طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

شقراء واباها اسمر


مها أحمد - كنت أبحث عن فتاة تشاركني حياتي ، و بعد بحث طويل وجدتها أخيراً ، نعم وجدتها و كانت جميلة الشّكل صاحبة بشرة شقراء و متقّفة ، وقد أنهت تعليمها الجامعيّ .

رأيت جميع أفراد العائلة و كانوا بنفس لون البشرة الشّقراء ، وكذلك عينيهم ملوّنة تتوزّع بين الزّرقاء و الخضراء .

سألت عن الأب فأخبروني أنّ الأب مسافرٌ و يعمل في إحدى الشّركات في دولة في غرب القارّة الأوروبيّة .
و أنّ أخيها الأكبر هو بمثابة الأب لهم ، كما اتّفقنا أن تكون قراءة الفاتحة في الأسبوع المقبل راجين منهم القبول .

و بالفعل تمّ ذلك بحمد لله ، و بحضور أخيها الأكبر الّذي كان متفهّماً جداً ، و كان احتفالنا مقتصراً على أفراد عائلتي و عائلتها بسبب ظروف جائحة كورونا الّتي تمرّ بها البلاد .

و في يوم من الأيام اتصلت بي خطيبتي و أخبرَتني بأنّ أبيها قد جاء من السّفر فأخبرتها بأنّني سآتي لمقابلته على الفور .

و بالفعل ذهبت و كم كانت الصّّدمة كبيرةً لي عندما رأيتُ أباها !! .

كان أبوها أسمر اللّون صاحب بشرة داكنة !

، و أخذت أتسائل و أقول :

لماذا لم تقل لي قبل الخطبة أنّ أبيها ذو بشرةٍ داكنة ؟! .

تجرات و بالفعل سألت الأب عن ذلك فقال لي :

جميع عائلتي أصحاب بشرة شقراء و عينيهم ملوّنة و لكن أنا فقط صاحب بشرة داكنة
لأنّ جدّي و أبي صاحبي بشرة داكنة .

و كما يقال : العرق يمد ّلسابع جد ، و لا أحد سواء من عائلة أمها أو أبيها أصحاب بشرة سمراء سوى أبيها فقط ! .

و هنا كنت صامتاً لا أتكلّم ممّا أراه ، و ذهبت إلى البيت و كنت أقول في عقلي :

ماذا لو تزوّجنا و أنجبنا ولداً مثلُ أبيها أسمر البشرة ؟؟!

إذن يجب أن أترك الفتاة لتتزوّج بشاب ٱخر ربّما تجد السّعادة معه
و لكن تراجعت و قلت :

ما ذنب الفتاة أنّ أبيها صاحب بشرة سمراء ؟

و ينتابني تفكير بأن أبتعد عنها ، لكنّني أيضاً لم أرَ منها إلّا كل الخير .

أصبحتُ في صراع داخليّ بين قبول و رفض محتاراً : هل أقبل بالفتاة أم أبتعد عنها ؟؟

فرأيتُ أن أنشر مشكلتي لعلّي أجد إجابة لها و أرتاح من هذا العذاب .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/413440