طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

"مكان الملك في صدر البيت العشائري" ج3


العشائرية في الأردن كانت ولا زالت وستبقى حقل ألغام مَنْ يعبث بها تنفجر بوجهه وتحطم معالمه, وتخفي أخباره, ومن يلتحف بها بعد الله ستقوده إلى بّر الأمان, وتنجيه من عبث العابثين وجور المارقين وظلم الحاقدين ودسائس المخربين.
فالذين ينادون اليوم بإلغاء العشائرية من الساحة الأردنية , لا نصدق أن مسعاهم هذا بريء يريدون من وراءه صالح الوطن , بل يختبئ خلف أسواره حنان وعطف مستقى من نبع إبليس .
فهولاء يريدون إلصاق التهم والخراب بالعشائرية لتحقيق أهداف ومآرب إسرائيل لانجاز الوطن البديل, لعلمهم المطلق بان الأردن لا يمكن أن تنجح به أحزاب الدجل والنفاق , بدليل أن اكبر الأحزاب الأردنية تنظيما في الأردن حزب جبهة العمل الإسلامي عندما يخوض الانتخابات في كثير من الدوائر يعتمد على الثقل العشائري .
دعوني أتساءل مع شرفاء الأردن , يا ثوار الدوواير ويا اتباع من خلف الفوضى في العراق , وجرح كرامة مصر بحرق ثوارها أهم مكتبة فيها , أليست هذه هي العشائر التي حوت عيد الصانع الثائر ضد اليهود والانجليز ؟, أليست هذه هي ذات العشائر التي احتضنت زعيم ثورة الكف الأخضر في يافا احمد طافش عام 1929؟, أليست هذه هي ذات العشائر التي خرج من رحمها خيرة اختصاصي الطب والجراحة في العالم ؟, أليست هذه هي ذات العشائر التي يمزقها أصحاب الفتن لخطورتها على استثماراتهم هي التي احتضنت اللاجئين من الشيشان والشركس والخليل ونابلس والعراق وسوريا ؟, أليست هذه ذات العشائر التي تحقق الأمن والأمان للعابثين بعشائرنا تحت مسميات التقدم والتطور وعلى مرأى من أبصارنا؟ .
أسئلة كثيرة لا يجيب عليها بائع هوى أو عدو وطن, أو مرتضي خنوع وخضوع, بل هي أسئلة لأصحاب العقول والضمائر الحية.
فليعلم الجميع أن المناداة بإلغاء العشائرية من الساحة الأردنية بإلصاق تهم الخراب و لتخلف فيها وعليها ليس هو مطلب شخصي له , بل هو مطلب إسرائيلي بحت لان اليهود يعلمون أن العشائرية تشكل ثقل على كواهلهم لعجزهم اختراق صفوفهم بتجنيد الجواسيس بينهم , ففي حين يفتخر احد كبار الشين بيت الإسرائيلي بعد إحالته على التقاعد بأنه استطاع أن يجند قبل تقاعده أكثر من 163 ألف جاسوس في احد الدول المحيطة بنا, قال عجزت عن تجنيد جاسوس واحد في الأردن .
يا جلالة أنت تعلم أكثر من غيرك أن لك مكان في صدر البيت العشائري لا يزعزعه مغرض ولا حاقد , وان شذ واحد هنا أو هناك لصالح ما يسمى بالحراك الإصلاحي, فهذا ليس له أصلا مكان في البيت العشائري الأردني , وصدقوني بان من يتحدث باسم العشائر الأردنية في هذه المظاهرات والحراكات المدفوع ثمنها سلفا بالشيكل والدولار, لا يصطحبه احد في عشيرته بخطبة عروس أو في جاهة لأمر ما .
فالعشائر الأردنية كانت وستبقى الركيزة الأولى للمحافظة على الأردن, كما هي الركيزة الأولى والمطلقة لقيادته الأردنية , فمن أحب أن يعيش ببلد تحكمه العشائرية ويسيطر على مراكز قوته أبناءها فأهلا وسهلا به معززا مكرما , ومن لديه وجهة نظر أخرى فليذهب إلى مكان غير هذا المكان لعله يجد ضالته هناك .
فالعشائر الأردنية رفضت أن يكون إخوتنا الذين لجئوا إلينا في مناطق جيتو , ورفضوا أن يكون لهم غير العز بينهم , فلماذا هذه الحرب على العشائر حتى بتنا في الأردن كأننا أغراب نتوجع ممن احتضناهم بالليل والنهار وتحت مسميات لا تخدم إلا إسرائيل وأعوانها.
انظروا إلى مصر أنهم يترحمون الآن على نظام مبارك , وانظروا إلى ليبيا كيف بدأت الصراعات فيها تحتدم بين الثوار فحن البعض إلى أيام ألقذافي, وانظروا إلى العراق كيف يحن الشعب العراقي فيه إلى صدام , أليس الكيس الفطن من اتعظ بغيره.
الأردن لن يكون يوما لغير أهله , فالأمن فيه ليس للمخابرات ولا للدرك ولا للأمن العسكري , بل هولاء هم شركاء مع الركن العشائري للمحافظة على أمنه واستقراره, وعلى كل شريف أردني أن يعي ذلك , فالنار أن لامست أطراف القرية فليس الاحتراق بعيد عن بساتينها .
وقفة للتأمل: '
عذرا بني عمي ما زلت من وجعِِ أخشى بخيمتكم حتى على وتدي
وكـــــان لي كبد يـــدمى لمحنتكم درتــــم عليه سكاكينا فوا كبدي
وكـــــم كنت ألاقي الموت منفردا من أجلكم التقيكم عقربا بثيابي
والله لــــــــو أنني أبصرت بارقة من الرجاء لديكم لانطفأ حَرَدي
كل الذي عاش أهلي يهــتفون له ستين عـــــــــاما دفناه إلى الأبد
ولا وكـــــل جيوش الأرض دائرة من حولنا ما شكونا قلة العـــدد
ولـــــــم نقل لأعز الناس كن مددا وأين يحظى قليل الأهل بالمدد
أراقب النبل حـــولي من مساقطه أحس من أي قوس غاص في جسدي
فلا تخــــــــافوا علينا غير خيفتنا من أن تكونوا مع الغـــازي يدا بيد
Quraan1964@yahoo.com
*عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/63618