طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الحرية لأبناء الطفيلة والسجن لبائعي المخابرات والقيادة العامة


أنا متيقن تماما أن ألاف الحراكات والمسيرات والاعتصامات ليست كلها من صنع وفعل الأحزاب والشعب, بل غالبيتها حراكات ومسيرات أمنية , أُخرجت بطريقة فنية وبأيدي نظيفة شريفة وطنية.
أسائل نفسي بعدها : لماذا يتم احتجاز أبناء الطفيلة إلى ألان والمحتجِزين يعلمون أن المحتجَزين سيهبون في ساعة الصفر قبلهم للدفاع عن الوطن إذا ما تعرض لطارئ ما؟.
أتذكر وأنا في خضم الحديث عن الوطنية والطرق اللائقة للحكام بالتعامل مع القضايا الأمنية, كيف عفا جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن قادة الانقلاب ضده في بدايات حكمه بقوله لمن هم اكبر منه انتم كأبي ولمن هم اصغر منه انتم كأبنائي فسار 47 عاما في ركاب الوطن والشعب يهتف له بالروح بالدم نفديك يا حسين, وأملنا بالملك عبدا لله الثاني كبير بأن يحذو حذو أبيه ويفرج عن المعتقلين جميعا, ويترك من هو راغب لتأزيم الشارع الاردني وتجييشه ضد عرشه الذي كان لاباء المعتقلين دورا تاريخيا في تثبيته ودعمه على مر الايام .
فالطفل اليتيم في الأردن أيتها الحكومة الموقرة يرجوا لمسة حنان مع حب دفين , والمجرم يلتمس الصفح والعفو , والمخطئ يحتاج إلى تصويب مسار لعله كان من المغرر بهم , فلو اعتقدنا أن أبناء الطفيلة اخطاؤا: فهل كان خطأهم بحجم بيع القيادة العامة أو تدمير المخابرات العامة أو فقدان مليارات التحول الاقتصادي أو تآمروا على الوطن مع الأعداء؟ , إنهم فتية امنوا بمبدأ يجب أن نحترمه سواء أكان هذا المبدأ متفق مع أفكارنا أم مختلف.
أبناء الطفيلة يحتاجون إلى إفراج فوري ,لأنهم لم يقتلوا ولم يسرقوا ولم يتآمروا ولم يدخلوا باب الخيانة منذ الأجداد والآباء, بل هناك من هم يشكلون خطرا أعظم واكبر من خطرهم لا زالوا يسرحون ويمرحون ويتسلقون الكراسي ويدخلون المعابر الحدودية جهارا نهارا , والدولة تغض الطرف عنهم .
فيا حكومتنا الرشيدة لقد كان دور الشعوب أمام الزحف الاستعماري خلال القرن الماضي بطوليا فقط , ومن طبيعة هذا الدور انه لا يلتفت إلى حل المشاكل التي مهدت للاستعمار وتغلغله داخل البلاد, لأنهم كانوا يعلمون أن مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية , لا يمكن فهمها أو حلها ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية , وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارة أو تهدمها .
وهذا شأن الأمم المتحضرة التي تخاف على أوطانها , فكرّوا فسلموا وغنموا , أما الحكومة وأفعالها فشأنها شأن فقاقيع الهواء على سطح الغلاية , ومن هنا فعلى الحكومة أن تعلم أن ليس للانحراف طرق مرسومة نظريا , ولكن له دروبا مظلمة يتعثر فيها السائر في كل خطوة .
فعلينا قبل سجن أبناء الطفيلة أيتها الحكومة أن نتساءل : ما هي الأسباب التي دفعتهم للحراك والتظاهر؟, أليس الفقر والعوز والحاجة إلى الخدمة التي تركزت عبر الحكومات جميعا في عمان التي حازت على مقدرات الوطن بامتياز تاركة محافظات الجنوب للرحمن الرحيم.
فبأي غنيمة أرادت حكومتنا الرشيدة أن ترجع من اعتقال أبناء الطفيلة مع علمها الأكيد أن المعتقلين وطنيين حتى الثمالة , وسيأتي طيبهم متى نادى الوطن عليهم في وقيعة ما ,في زمن ما , حينها سيختبئ في الجحور من أمر بسجنهم واعتقالهم؟.
وقفة للتأمل:' كلب والينا المعظم, عظني اليوم ومات, فدعاني حارس الأمن لأُعدم, بعدما اثبت تقرير الوفاة, أن كلب السيد الوالي تسمم'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/73251