طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

عزام الاحمد الفتحاوي "ما ظل بالخم غير ممعوط الذنب"


طوال سنين حياتي كنت ابحث عمن ينطبق عليه المثل الاردني الشائع" لم يبقى في الخم غير ممعوط الذنب" , فكان الشوق يغمرني ان اتعرف عليه في حياتي قبل مماتي, حتى ظهر وبان من ينطبق عليه المثل جملة وتفصيلا انه "عزام الاحمد رجل فتح المنهزم سياسيا واجتماعيا في قلب فلسطين وخارجها", الذي اقحم نفسه عامدا متعمدا بدون براءة في شؤوننا الداخلية بتصريحه الذي انتقد فيه بيان المتقاعدين العسكريين بخصوص واقع الحال في الساحة الاردنية , منطلقا في ذلك حسب ادعائه من خوفه على الاردن وشعبه وحرصه على الوحدة الوطنية .

يبدوا بأن عزام الاحمد عضو منظمة التحرير قد تقلص دوره في الساحة الفلسطينية بسبب انهزامه شعبيا هناك امام ابطال حماس , فبات في شوق لمراجع فقس, ولم يجد امامه طريقا للشهرة غير الاردن وشعبه , لانه معتاد برحلته النضالية على ان من يرغب بالشهرة ليس امامه سوى شتم الاردن والتطاول على شعبه وجيشه , وهذه سنة مؤكدة في عُرف الاحمد ورفاقه .

ان التصريح الذي ادلى به عزام الاحمد لا يخلوا من الخبث مهما ادعى غير ذلك, بدلالة انه جاء مؤيدا لجهة اردنية " احمد عبيدات" على اخرى اردنية" المتقاعدين العسكريين" وهو شخص غير اردني وتابع لدولة اخرى , فأي حق هذا الذي اعطاه لنفسه للتدخل بشؤون الغير؟ فهل بتنا في الاردن طريق عبور لمن يفقد بوصلته تجاه وطنه ؟, ولماذا سكت الاحمد دهرا ونطق كفرا بعد اربعة شهور من بيان المتقاعدين التاريخي الذي وقف خلفه كل اردني حر ودعمه , لانه جاء معبرا عما يجول في الخاطر, اضافةالى حمله رسالة قوية لكل من تسول له نفسه بالعبث بمقدرات الاردن.

كان حريا بعزام الاحمد ترك امور الاردن وشأنه لاهله لانهم اقدر على تقييم اوضاعهم وتحديد ما ينفع بلدهم وما يضره, وقبول البيان ورفضه يخص الاردنيين فقط , ولا ادري لماذا اقحم نفسه في تلك الفترة العصيبة من عمر الوطن الحبيب.

ان المتمعن جيدا بتصريح الاحمد وانتقاده لبيان المتقاعدين العسكريين يلحظ بأنه رافد يلتقي مع رافد النائب الهولندي المطالب بشطب اسم الاردن من الخريطة قبل اسابيع قليلة واللذين يصبان في بحر اسرائيل .

أما ما تطرق اليه عزام الاحمد في تصريحه بأن اجدادنا واجداد عائلات فلسطين ينبعون من سراج واحد, فلجأ الى الماضي ليدعم ويقوي تصريحه, لنقول له بأن العشائر الاردنية لا تنكر ذلك , ونعترف اما الاشهاد بأن جذور الاحمد تعود لقبائل بني حسن, ولكن لا يهمنا ذلك الماضي الذي استشهد به , بقدر ما يهمنا الوضع السياسي الاردني الحالي الاخذ بالتشرذم بسبب الاستقواء المتزايد على كل ما هو اردني.

فاذا كانت رغبة عزام الاحمد بالعودة للوراء للاستفادة من التاريخ بما يحمل الماضي من دروس وعبر , فاننا مع الماضي بكل ابعاده ومعطياته واحداثه, واذا اراد الاحمد اعتبار ذلك الماضي جزء من حقيقة العائلة الاردنية الفلسطينية , نقول له صدقت بعودتك للماضي ,ولكنك تناسيت الماضي الذي كنت فيه بطلا تدق به مسامير العشرة في اذان ورؤوس جيش ابناء الشعب الذي تتباكى اليوم عليه , فهل الماضي يمنح عزام الاحمد رخصة لانتقاء الاحداث التي تتناسب ومصلحته فقط ؟.

فتاريخنا مرتبط ولا يجوز فصله بأي حال من الاحوال , لاننا دولة مستقلة وليس لعزام الاحمد فضل على ما يجري علينا, ودعني اذكرك يا عزام الاحمد بأننا لم نتدخل في خصوصياتك وخصوصيات سلطتك , عندما ادلى ضابط مخابراتكم فهمي شبانه قبل عام بتصريح جردك وشقيقك من ادنى درجات الوطنية باتهامكم ببيع وشراء اراض وهمية في غور اريحا بملايين الدنانير , مستغلين تصديق ابو عمار لوطنيتكم .

فيا عزام الاحمد ان من يغش قائده ويتلاعب باموال ومقدرات فقراء شعبه , لن يكون جديرا بالتحدث عن الشأن الاردني مهما كان الذي يدعيه حقيقة, فلعل نعتك د لبيان العسكريين المتقاعدين بالمأزوم يدل على تدخل خارجي سافر بشؤون رجال كان هو من اول من اطلق عليهم النار في الماضي والذي يتغنى به ويطالبنا بالعودة اليه.

ندرك تماما بأن اهلنا الصابرون على جمر الاحتلال في فلسطين بحاجة لنا , ولكننا نحن من يفرض نوعية وطبيعة العلاقة وليس غيرنا.

فاذا كان ادعاء الاحمد بأنه مع بيان عبيدات لانه لم يتحدث عن الاردنيين من اصول فلسطينية وانه بيان يحترم وجودهم في الاردن حسب كلام الاحمد , فاننا نقول بأن هذا امر جميل , ولكننا نتساءل ايها الاحمد: من يحترم وجودنا وهويتنا الاردنية على ترابنا الذي تحمل انت للاسف هويته, لخجلك من حمل الهوية الفلسطينية.

نقول لعزام الاحمد لقد فقدنا الماضي لكننا لم نخسر انفسنا ولم ننسى ما حصل به حتى لو تلاشى الاردن من اهله نهائيا , ودعك من مصطلح سوريا الكبرى فانت لم ترد باطلاقك له توضيح تصريحك بقدر ما اردت القول بين السطور بأن الاردن ليس الا جزء من سوريا , فليذهب مصطلحك سوريا الكبرى الى الجحيم حيث تذهب انت , فالاردن وجد ليبقى ولن يكون للحرثون يوما دورا في مسيرتنا, ودعك من الماضي لانه ليس لك مصلحة بالعودة اليه.

وعلى ما يبدوا بأن الاحمد بعد اصبح حملا ثقيلا على اشراف فلسطين المرابطين في الداخل , بدأ يعزف على لحن ما يعتقد بأنه سيجلب له الشهرة , وليس هناك اسهل من شتم الاردن والاردنيين والتطاول عليهما لمن اراد ذلك .

فالكل في المنتديات والتصريحات يتحدث بأن الاردنيين من اصل فلسطيني يجب ان يعيشوا وحدتهم الوطنية في الاردن ويشاركون في مسيرته, ولكننا لم نرى احد من هولاء يتحدث عن مشاركة احد في وطنهم.

وقفة للتأمل" برز الثعلب يوما في شعار الواعظينا ** ومشى في الارض يهدي ويسب الماكرينا".

Quraan1964@yahoo.com
*عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين



جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/30685