خاص - كتب أدهم غرايبة - بالحرف قال الرئيس السوري بشار الأسد : ' عندما تتحدث دولة او مسؤول ما علينا ان نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه ' !
هذا جواب سيادته في مقابلة تلفزيونيه مؤخرا لسؤال حول حديث للاردن عن اقامة منطقة عازله .
أثار جواب الرئيس غضبا عارما عند قطاع واسع من النشطاء الذين منهم من هو قريب لعقلي و قلبي معا , و لم يستفز – للعلم – اي جهة رسمية اردنية للرد عليه ! .
هؤلاء النشطاء يستفزهم اي حديث عن سيادة الاردن لكن ' اغلبهم ' ممن تكون ردات أفعالهم نابعة من النخاع الشوكي لا من عقولهم , حالهم حال باقي عرب الله الذين يحكمهم هوج عام و ينطبق عليهم مقولة ' معاهم معاهم , عليهم عليهم ' !
اجابة الرئيس ليست ذما بالمناسبة , هي توصيف . و هو توصيف لا احبه بأي حال و أشعر بالعار منه . لكنه للأسف دقيق و نتبناه نحن أنفسنا , لكننا نستنفر ضده حينما يقوله سوانا !
الذين اغضبهم كلام الرئيس و انتقلوا فورا لشتمه و معايرته بما آلت اليه الاحوال في بلاده – هي بلادنا ايضا في وقت الرصانة التي ولت ! – ذكروه باستقلالية و سيادة سوريا اليوم .
لكنهم – سامحهم الله – لم يتأملوا لبرهة ان ما اصاب سوريا اليوم هو نتيجة عدوان تتبناه علنا دولا عدة منها ما هو غني و منها ما هو قوي و منها ما هو مفتعل و مزروع على اراضي عربية . ما حدث لسوريا اليوم هو بالتأكيد بسبب سيادتها و استقلاليتها الحقيقة التي استندت لمقومات اقتصاد قوي و قابل للنماء ,و هو حتما بسبب خيراتها و قمحها و امتلاكها لمؤانيها و مطاراتها و انعدام مديونيتها و مجانية التعليم فيها لأبنائها و لغيرهم من العرب الذين خذلوها , و بسبب مواقفها السياسية التي تصفها هي ذاتها بانها ' ممانعة ' لا نها لا تستطيع ان تكون اكثر من ذلك لعدم وجود سند عربي حقيق لها .
نعلم – نحن انصار الدولة السورية المدنية و القومية – ان بإمكان النظام في سوريا ان يقضي على هذه ' الثورة ' قبل ظهر الغد ان هو توصل لتفاهمات مع الكيان صباحا و رفع علم الكيان في دمشق!
لكن هذا لم يحدث , و اغلب الظن انه لن يحدث , لأن هكذا امر هو ما سيشعل ثورة حقيقة في سوريا , لان شعبها – برغم كل الاوجاع – عروبي بامتياز و مدني يؤمن بدولة القانون و معادي تاريخيا للكيان السبب الرئيسي لكل اوجاع منطقتنا .
لو كان ما يحدث في سوريا هو ' ثورة ' الشعب السوري حقا لما استطاع الرئيس الاسد الصمود بوجهها لأيام ايا كانت قوة جيشه و دعم بعض الدول التي تؤيده . ما هذا الرئيس ' السوبر مان ' الذي يصمد رغما عن كل الشعب لو صح ما يقال ؟! و هذا لا ينف حتما ان قطاعا من الشعب السوري ضده .
نعلم ان في سوريا فسادا و ان ثمة خطايا ارتكبت طيلة سنوات حكم البعث , لكن هذا لا يعني القبول بالفاشية الدينية بديلا عن النظام الحالي . دفاعنا عن سوريا – نحن معشر انصار المدنية – ليس موقعا على بياض , نحن في الواقع ندافع عن انفسنا و عن حلمنا بدولة يحكمها دستور مدني كفيل بضمان الحريات السياسية و الدينية و الفكرية و ' ممانع ' للاطماع الصهيونية . الذين لا تعجبهم كلمة ' ممانعة ' ليس من حقهم المزاودة و في عواصمهم اعلاما ترفرف للكيان !
غريب امر الاردنيين المؤيدين لما تسمى ب ' الثورة ' في سوريا ! هؤلاء يدعون انهم يعادون ' داعش ' و ' النصرة ' و يطالبون اجهزتنا الامنية بعدم التهاون مع اي متعاطف معها لكنهم يناصرونها في سوريا !
هؤلاء يريدون ' ثورة ' في سوريا لكنهم غير مستعدين لمظاهرات سليمة ضد من نهب بلدنا !
دفاعي الشخصي عن الرئيس الاسد ينحصر في ما يفرضه واقع الحال في سوريا , فالصراع ينحصر بين مشروع مدني اولا و معادي للكيان ثانيا و يؤمن بالدولة ثالثا من جهة و فاشية دينية تقتل ابانئها قبل غيرهم و تريد ارجاع الزمن الى الوراء و سيطرتها على سوريا – لا قدر الله – تعني ان القتل الذي يحدث هناك حاليا ما هو الا مزاح بالمقارنة مع ما سيحدث حينها , فضلا عن مشاريع تصدير مخرجات تلك السيطرة الى الاردن !
لو كان ثمة تيار ثالث مدني خالي من الفساد و معادي للكيان و ينتهج العدالة الاجتماعية لوقفنا معه حتما .
بالمناسبة لدينا في الاردن مجموعة من القيادات الاسلامية التي توصلت لخلاصات وطنية تقدمية تقبل بالاخر و تتشارك معه لاول مره و اعلنت المبادرة الوطنية الاردنية للبناء المعروفة اعلاميا بسم ' زمزم ' , هؤلاء لم يحظوا الى الان بالدعم الشعبي الكافي الكفيل بتحقيق تيار – و تنظيم لاحقا – يستطيع ان يكون إضافة نوعية و تاريخيه للسياسة في الاردن , و اتمنى ان احساسي بأن هؤلاء اصابهم اليأس و بدؤوا بالانزواء هو احساس خاطئ !
عموما , إذا كان يغيظنا غمز الرئيس الاسد من استقلاليتنا و اعتبرنا ذلك شتمنا بحقنا فلا ننكر اننا لا نكتفي بالشتم و الردح اليومي بحقه بل اننا نتدخل في مجريات ما يحدث على الارض بسوريا بما لا يرضي النظام هناك ! فهل من حقنا كل ذلك و ليس من حقه توجيه الانتقاد ؟! ثم لماذا لا يحاكم كل اردني يسيء لسوريا مثلما نحاكم كل من يسيء للدول الاخرى التي تربطنا معها علاقات بحجة ' التعكير ' ؟! اليس من مؤشرات الاستقلالية السيادة ان يطبق القانون على الجميع ؟!
سيادة و استقلالية الدولة الاردنية كانت لسنوات طوال موضع شك و تهكم ليس من الاشقاء العرب الذين حالهم اسخم من حالنا , لا بل من اطراف داخل الاردن لم تواجه بالعقاب و لم تفعل لهم الدولة و لا مجتمعها شيئا !
الوطنية الاردنية هي المسؤولة اليوم عن اشهار نفسها بصراحة و بلا تردد و بدون مجاملة لأحد على حسابها عبر النقد الموضوعي و التفكير المنطقي و ببرنامج واضح قائم على نبذ التعصب و احترام الحرية الفردية و الايمان بحق الاردن ليس بالوجود فحسب بل بدور الزعامه و المطالبة بدستور مدني يؤكد سيادة الشعب و استعادة الاموال العامة و تطوير قطاعات التعليم و الصحة و الزراعة و السياحة و معاداة الكيان و وحدة النضال المشترك مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
طيب قولوا أنتم – معشر الرداحين و الشتامين – اذا كان دولة ما , مطارها ليس مُلكها ,و الميناء ليس مُلكها , و اتصلاتها ليست مُلكها ,و خيراتها ليست ملكها, و تعليمها متهالك و اصبح مكلفا الى حدود الارهاق , و قمحها مستوردا بعد ان كانت تصدره ,و مديونيتها تتعاظم و تتضاعف في سنوات قليله بلا فائدة , و تتبخر المساعدات , و تتورط بالتجنيس و تفريغ الارض من اصحابها , و تعامل المواطن كما تعامل اللاجىء , و يتوارث المناصب فيها شلل لم تقدم شيئا للبلد بل نهبته , هل هي مستقلة و صاحبة سيادة فعلا ؟!
خاص - كتب أدهم غرايبة - بالحرف قال الرئيس السوري بشار الأسد : ' عندما تتحدث دولة او مسؤول ما علينا ان نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه ' !
هذا جواب سيادته في مقابلة تلفزيونيه مؤخرا لسؤال حول حديث للاردن عن اقامة منطقة عازله .
أثار جواب الرئيس غضبا عارما عند قطاع واسع من النشطاء الذين منهم من هو قريب لعقلي و قلبي معا , و لم يستفز – للعلم – اي جهة رسمية اردنية للرد عليه ! .
هؤلاء النشطاء يستفزهم اي حديث عن سيادة الاردن لكن ' اغلبهم ' ممن تكون ردات أفعالهم نابعة من النخاع الشوكي لا من عقولهم , حالهم حال باقي عرب الله الذين يحكمهم هوج عام و ينطبق عليهم مقولة ' معاهم معاهم , عليهم عليهم ' !
اجابة الرئيس ليست ذما بالمناسبة , هي توصيف . و هو توصيف لا احبه بأي حال و أشعر بالعار منه . لكنه للأسف دقيق و نتبناه نحن أنفسنا , لكننا نستنفر ضده حينما يقوله سوانا !
الذين اغضبهم كلام الرئيس و انتقلوا فورا لشتمه و معايرته بما آلت اليه الاحوال في بلاده – هي بلادنا ايضا في وقت الرصانة التي ولت ! – ذكروه باستقلالية و سيادة سوريا اليوم .
لكنهم – سامحهم الله – لم يتأملوا لبرهة ان ما اصاب سوريا اليوم هو نتيجة عدوان تتبناه علنا دولا عدة منها ما هو غني و منها ما هو قوي و منها ما هو مفتعل و مزروع على اراضي عربية . ما حدث لسوريا اليوم هو بالتأكيد بسبب سيادتها و استقلاليتها الحقيقة التي استندت لمقومات اقتصاد قوي و قابل للنماء ,و هو حتما بسبب خيراتها و قمحها و امتلاكها لمؤانيها و مطاراتها و انعدام مديونيتها و مجانية التعليم فيها لأبنائها و لغيرهم من العرب الذين خذلوها , و بسبب مواقفها السياسية التي تصفها هي ذاتها بانها ' ممانعة ' لا نها لا تستطيع ان تكون اكثر من ذلك لعدم وجود سند عربي حقيق لها .
نعلم – نحن انصار الدولة السورية المدنية و القومية – ان بإمكان النظام في سوريا ان يقضي على هذه ' الثورة ' قبل ظهر الغد ان هو توصل لتفاهمات مع الكيان صباحا و رفع علم الكيان في دمشق!
لكن هذا لم يحدث , و اغلب الظن انه لن يحدث , لأن هكذا امر هو ما سيشعل ثورة حقيقة في سوريا , لان شعبها – برغم كل الاوجاع – عروبي بامتياز و مدني يؤمن بدولة القانون و معادي تاريخيا للكيان السبب الرئيسي لكل اوجاع منطقتنا .
لو كان ما يحدث في سوريا هو ' ثورة ' الشعب السوري حقا لما استطاع الرئيس الاسد الصمود بوجهها لأيام ايا كانت قوة جيشه و دعم بعض الدول التي تؤيده . ما هذا الرئيس ' السوبر مان ' الذي يصمد رغما عن كل الشعب لو صح ما يقال ؟! و هذا لا ينف حتما ان قطاعا من الشعب السوري ضده .
نعلم ان في سوريا فسادا و ان ثمة خطايا ارتكبت طيلة سنوات حكم البعث , لكن هذا لا يعني القبول بالفاشية الدينية بديلا عن النظام الحالي . دفاعنا عن سوريا – نحن معشر انصار المدنية – ليس موقعا على بياض , نحن في الواقع ندافع عن انفسنا و عن حلمنا بدولة يحكمها دستور مدني كفيل بضمان الحريات السياسية و الدينية و الفكرية و ' ممانع ' للاطماع الصهيونية . الذين لا تعجبهم كلمة ' ممانعة ' ليس من حقهم المزاودة و في عواصمهم اعلاما ترفرف للكيان !
غريب امر الاردنيين المؤيدين لما تسمى ب ' الثورة ' في سوريا ! هؤلاء يدعون انهم يعادون ' داعش ' و ' النصرة ' و يطالبون اجهزتنا الامنية بعدم التهاون مع اي متعاطف معها لكنهم يناصرونها في سوريا !
هؤلاء يريدون ' ثورة ' في سوريا لكنهم غير مستعدين لمظاهرات سليمة ضد من نهب بلدنا !
دفاعي الشخصي عن الرئيس الاسد ينحصر في ما يفرضه واقع الحال في سوريا , فالصراع ينحصر بين مشروع مدني اولا و معادي للكيان ثانيا و يؤمن بالدولة ثالثا من جهة و فاشية دينية تقتل ابانئها قبل غيرهم و تريد ارجاع الزمن الى الوراء و سيطرتها على سوريا – لا قدر الله – تعني ان القتل الذي يحدث هناك حاليا ما هو الا مزاح بالمقارنة مع ما سيحدث حينها , فضلا عن مشاريع تصدير مخرجات تلك السيطرة الى الاردن !
لو كان ثمة تيار ثالث مدني خالي من الفساد و معادي للكيان و ينتهج العدالة الاجتماعية لوقفنا معه حتما .
بالمناسبة لدينا في الاردن مجموعة من القيادات الاسلامية التي توصلت لخلاصات وطنية تقدمية تقبل بالاخر و تتشارك معه لاول مره و اعلنت المبادرة الوطنية الاردنية للبناء المعروفة اعلاميا بسم ' زمزم ' , هؤلاء لم يحظوا الى الان بالدعم الشعبي الكافي الكفيل بتحقيق تيار – و تنظيم لاحقا – يستطيع ان يكون إضافة نوعية و تاريخيه للسياسة في الاردن , و اتمنى ان احساسي بأن هؤلاء اصابهم اليأس و بدؤوا بالانزواء هو احساس خاطئ !
عموما , إذا كان يغيظنا غمز الرئيس الاسد من استقلاليتنا و اعتبرنا ذلك شتمنا بحقنا فلا ننكر اننا لا نكتفي بالشتم و الردح اليومي بحقه بل اننا نتدخل في مجريات ما يحدث على الارض بسوريا بما لا يرضي النظام هناك ! فهل من حقنا كل ذلك و ليس من حقه توجيه الانتقاد ؟! ثم لماذا لا يحاكم كل اردني يسيء لسوريا مثلما نحاكم كل من يسيء للدول الاخرى التي تربطنا معها علاقات بحجة ' التعكير ' ؟! اليس من مؤشرات الاستقلالية السيادة ان يطبق القانون على الجميع ؟!
سيادة و استقلالية الدولة الاردنية كانت لسنوات طوال موضع شك و تهكم ليس من الاشقاء العرب الذين حالهم اسخم من حالنا , لا بل من اطراف داخل الاردن لم تواجه بالعقاب و لم تفعل لهم الدولة و لا مجتمعها شيئا !
الوطنية الاردنية هي المسؤولة اليوم عن اشهار نفسها بصراحة و بلا تردد و بدون مجاملة لأحد على حسابها عبر النقد الموضوعي و التفكير المنطقي و ببرنامج واضح قائم على نبذ التعصب و احترام الحرية الفردية و الايمان بحق الاردن ليس بالوجود فحسب بل بدور الزعامه و المطالبة بدستور مدني يؤكد سيادة الشعب و استعادة الاموال العامة و تطوير قطاعات التعليم و الصحة و الزراعة و السياحة و معاداة الكيان و وحدة النضال المشترك مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
طيب قولوا أنتم – معشر الرداحين و الشتامين – اذا كان دولة ما , مطارها ليس مُلكها ,و الميناء ليس مُلكها , و اتصلاتها ليست مُلكها ,و خيراتها ليست ملكها, و تعليمها متهالك و اصبح مكلفا الى حدود الارهاق , و قمحها مستوردا بعد ان كانت تصدره ,و مديونيتها تتعاظم و تتضاعف في سنوات قليله بلا فائدة , و تتبخر المساعدات , و تتورط بالتجنيس و تفريغ الارض من اصحابها , و تعامل المواطن كما تعامل اللاجىء , و يتوارث المناصب فيها شلل لم تقدم شيئا للبلد بل نهبته , هل هي مستقلة و صاحبة سيادة فعلا ؟!
خاص - كتب أدهم غرايبة - بالحرف قال الرئيس السوري بشار الأسد : ' عندما تتحدث دولة او مسؤول ما علينا ان نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه ' !
هذا جواب سيادته في مقابلة تلفزيونيه مؤخرا لسؤال حول حديث للاردن عن اقامة منطقة عازله .
أثار جواب الرئيس غضبا عارما عند قطاع واسع من النشطاء الذين منهم من هو قريب لعقلي و قلبي معا , و لم يستفز – للعلم – اي جهة رسمية اردنية للرد عليه ! .
هؤلاء النشطاء يستفزهم اي حديث عن سيادة الاردن لكن ' اغلبهم ' ممن تكون ردات أفعالهم نابعة من النخاع الشوكي لا من عقولهم , حالهم حال باقي عرب الله الذين يحكمهم هوج عام و ينطبق عليهم مقولة ' معاهم معاهم , عليهم عليهم ' !
اجابة الرئيس ليست ذما بالمناسبة , هي توصيف . و هو توصيف لا احبه بأي حال و أشعر بالعار منه . لكنه للأسف دقيق و نتبناه نحن أنفسنا , لكننا نستنفر ضده حينما يقوله سوانا !
الذين اغضبهم كلام الرئيس و انتقلوا فورا لشتمه و معايرته بما آلت اليه الاحوال في بلاده – هي بلادنا ايضا في وقت الرصانة التي ولت ! – ذكروه باستقلالية و سيادة سوريا اليوم .
لكنهم – سامحهم الله – لم يتأملوا لبرهة ان ما اصاب سوريا اليوم هو نتيجة عدوان تتبناه علنا دولا عدة منها ما هو غني و منها ما هو قوي و منها ما هو مفتعل و مزروع على اراضي عربية . ما حدث لسوريا اليوم هو بالتأكيد بسبب سيادتها و استقلاليتها الحقيقة التي استندت لمقومات اقتصاد قوي و قابل للنماء ,و هو حتما بسبب خيراتها و قمحها و امتلاكها لمؤانيها و مطاراتها و انعدام مديونيتها و مجانية التعليم فيها لأبنائها و لغيرهم من العرب الذين خذلوها , و بسبب مواقفها السياسية التي تصفها هي ذاتها بانها ' ممانعة ' لا نها لا تستطيع ان تكون اكثر من ذلك لعدم وجود سند عربي حقيق لها .
نعلم – نحن انصار الدولة السورية المدنية و القومية – ان بإمكان النظام في سوريا ان يقضي على هذه ' الثورة ' قبل ظهر الغد ان هو توصل لتفاهمات مع الكيان صباحا و رفع علم الكيان في دمشق!
لكن هذا لم يحدث , و اغلب الظن انه لن يحدث , لأن هكذا امر هو ما سيشعل ثورة حقيقة في سوريا , لان شعبها – برغم كل الاوجاع – عروبي بامتياز و مدني يؤمن بدولة القانون و معادي تاريخيا للكيان السبب الرئيسي لكل اوجاع منطقتنا .
لو كان ما يحدث في سوريا هو ' ثورة ' الشعب السوري حقا لما استطاع الرئيس الاسد الصمود بوجهها لأيام ايا كانت قوة جيشه و دعم بعض الدول التي تؤيده . ما هذا الرئيس ' السوبر مان ' الذي يصمد رغما عن كل الشعب لو صح ما يقال ؟! و هذا لا ينف حتما ان قطاعا من الشعب السوري ضده .
نعلم ان في سوريا فسادا و ان ثمة خطايا ارتكبت طيلة سنوات حكم البعث , لكن هذا لا يعني القبول بالفاشية الدينية بديلا عن النظام الحالي . دفاعنا عن سوريا – نحن معشر انصار المدنية – ليس موقعا على بياض , نحن في الواقع ندافع عن انفسنا و عن حلمنا بدولة يحكمها دستور مدني كفيل بضمان الحريات السياسية و الدينية و الفكرية و ' ممانع ' للاطماع الصهيونية . الذين لا تعجبهم كلمة ' ممانعة ' ليس من حقهم المزاودة و في عواصمهم اعلاما ترفرف للكيان !
غريب امر الاردنيين المؤيدين لما تسمى ب ' الثورة ' في سوريا ! هؤلاء يدعون انهم يعادون ' داعش ' و ' النصرة ' و يطالبون اجهزتنا الامنية بعدم التهاون مع اي متعاطف معها لكنهم يناصرونها في سوريا !
هؤلاء يريدون ' ثورة ' في سوريا لكنهم غير مستعدين لمظاهرات سليمة ضد من نهب بلدنا !
دفاعي الشخصي عن الرئيس الاسد ينحصر في ما يفرضه واقع الحال في سوريا , فالصراع ينحصر بين مشروع مدني اولا و معادي للكيان ثانيا و يؤمن بالدولة ثالثا من جهة و فاشية دينية تقتل ابانئها قبل غيرهم و تريد ارجاع الزمن الى الوراء و سيطرتها على سوريا – لا قدر الله – تعني ان القتل الذي يحدث هناك حاليا ما هو الا مزاح بالمقارنة مع ما سيحدث حينها , فضلا عن مشاريع تصدير مخرجات تلك السيطرة الى الاردن !
لو كان ثمة تيار ثالث مدني خالي من الفساد و معادي للكيان و ينتهج العدالة الاجتماعية لوقفنا معه حتما .
بالمناسبة لدينا في الاردن مجموعة من القيادات الاسلامية التي توصلت لخلاصات وطنية تقدمية تقبل بالاخر و تتشارك معه لاول مره و اعلنت المبادرة الوطنية الاردنية للبناء المعروفة اعلاميا بسم ' زمزم ' , هؤلاء لم يحظوا الى الان بالدعم الشعبي الكافي الكفيل بتحقيق تيار – و تنظيم لاحقا – يستطيع ان يكون إضافة نوعية و تاريخيه للسياسة في الاردن , و اتمنى ان احساسي بأن هؤلاء اصابهم اليأس و بدؤوا بالانزواء هو احساس خاطئ !
عموما , إذا كان يغيظنا غمز الرئيس الاسد من استقلاليتنا و اعتبرنا ذلك شتمنا بحقنا فلا ننكر اننا لا نكتفي بالشتم و الردح اليومي بحقه بل اننا نتدخل في مجريات ما يحدث على الارض بسوريا بما لا يرضي النظام هناك ! فهل من حقنا كل ذلك و ليس من حقه توجيه الانتقاد ؟! ثم لماذا لا يحاكم كل اردني يسيء لسوريا مثلما نحاكم كل من يسيء للدول الاخرى التي تربطنا معها علاقات بحجة ' التعكير ' ؟! اليس من مؤشرات الاستقلالية السيادة ان يطبق القانون على الجميع ؟!
سيادة و استقلالية الدولة الاردنية كانت لسنوات طوال موضع شك و تهكم ليس من الاشقاء العرب الذين حالهم اسخم من حالنا , لا بل من اطراف داخل الاردن لم تواجه بالعقاب و لم تفعل لهم الدولة و لا مجتمعها شيئا !
الوطنية الاردنية هي المسؤولة اليوم عن اشهار نفسها بصراحة و بلا تردد و بدون مجاملة لأحد على حسابها عبر النقد الموضوعي و التفكير المنطقي و ببرنامج واضح قائم على نبذ التعصب و احترام الحرية الفردية و الايمان بحق الاردن ليس بالوجود فحسب بل بدور الزعامه و المطالبة بدستور مدني يؤكد سيادة الشعب و استعادة الاموال العامة و تطوير قطاعات التعليم و الصحة و الزراعة و السياحة و معاداة الكيان و وحدة النضال المشترك مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
طيب قولوا أنتم – معشر الرداحين و الشتامين – اذا كان دولة ما , مطارها ليس مُلكها ,و الميناء ليس مُلكها , و اتصلاتها ليست مُلكها ,و خيراتها ليست ملكها, و تعليمها متهالك و اصبح مكلفا الى حدود الارهاق , و قمحها مستوردا بعد ان كانت تصدره ,و مديونيتها تتعاظم و تتضاعف في سنوات قليله بلا فائدة , و تتبخر المساعدات , و تتورط بالتجنيس و تفريغ الارض من اصحابها , و تعامل المواطن كما تعامل اللاجىء , و يتوارث المناصب فيها شلل لم تقدم شيئا للبلد بل نهبته , هل هي مستقلة و صاحبة سيادة فعلا ؟!
التعليقات
الرئيس الاسد - الرجل الذي فقد بلده
الرئيس الاسد -الرجل الذي فقد نفسه
يا رجل الممانعة تتمرغ في الحضن الامريكي والاسرائيلي اين تنام ايران ؟
عبثاُ تخاول إزالة الصدأ عن تفكير بعض الناس وللأسف معظم الناس ، إنهم يستميتون بالتمسك بطفولية تحليلهم السياسي المعتمد على العناوين المكرورة المغرقة بالعنصرية الغبية..والعبارات المجترة