طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

تقليص صلاحيات الملك بيع للاردن وشراء للوطن البديل


كتب احمد خليل القرعان - كثرت المطالبات هذه الايام بالاصلاحات السياسية , وشدد المطالبون على تقليص صلاحيات الملك, رغم ادراكهم وعلمهم بأن تقليص صلاحيات الملك وتهميشه على الطريقة البريطانية او الاسبانية يوصلنا الى بوابة الوطن البديل لا محالة , متسائلين: لماذا كلما طمرنا ودفنا وقتلنا الوطن البديل وبعثرنا اهم اركانه التفوا علينا وطالبوا بما يُحيه ويقوض اركان الدولة الاردنية وينعش الامال الصهيونية بتحقيق حلمهم الازلي بأن يكون الاردن بديلا لفلسطين طوعا لا كرها؟.
فهل اختطلت الخيانة بالبطولة , والطهر بالعهر ,والايمان بالكفر يا من تطالبون بتقليص صلاحيات الملك لجر الوطن لحرب اهلية منسوخة ؟.

فالاجابة على هذا التساؤل تدفعنا الى ان نفتش في ماضينا حقبة حقبة, لا بل يوما بيوم , وحتى ساعة بساعة , وان نبحث في تاريخ رجالنا واحدا واحدا لنسأل: مَن كان الصادق ؟ ومَن كان الكاذب ؟ ومَن كان الخائن؟ ومَن كان البطل؟, وهل كان اتباع تلك الحقب التاريخية ملائكة ؟ ام شياطين ؟ .

نعم انها اسئلة ملحة تخرج من القلب موجهة الى حضرة المطالبين بتقليص صلاحيات الملك , في زمن ضياع الاوطان ونهب الخيرات واشعال الحروب وتزايد المؤامرات , وانتشال اسرائيل من الازمات واغراق فلسطين وتذويبها في خضم الصراعات.

نعم علينا التيقظ من خطر اللعبة القادمة علينا , والتي يساهم بها هولاء المطالبون بالاصلاح, ليحققوا الحلم الصهيوني بأن يصبح الشعب الاردني في بلدهم أقلية كالهنود الحمر في امريكا .

نعم اتناول هذه القضية لا لأجرح غيري ,بل لكي انبه الشعب الاردني من ان لا يخدعه اختلاف المظهر عن وحدة الجوهر , فالمجرم الخطير قد يتخفى في ثياب عالم دين كبير يحمل في سماته الوقار, كما ان المجاهد المرفوع على اجهزة التعذيب وممزق الجلد ودامي القدمين, يشبه بالتأكيد المفسدون في الارض .

القضية ليست قضية الاردن فحسب, بل هي قضية كل احرار العرب المتباكين زورا على فلسطين , كما انها ليست قضية حكومة ومعارضة , بل هي قضية استسلام وقبول للوطن البديل او مقاومته ومنع بيع فلسطين .

ففي خضم الاحداث التي يمر بها الاردن الان وخاصة تلك التي ترغب في جره لأحداث قد تأتي بنتائج عكسية على المطالبين بها, أطرح هذا التساؤل الذي قد يجده الباحثون عن الوطن البديل غريبا ومشمئزا : لماذا ؟ واين اختفت وثائق ايلول الابيض وبطله وصفي التل الى الان؟.

فاذا عجزتم عن الاجابة , فدعوني استبدله بسؤال اخر يسهل عليكم مهمة الاجابة : ما هو القاسم المشترك بين ما ينادي به المطالبون بتقليص صلاحيات جلالة الملك ,وبين ما ينادي به جنرالات اسرائيل بأن الملك عبدالله الثاني هو اخر ملوك الاردن؟.

وإن عجزتم عن الاجابة ,فسأستبدله بسؤال اخر يسهل عليكم السباحة في نهر المؤامرة :

مَن قتل وصفي التل في القاهرة ؟ ولماذا قتله المجرمون؟.

فتعالوا نجيب عن الاسئلة جميعا بطرح القصة التالية :

يحكى ان فتاة جميلة هجرت دينها وربها الى حب عشيقها , ومنحت نفسها للعاشق مجانا وبرغبة منها فعلت ما فعلته معه من خطيئة ورذيلة, فكان ذلك في نظرها ممارسة حب, وظل الامر هكذا حسب اعتقادها وتفكيرها حتى هجرها عشيقها ولم يعد بحاجة لها , فتحول الحب الذي كانت تراه بأثر رجعي الى زنا , وتحولت العاشقة الى مومس وبغي , وهكذا تتحول الحرة الى عبدة ايها الاردنيون.

فاستهداف صلاحيات الملك تحت عناوين براقة كالإصلاح السياسي وحرية العمل الحزبي , والتشبه بالغير, قد يكون لها اثر مدمر على الاردن , لانها قد تاتي بحكومة ذات اغلبية برلمانية تلتف على الاردن, وتساهم في التوطين, وتقبل بالوطن البديل .

فأنا هنا لا أقّدم هنا موجزا للتاريخ , ولكنني التقط لكم علامات موحية بحجم الخطر القادم اذا ما تقلصت صلاحيات الملك.

وقفة للتأمل:' لقد طلع فجر الاردن من جديد , فخرج به العابد والفاسق , هذا الى حضرة الله وذاك الى حظيرة الشيطان , فليحذر الشعب الاردني الشريف الى اين المسير في طريق ظاهره الاصلاح وباطنه الوطن البديل؟'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/72870