تذكر الصخب والجدال والهمس والصراخ الذي كان يحدث في قاعتنا ؟ يا الله كم أحن لتلك الأوقات ..
فخرج صوت مبحوح من مقعد آخر تحت قبة العبدلي : أرجوك يا مقعد عمان الثالثة اتركنا نايمين ومرتاحين بلا سياسة بلا هم .
فيقول مقعد الكرك : أسكت يا مقعد الكوتا وأترك المقاعد الثقيلة تحكي يعني عاجبك صرنا مجرد كراسي مهجورة ؟
يتنحنح مقعد البادية ويقول : حنا نريد تعود مياه المجلس لمجاريها لأجل مناطقنا تريد خدمات وفيها بطالة ومشاكل وثارات ، ونريد نحاسب الحكومة كيف تعاملت مع هالأوضاع ومع عيالنا!
فيخرج صوت من مقعد الزرقاء معترضاً : أنت يا مقعد الكرك أقوى نوع وترغب بعودة المجلس حتى تحطهم تحت جناحك ، وأنت يا مقعد البادية ركز معنا عالسياسة شوية مش بس نائب خدمات .
فيقاطعه بعصبية مقعد معان : الكرك أهل الهية ويطلع لمقعدهم يفرد حاله .
فيقول مقعد الكرك : ما نزود عليك يا مقعد معان ياللي بالعز مخضبة .
يدلي مقعد السلط بدلوه : زملائي المقاعد كلنا الأردن ومأصلين وبعدين كلنا بالهوا سوا مقاعد مهجورة .
مقعد الرمثا : صدقت والله لو كنا خلال هالأشهر الماضية مقاعد بحديقة عامة إلا فدنا الوطن أكثر من لطعتنا بدون شغل .
مقعد العقبة : يا مقاعد المجلس فُرِجَت وصدر قانون الانتخابات ورح يقعد علينا أصلح الناس بعد كم شهر .
مقعد جرش : أصلح الناس ؟! يا مقعد العقبة ، البراطيل خربت جرش قبل ألف سنة ، وجرش بالأردن وبرأيك فش براطيل بالأردن للآن تخرب مش بس جرش وسمك العقبة كمان ؟! خلصنا بلا أصلح بلا أطلح ، إحكي يا رب يقعد علينا الأقل سوء ونحن والشعب راضيين .
فجأة تخرج قهقهة مرتفعة من مقعد الطفيلة ويقول : يا مقاعد المجلس ادعو الله ما تصير انتخابات ونظل مهجورين .
فتسأل جميع المقاعد باندهاش وصوت واحد : ليييش؟!
ويواصل مقعد الطفيلة قهقهته ويجيب : صحيح مهجورين الآن لكن على الأقل موجودين يعني حقيقيين لكن بعد الانتخابات القادمة رح نتحول لوهميين يعني غير حقيقيين يا المقاعد المسخمة .
فتتساءل معاً المقاعد : كيف ؟ مش فاهمين !
فيتطوع مقعد مادبا ويجيب : مقعد الطفيلة قصده أن قانون الانتخاب الجديد أبدع اختراع أردني جديد على مستوى العالم وهو الدوائر الفرعية التابعة للدوائر الانتخابية ، وهذه الدوائر لا حدود جغرافية لها داخل الدائرة الانتخابية الأكبر ، والناخب حر في الدائرة الانتخابية يختار أي دائرة فرعية يصوت فيها ، يعني الدوائر الفرعية دوائر وهمية ومُتخيلة فقط !
ويكمل مقعد الطفيلة : والدائرة الوهمية يفوز عنها نائب وهمي ، والنائب الوهمي أين سيجلس تحت قبة العبدلي ، قبتنا؟
فيكمل مقعد عجلون : آآآه .. النائب الوهمي ممثل الدائرة الوهمية يحتاج لمقعد وهمي يجلس عليه ، يعني سنصبح مقاعد وهمية بمجرد إعلان النتائج .
فيقاطعه مقعد مادبا : النتائج ؟ هل ستكون وهمية لأنها تمثل نتائج انتخابات دوائر وهمية ؟
فيقول مقعد الأغوار متحسراً : يا صديقي يا مقعد مادبا ومتى كانت النتائج مش وهمية ؟ خلينا ساكتين أحسن .
فيتساءل مقعد ناعور : مش الأفضل نظل هيك مرتاحين من جلوس هالنواب علينا ؟ وخصوصاً أغلبهم المناسف والعزايم وإكراميات الدولة خلتهم من أصحاب الكروش الكبيرة والأوزان الثقيلة وذبحونا بأوزانهم .
فيرد مقعد الكوتا الناعمة بخبث : لا يا صاحبي مش الكل ثقيل أنا مثلاً اشتقت للشعور بالوزن الناعم وكنت أتمنى الجلسات ما تنتهي .
وأضاف مقعد المفرق : وأنا كمان أدمنت رائحة السيجار ومستعد أتحمل وزنه مقابل أشم سيجاره الكوبي كل يوم .
وبدأ يتعالى ضجيج مقاعد الحكومة في المجلس : اسكتوا يا مقاعد النواب ، الأولوية للمقاعد الحكومية بالحديث ، أو تعرفوا لن نقرّ امتيازات من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة لكم .
فيعم الصمت قليلاً ، ثم تحدث مقعد رئيس المجلس وقال : أقترح يعدلوا قانون الانتخابات ويصبح من حقنا نحن المقاعد تحت القبة أن نختار من يجلس علينا وليس الشعب ؛ فنحن المتحملون لصراخهم ولهمساتهم وخلافاتهم ومؤامراتهم ونومهم أحياناً طول الجلسات وأمورٍ أُخرى متحملينها نتيجة جلوسهم علينا نخجل من ذكرها وهم يعلمونها .
وأيده مقعد المساعد الأول لرئيس المجلس وقال : نعم نحن الأقدر على اختيار النائب المناسب، فلو أنهم أحضروا جميع المرشحين وأجلسوهم علينا بالدور سنستطيع أن نحدد من هو الأنسب من خلال ثقله علينا ، ومن خلال مدى تململه فوقنا ، ونستطيع أن نعرف نواياه من خلال تخاطر نبنيه معه لنعرف هل أتى ليخدم الوطن أم ليحلب الوطن ، وكذلك من خلال الأمور الأخرى التي خجل مقعد الرئيس من ذكرها !
وفجأة جاءت صرخة مدوية من أعلى المجلس : كفى ، اصمتي أيتها المقاعد التعيسة التي فرقتِ الشعب بتنازعه للجلوس عليك .
فقالت المقاعد : ولماذا أنتِ غاضبة هكذا يا قبة المجلس ؟!
فأجابت القبة بحزن : لقد أيقظتم جروحي وجعلتم النوم يهرب من عيوني ، فأنا بجانبي في العبدلي قبتان جارتان لي أحسدهما على ما حباهما الله من نِعَم ؛ أنظر إلى قبة مسجد الملك المؤسس فأحسدها لأنها تغطي تحتها المؤمنين المصلين القانتين ، ولا تسمع إلا الآيات القرآنية ، ولا يتخللها إلا دعاء الطيبين ليصعد من خلالها إلى السماء ، وأحسد قبة قصر العدل التي تغطي تحتها القضاة الذين يحقون الحق في الدنيا ، وتغطي المظلوم الذي نظر إليها شاكراً الله من فوقها على عدله أن يَسّر له تحت قبة قصر العدل من أعاد له حقه ورفع عنه الظلم ، أما أنا قبة مجلس الأمة ، قبة العبدلي ، فأنا مقهورة أيتها المقاعد الكئيبة ؛ لأني أغطي تحتي من يجلسون عليكم ممن نافقوا الناس وكذبوا عليهم بالوعود ، وعندما استظلوا بظلي نسوا الناس ونسوا الوعد والعهد ، ونسوا من لن يظلهم يوم لا ظل إلا ظله ، وأصبحوا يتحالفون ويختلفون ويتفقون بما يحقق مصالحهم ، وأداروا بينهم كأس الوطن نخباً شربوه في صحة تأمين مستقبل أبنائهم بأعلى المراتب التي لا يستحقونها ، فبعد هذا ألا تريدون مني أن أعيش القهر و أنا أرى أخواتي القباب الأخرى تخبئ تحتها مؤمنا في المسجد أو قاضٍ في قصر العدل ، وأنا أُخبئ تحتي من أغلبهم جعلوا من البسطاء مطية لهم لبناء أنفسهم بهدم أحلام المواطن وعشمه فيهم ، أرجوكِ أيتها المقاعد أن تصمتي وتنامي ، واتركيني أندب حظي فقد رأيت في العقود الماضية وسمعت الكثير تحتي مما جعلني أتمنى أن توافق إحدى القبب الأخرى أن تبادلني مكانها !
تذكر الصخب والجدال والهمس والصراخ الذي كان يحدث في قاعتنا ؟ يا الله كم أحن لتلك الأوقات ..
فخرج صوت مبحوح من مقعد آخر تحت قبة العبدلي : أرجوك يا مقعد عمان الثالثة اتركنا نايمين ومرتاحين بلا سياسة بلا هم .
فيقول مقعد الكرك : أسكت يا مقعد الكوتا وأترك المقاعد الثقيلة تحكي يعني عاجبك صرنا مجرد كراسي مهجورة ؟
يتنحنح مقعد البادية ويقول : حنا نريد تعود مياه المجلس لمجاريها لأجل مناطقنا تريد خدمات وفيها بطالة ومشاكل وثارات ، ونريد نحاسب الحكومة كيف تعاملت مع هالأوضاع ومع عيالنا!
فيخرج صوت من مقعد الزرقاء معترضاً : أنت يا مقعد الكرك أقوى نوع وترغب بعودة المجلس حتى تحطهم تحت جناحك ، وأنت يا مقعد البادية ركز معنا عالسياسة شوية مش بس نائب خدمات .
فيقاطعه بعصبية مقعد معان : الكرك أهل الهية ويطلع لمقعدهم يفرد حاله .
فيقول مقعد الكرك : ما نزود عليك يا مقعد معان ياللي بالعز مخضبة .
يدلي مقعد السلط بدلوه : زملائي المقاعد كلنا الأردن ومأصلين وبعدين كلنا بالهوا سوا مقاعد مهجورة .
مقعد الرمثا : صدقت والله لو كنا خلال هالأشهر الماضية مقاعد بحديقة عامة إلا فدنا الوطن أكثر من لطعتنا بدون شغل .
مقعد العقبة : يا مقاعد المجلس فُرِجَت وصدر قانون الانتخابات ورح يقعد علينا أصلح الناس بعد كم شهر .
مقعد جرش : أصلح الناس ؟! يا مقعد العقبة ، البراطيل خربت جرش قبل ألف سنة ، وجرش بالأردن وبرأيك فش براطيل بالأردن للآن تخرب مش بس جرش وسمك العقبة كمان ؟! خلصنا بلا أصلح بلا أطلح ، إحكي يا رب يقعد علينا الأقل سوء ونحن والشعب راضيين .
فجأة تخرج قهقهة مرتفعة من مقعد الطفيلة ويقول : يا مقاعد المجلس ادعو الله ما تصير انتخابات ونظل مهجورين .
فتسأل جميع المقاعد باندهاش وصوت واحد : ليييش؟!
ويواصل مقعد الطفيلة قهقهته ويجيب : صحيح مهجورين الآن لكن على الأقل موجودين يعني حقيقيين لكن بعد الانتخابات القادمة رح نتحول لوهميين يعني غير حقيقيين يا المقاعد المسخمة .
فتتساءل معاً المقاعد : كيف ؟ مش فاهمين !
فيتطوع مقعد مادبا ويجيب : مقعد الطفيلة قصده أن قانون الانتخاب الجديد أبدع اختراع أردني جديد على مستوى العالم وهو الدوائر الفرعية التابعة للدوائر الانتخابية ، وهذه الدوائر لا حدود جغرافية لها داخل الدائرة الانتخابية الأكبر ، والناخب حر في الدائرة الانتخابية يختار أي دائرة فرعية يصوت فيها ، يعني الدوائر الفرعية دوائر وهمية ومُتخيلة فقط !
ويكمل مقعد الطفيلة : والدائرة الوهمية يفوز عنها نائب وهمي ، والنائب الوهمي أين سيجلس تحت قبة العبدلي ، قبتنا؟
فيكمل مقعد عجلون : آآآه .. النائب الوهمي ممثل الدائرة الوهمية يحتاج لمقعد وهمي يجلس عليه ، يعني سنصبح مقاعد وهمية بمجرد إعلان النتائج .
فيقاطعه مقعد مادبا : النتائج ؟ هل ستكون وهمية لأنها تمثل نتائج انتخابات دوائر وهمية ؟
فيقول مقعد الأغوار متحسراً : يا صديقي يا مقعد مادبا ومتى كانت النتائج مش وهمية ؟ خلينا ساكتين أحسن .
فيتساءل مقعد ناعور : مش الأفضل نظل هيك مرتاحين من جلوس هالنواب علينا ؟ وخصوصاً أغلبهم المناسف والعزايم وإكراميات الدولة خلتهم من أصحاب الكروش الكبيرة والأوزان الثقيلة وذبحونا بأوزانهم .
فيرد مقعد الكوتا الناعمة بخبث : لا يا صاحبي مش الكل ثقيل أنا مثلاً اشتقت للشعور بالوزن الناعم وكنت أتمنى الجلسات ما تنتهي .
وأضاف مقعد المفرق : وأنا كمان أدمنت رائحة السيجار ومستعد أتحمل وزنه مقابل أشم سيجاره الكوبي كل يوم .
وبدأ يتعالى ضجيج مقاعد الحكومة في المجلس : اسكتوا يا مقاعد النواب ، الأولوية للمقاعد الحكومية بالحديث ، أو تعرفوا لن نقرّ امتيازات من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة لكم .
فيعم الصمت قليلاً ، ثم تحدث مقعد رئيس المجلس وقال : أقترح يعدلوا قانون الانتخابات ويصبح من حقنا نحن المقاعد تحت القبة أن نختار من يجلس علينا وليس الشعب ؛ فنحن المتحملون لصراخهم ولهمساتهم وخلافاتهم ومؤامراتهم ونومهم أحياناً طول الجلسات وأمورٍ أُخرى متحملينها نتيجة جلوسهم علينا نخجل من ذكرها وهم يعلمونها .
وأيده مقعد المساعد الأول لرئيس المجلس وقال : نعم نحن الأقدر على اختيار النائب المناسب، فلو أنهم أحضروا جميع المرشحين وأجلسوهم علينا بالدور سنستطيع أن نحدد من هو الأنسب من خلال ثقله علينا ، ومن خلال مدى تململه فوقنا ، ونستطيع أن نعرف نواياه من خلال تخاطر نبنيه معه لنعرف هل أتى ليخدم الوطن أم ليحلب الوطن ، وكذلك من خلال الأمور الأخرى التي خجل مقعد الرئيس من ذكرها !
وفجأة جاءت صرخة مدوية من أعلى المجلس : كفى ، اصمتي أيتها المقاعد التعيسة التي فرقتِ الشعب بتنازعه للجلوس عليك .
فقالت المقاعد : ولماذا أنتِ غاضبة هكذا يا قبة المجلس ؟!
فأجابت القبة بحزن : لقد أيقظتم جروحي وجعلتم النوم يهرب من عيوني ، فأنا بجانبي في العبدلي قبتان جارتان لي أحسدهما على ما حباهما الله من نِعَم ؛ أنظر إلى قبة مسجد الملك المؤسس فأحسدها لأنها تغطي تحتها المؤمنين المصلين القانتين ، ولا تسمع إلا الآيات القرآنية ، ولا يتخللها إلا دعاء الطيبين ليصعد من خلالها إلى السماء ، وأحسد قبة قصر العدل التي تغطي تحتها القضاة الذين يحقون الحق في الدنيا ، وتغطي المظلوم الذي نظر إليها شاكراً الله من فوقها على عدله أن يَسّر له تحت قبة قصر العدل من أعاد له حقه ورفع عنه الظلم ، أما أنا قبة مجلس الأمة ، قبة العبدلي ، فأنا مقهورة أيتها المقاعد الكئيبة ؛ لأني أغطي تحتي من يجلسون عليكم ممن نافقوا الناس وكذبوا عليهم بالوعود ، وعندما استظلوا بظلي نسوا الناس ونسوا الوعد والعهد ، ونسوا من لن يظلهم يوم لا ظل إلا ظله ، وأصبحوا يتحالفون ويختلفون ويتفقون بما يحقق مصالحهم ، وأداروا بينهم كأس الوطن نخباً شربوه في صحة تأمين مستقبل أبنائهم بأعلى المراتب التي لا يستحقونها ، فبعد هذا ألا تريدون مني أن أعيش القهر و أنا أرى أخواتي القباب الأخرى تخبئ تحتها مؤمنا في المسجد أو قاضٍ في قصر العدل ، وأنا أُخبئ تحتي من أغلبهم جعلوا من البسطاء مطية لهم لبناء أنفسهم بهدم أحلام المواطن وعشمه فيهم ، أرجوكِ أيتها المقاعد أن تصمتي وتنامي ، واتركيني أندب حظي فقد رأيت في العقود الماضية وسمعت الكثير تحتي مما جعلني أتمنى أن توافق إحدى القبب الأخرى أن تبادلني مكانها !
تذكر الصخب والجدال والهمس والصراخ الذي كان يحدث في قاعتنا ؟ يا الله كم أحن لتلك الأوقات ..
فخرج صوت مبحوح من مقعد آخر تحت قبة العبدلي : أرجوك يا مقعد عمان الثالثة اتركنا نايمين ومرتاحين بلا سياسة بلا هم .
فيقول مقعد الكرك : أسكت يا مقعد الكوتا وأترك المقاعد الثقيلة تحكي يعني عاجبك صرنا مجرد كراسي مهجورة ؟
يتنحنح مقعد البادية ويقول : حنا نريد تعود مياه المجلس لمجاريها لأجل مناطقنا تريد خدمات وفيها بطالة ومشاكل وثارات ، ونريد نحاسب الحكومة كيف تعاملت مع هالأوضاع ومع عيالنا!
فيخرج صوت من مقعد الزرقاء معترضاً : أنت يا مقعد الكرك أقوى نوع وترغب بعودة المجلس حتى تحطهم تحت جناحك ، وأنت يا مقعد البادية ركز معنا عالسياسة شوية مش بس نائب خدمات .
فيقاطعه بعصبية مقعد معان : الكرك أهل الهية ويطلع لمقعدهم يفرد حاله .
فيقول مقعد الكرك : ما نزود عليك يا مقعد معان ياللي بالعز مخضبة .
يدلي مقعد السلط بدلوه : زملائي المقاعد كلنا الأردن ومأصلين وبعدين كلنا بالهوا سوا مقاعد مهجورة .
مقعد الرمثا : صدقت والله لو كنا خلال هالأشهر الماضية مقاعد بحديقة عامة إلا فدنا الوطن أكثر من لطعتنا بدون شغل .
مقعد العقبة : يا مقاعد المجلس فُرِجَت وصدر قانون الانتخابات ورح يقعد علينا أصلح الناس بعد كم شهر .
مقعد جرش : أصلح الناس ؟! يا مقعد العقبة ، البراطيل خربت جرش قبل ألف سنة ، وجرش بالأردن وبرأيك فش براطيل بالأردن للآن تخرب مش بس جرش وسمك العقبة كمان ؟! خلصنا بلا أصلح بلا أطلح ، إحكي يا رب يقعد علينا الأقل سوء ونحن والشعب راضيين .
فجأة تخرج قهقهة مرتفعة من مقعد الطفيلة ويقول : يا مقاعد المجلس ادعو الله ما تصير انتخابات ونظل مهجورين .
فتسأل جميع المقاعد باندهاش وصوت واحد : ليييش؟!
ويواصل مقعد الطفيلة قهقهته ويجيب : صحيح مهجورين الآن لكن على الأقل موجودين يعني حقيقيين لكن بعد الانتخابات القادمة رح نتحول لوهميين يعني غير حقيقيين يا المقاعد المسخمة .
فتتساءل معاً المقاعد : كيف ؟ مش فاهمين !
فيتطوع مقعد مادبا ويجيب : مقعد الطفيلة قصده أن قانون الانتخاب الجديد أبدع اختراع أردني جديد على مستوى العالم وهو الدوائر الفرعية التابعة للدوائر الانتخابية ، وهذه الدوائر لا حدود جغرافية لها داخل الدائرة الانتخابية الأكبر ، والناخب حر في الدائرة الانتخابية يختار أي دائرة فرعية يصوت فيها ، يعني الدوائر الفرعية دوائر وهمية ومُتخيلة فقط !
ويكمل مقعد الطفيلة : والدائرة الوهمية يفوز عنها نائب وهمي ، والنائب الوهمي أين سيجلس تحت قبة العبدلي ، قبتنا؟
فيكمل مقعد عجلون : آآآه .. النائب الوهمي ممثل الدائرة الوهمية يحتاج لمقعد وهمي يجلس عليه ، يعني سنصبح مقاعد وهمية بمجرد إعلان النتائج .
فيقاطعه مقعد مادبا : النتائج ؟ هل ستكون وهمية لأنها تمثل نتائج انتخابات دوائر وهمية ؟
فيقول مقعد الأغوار متحسراً : يا صديقي يا مقعد مادبا ومتى كانت النتائج مش وهمية ؟ خلينا ساكتين أحسن .
فيتساءل مقعد ناعور : مش الأفضل نظل هيك مرتاحين من جلوس هالنواب علينا ؟ وخصوصاً أغلبهم المناسف والعزايم وإكراميات الدولة خلتهم من أصحاب الكروش الكبيرة والأوزان الثقيلة وذبحونا بأوزانهم .
فيرد مقعد الكوتا الناعمة بخبث : لا يا صاحبي مش الكل ثقيل أنا مثلاً اشتقت للشعور بالوزن الناعم وكنت أتمنى الجلسات ما تنتهي .
وأضاف مقعد المفرق : وأنا كمان أدمنت رائحة السيجار ومستعد أتحمل وزنه مقابل أشم سيجاره الكوبي كل يوم .
وبدأ يتعالى ضجيج مقاعد الحكومة في المجلس : اسكتوا يا مقاعد النواب ، الأولوية للمقاعد الحكومية بالحديث ، أو تعرفوا لن نقرّ امتيازات من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة لكم .
فيعم الصمت قليلاً ، ثم تحدث مقعد رئيس المجلس وقال : أقترح يعدلوا قانون الانتخابات ويصبح من حقنا نحن المقاعد تحت القبة أن نختار من يجلس علينا وليس الشعب ؛ فنحن المتحملون لصراخهم ولهمساتهم وخلافاتهم ومؤامراتهم ونومهم أحياناً طول الجلسات وأمورٍ أُخرى متحملينها نتيجة جلوسهم علينا نخجل من ذكرها وهم يعلمونها .
وأيده مقعد المساعد الأول لرئيس المجلس وقال : نعم نحن الأقدر على اختيار النائب المناسب، فلو أنهم أحضروا جميع المرشحين وأجلسوهم علينا بالدور سنستطيع أن نحدد من هو الأنسب من خلال ثقله علينا ، ومن خلال مدى تململه فوقنا ، ونستطيع أن نعرف نواياه من خلال تخاطر نبنيه معه لنعرف هل أتى ليخدم الوطن أم ليحلب الوطن ، وكذلك من خلال الأمور الأخرى التي خجل مقعد الرئيس من ذكرها !
وفجأة جاءت صرخة مدوية من أعلى المجلس : كفى ، اصمتي أيتها المقاعد التعيسة التي فرقتِ الشعب بتنازعه للجلوس عليك .
فقالت المقاعد : ولماذا أنتِ غاضبة هكذا يا قبة المجلس ؟!
فأجابت القبة بحزن : لقد أيقظتم جروحي وجعلتم النوم يهرب من عيوني ، فأنا بجانبي في العبدلي قبتان جارتان لي أحسدهما على ما حباهما الله من نِعَم ؛ أنظر إلى قبة مسجد الملك المؤسس فأحسدها لأنها تغطي تحتها المؤمنين المصلين القانتين ، ولا تسمع إلا الآيات القرآنية ، ولا يتخللها إلا دعاء الطيبين ليصعد من خلالها إلى السماء ، وأحسد قبة قصر العدل التي تغطي تحتها القضاة الذين يحقون الحق في الدنيا ، وتغطي المظلوم الذي نظر إليها شاكراً الله من فوقها على عدله أن يَسّر له تحت قبة قصر العدل من أعاد له حقه ورفع عنه الظلم ، أما أنا قبة مجلس الأمة ، قبة العبدلي ، فأنا مقهورة أيتها المقاعد الكئيبة ؛ لأني أغطي تحتي من يجلسون عليكم ممن نافقوا الناس وكذبوا عليهم بالوعود ، وعندما استظلوا بظلي نسوا الناس ونسوا الوعد والعهد ، ونسوا من لن يظلهم يوم لا ظل إلا ظله ، وأصبحوا يتحالفون ويختلفون ويتفقون بما يحقق مصالحهم ، وأداروا بينهم كأس الوطن نخباً شربوه في صحة تأمين مستقبل أبنائهم بأعلى المراتب التي لا يستحقونها ، فبعد هذا ألا تريدون مني أن أعيش القهر و أنا أرى أخواتي القباب الأخرى تخبئ تحتها مؤمنا في المسجد أو قاضٍ في قصر العدل ، وأنا أُخبئ تحتي من أغلبهم جعلوا من البسطاء مطية لهم لبناء أنفسهم بهدم أحلام المواطن وعشمه فيهم ، أرجوكِ أيتها المقاعد أن تصمتي وتنامي ، واتركيني أندب حظي فقد رأيت في العقود الماضية وسمعت الكثير تحتي مما جعلني أتمنى أن توافق إحدى القبب الأخرى أن تبادلني مكانها !
التعليقات
واكتبه بطريقتك المعهودة.
وشكراً
شلوى وو