضْبِط إِيْقَاع هَذَا الْتَسَابُق ؟ وَهَل فِي ظِل الْظُرُوْف الْمُنْفَلِتَة مِن عِقَالِهَا يُمْكِنُنَا ضَمَانَة الْتَسَابُق السُّلَمِي بَيْن الْهِلَالَيْن السِّنِّي وَالْشِّيْعِي ؟! لَا أُخْفِيْكُم يَا سَادَة أَنَّنِي مُتَخَوِّف جَدَّا مِن هَذَا الْسِّبَاق الْمَحْمُوْم ، وَالَّذِي قَد تَكُوْن لَه تَبِعَات غَيْر وَاضِحَة فِي الْمَدَى الْمَنْظُوْر الْحَالِي إِلَا أَن مَا يَتَخَفَّى خَلَف الْسِّتَار ، وَفِي ذِهْنِيَّة الْقِيَادَات الَّتِي تُعَد مِن قَبْل الْجَانِبَيْن لَا يُبَشِّر بِطُمَأْنِيْنَة أَبَدا ، وَنَحْن ضِمْن هَذَا السِّيَاق لَا نَسْتَطِيْع أَن نَكُوْن مَع جَانِب ضِد الْأُخَر ، إِضَافَة إِلَى أَن نَهْج الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي يَلْزَمُنَا بِالْحِيَاد لِغَايَة مَعْرِفَة الْحَقِيقَة لِنَكُون إِلَى صَف الْعَدْل الْرَّبَّانِي خِدْمَة لِلْإِنْسَانِيَّة الْمُعَذَّبَة وَبِخَاصَّة فِي هَذِه الْمِنْطَقَة ، لِهَذَا نَأْمَل مِن طَرْفِي الْمُعَادَلَة تُفْهَم ضَرُوْرَة طَرَحْنَا مِن نَاحِيَة ، وَمُتَابَعَة الْمَسَار الْإِنْسَانِي مِن نَاحِيَّة ثَانِيَة ، و بِدُوْن هَرْوَلَة جُغْرَافِيَة أَو سِيَاسِيَّة أَو عَسْكَرِيَّة لَا تُبْقِي وَلَا تَذَر ، أُوَتَوْظْيف دُوَل فِي مُهِمَّات لَهَا أَثْمَان مُرَكَّبَة سْتَدَفَعَهَا فِي الْقَرِيْب الْعَاجِل ، إِضَافَة إِلَى أَنَّه لَا يَخْفَي عَلَى طَرَفَي الْمُعَادَلَة حَجْم الاسْتِفَادَة الْغَرْبِيَّة ، نَقُوُل ذَلِك وَنَحْن نُدْرِك التَّطَوُّرَات النَّوْعِيَّة الْعَسْكَرِيَّة لَدَى الْجَانِبَيْن بِغَض الْنَّظَر عَن الْاعْتِمَاد الْذَّاتِي أَو اسْتِيْرَاد الْأَسْلِحَة مِن الْغَرْب ، و نَقْدِر عَالِيَا تِلْك التَّطَوُّرَات الْذَّاتِيَّة وَالَّتِي أَسْهَمَت فِي إِيْجَاد مَنْظُوْمَات صَوَارِيْخ مُتَطَوِّرَة وَرَادَارَات ذَكِيَّة تَحَدَّت قُوَّة الدُّوَل الَّتِي تُعْتَبَر نَفْسَهَا بِأَنَّهَا الْوَحِيدَة الَّتِي تّمَّتِلَك الْتِّقْنِيَّات الْعَسْكَرِيَّة الْحَدِيْثَة فِي الْعَالَم فَحَسْب، كُل هَذَا وَغَيْرِه الْكَثِيْر يَحْسِب فِي مِيْزَان إِيْرَان ، وَلَكِن نَحْن نَتَحَدَّث عَن كَيْفِيَّة وَأْد الْفِتْنَة الْكُبْرَى الَّتِي تُعَد ضِد الْمِنْطَقَة وَتَجْعَل مِن الْدَّوْلَتَيْن الْسُّعُوْدِيَّة وَإِيْرَان فِي الْمَوَاجَهَة ! وكمُرَاقِبَين حُذِّرْنَا مِن فَتِيْل حَرْب بَارِدَة تَشْتَعِل بَيْن الْجَانِبَيْن ، وَتَأَكَّد ذَلِك عَلَى الْأَرْض فِي الْرَّابِع عَشَر مِن شَهْر آَذَار حِيْن دَخَلَت قُوَّات مَن الْجُنُوْد وَالدَّبَّابَات الْسُّعُوْدِيَّة مَمْلَكَة الْبَحْرِين الْمُجَاوِرَة تَلْبِيَة لِنِدَاء الْأَسِرَّة الْحَاكِمَة فِيْهَا لْحُلَفَائِهُم الْسُّعُوْدِيِّيْن لَمُسَاعَدَتِهِم فِي مُوَاجَهَة الاحْتِجَاجَات الْشَّعْبِيَّة فِي الْبَحْرَيْن ، وَكَانَت هَذِه أَوَّل نَتَائِج الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة الَّتِي أَسْهَمَت فِي تَأْجِيج الْوَضْع بَيْن الْجَانِبَيْن ، وَالْحَقِيْقَة أَن تَصَاعُد حِدَة التَّوَتُّر فِي الْخَلِيْج أَدَّى لِجُمْلَة تَطَوُّرَات سَلْبِيَّة وَاضِحَة، فَقَد عَكِر عَلَاقَات الْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة مَع بَعْض حُلَفَائِهَا الْمُهِمَّيْن، دَفْع أَسْعَار النَّفْط لِلْأَعْلَى وَخَفَّف تَأْيِيْد أَمْرِيْكَا لِبَعْض حَرَكَات الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة الْشَّعْبِيَّة، حَيْث بَدَا هَذَا مَلْحُوْظَا فِي الْبَحْرَيْن وَالْيَمَن ، وَإِذ نَشْعُر بِالْقَلَق فَبِسَبَب تَطَوُّر الْأَوْضَاع وَبِخَاصَة عَلَى الْسَّاحَة الْسُّوْرِيَّة الَّتِي تَدْفَع إِلَى الْأَسْوَأ وَالَّتِي قَد تَكُوْن الْشَّرَارَة الَّتِي تَنْدَلِع مِن خِلَالَهَا مُوَاجَهَة عَسْكَرِيَّة فِي الْمِنْطَقَة الَّتِي تَمُر فِيْهَا خَمْس إِمْدَادَات الْعَالَم الْنِّفْطِيَّة ، هَذَا عَدَا عَن تَأْثِيْر ذَلِك عَلَى انْسِحَاب الْقُوَّات الْأَمْرِيْكِيَّة مِن الْعِرَاق ، إِضَافَة إِلَى دُخُوْل دُوَل الْمِنْطَقَة فَعَلَيَّا فِي سِبَاق الْتَّسَلُّح الْنَّوَوِي ، وَهْنَا جَمِيْعُنَا يُعَرِّف أَن إِيْرَان أَصْبَحَت دَوْلَة نَوَوِيَّة ، وَالْسُّعُوْدِيَّة بِصَدَد تَطَوّير سِلَاح نَوَوِي ، هَذَا عَدَا عَن حُصُوْل دُوَل وَمُنَظَّمَات عَلَى أَسْلِحَة الْدَمَار الْشَامِل ، كُل هَذَا وَالْشُّعُوْب الْعَرَبِيَّة تَرْزَح تَحْت حُكْم الْحَدِيْد وَالنَّار وَالْفَقْر وَالْظُّلْم وَالْقَهْر ، وَقَد انْتَفَضْت عَلَى هَذَا الْوَاقِع وَاخْتَارَت الْتَمَرُّد عَلَى الْحُكَّام الَّذِيْن اجْتَهَدُوْا فِي تَحْوِيْل الْجُمْهُوْرِيَّات الْعَرَبِيَّة إِلَى مَلَكُيَات وَرِثُوهَا عَن قَصْد لَأَبْنَائِهِم ، غَيْر أَن الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة اسْتَطَاعَت أَن تُوَقِّف الثَّوْرَات عَنْهَا مِن خِلَال وَقَفَهَا فِي مَمْلَكَة الْبَحْرِين ، أَمَّا فِي سُوْرِيَا الْعَتِيدَة،و الَّتِي صَمَدْت فِي وَجْه الامْبِرْيَالِيّة الْصُهْيُونِيَّة سِنِيْن طَوِيْلَة،و سَاعَدَت الْمُقَاوَمَة فِي تَرْكِيْع إِسْرَائِيْل،هِي الْيَوْم تُوَاجِه جَحَافِل مِن الْبَشَر تُرِيْد الْتَمَرُّد عَلَى نِظَام الْأَسَد الَّذِي حَكَم الْبِلاد بِالْحَدِيْد و الْنَّار أُسْوَة بِوَالِدِه،مُدَعَمَيْن فِي أُطْرُوْحَاتِهِم بِمُخَطَّطَات الْصُهْيُونِيَّة الْعَالَمِيَّة بِمَا فِيْهَا الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة إِلَى تَيّار الْحَرِيْرِيَّة فِي لُبْنَان مُرْوَرَا بِالْدَّوْر الْقَطَرِي الْدَاعِم إِعْلَامِيا ، انْتِقَامِا مِن الدُّوَر الَّذِي لُعْبَتَه سَوْريّا بِوُقُوفُهَا إِلَى جَانِب حِزْب الْلَّه فِي لُبْنَان،و دَعْمَهَا لَه عَبْر تَزْوِيْدِه بِالْسِّلاح و وُقُوْفَهْا إِلَى جَانِب إِيْرَان فِي خَط الْمِمَنَاعَة و الْصُمُوْد.لَقَد كَانَت رَغْبَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة قَوِّيَّة فِي الْبَحْث عَن مَنْفَذ لِسُوَرِيَا،تُشْعِل مِن خِلَالِه فَتِيْل الْتَّغْيِيْر فَوَجَدْت فِي الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة فُرْصَة كَبِيْرَة لِلْانْتِقَام مِن الْأَسْد و نِظَامُه ، وَمَهْمَا كَانَت الْأَقَاوِيْل ضِد الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة وَتُدْخِلُهَا فِي سُوْرِيَا إِلَا أَن الْظَّاهِر لِلْعَيْن هُو تَأَخَّر فِي إِدَانَة الْأَحْدَاث ، وَكَامِل الْقَضِيَّة الْسُّوْرِيَّة فِي عُرْف الْعَاهِل الْسُّعُوْدِي لَا تَتَعَدَّى عَن كَوْنِهَا قَضِيَّة إِنْسَانِيَّة فَهُنَاك ظَلَم وَقَسْوَة، وَقَد عَبَرْت الْقِيَادَة الْسُّعُوْدِيَّة عَن مَوْقِفَهَا مِن خِلَال الْكَلِمَة الَّتِي أَلْقَاهَا خَادِم الْحَرَمَيْن الْمَلِك عَبْد الْلَّه بْن عَبْد الْعَزِيْز حَفِظَه الْلَّه ، وَاسْتِدْعَاء سَفِيْرَها لِلْتَّشَاوُر. وَكَان لِهَذِه الْكَلِمَة تَأْثِيْرَهَا عَلَى الْمُجْتَمَع الْدَّوْلِي، وَخَاصَّة الْعَالَم الْإِسْلَامِي وَالْعَالَم الْعَرَبِي، وَكَذَلِك الْمُنَظَّمَات الْإِسْلَامِيَّة وَالْإِنْسَانِيَّة ، وَكَان هَذَا بِمَثَابَة نَوْع مِن الْضَّغْط الْنَّاعِم عَلَى سُوْرِيَّة، بُغْيَة أَن تُبَادِر بِإِيْجَاد حَل وَتَتَفَّاهُم مَع شَعْبِهَا ، وَفِي الْمُقَابِل قَال الْسَّفِير الْإِيْرَانِي فِي دِمَشْق حُجَّة الْإِسْلَام احْمَد مُوْسَوِي إِن سَوْريّا سَتَخْرُج مِن مِحْنَتِهَا الْرَّاهِنَة مُنْتَصِرَة ، وَذَكَرْت وَكَالَة «مَهْر» الْإِيْرَانِيَّة لِلْأَنْبَاء أَن مُوْسَوِي شَدَّد فِي حَدِيْث لَّصَحِيْفَة الْوَطَن الْسُّوْرِيَّة أَنَّه لَا تُوْجَد مِنْطَقَة فِي الْعَالَم لَا تَحْتَاج لِلْإِصْلَاحَات لِأَن الَّذِيْن يَحْكُمُوْن الْعَالَم لَيْسُوْا مَلَائِكَة، وَلِذَلِك الْإِصْلَاحَات حَاجَة ضَرُوْرِيَّة لِكُل الْبُلْدَان،وَأَضَاف الْسَفِير الْإِيْرَانِي أَن سَوْريّا تَحْتَاج لِلْإِصْلَاحَات «وَلَكِن الْإِصْلاحَات الَّتِي يُرِيْدُهَا الْشَّعْب الْسُّوْرِي تَخْتَلِف عَن الْإِصْلاحَات الَّتِي يُطَالِب بِهَا أَعْدَاؤُه ، كُل يَنْظُر إِلَى الْمَسْأَلَة مِن زَاوِيَتِه ، لَكِن هَذَا الْتَّصْرِيح لَا يَخْفَي ذَلِك الانْقِسَام حَيْث انْقَسَمَت الْحُكُومَة الْإِيْرَانِيَّة بِشَأْن هَذِه الْمَسْأَلَة ، فَفِي الْوَقْت الَّذِي تَدْعُم فِيْه الْقِيَادَة الْعُلْيَا فِي إِيْرَان الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة فَإِنَّهَا تَصِف مَا يَحْدُث فِي سُوْرِيَا بِأَنَّه مُؤَامَرَة صَهْيُونِيَّة لِإِسْقَاط حُكُوْمَة شَعْبِيَّة وَمَشْرُوْعَة، لِأَنَّهَا تَعَارَض إِسْرَائِيْل وَّأَمْرِيْكَا بَيْنَمَا تَنَاصَر 'الْمُقَاوَمَة' لَاسِيَّمَا حِزْب الْلَّه ، فِي حِيْن أَن رَئِيْس الْجُمْهُوْرِيَّة يُحَاوِل جَاهِدا إِقْنَاع الْقِيَادَة الْعُلْيَا بِعَدَم الاحْتِفَاء بِأَحْدَاث الْعَالَم الْعَرَبِي قَبْل أَوَانِهَا ، كُل هَذِه أُمُوْر طَبِيْعِيَّة إِلَا أَن الْشَّيْء الَّذِي لَا يُمْكِن الْسُّكُوْت عَلَيْه إِيَرَانيّا وَإِسَلاميّا وَإِنْسَانيّا هُو ذَلِك الِاعْتِقَاد الْوَاسِع بِأَن إِيْرَان تُسَاعِد الْنِّظَام الْسُّوْرِي مِن خِلَال اتِّخَاذ إِجْرَاءَات صَارِمَة ضِد الْمُتَظَاهِرِيْن وَالْمُنْتَقِدِين لِنِظَام الْحِكَم بِسَبَب نَجَاحَاتُهَا قَبْل عَامَيْن فِي فِعْل الْشَّيْء نَفْسِه بِشُعَبِهَا حَسَب تَعْبِيْرا لِمُتَّهَمِين لِلْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة ، وَلَيْس خَافِيَا أَن الْنُّشَطَاء الْسِيَاسِيُّوْن الْإِيْرَانِيّوُن وَالسُورِيُّون عَلَى حَد سَوَاء يُتَّهَمُون إِيْرَان بِإِرْسَال مِيْلِيْشْيَا الِبّاسِيّج إِلَى سُوْرِيَا ! وَقَد وَضَعْت وَزَارَة الْخِزَانَة بِالْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة أَسْمَاء مَسْئُوْلِيْن إِيْرَانِيَّيْن اثْنَيْن مِن كِبِار قَادَة قُوَّات حَرَس الثَّوْرَة عَلَى قَائِمَة عُقُوْبَاتِهَا، وَهُمَا قَاسِم سْلِيَمَانِي الْقَائِد الْأَعْلَى لِقُوَّة الْقُدُس وَمُحْسِن شِيْزَارِي، وَكِلَاهُمَا مُشَارِك لِلْحُكُومَة الْسُّوْرِيَّة فِي قَمْع الاحْتِجَاجَات الْشَّعْبِيَّة. كَمَا تُتَّهَم الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة بِمُسَاعَدَة نِظَام بَشَّار الْأَسَد فِي تَعَقُّب نُشَطَاء الْمُعَارَضَة مِن خِلَال وَسَائِل الْإِعْلَام الاجْتِمَاعِيَّة مِثْل فَيْسْبُوك وَتَوَيَتّر،وَسُوْرِيَّا الَّتِي تَتَحَكَّم فِيْهَا الْأَقَلِّيَّة الْعُلْوِيَّة عَلَى الْأَكْثَرِيَّة الْسِّنِّيَّة، فِيْهَا مَصْلَحَة كَبِيْرَة لِإِيَرَان، إِذ كَانَت أَوَّل حُكُوْمَة عَرَبِيَّة أَمْكَن أَن تُقِيْم مَعَهَا الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة عِلَاقَة وَثِيْقَة ، وَتُصَعِّب الْأُمُور حِيْن نَرَى أحْرَاق الْمُتَظَاهِرُوْن فِي سُوْرِيَا لَعِلْم الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة وَهُم يَهْتِفُون بِشَعَارَات مُنَاهِضَة لِإِيَرَان، بَل هَتَف الْبَعْض بِكَلِمَة فَارِسِيَّة مِن أَجْل الْحُرِّيَّة 'أَزَادِي' لِإِيَصَال رِسَالَتِهُم إِلَى الْإِيرَانِيَّيْن بِصَوْت عَال وَوَاضِح ، وَتَبْقَى الْكَرَامَة الِإِنْسَانِيَّة فَوْق رُقْعَة الْشَّطَرَنْج الْنَّوَوِيَّة فِي الْشَّرْق الْأَوْسَط ! خَادِم الْإِنْسَانِيَّة
مُنْذ جَرِيْمَة هِيْرُوْشِيَمَا وَنَاغَازَاكِي مُرْوَرَا بِالْجَرَائِم الَّتِي ارْتُكِبَت فِي فِلِسْطِيْن وَالْعِرَاق وَأَفَغَانِسْتَان ، لَم تُبْذَل أَي مِن الْمَسَاعِي الْجَادَّة بِشَأْن الْكَرَامَة الِإِنْسَانِيَّة عُمُوْمَا وَالْعَرَبِيَّة خُصُوْصَا ، وَالْمُلْفِت الْيَوْم أَن الْدَّوْلَتَيْن العِمُّلاقَتَين عَلَى الْمُسْتَوَى الْإِقْلِيمِي الْسُّعُوْدِيَّة وَإِيْرَان نَجِدُهُمْا فِي سِبَاق مِن أَجْل نَيْل وِسَام الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ، وَالْسُّؤَال الَّذِي يَتَبَادَر إِلَى ذِهْنِيَّة الْمُرَاقِب : تُرَى هَل الْمَصَالِح تُفْرَض الْمَسَار ؟ أَم أَن النَّهْج يُفْرَز الْمَصَالِح ؟ لَقَد جَعَلْت الْقِيَادَة الْعَسْكَرِيَّة الْإِيْرَانِيَّة فِي مُقَدِّمَة بَرَامِجِهَا احْتِرَام وَرِعَايَة الْمَبَادِئ وَالْقِيَم الْإِنْسَانِيَّة وَالْإِسْلَامِيَّة بِعَقِيْدَة دِفَاعِيَّة مَبْنِيَّة عَلی إِنْتَاج الْأَسْلِحَة التَّقْلِيْدِيَّة وَتَجَنُّب الْدُّخُوْل فِي تَنَافُس تَسَّلِيُحي كَاذِب ، وَهِي تُعْلِن لِلْعَالَم أَجْمَع أَنَّهَا تَسِيْر عَلی نَهْج الْقُرْآَن وَتُصِر عَلی نَهْج الْمُقَاوَمَة وَالِاسْتِشْهَاد الْبَاعِث لِلْعِزَّة وَالْكَرَامَة ! وَفِي الْمُقَابِل تَأْتِي الْمَمْلَكَة الْإِنْسَانِيَّة كَمَا يَرُوْق لِبَعْض الْأُمَرَاء تَسْمِيَتِهَا ، وَقَد جَعَلَت حَتَّى مِن الْقُوَّة الْدَّاعِمَة لِلْنِّظَام الْبَحْرَيْنِي ( قُوَّات إِنْسَانِيَّة ) لِحِفْظ الْسَّلَم ، وَكَذَلِك كَافَّة صُنُوْف الْدَّعْم الْمُقَدِّمَة لِلْشَّعْب الْسُّوْرِي ضِد الْنِّظَام الْحَاكِم فَهِي فِي تَقْدِيْر الْقِيَادَة الْسُّعُوْدِيَّة مَهَام إِنْسَانِيَّة بِالْدَّرَجَة الْأُوْلَى ، وَأَتَسَاءَل هُنَا كَمُؤسّس لِلْهَيْئَة الْجَلَيْلَة عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِي : مَن يَضْبِط إِيْقَاع هَذَا الْتَسَابُق ؟ وَهَل فِي ظِل الْظُرُوْف الْمُنْفَلِتَة مِن عِقَالِهَا يُمْكِنُنَا ضَمَانَة الْتَسَابُق السُّلَمِي بَيْن الْهِلَالَيْن السِّنِّي وَالْشِّيْعِي ؟! لَا أُخْفِيْكُم يَا سَادَة أَنَّنِي مُتَخَوِّف جَدَّا مِن هَذَا الْسِّبَاق الْمَحْمُوْم ، وَالَّذِي قَد تَكُوْن لَه تَبِعَات غَيْر وَاضِحَة فِي الْمَدَى الْمَنْظُوْر الْحَالِي إِلَا أَن مَا يَتَخَفَّى خَلَف الْسِّتَار ، وَفِي ذِهْنِيَّة الْقِيَادَات الَّتِي تُعَد مِن قَبْل الْجَانِبَيْن لَا يُبَشِّر بِطُمَأْنِيْنَة أَبَدا ، وَنَحْن ضِمْن هَذَا السِّيَاق لَا نَسْتَطِيْع أَن نَكُوْن مَع جَانِب ضِد الْأُخَر ، إِضَافَة إِلَى أَن نَهْج الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي يَلْزَمُنَا بِالْحِيَاد لِغَايَة مَعْرِفَة الْحَقِيقَة لِنَكُون إِلَى صَف الْعَدْل الْرَّبَّانِي خِدْمَة لِلْإِنْسَانِيَّة الْمُعَذَّبَة وَبِخَاصَّة فِي هَذِه الْمِنْطَقَة ، لِهَذَا نَأْمَل مِن طَرْفِي الْمُعَادَلَة تُفْهَم ضَرُوْرَة طَرَحْنَا مِن نَاحِيَة ، وَمُتَابَعَة الْمَسَار الْإِنْسَانِي مِن نَاحِيَّة ثَانِيَة ، و بِدُوْن هَرْوَلَة جُغْرَافِيَة أَو سِيَاسِيَّة أَو عَسْكَرِيَّة لَا تُبْقِي وَلَا تَذَر ، أُوَتَوْظْيف دُوَل فِي مُهِمَّات لَهَا أَثْمَان مُرَكَّبَة سْتَدَفَعَهَا فِي الْقَرِيْب الْعَاجِل ، إِضَافَة إِلَى أَنَّه لَا يَخْفَي عَلَى طَرَفَي الْمُعَادَلَة حَجْم الاسْتِفَادَة الْغَرْبِيَّة ، نَقُوُل ذَلِك وَنَحْن نُدْرِك التَّطَوُّرَات النَّوْعِيَّة الْعَسْكَرِيَّة لَدَى الْجَانِبَيْن بِغَض الْنَّظَر عَن الْاعْتِمَاد الْذَّاتِي أَو اسْتِيْرَاد الْأَسْلِحَة مِن الْغَرْب ، و نَقْدِر عَالِيَا تِلْك التَّطَوُّرَات الْذَّاتِيَّة وَالَّتِي أَسْهَمَت فِي إِيْجَاد مَنْظُوْمَات صَوَارِيْخ مُتَطَوِّرَة وَرَادَارَات ذَكِيَّة تَحَدَّت قُوَّة الدُّوَل الَّتِي تُعْتَبَر نَفْسَهَا بِأَنَّهَا الْوَحِيدَة الَّتِي تّمَّتِلَك الْتِّقْنِيَّات الْعَسْكَرِيَّة الْحَدِيْثَة فِي الْعَالَم فَحَسْب، كُل هَذَا وَغَيْرِه الْكَثِيْر يَحْسِب فِي مِيْزَان إِيْرَان ، وَلَكِن نَحْن نَتَحَدَّث عَن كَيْفِيَّة وَأْد الْفِتْنَة الْكُبْرَى الَّتِي تُعَد ضِد الْمِنْطَقَة وَتَجْعَل مِن الْدَّوْلَتَيْن الْسُّعُوْدِيَّة وَإِيْرَان فِي الْمَوَاجَهَة ! وكمُرَاقِبَين حُذِّرْنَا مِن فَتِيْل حَرْب بَارِدَة تَشْتَعِل بَيْن الْجَانِبَيْن ، وَتَأَكَّد ذَلِك عَلَى الْأَرْض فِي الْرَّابِع عَشَر مِن شَهْر آَذَار حِيْن دَخَلَت قُوَّات مَن الْجُنُوْد وَالدَّبَّابَات الْسُّعُوْدِيَّة مَمْلَكَة الْبَحْرِين الْمُجَاوِرَة تَلْبِيَة لِنِدَاء الْأَسِرَّة الْحَاكِمَة فِيْهَا لْحُلَفَائِهُم الْسُّعُوْدِيِّيْن لَمُسَاعَدَتِهِم فِي مُوَاجَهَة الاحْتِجَاجَات الْشَّعْبِيَّة فِي الْبَحْرَيْن ، وَكَانَت هَذِه أَوَّل نَتَائِج الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة الَّتِي أَسْهَمَت فِي تَأْجِيج الْوَضْع بَيْن الْجَانِبَيْن ، وَالْحَقِيْقَة أَن تَصَاعُد حِدَة التَّوَتُّر فِي الْخَلِيْج أَدَّى لِجُمْلَة تَطَوُّرَات سَلْبِيَّة وَاضِحَة، فَقَد عَكِر عَلَاقَات الْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة مَع بَعْض حُلَفَائِهَا الْمُهِمَّيْن، دَفْع أَسْعَار النَّفْط لِلْأَعْلَى وَخَفَّف تَأْيِيْد أَمْرِيْكَا لِبَعْض حَرَكَات الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة الْشَّعْبِيَّة، حَيْث بَدَا هَذَا مَلْحُوْظَا فِي الْبَحْرَيْن وَالْيَمَن ، وَإِذ نَشْعُر بِالْقَلَق فَبِسَبَب تَطَوُّر الْأَوْضَاع وَبِخَاصَة عَلَى الْسَّاحَة الْسُّوْرِيَّة الَّتِي تَدْفَع إِلَى الْأَسْوَأ وَالَّتِي قَد تَكُوْن الْشَّرَارَة الَّتِي تَنْدَلِع مِن خِلَالَهَا مُوَاجَهَة عَسْكَرِيَّة فِي الْمِنْطَقَة الَّتِي تَمُر فِيْهَا خَمْس إِمْدَادَات الْعَالَم الْنِّفْطِيَّة ، هَذَا عَدَا عَن تَأْثِيْر ذَلِك عَلَى انْسِحَاب الْقُوَّات الْأَمْرِيْكِيَّة مِن الْعِرَاق ، إِضَافَة إِلَى دُخُوْل دُوَل الْمِنْطَقَة فَعَلَيَّا فِي سِبَاق الْتَّسَلُّح الْنَّوَوِي ، وَهْنَا جَمِيْعُنَا يُعَرِّف أَن إِيْرَان أَصْبَحَت دَوْلَة نَوَوِيَّة ، وَالْسُّعُوْدِيَّة بِصَدَد تَطَوّير سِلَاح نَوَوِي ، هَذَا عَدَا عَن حُصُوْل دُوَل وَمُنَظَّمَات عَلَى أَسْلِحَة الْدَمَار الْشَامِل ، كُل هَذَا وَالْشُّعُوْب الْعَرَبِيَّة تَرْزَح تَحْت حُكْم الْحَدِيْد وَالنَّار وَالْفَقْر وَالْظُّلْم وَالْقَهْر ، وَقَد انْتَفَضْت عَلَى هَذَا الْوَاقِع وَاخْتَارَت الْتَمَرُّد عَلَى الْحُكَّام الَّذِيْن اجْتَهَدُوْا فِي تَحْوِيْل الْجُمْهُوْرِيَّات الْعَرَبِيَّة إِلَى مَلَكُيَات وَرِثُوهَا عَن قَصْد لَأَبْنَائِهِم ، غَيْر أَن الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة اسْتَطَاعَت أَن تُوَقِّف الثَّوْرَات عَنْهَا مِن خِلَال وَقَفَهَا فِي مَمْلَكَة الْبَحْرِين ، أَمَّا فِي سُوْرِيَا الْعَتِيدَة،و الَّتِي صَمَدْت فِي وَجْه الامْبِرْيَالِيّة الْصُهْيُونِيَّة سِنِيْن طَوِيْلَة،و سَاعَدَت الْمُقَاوَمَة فِي تَرْكِيْع إِسْرَائِيْل،هِي الْيَوْم تُوَاجِه جَحَافِل مِن الْبَشَر تُرِيْد الْتَمَرُّد عَلَى نِظَام الْأَسَد الَّذِي حَكَم الْبِلاد بِالْحَدِيْد و الْنَّار أُسْوَة بِوَالِدِه،مُدَعَمَيْن فِي أُطْرُوْحَاتِهِم بِمُخَطَّطَات الْصُهْيُونِيَّة الْعَالَمِيَّة بِمَا فِيْهَا الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة إِلَى تَيّار الْحَرِيْرِيَّة فِي لُبْنَان مُرْوَرَا بِالْدَّوْر الْقَطَرِي الْدَاعِم إِعْلَامِيا ، انْتِقَامِا مِن الدُّوَر الَّذِي لُعْبَتَه سَوْريّا بِوُقُوفُهَا إِلَى جَانِب حِزْب الْلَّه فِي لُبْنَان،و دَعْمَهَا لَه عَبْر تَزْوِيْدِه بِالْسِّلاح و وُقُوْفَهْا إِلَى جَانِب إِيْرَان فِي خَط الْمِمَنَاعَة و الْصُمُوْد.لَقَد كَانَت رَغْبَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة قَوِّيَّة فِي الْبَحْث عَن مَنْفَذ لِسُوَرِيَا،تُشْعِل مِن خِلَالِه فَتِيْل الْتَّغْيِيْر فَوَجَدْت فِي الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة فُرْصَة كَبِيْرَة لِلْانْتِقَام مِن الْأَسْد و نِظَامُه ، وَمَهْمَا كَانَت الْأَقَاوِيْل ضِد الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة وَتُدْخِلُهَا فِي سُوْرِيَا إِلَا أَن الْظَّاهِر لِلْعَيْن هُو تَأَخَّر فِي إِدَانَة الْأَحْدَاث ، وَكَامِل الْقَضِيَّة الْسُّوْرِيَّة فِي عُرْف الْعَاهِل الْسُّعُوْدِي لَا تَتَعَدَّى عَن كَوْنِهَا قَضِيَّة إِنْسَانِيَّة فَهُنَاك ظَلَم وَقَسْوَة، وَقَد عَبَرْت الْقِيَادَة الْسُّعُوْدِيَّة عَن مَوْقِفَهَا مِن خِلَال الْكَلِمَة الَّتِي أَلْقَاهَا خَادِم الْحَرَمَيْن الْمَلِك عَبْد الْلَّه بْن عَبْد الْعَزِيْز حَفِظَه الْلَّه ، وَاسْتِدْعَاء سَفِيْرَها لِلْتَّشَاوُر. وَكَان لِهَذِه الْكَلِمَة تَأْثِيْرَهَا عَلَى الْمُجْتَمَع الْدَّوْلِي، وَخَاصَّة الْعَالَم الْإِسْلَامِي وَالْعَالَم الْعَرَبِي، وَكَذَلِك الْمُنَظَّمَات الْإِسْلَامِيَّة وَالْإِنْسَانِيَّة ، وَكَان هَذَا بِمَثَابَة نَوْع مِن الْضَّغْط الْنَّاعِم عَلَى سُوْرِيَّة، بُغْيَة أَن تُبَادِر بِإِيْجَاد حَل وَتَتَفَّاهُم مَع شَعْبِهَا ، وَفِي الْمُقَابِل قَال الْسَّفِير الْإِيْرَانِي فِي دِمَشْق حُجَّة الْإِسْلَام احْمَد مُوْسَوِي إِن سَوْريّا سَتَخْرُج مِن مِحْنَتِهَا الْرَّاهِنَة مُنْتَصِرَة ، وَذَكَرْت وَكَالَة «مَهْر» الْإِيْرَانِيَّة لِلْأَنْبَاء أَن مُوْسَوِي شَدَّد فِي حَدِيْث لَّصَحِيْفَة الْوَطَن الْسُّوْرِيَّة أَنَّه لَا تُوْجَد مِنْطَقَة فِي الْعَالَم لَا تَحْتَاج لِلْإِصْلَاحَات لِأَن الَّذِيْن يَحْكُمُوْن الْعَالَم لَيْسُوْا مَلَائِكَة، وَلِذَلِك الْإِصْلَاحَات حَاجَة ضَرُوْرِيَّة لِكُل الْبُلْدَان،وَأَضَاف الْسَفِير الْإِيْرَانِي أَن سَوْريّا تَحْتَاج لِلْإِصْلَاحَات «وَلَكِن الْإِصْلاحَات الَّتِي يُرِيْدُهَا الْشَّعْب الْسُّوْرِي تَخْتَلِف عَن الْإِصْلاحَات الَّتِي يُطَالِب بِهَا أَعْدَاؤُه ، كُل يَنْظُر إِلَى الْمَسْأَلَة مِن زَاوِيَتِه ، لَكِن هَذَا الْتَّصْرِيح لَا يَخْفَي ذَلِك الانْقِسَام حَيْث انْقَسَمَت الْحُكُومَة الْإِيْرَانِيَّة بِشَأْن هَذِه الْمَسْأَلَة ، فَفِي الْوَقْت الَّذِي تَدْعُم فِيْه الْقِيَادَة الْعُلْيَا فِي إِيْرَان الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة فَإِنَّهَا تَصِف مَا يَحْدُث فِي سُوْرِيَا بِأَنَّه مُؤَامَرَة صَهْيُونِيَّة لِإِسْقَاط حُكُوْمَة شَعْبِيَّة وَمَشْرُوْعَة، لِأَنَّهَا تَعَارَض إِسْرَائِيْل وَّأَمْرِيْكَا بَيْنَمَا تَنَاصَر 'الْمُقَاوَمَة' لَاسِيَّمَا حِزْب الْلَّه ، فِي حِيْن أَن رَئِيْس الْجُمْهُوْرِيَّة يُحَاوِل جَاهِدا إِقْنَاع الْقِيَادَة الْعُلْيَا بِعَدَم الاحْتِفَاء بِأَحْدَاث الْعَالَم الْعَرَبِي قَبْل أَوَانِهَا ، كُل هَذِه أُمُوْر طَبِيْعِيَّة إِلَا أَن الْشَّيْء الَّذِي لَا يُمْكِن الْسُّكُوْت عَلَيْه إِيَرَانيّا وَإِسَلاميّا وَإِنْسَانيّا هُو ذَلِك الِاعْتِقَاد الْوَاسِع بِأَن إِيْرَان تُسَاعِد الْنِّظَام الْسُّوْرِي مِن خِلَال اتِّخَاذ إِجْرَاءَات صَارِمَة ضِد الْمُتَظَاهِرِيْن وَالْمُنْتَقِدِين لِنِظَام الْحِكَم بِسَبَب نَجَاحَاتُهَا قَبْل عَامَيْن فِي فِعْل الْشَّيْء نَفْسِه بِشُعَبِهَا حَسَب تَعْبِيْرا لِمُتَّهَمِين لِلْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة ، وَلَيْس خَافِيَا أَن الْنُّشَطَاء الْسِيَاسِيُّوْن الْإِيْرَانِيّوُن وَالسُورِيُّون عَلَى حَد سَوَاء يُتَّهَمُون إِيْرَان بِإِرْسَال مِيْلِيْشْيَا الِبّاسِيّج إِلَى سُوْرِيَا ! وَقَد وَضَعْت وَزَارَة الْخِزَانَة بِالْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة أَسْمَاء مَسْئُوْلِيْن إِيْرَانِيَّيْن اثْنَيْن مِن كِبِار قَادَة قُوَّات حَرَس الثَّوْرَة عَلَى قَائِمَة عُقُوْبَاتِهَا، وَهُمَا قَاسِم سْلِيَمَانِي الْقَائِد الْأَعْلَى لِقُوَّة الْقُدُس وَمُحْسِن شِيْزَارِي، وَكِلَاهُمَا مُشَارِك لِلْحُكُومَة الْسُّوْرِيَّة فِي قَمْع الاحْتِجَاجَات الْشَّعْبِيَّة. كَمَا تُتَّهَم الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة بِمُسَاعَدَة نِظَام بَشَّار الْأَسَد فِي تَعَقُّب نُشَطَاء الْمُعَارَضَة مِن خِلَال وَسَائِل الْإِعْلَام الاجْتِمَاعِيَّة مِثْل فَيْسْبُوك وَتَوَيَتّر،وَسُوْرِيَّا الَّتِي تَتَحَكَّم فِيْهَا الْأَقَلِّيَّة الْعُلْوِيَّة عَلَى الْأَكْثَرِيَّة الْسِّنِّيَّة، فِيْهَا مَصْلَحَة كَبِيْرَة لِإِيَرَان، إِذ كَانَت أَوَّل حُكُوْمَة عَرَبِيَّة أَمْكَن أَن تُقِيْم مَعَهَا الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة عِلَاقَة وَثِيْقَة ، وَتُصَعِّب الْأُمُور حِيْن نَرَى أحْرَاق الْمُتَظَاهِرُوْن فِي سُوْرِيَا لَعِلْم الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة وَهُم يَهْتِفُون بِشَعَارَات مُنَاهِضَة لِإِيَرَان، بَل هَتَف الْبَعْض بِكَلِمَة فَارِسِيَّة مِن أَجْل الْحُرِّيَّة 'أَزَادِي' لِإِيَصَال رِسَالَتِهُم إِلَى الْإِيرَانِيَّيْن بِصَوْت عَال وَوَاضِح ، وَتَبْقَى الْكَرَامَة الِإِنْسَانِيَّة فَوْق رُقْعَة الْشَّطَرَنْج الْنَّوَوِيَّة فِي الْشَّرْق الْأَوْسَط ! خَادِم الْإِنْسَانِيَّة
مُنْذ جَرِيْمَة هِيْرُوْشِيَمَا وَنَاغَازَاكِي مُرْوَرَا بِالْجَرَائِم الَّتِي ارْتُكِبَت فِي فِلِسْطِيْن وَالْعِرَاق وَأَفَغَانِسْتَان ، لَم تُبْذَل أَي مِن الْمَسَاعِي الْجَادَّة بِشَأْن الْكَرَامَة الِإِنْسَانِيَّة عُمُوْمَا وَالْعَرَبِيَّة خُصُوْصَا ، وَالْمُلْفِت الْيَوْم أَن الْدَّوْلَتَيْن العِمُّلاقَتَين عَلَى الْمُسْتَوَى الْإِقْلِيمِي الْسُّعُوْدِيَّة وَإِيْرَان نَجِدُهُمْا فِي سِبَاق مِن أَجْل نَيْل وِسَام الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ، وَالْسُّؤَال الَّذِي يَتَبَادَر إِلَى ذِهْنِيَّة الْمُرَاقِب : تُرَى هَل الْمَصَالِح تُفْرَض الْمَسَار ؟ أَم أَن النَّهْج يُفْرَز الْمَصَالِح ؟ لَقَد جَعَلْت الْقِيَادَة الْعَسْكَرِيَّة الْإِيْرَانِيَّة فِي مُقَدِّمَة بَرَامِجِهَا احْتِرَام وَرِعَايَة الْمَبَادِئ وَالْقِيَم الْإِنْسَانِيَّة وَالْإِسْلَامِيَّة بِعَقِيْدَة دِفَاعِيَّة مَبْنِيَّة عَلی إِنْتَاج الْأَسْلِحَة التَّقْلِيْدِيَّة وَتَجَنُّب الْدُّخُوْل فِي تَنَافُس تَسَّلِيُحي كَاذِب ، وَهِي تُعْلِن لِلْعَالَم أَجْمَع أَنَّهَا تَسِيْر عَلی نَهْج الْقُرْآَن وَتُصِر عَلی نَهْج الْمُقَاوَمَة وَالِاسْتِشْهَاد الْبَاعِث لِلْعِزَّة وَالْكَرَامَة ! وَفِي الْمُقَابِل تَأْتِي الْمَمْلَكَة الْإِنْسَانِيَّة كَمَا يَرُوْق لِبَعْض الْأُمَرَاء تَسْمِيَتِهَا ، وَقَد جَعَلَت حَتَّى مِن الْقُوَّة الْدَّاعِمَة لِلْنِّظَام الْبَحْرَيْنِي ( قُوَّات إِنْسَانِيَّة ) لِحِفْظ الْسَّلَم ، وَكَذَلِك كَافَّة صُنُوْف الْدَّعْم الْمُقَدِّمَة لِلْشَّعْب الْسُّوْرِي ضِد الْنِّظَام الْحَاكِم فَهِي فِي تَقْدِيْر الْقِيَادَة الْسُّعُوْدِيَّة مَهَام إِنْسَانِيَّة بِالْدَّرَجَة الْأُوْلَى ، وَأَتَسَاءَل هُنَا كَمُؤسّس لِلْهَيْئَة الْجَلَيْلَة عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِي : مَن يَضْبِط إِيْقَاع هَذَا الْتَسَابُق ؟ وَهَل فِي ظِل الْظُرُوْف الْمُنْفَلِتَة مِن عِقَالِهَا يُمْكِنُنَا ضَمَانَة الْتَسَابُق السُّلَمِي بَيْن الْهِلَالَيْن السِّنِّي وَالْشِّيْعِي ؟! لَا أُخْفِيْكُم يَا سَادَة أَنَّنِي مُتَخَوِّف جَدَّا مِن هَذَا الْسِّبَاق الْمَحْمُوْم ، وَالَّذِي قَد تَكُوْن لَه تَبِعَات غَيْر وَاضِحَة فِي الْمَدَى الْمَنْظُوْر الْحَالِي إِلَا أَن مَا يَتَخَفَّى خَلَف الْسِّتَار ، وَفِي ذِهْنِيَّة الْقِيَادَات الَّتِي تُعَد مِن قَبْل الْجَانِبَيْن لَا يُبَشِّر بِطُمَأْنِيْنَة أَبَدا ، وَنَحْن ضِمْن هَذَا السِّيَاق لَا نَسْتَطِيْع أَن نَكُوْن مَع جَانِب ضِد الْأُخَر ، إِضَافَة إِلَى أَن نَهْج الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي يَلْزَمُنَا بِالْحِيَاد لِغَايَة مَعْرِفَة الْحَقِيقَة لِنَكُون إِلَى صَف الْعَدْل الْرَّبَّانِي خِدْمَة لِلْإِنْسَانِيَّة الْمُعَذَّبَة وَبِخَاصَّة فِي هَذِه الْمِنْطَقَة ، لِهَذَا نَأْمَل مِن طَرْفِي الْمُعَادَلَة تُفْهَم ضَرُوْرَة طَرَحْنَا مِن نَاحِيَة ، وَمُتَابَعَة الْمَسَار الْإِنْسَانِي مِن نَاحِيَّة ثَانِيَة ، و بِدُوْن هَرْوَلَة جُغْرَافِيَة أَو سِيَاسِيَّة أَو عَسْكَرِيَّة لَا تُبْقِي وَلَا تَذَر ، أُوَتَوْظْيف دُوَل فِي مُهِمَّات لَهَا أَثْمَان مُرَكَّبَة سْتَدَفَعَهَا فِي الْقَرِيْب الْعَاجِل ، إِضَافَة إِلَى أَنَّه لَا يَخْفَي عَلَى طَرَفَي الْمُعَادَلَة حَجْم الاسْتِفَادَة الْغَرْبِيَّة ، نَقُوُل ذَلِك وَنَحْن نُدْرِك التَّطَوُّرَات النَّوْعِيَّة الْعَسْكَرِيَّة لَدَى الْجَانِبَيْن بِغَض الْنَّظَر عَن الْاعْتِمَاد الْذَّاتِي أَو اسْتِيْرَاد الْأَسْلِحَة مِن الْغَرْب ، و نَقْدِر عَالِيَا تِلْك التَّطَوُّرَات الْذَّاتِيَّة وَالَّتِي أَسْهَمَت فِي إِيْجَاد مَنْظُوْمَات صَوَارِيْخ مُتَطَوِّرَة وَرَادَارَات ذَكِيَّة تَحَدَّت قُوَّة الدُّوَل الَّتِي تُعْتَبَر نَفْسَهَا بِأَنَّهَا الْوَحِيدَة الَّتِي تّمَّتِلَك الْتِّقْنِيَّات الْعَسْكَرِيَّة الْحَدِيْثَة فِي الْعَالَم فَحَسْب، كُل هَذَا وَغَيْرِه الْكَثِيْر يَحْسِب فِي مِيْزَان إِيْرَان ، وَلَكِن نَحْن نَتَحَدَّث عَن كَيْفِيَّة وَأْد الْفِتْنَة الْكُبْرَى الَّتِي تُعَد ضِد الْمِنْطَقَة وَتَجْعَل مِن الْدَّوْلَتَيْن الْسُّعُوْدِيَّة وَإِيْرَان فِي الْمَوَاجَهَة ! وكمُرَاقِبَين حُذِّرْنَا مِن فَتِيْل حَرْب بَارِدَة تَشْتَعِل بَيْن الْجَانِبَيْن ، وَتَأَكَّد ذَلِك عَلَى الْأَرْض فِي الْرَّابِع عَشَر مِن شَهْر آَذَار حِيْن دَخَلَت قُوَّات مَن الْجُنُوْد وَالدَّبَّابَات الْسُّعُوْدِيَّة مَمْلَكَة الْبَحْرِين الْمُجَاوِرَة تَلْبِيَة لِنِدَاء الْأَسِرَّة الْحَاكِمَة فِيْهَا لْحُلَفَائِهُم الْسُّعُوْدِيِّيْن لَمُسَاعَدَتِهِم فِي مُوَاجَهَة الاحْتِجَاجَات الْشَّعْبِيَّة فِي الْبَحْرَيْن ، وَكَانَت هَذِه أَوَّل نَتَائِج الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة الَّتِي أَسْهَمَت فِي تَأْجِيج الْوَضْع بَيْن الْجَانِبَيْن ، وَالْحَقِيْقَة أَن تَصَاعُد حِدَة التَّوَتُّر فِي الْخَلِيْج أَدَّى لِجُمْلَة تَطَوُّرَات سَلْبِيَّة وَاضِحَة، فَقَد عَكِر عَلَاقَات الْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة مَع بَعْض حُلَفَائِهَا الْمُهِمَّيْن، دَفْع أَسْعَار النَّفْط لِلْأَعْلَى وَخَفَّف تَأْيِيْد أَمْرِيْكَا لِبَعْض حَرَكَات الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة الْشَّعْبِيَّة، حَيْث بَدَا هَذَا مَلْحُوْظَا فِي الْبَحْرَيْن وَالْيَمَن ، وَإِذ نَشْعُر بِالْقَلَق فَبِسَبَب تَطَوُّر الْأَوْضَاع وَبِخَاصَة عَلَى الْسَّاحَة الْسُّوْرِيَّة الَّتِي تَدْفَع إِلَى الْأَسْوَأ وَالَّتِي قَد تَكُوْن الْشَّرَارَة الَّتِي تَنْدَلِع مِن خِلَالَهَا مُوَاجَهَة عَسْكَرِيَّة فِي الْمِنْطَقَة الَّتِي تَمُر فِيْهَا خَمْس إِمْدَادَات الْعَالَم الْنِّفْطِيَّة ، هَذَا عَدَا عَن تَأْثِيْر ذَلِك عَلَى انْسِحَاب الْقُوَّات الْأَمْرِيْكِيَّة مِن الْعِرَاق ، إِضَافَة إِلَى دُخُوْل دُوَل الْمِنْطَقَة فَعَلَيَّا فِي سِبَاق الْتَّسَلُّح الْنَّوَوِي ، وَهْنَا جَمِيْعُنَا يُعَرِّف أَن إِيْرَان أَصْبَحَت دَوْلَة نَوَوِيَّة ، وَالْسُّعُوْدِيَّة بِصَدَد تَطَوّير سِلَاح نَوَوِي ، هَذَا عَدَا عَن حُصُوْل دُوَل وَمُنَظَّمَات عَلَى أَسْلِحَة الْدَمَار الْشَامِل ، كُل هَذَا وَالْشُّعُوْب الْعَرَبِيَّة تَرْزَح تَحْت حُكْم الْحَدِيْد وَالنَّار وَالْفَقْر وَالْظُّلْم وَالْقَهْر ، وَقَد انْتَفَضْت عَلَى هَذَا الْوَاقِع وَاخْتَارَت الْتَمَرُّد عَلَى الْحُكَّام الَّذِيْن اجْتَهَدُوْا فِي تَحْوِيْل الْجُمْهُوْرِيَّات الْعَرَبِيَّة إِلَى مَلَكُيَات وَرِثُوهَا عَن قَصْد لَأَبْنَائِهِم ، غَيْر أَن الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة اسْتَطَاعَت أَن تُوَقِّف الثَّوْرَات عَنْهَا مِن خِلَال وَقَفَهَا فِي مَمْلَكَة الْبَحْرِين ، أَمَّا فِي سُوْرِيَا الْعَتِيدَة،و الَّتِي صَمَدْت فِي وَجْه الامْبِرْيَالِيّة الْصُهْيُونِيَّة سِنِيْن طَوِيْلَة،و سَاعَدَت الْمُقَاوَمَة فِي تَرْكِيْع إِسْرَائِيْل،هِي الْيَوْم تُوَاجِه جَحَافِل مِن الْبَشَر تُرِيْد الْتَمَرُّد عَلَى نِظَام الْأَسَد الَّذِي حَكَم الْبِلاد بِالْحَدِيْد و الْنَّار أُسْوَة بِوَالِدِه،مُدَعَمَيْن فِي أُطْرُوْحَاتِهِم بِمُخَطَّطَات الْصُهْيُونِيَّة الْعَالَمِيَّة بِمَا فِيْهَا الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة إِلَى تَيّار الْحَرِيْرِيَّة فِي لُبْنَان مُرْوَرَا بِالْدَّوْر الْقَطَرِي الْدَاعِم إِعْلَامِيا ، انْتِقَامِا مِن الدُّوَر الَّذِي لُعْبَتَه سَوْريّا بِوُقُوفُهَا إِلَى جَانِب حِزْب الْلَّه فِي لُبْنَان،و دَعْمَهَا لَه عَبْر تَزْوِيْدِه بِالْسِّلاح و وُقُوْفَهْا إِلَى جَانِب إِيْرَان فِي خَط الْمِمَنَاعَة و الْصُمُوْد.لَقَد كَانَت رَغْبَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة قَوِّيَّة فِي الْبَحْث عَن مَنْفَذ لِسُوَرِيَا،تُشْعِل مِن خِلَالِه فَتِيْل الْتَّغْيِيْر فَوَجَدْت فِي الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة فُرْصَة كَبِيْرَة لِلْانْتِقَام مِن الْأَسْد و نِظَامُه ، وَمَهْمَا كَانَت الْأَقَاوِيْل ضِد الْعَرَبِيَّة الْسُّعُوْدِيَّة وَتُدْخِلُهَا فِي سُوْرِيَا إِلَا أَن الْظَّاهِر لِلْعَيْن هُو تَأَخَّر فِي إِدَانَة الْأَحْدَاث ، وَكَامِل الْقَضِيَّة الْسُّوْرِيَّة فِي عُرْف الْعَاهِل الْسُّعُوْدِي لَا تَتَعَدَّى عَن كَوْنِهَا قَضِيَّة إِنْسَانِيَّة فَهُنَاك ظَلَم وَقَسْوَة، وَقَد عَبَرْت الْقِيَادَة الْسُّعُوْدِيَّة عَن مَوْقِفَهَا مِن خِلَال الْكَلِمَة الَّتِي أَلْقَاهَا خَادِم الْحَرَمَيْن الْمَلِك عَبْد الْلَّه بْن عَبْد الْعَزِيْز حَفِظَه الْلَّه ، وَاسْتِدْعَاء سَفِيْرَها لِلْتَّشَاوُر. وَكَان لِهَذِه الْكَلِمَة تَأْثِيْرَهَا عَلَى الْمُجْتَمَع الْدَّوْلِي، وَخَاصَّة الْعَالَم الْإِسْلَامِي وَالْعَالَم الْعَرَبِي، وَكَذَلِك الْمُنَظَّمَات الْإِسْلَامِيَّة وَالْإِنْسَانِيَّة ، وَكَان هَذَا بِمَثَابَة نَوْع مِن الْضَّغْط الْنَّاعِم عَلَى سُوْرِيَّة، بُغْيَة أَن تُبَادِر بِإِيْجَاد حَل وَتَتَفَّاهُم مَع شَعْبِهَا ، وَفِي الْمُقَابِل قَال الْسَّفِير الْإِيْرَانِي فِي دِمَشْق حُجَّة الْإِسْلَام احْمَد مُوْسَوِي إِن سَوْريّا سَتَخْرُج مِن مِحْنَتِهَا الْرَّاهِنَة مُنْتَصِرَة ، وَذَكَرْت وَكَالَة «مَهْر» الْإِيْرَانِيَّة لِلْأَنْبَاء أَن مُوْسَوِي شَدَّد فِي حَدِيْث لَّصَحِيْفَة الْوَطَن الْسُّوْرِيَّة أَنَّه لَا تُوْجَد مِنْطَقَة فِي الْعَالَم لَا تَحْتَاج لِلْإِصْلَاحَات لِأَن الَّذِيْن يَحْكُمُوْن الْعَالَم لَيْسُوْا مَلَائِكَة، وَلِذَلِك الْإِصْلَاحَات حَاجَة ضَرُوْرِيَّة لِكُل الْبُلْدَان،وَأَضَاف الْسَفِير الْإِيْرَانِي أَن سَوْريّا تَحْتَاج لِلْإِصْلَاحَات «وَلَكِن الْإِصْلاحَات الَّتِي يُرِيْدُهَا الْشَّعْب الْسُّوْرِي تَخْتَلِف عَن الْإِصْلاحَات الَّتِي يُطَالِب بِهَا أَعْدَاؤُه ، كُل يَنْظُر إِلَى الْمَسْأَلَة مِن زَاوِيَتِه ، لَكِن هَذَا الْتَّصْرِيح لَا يَخْفَي ذَلِك الانْقِسَام حَيْث انْقَسَمَت الْحُكُومَة الْإِيْرَانِيَّة بِشَأْن هَذِه الْمَسْأَلَة ، فَفِي الْوَقْت الَّذِي تَدْعُم فِيْه الْقِيَادَة الْعُلْيَا فِي إِيْرَان الثَّوْرَات الْعَرَبِيَّة فَإِنَّهَا تَصِف مَا يَحْدُث فِي سُوْرِيَا بِأَنَّه مُؤَامَرَة صَهْيُونِيَّة لِإِسْقَاط حُكُوْمَة شَعْبِيَّة وَمَشْرُوْعَة، لِأَنَّهَا تَعَارَض إِسْرَائِيْل وَّأَمْرِيْكَا بَيْنَمَا تَنَاصَر 'الْمُقَاوَمَة' لَاسِيَّمَا حِزْب الْلَّه ، فِي حِيْن أَن رَئِيْس الْجُمْهُوْرِيَّة يُحَاوِل جَاهِدا إِقْنَاع الْقِيَادَة الْعُلْيَا بِعَدَم الاحْتِفَاء بِأَحْدَاث الْعَالَم الْعَرَبِي قَبْل أَوَانِهَا ، كُل هَذِه أُمُوْر طَبِيْعِيَّة إِلَا أَن الْشَّيْء الَّذِي لَا يُمْكِن الْسُّكُوْت عَلَيْه إِيَرَانيّا وَإِسَلاميّا وَإِنْسَانيّا هُو ذَلِك الِاعْتِقَاد الْوَاسِع بِأَن إِيْرَان تُسَاعِد الْنِّظَام الْسُّوْرِي مِن خِلَال اتِّخَاذ إِجْرَاءَات صَارِمَة ضِد الْمُتَظَاهِرِيْن وَالْمُنْتَقِدِين لِنِظَام الْحِكَم بِسَبَب نَجَاحَاتُهَا قَبْل عَامَيْن فِي فِعْل الْشَّيْء نَفْسِه بِشُعَبِهَا حَسَب تَعْبِيْرا لِمُتَّهَمِين لِلْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة ، وَلَيْس خَافِيَا أَن الْنُّشَطَاء الْسِيَاسِيُّوْن الْإِيْرَانِيّوُن وَالسُورِيُّون عَلَى حَد سَوَاء يُتَّهَمُون إِيْرَان بِإِرْسَال مِيْلِيْشْيَا الِبّاسِيّج إِلَى سُوْرِيَا ! وَقَد وَضَعْت وَزَارَة الْخِزَانَة بِالْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة أَسْمَاء مَسْئُوْلِيْن إِيْرَانِيَّيْن اثْنَيْن مِن كِبِار قَادَة قُوَّات حَرَس الثَّوْرَة عَلَى قَائِمَة عُقُوْبَاتِهَا، وَهُمَا قَاسِم سْلِيَمَانِي الْقَائِد الْأَعْلَى لِقُوَّة الْقُدُس وَمُحْسِن شِيْزَارِي، وَكِلَاهُمَا مُشَارِك لِلْحُكُومَة الْسُّوْرِيَّة فِي قَمْع الاحْتِجَاجَات الْشَّعْبِيَّة. كَمَا تُتَّهَم الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة بِمُسَاعَدَة نِظَام بَشَّار الْأَسَد فِي تَعَقُّب نُشَطَاء الْمُعَارَضَة مِن خِلَال وَسَائِل الْإِعْلَام الاجْتِمَاعِيَّة مِثْل فَيْسْبُوك وَتَوَيَتّر،وَسُوْرِيَّا الَّتِي تَتَحَكَّم فِيْهَا الْأَقَلِّيَّة الْعُلْوِيَّة عَلَى الْأَكْثَرِيَّة الْسِّنِّيَّة، فِيْهَا مَصْلَحَة كَبِيْرَة لِإِيَرَان، إِذ كَانَت أَوَّل حُكُوْمَة عَرَبِيَّة أَمْكَن أَن تُقِيْم مَعَهَا الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة عِلَاقَة وَثِيْقَة ، وَتُصَعِّب الْأُمُور حِيْن نَرَى أحْرَاق الْمُتَظَاهِرُوْن فِي سُوْرِيَا لَعِلْم الْجُمْهُوْرِيَّة الْإِسْلَامِيَّة وَهُم يَهْتِفُون بِشَعَارَات مُنَاهِضَة لِإِيَرَان، بَل هَتَف الْبَعْض بِكَلِمَة فَارِسِيَّة مِن أَجْل الْحُرِّيَّة 'أَزَادِي' لِإِيَصَال رِسَالَتِهُم إِلَى الْإِيرَانِيَّيْن بِصَوْت عَال وَوَاضِح ، وَتَبْقَى الْكَرَامَة الِإِنْسَانِيَّة فَوْق رُقْعَة الْشَّطَرَنْج الْنَّوَوِيَّة فِي الْشَّرْق الْأَوْسَط ! خَادِم الْإِنْسَانِيَّة
التعليقات
وبحسب المنار المقدسية فإن عشرات الضباط "الإسرائيليين" المتقاعدين يتواجدون في معسكرات لتدريب الإرهابيين أقيمت منذ شهور داخل الأراضي التركية، وفي مناطق "آمنة" داخل لبنان، ويقوم هؤلاء الضباط على تدريب المسلحين الذي تجندهم الرياض والدوحة، ثم دفعهم إلى داخل الأراضي السورية لتنفيذ أعمال إجرامية وإرهابية ضد أبناء سورية.
وتفيد هذه الوثائق أن هذه المعسكرات التي تخضع لحماية أجهزة الأمن التركية تشهد تدريبات بإشراف إسرائيلي على عمليات الاغتيال والتفجير واستهداف المراكز الحساسة والخدماتية داخل سورية لإثارة الرعب والفوضى وإشعال الفتن وإرباك القيادة السورية وإضعاف تماسك الجيش السوري. وحسب احد الضباط "الإسرائيليين" وآخر أمريكي الجنسية فان المعسكر الذي يشرفان عليه والمقام في منطقة حرجية قريبة من إحدى القرى التركية مع سورية، قد ساهم في تدريب 114 عنصرا إرهابيا على السلاح والتفجير خلال فترة إشرافهم عليه.
وجاء في هذه الوثائق والتقارير وأن هناك مدربين مختصين من إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة يتولون تدريب عناصر مسلحة على أجهزة اتصال متطورة، كما ان هناك عناصر يتم تزويدها بمعدات تصوير متطورة وأجهزة بث خاصة تنقل الصور التي يتم التقاطها الى لاقطات خاصة لنشرها عبر الوسائل الإعلامية المشاركة في المؤامرة الإرهابية على سورية.
وصول عملية تمويل أعمال التدريب والتأهيل التي تتم داخل هذه المعسكرات الإرهابية يكشف الضابطان الأمريكي و"الإسرائيلي" أن هناك إدارة مالية متعددة الجنسيات تشرف على تمويل احتياجات المعسكر المذكور وغيره، وهذه الاحتياجات تقدمها قطر والسعودية، وهما توفران السلاح ومختلف الأجهزة المتطورة، وتتعاملان بسخاء لضرب وتقتيل أبناء الشعب السوري.
وكشفت التقارير والوثائق التي حصلت عليها (المنار) عن أن "إسرائيل" هي المزود الرئيس للأسلحة والمتفجرات ووسائل الاتصال ومسلتزمات التدريب في معسكرات الإرهاب وان هناك بعثات أمنية وعسكرية سعودية وقطرية تتردد على إسرائيل من حين إلى آخر، كما أن مسؤولين من البلدين يرافقون قيادات "إسرائيلية" أمنية لزيارة معسكرات التدريب في تركيا، وبعلم حكومة أنقرة وتحت حماية أجهزة امن اردوغان
لقد منع الكيان الصِهيوني نحو ثمانين ناشطاً مشاركاً في حملة "أهلاً بكم في فلسطين" من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المتحدثة باسم شرطة العدو إنه تمّ احتجاز ثمانية وسبعين شخصاً في مطار بن غوروين أغلبهم من الفرنسيين.
أضافت إنه تم ترحيل ثمانية عشر شخصاً إلى بلدانهم، فيما رفض ستون آخرون المغادرة طوعاً فاحتجزتهم الشرطة الصهيونية في تل أبيب.
وتتفاعل قضية اعتداء ضابط صهيوني على ناشط دانمركي مؤيد للفلسطينيين، كان يردد هتافات تطالب بتحرير فلسطين.
واظهرت المشاهد الضابط الصهيوني وهو يضرب الناشط الدانمركي اندرياس اياس بكعب بندقيته عندما كان مع حشد من الناشطين في الضفة الغربية. وقد ادى هذا الحادث الى احراج جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي اعلن امام الاعلام عن توقيف الضابط.
يتفاوضون سراً وعلناً مع جيفري فيلتمان ، ويمهرون وكالة غير قابلة للعزل لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لكي يقود المسيرة نحو زعامة ( متأسلمة ) لتحولات يراد لها ان تعيد تشكيل الخارطة العربية والإسلامية ديموغرافياً وطائفياً ، ويفركون أيديهم سعادة لأن خزائن الغاز القطرية مفتوحة على مصراعيها كي يغرف المتأسلمون الجدد ما يريدون من اجل العبث بكل الوقائع .