هذا هو البيت مطبخ وصالونات وغرف نوم ، وجيران ، دائماً تتعالى أصوات مطالبة بإعادة ترتيب البيت الأردني ، أُولى خطوات إعادة الترتيب هو تشخيص واقع الوضع الحالي في البيت ؛ لتصميم مخطط الوضع المستهدف الوصول إليه بحيث يكون أفضل من الوضع الحالي ، فما هو وضع بيتنا الأردني الآن ؟ هل هو منظم ومريح بدرجة كافية لإسعاد ساكنيه؟ أم أن الفوضى تعم أرجاء البيت ؟ لنرى معاً من خلال جولة بهذا البيت ذو التاريخ العريق .
البيت الأردني يوجد ضمن عمارة تحوي اثنين وعشرين بيتاً ، ترفع اسماً على جدارها الأمامي ( عمارة الوطن العربي السكنية ) ، ويحاول البعض أن يزيح هذا الاسم المؤذي للأعداء وتعليق اسم ( عمارة إقليم الشرق الأوسط التجارية ) لحشر الأغراب بيننا ، ولكن – بحمد الله – ما زال الاسم الأصلي صامداً ويعلم الله إلى متى سيبقى كذلك ! المهم – إلى الآن – لا نستطيع دخول البيت الأردني إلا من خلال البوابة العربية ، وهذا ممتع لنا نحن الأردنيون الذين نحافظ على بيتنا أردنياً خالصاً ضمن عمارته العربية الخالصة.
تخطينا البوابة العربية دخولاً دون استئذان لأننا من أهل العمارة – إلى الآن على الأقل ! -، ودخلنا باب بيتنا الأردني ، ولنبدأ التمعن به بدءاً من مطبخه ، مطبخ القرار السياسي في بيتنا يحتوي على أهم الأدوات التي تضمن إنتاجه وجبات شهية من القرارات لأهله إن أُحسن استخدام هذه الأدوات ؛ و أُولى هذه الأدوات هي الدستور الأردني الذي يضمن أن تكون الوجبات سيادية أُردنية بمساهمة حقيقية من السلطات الدستورية التنفيذية والتشريعية الرقابية والقضائية ، و ثانيها هو التاريخ الأردني السياسي والعسكري الذي يضمن أن تكون الوجبات قوية وصحية لأهل البيت ، وثالثها مبادئ الثورة العربية الكبرى التي تضمن أن تكون الوجبات بنكهة قومية عربية خاصة و بصبغةٍ أردنية أصيلة لا تشبهها أية نكهة أُخرى لدى الآخرين بمذاقها الجميل الفاخر ، ومن أهم أدوات مطبخنا السياسي الخبرة الأردنية في طهي القرارات بحنكة وتحت أصعب الظروف ؛ لتخرج الوجبات من الفرن شهية بأغلبها ، و في أحيانٍ قليلة تخرج وجبة محروقة وبطعم الكربون كما هي وجبة قانون الانتخابات الأخير ، لكن يبدو أنه لا مشكلة لدى أهل البيت أن يتناولوا وجبة محروقة بين الكثير من الوجبات الأخرى الشهية ! ولا ننسى الميثاق الوطني والأجندة الوطنية والأحزاب من أدوات مطبخنا الأردني المهمة وغير المفعلة ، تلك الأدوات التي لو تم تفعيلها وإضافتها للأدوات السابقة لأصبح مطبخ القرار السياسي الأردني مدرسة مرموقة تقتدي بها أهم المطابخ السياسية في العالم ، وبنتيجة جولتنا ندرك أنه مؤهل لأن يتسبب بإسعاد أهل البيت ، ولا تحتاج أدواته لإعادة ترتيب ، ولكن ما يحتاج لإعادة ترتيب فيه هو الحكومات القائمة على طهي القرارات السياسية والتي أحياناً لا تحسن استخدام أدوات مطبخها جيداً ، لذلك يضطر الديوان الملكي العامر وبرغبة من الشعب أن يغطي على تقصير الحكومات ، وبما تم تسميته في يومٍ قديم حكومة فوق وحكومة تحت ، ولو تم استفتاء الشعب الأردني لفضل الحكومة التي فوق لأنها الأقرب لنبض الناس .
لنخرج نتفحص صالونات البيت ، فنجد أن الأصل أن يشغلها مجلس نواب قوي وصحافة قوية مسؤولة و حركة اجتماعية وثقافية قوية ، و أحزاب سياسية قوية ، ولكن نجد أن كل هذا فرغت منه صالونات البيت ، ولأن طبيعة الحياة لا تعترف بالفراغ فقد تم ملء الفراغ – تلقائياً – فتركت النقابات المهنية دورها الأساسي وأخذت دور الأحزاب ، وتشكلت في البيت صالونات مراكز القوى والتي يقودها بالأغلب رؤساء وزارات سابقين أو مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى سابقون ، وهذه المراكز تقوم بملء فراغ غياب مجلس نواب قوي ؛ فالمجالس النيابية الأردنية إما ضعيفة و لا تستطيع الوقوف بوجه تغول الحكومات ،( و حتى لو أنها قوية فهي لا تعمل إلا أشهراً قليلة في السنة )، أو أنها محلولة ، لذلك نشطت مراكز القوى تنتقد وتشاغب على الحكومات إما لتصفية الحسابات بين الكبار أو لتطيح بالحكومة لعله يكون لها فرصة بالرجوع لاستلام السلطة التنفيذية ، وأنا مع وجود هذه الصالونات بسبب غياب مجالس نيابية قوية وفاعلة ؛ حتى تبقى هذه الصالونات تتحرش بالحكومات وتشاغب عليها ، ليبقى في البيت الأردني صوتٌ تحسب له الحكومات حساباً حتى لو كان هذا الصوت له أهداف غير بريئة ، ونرى نتيجة الجولة في صالونات البيت الأردني أنها بحاجة ماسة للترتيب فهي تعيش حالة فوضى قديمة لدرجة أننا اعتدناها واعتقدنا أنها الأصل والنظام ، وإعادة ترتيبها تتم من خلال أن تُعطى الأحزاب الفرصة لتأخذ حجمها السياسي والوطني الطبيعي ، لتعود النقابات المهنية للاهتمام بما تم ترخيصها لأجله ، ووضع قانون انتخابات قوي وعصري(!) وإجراء انتخابات نزيهة تفرز مجلساً قوياً يستطيع طرد مراكز القوى من مكانه ويستعيد وضعه الدستوري الطبيعي ، و أن تعود الصحافة الأردنية لقوتها وتأتيرها و نزاهتها وتأخذ مكانها وحجمها في صالونات البيت ، وكذلك أن تتقدم النخب الثقافية والعلمية لتأخذ مكانها الطبيعي وتقود نهضة ثقافية وفكرية وعلمية ترتقي بالبلد لمستوى أفضل .
ونكمل جولتنا ، فندخل غرف النوم لنجد أغلبية أهل البيت نائمين فيها والإرهاق بادٍ عليهم من ضنك الحياة ، نائمين و تاركين أمورهم لحكومات تؤمن أنها وحدها تمتلك الحقيقة ، ولتجارٍ مصوا دمائهم ، ولفوضى الساهرين في صالونات البيت ! غرف النوم تحتاج لإعادة ترتيب ، ولهذا يجب أن يستيقظ النائمون ويمارسوا حقوقهم الدستورية ، ويساهموا بإنتاج وجبات القرارات السياسية التي تؤثر على مصيرهم ، ويتم ذلك من خلال إعادة ترتيب نفسية المواطن ؛ ليطمئن أن مشاركته السياسية والحزبية ، وجهره برأيه ، وصراخه بألمه ، وقبوله أو اعتراضه ، لن يجر عليه الويلات أو يهرسه مسؤول أرعن بقدميه .
بعد أن أنهينا جولتنا داخل بيتنا الأردني لنخرج ونتفقد الجيران ؛ لأن الجار الحسن يسعدك والجار السيء يحول حياتك لجحيم ، ليس لدينا أي مشكلة فعلية مع أي جار عربي ، المشكلة لدينا في جيرة السوء من جارنا الشرقي العراق - ولا أقصد إخوتنا العراقيين -ولكن لا يوجد بيت يرتاح أهله ولدى جيرانه فوضى دموية ولديهم غريب يعيث فيهم فساداً ، لذلك لن يرتاح البيت الأردني و البيت العراقي الجار العزيز متعب وغير مستقر ، و أسوأ من السوء نفسه هو جارنا الصهيوني الغربي ؛ هذا الجار الغريب عن جيناتنا والذي فرض نفسه وفرضه العالم علينا لا يهدأ وهو يكيد لنا قبل وبعد المعاهدة ؛ فهو لا يحفظ عهداً ، هذا الجار جار سوء يحرق مزارعنا وأشجارنا في الشمال الغربي من بيتنا ، ويصادر مياهنا ويلوث الباقي منها ، وينفث سموم مفاعل ديمونة على جنوبنا ، ويخزن لنا أسلحته النووية للحظة آتية لا ريب فيها ، ويهدد وجودنا ، هذا الجار السيء يستغل فوضى بيتنا ويزيدها بوسائله القذرة . بعد هذه الجولة على جيراننا نعرف أن جيرتنا الشرقية – العراق - بحاجة لإعادة ترتيب بأن نعمل على مساعدتهم ودعمهم نحو الاستقرار لنرتاح عندما يرتاحون فهذا قدرنا ، أما جيرة السوء - جيرة الصهاينة - فعلينا أن نعيد ترتيبها بأن نعمل على المدى القريب على توحيد صفوف أهل بيتنا الأردني ، والحصول على دعم جيراننا العرب في عمارتنا العربية ، ودعم أصدقائنا في العالم لمواجهة مؤامرات و مخططات هذا الجار ، وعلينا أن نعمل على المدى البعيد على خلق قوة عربية إسلامية لنزع هذا الجار البغيض من أرضٍ هي لنا بالأصل وليس له حق فيها فنرتاح منه للأبد ، وبالتخطيط والإرادة لا تعجز الشعوب الحية عن هذا الأمر الكبير و الشرعي ، ليبقى اسم ومضمون العمارة العربية ( عمارة الوطن العربي السكنية ) للأبد .
في كلمة ، البيت الأردني بحاجة لإعادة ترتيب ؛ فهو ليس مريح بدرجة كافية ، على أن تكون عملية إعادة الترتيب من ضمن أدوات البيت ، وبسواعد وفكر أهل البيت ، وبدون إملاءات خارجية ، لأنه لدينا شعب واعٍ ، وخير كثير ، والأهم ، لدينا قيادة هاشمية تمتاز بالقوة والخبرة ، وبمحبة وولاء أهل البيت الأردني لآل بيت رسول الله (ص) ، المهم .. أن نبدأ !!
Sameeh_nws@yahoo.com
هذا هو البيت مطبخ وصالونات وغرف نوم ، وجيران ، دائماً تتعالى أصوات مطالبة بإعادة ترتيب البيت الأردني ، أُولى خطوات إعادة الترتيب هو تشخيص واقع الوضع الحالي في البيت ؛ لتصميم مخطط الوضع المستهدف الوصول إليه بحيث يكون أفضل من الوضع الحالي ، فما هو وضع بيتنا الأردني الآن ؟ هل هو منظم ومريح بدرجة كافية لإسعاد ساكنيه؟ أم أن الفوضى تعم أرجاء البيت ؟ لنرى معاً من خلال جولة بهذا البيت ذو التاريخ العريق .
البيت الأردني يوجد ضمن عمارة تحوي اثنين وعشرين بيتاً ، ترفع اسماً على جدارها الأمامي ( عمارة الوطن العربي السكنية ) ، ويحاول البعض أن يزيح هذا الاسم المؤذي للأعداء وتعليق اسم ( عمارة إقليم الشرق الأوسط التجارية ) لحشر الأغراب بيننا ، ولكن – بحمد الله – ما زال الاسم الأصلي صامداً ويعلم الله إلى متى سيبقى كذلك ! المهم – إلى الآن – لا نستطيع دخول البيت الأردني إلا من خلال البوابة العربية ، وهذا ممتع لنا نحن الأردنيون الذين نحافظ على بيتنا أردنياً خالصاً ضمن عمارته العربية الخالصة.
تخطينا البوابة العربية دخولاً دون استئذان لأننا من أهل العمارة – إلى الآن على الأقل ! -، ودخلنا باب بيتنا الأردني ، ولنبدأ التمعن به بدءاً من مطبخه ، مطبخ القرار السياسي في بيتنا يحتوي على أهم الأدوات التي تضمن إنتاجه وجبات شهية من القرارات لأهله إن أُحسن استخدام هذه الأدوات ؛ و أُولى هذه الأدوات هي الدستور الأردني الذي يضمن أن تكون الوجبات سيادية أُردنية بمساهمة حقيقية من السلطات الدستورية التنفيذية والتشريعية الرقابية والقضائية ، و ثانيها هو التاريخ الأردني السياسي والعسكري الذي يضمن أن تكون الوجبات قوية وصحية لأهل البيت ، وثالثها مبادئ الثورة العربية الكبرى التي تضمن أن تكون الوجبات بنكهة قومية عربية خاصة و بصبغةٍ أردنية أصيلة لا تشبهها أية نكهة أُخرى لدى الآخرين بمذاقها الجميل الفاخر ، ومن أهم أدوات مطبخنا السياسي الخبرة الأردنية في طهي القرارات بحنكة وتحت أصعب الظروف ؛ لتخرج الوجبات من الفرن شهية بأغلبها ، و في أحيانٍ قليلة تخرج وجبة محروقة وبطعم الكربون كما هي وجبة قانون الانتخابات الأخير ، لكن يبدو أنه لا مشكلة لدى أهل البيت أن يتناولوا وجبة محروقة بين الكثير من الوجبات الأخرى الشهية ! ولا ننسى الميثاق الوطني والأجندة الوطنية والأحزاب من أدوات مطبخنا الأردني المهمة وغير المفعلة ، تلك الأدوات التي لو تم تفعيلها وإضافتها للأدوات السابقة لأصبح مطبخ القرار السياسي الأردني مدرسة مرموقة تقتدي بها أهم المطابخ السياسية في العالم ، وبنتيجة جولتنا ندرك أنه مؤهل لأن يتسبب بإسعاد أهل البيت ، ولا تحتاج أدواته لإعادة ترتيب ، ولكن ما يحتاج لإعادة ترتيب فيه هو الحكومات القائمة على طهي القرارات السياسية والتي أحياناً لا تحسن استخدام أدوات مطبخها جيداً ، لذلك يضطر الديوان الملكي العامر وبرغبة من الشعب أن يغطي على تقصير الحكومات ، وبما تم تسميته في يومٍ قديم حكومة فوق وحكومة تحت ، ولو تم استفتاء الشعب الأردني لفضل الحكومة التي فوق لأنها الأقرب لنبض الناس .
لنخرج نتفحص صالونات البيت ، فنجد أن الأصل أن يشغلها مجلس نواب قوي وصحافة قوية مسؤولة و حركة اجتماعية وثقافية قوية ، و أحزاب سياسية قوية ، ولكن نجد أن كل هذا فرغت منه صالونات البيت ، ولأن طبيعة الحياة لا تعترف بالفراغ فقد تم ملء الفراغ – تلقائياً – فتركت النقابات المهنية دورها الأساسي وأخذت دور الأحزاب ، وتشكلت في البيت صالونات مراكز القوى والتي يقودها بالأغلب رؤساء وزارات سابقين أو مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى سابقون ، وهذه المراكز تقوم بملء فراغ غياب مجلس نواب قوي ؛ فالمجالس النيابية الأردنية إما ضعيفة و لا تستطيع الوقوف بوجه تغول الحكومات ،( و حتى لو أنها قوية فهي لا تعمل إلا أشهراً قليلة في السنة )، أو أنها محلولة ، لذلك نشطت مراكز القوى تنتقد وتشاغب على الحكومات إما لتصفية الحسابات بين الكبار أو لتطيح بالحكومة لعله يكون لها فرصة بالرجوع لاستلام السلطة التنفيذية ، وأنا مع وجود هذه الصالونات بسبب غياب مجالس نيابية قوية وفاعلة ؛ حتى تبقى هذه الصالونات تتحرش بالحكومات وتشاغب عليها ، ليبقى في البيت الأردني صوتٌ تحسب له الحكومات حساباً حتى لو كان هذا الصوت له أهداف غير بريئة ، ونرى نتيجة الجولة في صالونات البيت الأردني أنها بحاجة ماسة للترتيب فهي تعيش حالة فوضى قديمة لدرجة أننا اعتدناها واعتقدنا أنها الأصل والنظام ، وإعادة ترتيبها تتم من خلال أن تُعطى الأحزاب الفرصة لتأخذ حجمها السياسي والوطني الطبيعي ، لتعود النقابات المهنية للاهتمام بما تم ترخيصها لأجله ، ووضع قانون انتخابات قوي وعصري(!) وإجراء انتخابات نزيهة تفرز مجلساً قوياً يستطيع طرد مراكز القوى من مكانه ويستعيد وضعه الدستوري الطبيعي ، و أن تعود الصحافة الأردنية لقوتها وتأتيرها و نزاهتها وتأخذ مكانها وحجمها في صالونات البيت ، وكذلك أن تتقدم النخب الثقافية والعلمية لتأخذ مكانها الطبيعي وتقود نهضة ثقافية وفكرية وعلمية ترتقي بالبلد لمستوى أفضل .
ونكمل جولتنا ، فندخل غرف النوم لنجد أغلبية أهل البيت نائمين فيها والإرهاق بادٍ عليهم من ضنك الحياة ، نائمين و تاركين أمورهم لحكومات تؤمن أنها وحدها تمتلك الحقيقة ، ولتجارٍ مصوا دمائهم ، ولفوضى الساهرين في صالونات البيت ! غرف النوم تحتاج لإعادة ترتيب ، ولهذا يجب أن يستيقظ النائمون ويمارسوا حقوقهم الدستورية ، ويساهموا بإنتاج وجبات القرارات السياسية التي تؤثر على مصيرهم ، ويتم ذلك من خلال إعادة ترتيب نفسية المواطن ؛ ليطمئن أن مشاركته السياسية والحزبية ، وجهره برأيه ، وصراخه بألمه ، وقبوله أو اعتراضه ، لن يجر عليه الويلات أو يهرسه مسؤول أرعن بقدميه .
بعد أن أنهينا جولتنا داخل بيتنا الأردني لنخرج ونتفقد الجيران ؛ لأن الجار الحسن يسعدك والجار السيء يحول حياتك لجحيم ، ليس لدينا أي مشكلة فعلية مع أي جار عربي ، المشكلة لدينا في جيرة السوء من جارنا الشرقي العراق - ولا أقصد إخوتنا العراقيين -ولكن لا يوجد بيت يرتاح أهله ولدى جيرانه فوضى دموية ولديهم غريب يعيث فيهم فساداً ، لذلك لن يرتاح البيت الأردني و البيت العراقي الجار العزيز متعب وغير مستقر ، و أسوأ من السوء نفسه هو جارنا الصهيوني الغربي ؛ هذا الجار الغريب عن جيناتنا والذي فرض نفسه وفرضه العالم علينا لا يهدأ وهو يكيد لنا قبل وبعد المعاهدة ؛ فهو لا يحفظ عهداً ، هذا الجار جار سوء يحرق مزارعنا وأشجارنا في الشمال الغربي من بيتنا ، ويصادر مياهنا ويلوث الباقي منها ، وينفث سموم مفاعل ديمونة على جنوبنا ، ويخزن لنا أسلحته النووية للحظة آتية لا ريب فيها ، ويهدد وجودنا ، هذا الجار السيء يستغل فوضى بيتنا ويزيدها بوسائله القذرة . بعد هذه الجولة على جيراننا نعرف أن جيرتنا الشرقية – العراق - بحاجة لإعادة ترتيب بأن نعمل على مساعدتهم ودعمهم نحو الاستقرار لنرتاح عندما يرتاحون فهذا قدرنا ، أما جيرة السوء - جيرة الصهاينة - فعلينا أن نعيد ترتيبها بأن نعمل على المدى القريب على توحيد صفوف أهل بيتنا الأردني ، والحصول على دعم جيراننا العرب في عمارتنا العربية ، ودعم أصدقائنا في العالم لمواجهة مؤامرات و مخططات هذا الجار ، وعلينا أن نعمل على المدى البعيد على خلق قوة عربية إسلامية لنزع هذا الجار البغيض من أرضٍ هي لنا بالأصل وليس له حق فيها فنرتاح منه للأبد ، وبالتخطيط والإرادة لا تعجز الشعوب الحية عن هذا الأمر الكبير و الشرعي ، ليبقى اسم ومضمون العمارة العربية ( عمارة الوطن العربي السكنية ) للأبد .
في كلمة ، البيت الأردني بحاجة لإعادة ترتيب ؛ فهو ليس مريح بدرجة كافية ، على أن تكون عملية إعادة الترتيب من ضمن أدوات البيت ، وبسواعد وفكر أهل البيت ، وبدون إملاءات خارجية ، لأنه لدينا شعب واعٍ ، وخير كثير ، والأهم ، لدينا قيادة هاشمية تمتاز بالقوة والخبرة ، وبمحبة وولاء أهل البيت الأردني لآل بيت رسول الله (ص) ، المهم .. أن نبدأ !!
Sameeh_nws@yahoo.com
هذا هو البيت مطبخ وصالونات وغرف نوم ، وجيران ، دائماً تتعالى أصوات مطالبة بإعادة ترتيب البيت الأردني ، أُولى خطوات إعادة الترتيب هو تشخيص واقع الوضع الحالي في البيت ؛ لتصميم مخطط الوضع المستهدف الوصول إليه بحيث يكون أفضل من الوضع الحالي ، فما هو وضع بيتنا الأردني الآن ؟ هل هو منظم ومريح بدرجة كافية لإسعاد ساكنيه؟ أم أن الفوضى تعم أرجاء البيت ؟ لنرى معاً من خلال جولة بهذا البيت ذو التاريخ العريق .
البيت الأردني يوجد ضمن عمارة تحوي اثنين وعشرين بيتاً ، ترفع اسماً على جدارها الأمامي ( عمارة الوطن العربي السكنية ) ، ويحاول البعض أن يزيح هذا الاسم المؤذي للأعداء وتعليق اسم ( عمارة إقليم الشرق الأوسط التجارية ) لحشر الأغراب بيننا ، ولكن – بحمد الله – ما زال الاسم الأصلي صامداً ويعلم الله إلى متى سيبقى كذلك ! المهم – إلى الآن – لا نستطيع دخول البيت الأردني إلا من خلال البوابة العربية ، وهذا ممتع لنا نحن الأردنيون الذين نحافظ على بيتنا أردنياً خالصاً ضمن عمارته العربية الخالصة.
تخطينا البوابة العربية دخولاً دون استئذان لأننا من أهل العمارة – إلى الآن على الأقل ! -، ودخلنا باب بيتنا الأردني ، ولنبدأ التمعن به بدءاً من مطبخه ، مطبخ القرار السياسي في بيتنا يحتوي على أهم الأدوات التي تضمن إنتاجه وجبات شهية من القرارات لأهله إن أُحسن استخدام هذه الأدوات ؛ و أُولى هذه الأدوات هي الدستور الأردني الذي يضمن أن تكون الوجبات سيادية أُردنية بمساهمة حقيقية من السلطات الدستورية التنفيذية والتشريعية الرقابية والقضائية ، و ثانيها هو التاريخ الأردني السياسي والعسكري الذي يضمن أن تكون الوجبات قوية وصحية لأهل البيت ، وثالثها مبادئ الثورة العربية الكبرى التي تضمن أن تكون الوجبات بنكهة قومية عربية خاصة و بصبغةٍ أردنية أصيلة لا تشبهها أية نكهة أُخرى لدى الآخرين بمذاقها الجميل الفاخر ، ومن أهم أدوات مطبخنا السياسي الخبرة الأردنية في طهي القرارات بحنكة وتحت أصعب الظروف ؛ لتخرج الوجبات من الفرن شهية بأغلبها ، و في أحيانٍ قليلة تخرج وجبة محروقة وبطعم الكربون كما هي وجبة قانون الانتخابات الأخير ، لكن يبدو أنه لا مشكلة لدى أهل البيت أن يتناولوا وجبة محروقة بين الكثير من الوجبات الأخرى الشهية ! ولا ننسى الميثاق الوطني والأجندة الوطنية والأحزاب من أدوات مطبخنا الأردني المهمة وغير المفعلة ، تلك الأدوات التي لو تم تفعيلها وإضافتها للأدوات السابقة لأصبح مطبخ القرار السياسي الأردني مدرسة مرموقة تقتدي بها أهم المطابخ السياسية في العالم ، وبنتيجة جولتنا ندرك أنه مؤهل لأن يتسبب بإسعاد أهل البيت ، ولا تحتاج أدواته لإعادة ترتيب ، ولكن ما يحتاج لإعادة ترتيب فيه هو الحكومات القائمة على طهي القرارات السياسية والتي أحياناً لا تحسن استخدام أدوات مطبخها جيداً ، لذلك يضطر الديوان الملكي العامر وبرغبة من الشعب أن يغطي على تقصير الحكومات ، وبما تم تسميته في يومٍ قديم حكومة فوق وحكومة تحت ، ولو تم استفتاء الشعب الأردني لفضل الحكومة التي فوق لأنها الأقرب لنبض الناس .
لنخرج نتفحص صالونات البيت ، فنجد أن الأصل أن يشغلها مجلس نواب قوي وصحافة قوية مسؤولة و حركة اجتماعية وثقافية قوية ، و أحزاب سياسية قوية ، ولكن نجد أن كل هذا فرغت منه صالونات البيت ، ولأن طبيعة الحياة لا تعترف بالفراغ فقد تم ملء الفراغ – تلقائياً – فتركت النقابات المهنية دورها الأساسي وأخذت دور الأحزاب ، وتشكلت في البيت صالونات مراكز القوى والتي يقودها بالأغلب رؤساء وزارات سابقين أو مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى سابقون ، وهذه المراكز تقوم بملء فراغ غياب مجلس نواب قوي ؛ فالمجالس النيابية الأردنية إما ضعيفة و لا تستطيع الوقوف بوجه تغول الحكومات ،( و حتى لو أنها قوية فهي لا تعمل إلا أشهراً قليلة في السنة )، أو أنها محلولة ، لذلك نشطت مراكز القوى تنتقد وتشاغب على الحكومات إما لتصفية الحسابات بين الكبار أو لتطيح بالحكومة لعله يكون لها فرصة بالرجوع لاستلام السلطة التنفيذية ، وأنا مع وجود هذه الصالونات بسبب غياب مجالس نيابية قوية وفاعلة ؛ حتى تبقى هذه الصالونات تتحرش بالحكومات وتشاغب عليها ، ليبقى في البيت الأردني صوتٌ تحسب له الحكومات حساباً حتى لو كان هذا الصوت له أهداف غير بريئة ، ونرى نتيجة الجولة في صالونات البيت الأردني أنها بحاجة ماسة للترتيب فهي تعيش حالة فوضى قديمة لدرجة أننا اعتدناها واعتقدنا أنها الأصل والنظام ، وإعادة ترتيبها تتم من خلال أن تُعطى الأحزاب الفرصة لتأخذ حجمها السياسي والوطني الطبيعي ، لتعود النقابات المهنية للاهتمام بما تم ترخيصها لأجله ، ووضع قانون انتخابات قوي وعصري(!) وإجراء انتخابات نزيهة تفرز مجلساً قوياً يستطيع طرد مراكز القوى من مكانه ويستعيد وضعه الدستوري الطبيعي ، و أن تعود الصحافة الأردنية لقوتها وتأتيرها و نزاهتها وتأخذ مكانها وحجمها في صالونات البيت ، وكذلك أن تتقدم النخب الثقافية والعلمية لتأخذ مكانها الطبيعي وتقود نهضة ثقافية وفكرية وعلمية ترتقي بالبلد لمستوى أفضل .
ونكمل جولتنا ، فندخل غرف النوم لنجد أغلبية أهل البيت نائمين فيها والإرهاق بادٍ عليهم من ضنك الحياة ، نائمين و تاركين أمورهم لحكومات تؤمن أنها وحدها تمتلك الحقيقة ، ولتجارٍ مصوا دمائهم ، ولفوضى الساهرين في صالونات البيت ! غرف النوم تحتاج لإعادة ترتيب ، ولهذا يجب أن يستيقظ النائمون ويمارسوا حقوقهم الدستورية ، ويساهموا بإنتاج وجبات القرارات السياسية التي تؤثر على مصيرهم ، ويتم ذلك من خلال إعادة ترتيب نفسية المواطن ؛ ليطمئن أن مشاركته السياسية والحزبية ، وجهره برأيه ، وصراخه بألمه ، وقبوله أو اعتراضه ، لن يجر عليه الويلات أو يهرسه مسؤول أرعن بقدميه .
بعد أن أنهينا جولتنا داخل بيتنا الأردني لنخرج ونتفقد الجيران ؛ لأن الجار الحسن يسعدك والجار السيء يحول حياتك لجحيم ، ليس لدينا أي مشكلة فعلية مع أي جار عربي ، المشكلة لدينا في جيرة السوء من جارنا الشرقي العراق - ولا أقصد إخوتنا العراقيين -ولكن لا يوجد بيت يرتاح أهله ولدى جيرانه فوضى دموية ولديهم غريب يعيث فيهم فساداً ، لذلك لن يرتاح البيت الأردني و البيت العراقي الجار العزيز متعب وغير مستقر ، و أسوأ من السوء نفسه هو جارنا الصهيوني الغربي ؛ هذا الجار الغريب عن جيناتنا والذي فرض نفسه وفرضه العالم علينا لا يهدأ وهو يكيد لنا قبل وبعد المعاهدة ؛ فهو لا يحفظ عهداً ، هذا الجار جار سوء يحرق مزارعنا وأشجارنا في الشمال الغربي من بيتنا ، ويصادر مياهنا ويلوث الباقي منها ، وينفث سموم مفاعل ديمونة على جنوبنا ، ويخزن لنا أسلحته النووية للحظة آتية لا ريب فيها ، ويهدد وجودنا ، هذا الجار السيء يستغل فوضى بيتنا ويزيدها بوسائله القذرة . بعد هذه الجولة على جيراننا نعرف أن جيرتنا الشرقية – العراق - بحاجة لإعادة ترتيب بأن نعمل على مساعدتهم ودعمهم نحو الاستقرار لنرتاح عندما يرتاحون فهذا قدرنا ، أما جيرة السوء - جيرة الصهاينة - فعلينا أن نعيد ترتيبها بأن نعمل على المدى القريب على توحيد صفوف أهل بيتنا الأردني ، والحصول على دعم جيراننا العرب في عمارتنا العربية ، ودعم أصدقائنا في العالم لمواجهة مؤامرات و مخططات هذا الجار ، وعلينا أن نعمل على المدى البعيد على خلق قوة عربية إسلامية لنزع هذا الجار البغيض من أرضٍ هي لنا بالأصل وليس له حق فيها فنرتاح منه للأبد ، وبالتخطيط والإرادة لا تعجز الشعوب الحية عن هذا الأمر الكبير و الشرعي ، ليبقى اسم ومضمون العمارة العربية ( عمارة الوطن العربي السكنية ) للأبد .
في كلمة ، البيت الأردني بحاجة لإعادة ترتيب ؛ فهو ليس مريح بدرجة كافية ، على أن تكون عملية إعادة الترتيب من ضمن أدوات البيت ، وبسواعد وفكر أهل البيت ، وبدون إملاءات خارجية ، لأنه لدينا شعب واعٍ ، وخير كثير ، والأهم ، لدينا قيادة هاشمية تمتاز بالقوة والخبرة ، وبمحبة وولاء أهل البيت الأردني لآل بيت رسول الله (ص) ، المهم .. أن نبدأ !!
Sameeh_nws@yahoo.com
التعليقات