طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

من يبكي على فلسطين عليه الإتيان بكل ما يجفف دمعه؟


يبدو بأن الحقد قد أعمى البعض عن رؤية الحقيقة التي تبدوا ماثلة أمام الجميع, يراها الصهاينة ويخططون لها, ويراها أبناء فلسطين ويتعمدون عدم الوصول إليها, وإذا مروا من جانبها أقسموا على كتاب الله أغلظ الإيمان بأنهم لم يروها.
لقد كثر التأويل والتحريف لمقالاتي حتى وصلتني رسالة إذا رغبت إدارة الموقع فلتنشرها بعد ان ازودها بها, يصفني فيها البعض بأنني عميل وجاسوس لإسرائيل انتقي واختار واجلب معلومات مقالاتي من الشين بيت أو من السفارة الإسرائيلية, في تحليل قصير النظر يخدم إسرائيل ولا يخدم قضيتنا المركزية التي بدأ وللأسف الغالبية العظمى الابتعاد عنها رغم أنها لا زالت قضية لهم , ولكنها ليست مركزية بل هامشية, لتنجح إسرائيل بما سعت إليها منذ التأسيس .
أن من يتهمني بالخيانة والعمالة لإسرائيل لم يقرأ تاريخ الشعب الأردني الأصيل جيدا, ولم يطالع اضبابير وسيرة رجال قواته المسلحة وأجهزته الأمنية التي أطبقت وأغلقت 83 عاما من عمر الوطن دون تسجيل حالة خيانة واحدة لأردني من أبناء العشائر في الأردن , اللهم إلا حالات الانسحاب والهروب من بعض أفراد الجيش الأردني معروفي الهوية والتوجه والانتماء في عام 1970 وهي حالة شاذة لم يكن لجيشنا علاقة بها لا من بعيد ولا من قريب لأنها حالة لأول مرة تحدث بالتاريخ ولن يكون لها في الأردن بعون الله حالة شبيهة مرة أخرى.
أنا اقرأ التاريخ جيدا , ولا استحي مما جاء فيه, لان من يتحدث عن تاريخ قبل ألاف السنين عليه أن يسمح لي بالحديث عن تاريخي الحديث , تاريخ الأردن الذي يقول انه خال من وجود الخيانة العظمى أو التجسس لإسرائيل , وهذا هو مصدر القوة التي يتمتع بها الأردن ولن يذوب كيانه ونظامه كما يمني النفس البعض كما حدث في غير دولة قريبة منا .
أن من نعتني بالخيانة والعمالة لإسرائيل كان يهدف إلى عدم لفت الأنظار للقضية الفلسطينية لأنه مستفيد من بقاء الصراع وراغب في تشتيت القضية خدمة لبني إسرائيل ومصالحه الشخصية واستثماراته المادية.
فمن يبكي على فلسطين عليه الإتيان بكل ما يجفف دمعه؟, وهذا له ضريبة وأنا اعتقد جازما بأن الغالبية العظمى ليسوا على استعداد لدفع تلك الضريبة التي تحفظ فلسطين من الضياع وتمنع نجاح المخططات الصهيونية الرامية إلى تفريغ الأرض من أهلها طواعية منذ زمن بعيد.
لا يهمنا ما يقول عنا عملاء إسرائيل من بني جلدتنا العرب لأننا تعودنا على الصفع واللطم الذي لطالما جاءنا من اقرب الناس إلينا, حين حاول البعض دس سمه في أرضنا , اتهم بعضنا بخيانة فلسطين وهو يطالب بمنحه الجنسية وترك أرضه لصالح اليهود مقابل أثمان عالية, لكي يتمكن من العيش برفاهية ولذة النعمة التي تنسيه عقارب ساعة العودة لأرض فلسطين, أليست هذه الخيانة بعينها؟ .
بالأمس اجتمعت مع صديق لي هاجر إلى أمريكا منذ 20 عاما وحدثني أن أمريكا بالتعاون مع إسرائيل سمحت ومنذ عشرات السنيين بمنحه الجنسية الأمريكية حال بيع أرضه لليهود, وفعل ما أرادت, وتمكنت تلك الجمعية( والحديث له) التي موطنها ولاية كاليفورنيا منح عشرات الآلاف الجنسية الأمريكية لمن باع أرضه في فلسطين إلى يومنا هذا, وهي تحاول هذه الأيام التجربة مع أهل القدس ويقال بأن الآلاف على استعداد للقيام بتلك المهمة الوطنية التي ستدمر القدس وتمنحها كهدية مجانية لمغتصبي الأرض.
نعم لن أكون الخائن الأردني رقم 1 في سجلات الشعب الأردني الخالية من الخيانة والتجسس , فهناك البعض لا يرغب في تسليط الضوء على أماكن الألم الفلسطيني لكي لا يتذكر ألمه ومن كان السبب به , لان لذة العيش أغرته وهذه محاولات تكشف حقيقته وهو ليس على استعداد للمكاشفة والمصارحة وتراه يعمل كل ما بوسعه لإيقاف من يكتب بهذا الشأن , علما بأنه شأن أردني بحت ومن خصوصيات أي كاتب أردني فقط ' فأنا ابكي على الأردن ولا ابكي على غيره لان دموعنا جفت وعلى كل مجروح أن يبكي على جرحه ' .
الغريب في الأمر بأننا لم نر من يتهمنا بالخيانة اليوم قد تكلم أو كتب حرفا واحدا عمن قتل المبحوح واحمد ياسين ويحيى عياش , أليس في ذلك تناقض كبير لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل؟.
فإذا كانت صهيونيتي وخيانتي وبلطتجي ذات نفع للأردن, فليعتبرني الجميع من اليوم انني اكبر صهيوني أردني, ولكنني لم أبع ارضي ليهودي , ولم أسافر مرة لخارج وطني , ولم ادخل سفارة في حياتي , وليس عندي قصر ولا فيلا , فالخيانة والجاسوسية لها ثمن فهل خيانتي تقتضي أن أبقى مجروح الخاطر بانتظار لحن الرجوع الأخير؟ .
وقفة للتأمل ' يا من تفرعن في دار هي وطني * إعلم بأن أبي قد شق الغيم في سيفي'.
Quraan1964@yahoo.com
*عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/64590