طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

رسالة الى جلالة الملك " إحذر من افواه تدعي الوطنية وعيون تبكي القضية " ج4


لفت نظري قبل اسابيع مقالة لاحد الزملاء يقارن فيها بين منح الجنسية الاردنية للمواطنين العرب في العديد من الدول العربية وبين منحها للمواطن الفلسطيني الذي لا يحملها , فأقول له ان مقارنتك منح الجنسية للمواطن العربي بالفلسطيني مقارنة ظالمة, لا تخدم الاردن وتضر بالقضية الفلسطينية ,ولا يستفيد منها الا اسرائيل ومن يسير بركابها وينادي بوجودها ويروج لمخططاتها .
فحصول مواطن سوري او مصري او عراقي على الجنسية الاردنية لا يقدم ولا يؤخر شيئا في بلادهم , ولكن حصول فلسطيني واحد على الجنسية الاردنية , يمثل اعتداء صارخ على القضية الفلسطينية وعلى التركيبة السكانية للاردن , والتي تستخدمها اسرائيل شعارا في كل طروحاتها ضد الاردن لتمرير قضية الوطن البديل , الذي يعتمدون لتمريره على مبدأ ان غالبية سكان الاردن هم من اصل فلسطيني وهنا الكارثة التي لا يعيها غالبية من يطالب بحقوق منقوصة او بالحصول على الجنسية الاردنية .
ففلسطين قضيتها ليست كغيرها , فأمرها شائك ومعقد وحساس, وعلينا الركض وراء من يفكر فيها بعقلانية والابتعاد عن اصحاب شعارات ما يسمى بالقلوب الرحيمة والكرامة الانسانية , فالكرامة الانسانية شيء جميل كلنا نبحث عنها ونرتجيها لمن فقدها , ولكن الاجمل منها هو انقاذ فلسطين والمحافظة على قوة الاردن ومنعه من التمزيق .
فمن يحب فلسطين من الاعماق ويعشق الاردن من القلب عليه ان لا يدخل خانة المتأمرين , وهذا يتطلب لحماية مشروعنا نزع العاطفة من القلب التي لها نتائج مدمرة في كثير من الاحيان, وفلسطين اليوم بحاجة لمفكرين يديرون قضيتها بالعقول لا بل بالعواطف, لان كل فلسطيني يتم منحه الجنسية الاردنية وهو يحمل تصريح اقامة في فلسطين , سيؤثر ذلك عليها لانها تنقص مواطن فلسطيني, ويزيد مقابله مستعمر يهودي, ليصل الامر بعد ذلك الى إحداث اختلال في موازين الديمغرافية السكانية في فلسطين لصالح اليهود , وهو ما يرحب به قادة إسرائيل في كل محفل دولي , لإدراكهم بأن هذه الخطوة اذا ما تمت فإنها تمثل المرحلة النهائية لاندثار القضية الفلسطينية , التي يمثل السكان فيها اهم عناصر وجودها واستمرارها وحياتها .
فرفض الشعب الفلسطيني للجنسية الاردنية ومغادرة كل من يحمل منهم بطاقة صفراء تسمح له الاقامة في فلسطين الاردن فورا , يمثل اعلى درجات التحدي لاسرائيل , كما انها تمثل مقتلا لها ولكل ومن سار في طريقها , وروج لمشاريعها, فمن ينادي بتجنيس الفلسطينيين اليوم في الاردن تحت اي ذريعة او حجة او شعار انساني, فإنه يسير على خطى اليهود ويروج لهم ويعمل على تلاشي القضية الفلسطينية.
انا لا اشكك بوطنية اي اردني ولا فلسطيني, ولكني احمل رؤية خاصة في موضوع تجنيس المواطن الفلسطيني في الاردن, قد يكون لها اعداء كثر , فالاردن وفلسطين اغلى من تصفيق الايادي والشعبية الزائفة.
فعندما طلب بعض العرب من صدام حسين منح الجنسية لحوالي 300000 فلسطيني في العراق , اجاب الفلسطينيين هناك بقوله: ان منح الجنسية العراقية لكم لا يتحمل جرة قلم مني , لكنني لن ادخل باب الخيانة والعمالة لاسرئيل'. فلماذا لا يمنح العرب جنسيات بلادهم للفلسطينيين المقيمين بها , وخاصة لبنان وسوريا والسعودية وحتى مصر .
فكل من ينادي بتجنيس ما تبقى من حملة البطاقات الصفراء وابناء قطاع غزة في الاردن تحت شعار الانسانية خائن لله وللاردن وفلسطين معا, لانه شعار تنادي به قوى الشر والعدوان في اسرائيل, فلا يعقل ان نبقى نروج للمخططات الصهيونية باقلام اردنية وعربية تدعي الوطنية والقومية والحرص على القضية, لتكون النهاية خسارة ما تبقى من القضية.
وقفة للتأمل' فلنخشى من رجال يلبسون ثوب الغرب ينامون بيننا ويلتحفون سماءنا وينطقون بلسانه'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/63942