الاسد: يشتم ام يصف ؟!
خاص - كتب أدهم غرايبة - بالحرف قال الرئيس السوري بشار الأسد : " عندما تتحدث دولة او مسؤول ما علينا ان نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه " !
هذا جواب سيادته في مقابلة تلفزيونيه مؤخرا لسؤال حول حديث للاردن عن اقامة منطقة عازله .
أثار جواب الرئيس غضبا عارما عند قطاع واسع من النشطاء الذين منهم من هو قريب لعقلي و قلبي معا , و لم يستفز – للعلم – اي جهة رسمية اردنية للرد عليه ! .
هؤلاء النشطاء يستفزهم اي حديث عن سيادة الاردن لكن " اغلبهم " ممن تكون ردات أفعالهم نابعة من النخاع الشوكي لا من عقولهم , حالهم حال باقي عرب الله الذين يحكمهم هوج عام و ينطبق عليهم مقولة " معاهم معاهم , عليهم عليهم " !
اجابة الرئيس ليست ذما بالمناسبة , هي توصيف . و هو توصيف لا احبه بأي حال و أشعر بالعار منه . لكنه للأسف دقيق و نتبناه نحن أنفسنا , لكننا نستنفر ضده حينما يقوله سوانا !
الذين اغضبهم كلام الرئيس و انتقلوا فورا لشتمه و معايرته بما آلت اليه الاحوال في بلاده – هي بلادنا ايضا في وقت الرصانة التي ولت ! – ذكروه باستقلالية و سيادة سوريا اليوم .
لكنهم – سامحهم الله – لم يتأملوا لبرهة ان ما اصاب سوريا اليوم هو نتيجة عدوان تتبناه علنا دولا عدة منها ما هو غني و منها ما هو قوي و منها ما هو مفتعل و مزروع على اراضي عربية . ما حدث لسوريا اليوم هو بالتأكيد بسبب سيادتها و استقلاليتها الحقيقة التي استندت لمقومات اقتصاد قوي و قابل للنماء ,و هو حتما بسبب خيراتها و قمحها و امتلاكها لمؤانيها و مطاراتها و انعدام مديونيتها و مجانية التعليم فيها لأبنائها و لغيرهم من العرب الذين خذلوها , و بسبب مواقفها السياسية التي تصفها هي ذاتها بانها " ممانعة " لا نها لا تستطيع ان تكون اكثر من ذلك لعدم وجود سند عربي حقيق لها .
نعلم – نحن انصار الدولة السورية المدنية و القومية – ان بإمكان النظام في سوريا ان يقضي على هذه " الثورة " قبل ظهر الغد ان هو توصل لتفاهمات مع الكيان صباحا و رفع علم الكيان في دمشق!
لكن هذا لم يحدث , و اغلب الظن انه لن يحدث , لأن هكذا امر هو ما سيشعل ثورة حقيقة في سوريا , لان شعبها – برغم كل الاوجاع – عروبي بامتياز و مدني يؤمن بدولة القانون و معادي تاريخيا للكيان السبب الرئيسي لكل اوجاع منطقتنا .
لو كان ما يحدث في سوريا هو " ثورة " الشعب السوري حقا لما استطاع الرئيس الاسد الصمود بوجهها لأيام ايا كانت قوة جيشه و دعم بعض الدول التي تؤيده . ما هذا الرئيس " السوبر مان " الذي يصمد رغما عن كل الشعب لو صح ما يقال ؟! و هذا لا ينف حتما ان قطاعا من الشعب السوري ضده .
نعلم ان في سوريا فسادا و ان ثمة خطايا ارتكبت طيلة سنوات حكم البعث , لكن هذا لا يعني القبول بالفاشية الدينية بديلا عن النظام الحالي . دفاعنا عن سوريا – نحن معشر انصار المدنية – ليس موقعا على بياض , نحن في الواقع ندافع عن انفسنا و عن حلمنا بدولة يحكمها دستور مدني كفيل بضمان الحريات السياسية و الدينية و الفكرية و " ممانع " للاطماع الصهيونية . الذين لا تعجبهم كلمة " ممانعة " ليس من حقهم المزاودة و في عواصمهم اعلاما ترفرف للكيان !
غريب امر الاردنيين المؤيدين لما تسمى ب " الثورة " في سوريا ! هؤلاء يدعون انهم يعادون " داعش " و " النصرة " و يطالبون اجهزتنا الامنية بعدم التهاون مع اي متعاطف معها لكنهم يناصرونها في سوريا !
هؤلاء يريدون " ثورة " في سوريا لكنهم غير مستعدين لمظاهرات سليمة ضد من نهب بلدنا !
دفاعي الشخصي عن الرئيس الاسد ينحصر في ما يفرضه واقع الحال في سوريا , فالصراع ينحصر بين مشروع مدني اولا و معادي للكيان ثانيا و يؤمن بالدولة ثالثا من جهة و فاشية دينية تقتل ابانئها قبل غيرهم و تريد ارجاع الزمن الى الوراء و سيطرتها على سوريا – لا قدر الله – تعني ان القتل الذي يحدث هناك حاليا ما هو الا مزاح بالمقارنة مع ما سيحدث حينها , فضلا عن مشاريع تصدير مخرجات تلك السيطرة الى الاردن !
لو كان ثمة تيار ثالث مدني خالي من الفساد و معادي للكيان و ينتهج العدالة الاجتماعية لوقفنا معه حتما .
بالمناسبة لدينا في الاردن مجموعة من القيادات الاسلامية التي توصلت لخلاصات وطنية تقدمية تقبل بالاخر و تتشارك معه لاول مره و اعلنت المبادرة الوطنية الاردنية للبناء المعروفة اعلاميا بسم " زمزم " , هؤلاء لم يحظوا الى الان بالدعم الشعبي الكافي الكفيل بتحقيق تيار – و تنظيم لاحقا – يستطيع ان يكون إضافة نوعية و تاريخيه للسياسة في الاردن , و اتمنى ان احساسي بأن هؤلاء اصابهم اليأس و بدؤوا بالانزواء هو احساس خاطئ !
عموما , إذا كان يغيظنا غمز الرئيس الاسد من استقلاليتنا و اعتبرنا ذلك شتمنا بحقنا فلا ننكر اننا لا نكتفي بالشتم و الردح اليومي بحقه بل اننا نتدخل في مجريات ما يحدث على الارض بسوريا بما لا يرضي النظام هناك ! فهل من حقنا كل ذلك و ليس من حقه توجيه الانتقاد ؟! ثم لماذا لا يحاكم كل اردني يسيء لسوريا مثلما نحاكم كل من يسيء للدول الاخرى التي تربطنا معها علاقات بحجة " التعكير " ؟! اليس من مؤشرات الاستقلالية السيادة ان يطبق القانون على الجميع ؟!
سيادة و استقلالية الدولة الاردنية كانت لسنوات طوال موضع شك و تهكم ليس من الاشقاء العرب الذين حالهم اسخم من حالنا , لا بل من اطراف داخل الاردن لم تواجه بالعقاب و لم تفعل لهم الدولة و لا مجتمعها شيئا !
الوطنية الاردنية هي المسؤولة اليوم عن اشهار نفسها بصراحة و بلا تردد و بدون مجاملة لأحد على حسابها عبر النقد الموضوعي و التفكير المنطقي و ببرنامج واضح قائم على نبذ التعصب و احترام الحرية الفردية و الايمان بحق الاردن ليس بالوجود فحسب بل بدور الزعامه و المطالبة بدستور مدني يؤكد سيادة الشعب و استعادة الاموال العامة و تطوير قطاعات التعليم و الصحة و الزراعة و السياحة و معاداة الكيان و وحدة النضال المشترك مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
طيب قولوا أنتم – معشر الرداحين و الشتامين – اذا كان دولة ما , مطارها ليس مُلكها ,و الميناء ليس مُلكها , و اتصلاتها ليست مُلكها ,و خيراتها ليست ملكها, و تعليمها متهالك و اصبح مكلفا الى حدود الارهاق , و قمحها مستوردا بعد ان كانت تصدره ,و مديونيتها تتعاظم و تتضاعف في سنوات قليله بلا فائدة , و تتبخر المساعدات , و تتورط بالتجنيس و تفريغ الارض من اصحابها , و تعامل المواطن كما تعامل اللاجىء , و يتوارث المناصب فيها شلل لم تقدم شيئا للبلد بل نهبته , هل هي مستقلة و صاحبة سيادة فعلا ؟!
خاص - كتب أدهم غرايبة - بالحرف قال الرئيس السوري بشار الأسد : " عندما تتحدث دولة او مسؤول ما علينا ان نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه " !
هذا جواب سيادته في مقابلة تلفزيونيه مؤخرا لسؤال حول حديث للاردن عن اقامة منطقة عازله .
أثار جواب الرئيس غضبا عارما عند قطاع واسع من النشطاء الذين منهم من هو قريب لعقلي و قلبي معا , و لم يستفز – للعلم – اي جهة رسمية اردنية للرد عليه ! .
هؤلاء النشطاء يستفزهم اي حديث عن سيادة الاردن لكن " اغلبهم " ممن تكون ردات أفعالهم نابعة من النخاع الشوكي لا من عقولهم , حالهم حال باقي عرب الله الذين يحكمهم هوج عام و ينطبق عليهم مقولة " معاهم معاهم , عليهم عليهم " !
اجابة الرئيس ليست ذما بالمناسبة , هي توصيف . و هو توصيف لا احبه بأي حال و أشعر بالعار منه . لكنه للأسف دقيق و نتبناه نحن أنفسنا , لكننا نستنفر ضده حينما يقوله سوانا !
الذين اغضبهم كلام الرئيس و انتقلوا فورا لشتمه و معايرته بما آلت اليه الاحوال في بلاده – هي بلادنا ايضا في وقت الرصانة التي ولت ! – ذكروه باستقلالية و سيادة سوريا اليوم .
لكنهم – سامحهم الله – لم يتأملوا لبرهة ان ما اصاب سوريا اليوم هو نتيجة عدوان تتبناه علنا دولا عدة منها ما هو غني و منها ما هو قوي و منها ما هو مفتعل و مزروع على اراضي عربية . ما حدث لسوريا اليوم هو بالتأكيد بسبب سيادتها و استقلاليتها الحقيقة التي استندت لمقومات اقتصاد قوي و قابل للنماء ,و هو حتما بسبب خيراتها و قمحها و امتلاكها لمؤانيها و مطاراتها و انعدام مديونيتها و مجانية التعليم فيها لأبنائها و لغيرهم من العرب الذين خذلوها , و بسبب مواقفها السياسية التي تصفها هي ذاتها بانها " ممانعة " لا نها لا تستطيع ان تكون اكثر من ذلك لعدم وجود سند عربي حقيق لها .
نعلم – نحن انصار الدولة السورية المدنية و القومية – ان بإمكان النظام في سوريا ان يقضي على هذه " الثورة " قبل ظهر الغد ان هو توصل لتفاهمات مع الكيان صباحا و رفع علم الكيان في دمشق!
لكن هذا لم يحدث , و اغلب الظن انه لن يحدث , لأن هكذا امر هو ما سيشعل ثورة حقيقة في سوريا , لان شعبها – برغم كل الاوجاع – عروبي بامتياز و مدني يؤمن بدولة القانون و معادي تاريخيا للكيان السبب الرئيسي لكل اوجاع منطقتنا .
لو كان ما يحدث في سوريا هو " ثورة " الشعب السوري حقا لما استطاع الرئيس الاسد الصمود بوجهها لأيام ايا كانت قوة جيشه و دعم بعض الدول التي تؤيده . ما هذا الرئيس " السوبر مان " الذي يصمد رغما عن كل الشعب لو صح ما يقال ؟! و هذا لا ينف حتما ان قطاعا من الشعب السوري ضده .
نعلم ان في سوريا فسادا و ان ثمة خطايا ارتكبت طيلة سنوات حكم البعث , لكن هذا لا يعني القبول بالفاشية الدينية بديلا عن النظام الحالي . دفاعنا عن سوريا – نحن معشر انصار المدنية – ليس موقعا على بياض , نحن في الواقع ندافع عن انفسنا و عن حلمنا بدولة يحكمها دستور مدني كفيل بضمان الحريات السياسية و الدينية و الفكرية و " ممانع " للاطماع الصهيونية . الذين لا تعجبهم كلمة " ممانعة " ليس من حقهم المزاودة و في عواصمهم اعلاما ترفرف للكيان !
غريب امر الاردنيين المؤيدين لما تسمى ب " الثورة " في سوريا ! هؤلاء يدعون انهم يعادون " داعش " و " النصرة " و يطالبون اجهزتنا الامنية بعدم التهاون مع اي متعاطف معها لكنهم يناصرونها في سوريا !
هؤلاء يريدون " ثورة " في سوريا لكنهم غير مستعدين لمظاهرات سليمة ضد من نهب بلدنا !
دفاعي الشخصي عن الرئيس الاسد ينحصر في ما يفرضه واقع الحال في سوريا , فالصراع ينحصر بين مشروع مدني اولا و معادي للكيان ثانيا و يؤمن بالدولة ثالثا من جهة و فاشية دينية تقتل ابانئها قبل غيرهم و تريد ارجاع الزمن الى الوراء و سيطرتها على سوريا – لا قدر الله – تعني ان القتل الذي يحدث هناك حاليا ما هو الا مزاح بالمقارنة مع ما سيحدث حينها , فضلا عن مشاريع تصدير مخرجات تلك السيطرة الى الاردن !
لو كان ثمة تيار ثالث مدني خالي من الفساد و معادي للكيان و ينتهج العدالة الاجتماعية لوقفنا معه حتما .
بالمناسبة لدينا في الاردن مجموعة من القيادات الاسلامية التي توصلت لخلاصات وطنية تقدمية تقبل بالاخر و تتشارك معه لاول مره و اعلنت المبادرة الوطنية الاردنية للبناء المعروفة اعلاميا بسم " زمزم " , هؤلاء لم يحظوا الى الان بالدعم الشعبي الكافي الكفيل بتحقيق تيار – و تنظيم لاحقا – يستطيع ان يكون إضافة نوعية و تاريخيه للسياسة في الاردن , و اتمنى ان احساسي بأن هؤلاء اصابهم اليأس و بدؤوا بالانزواء هو احساس خاطئ !
عموما , إذا كان يغيظنا غمز الرئيس الاسد من استقلاليتنا و اعتبرنا ذلك شتمنا بحقنا فلا ننكر اننا لا نكتفي بالشتم و الردح اليومي بحقه بل اننا نتدخل في مجريات ما يحدث على الارض بسوريا بما لا يرضي النظام هناك ! فهل من حقنا كل ذلك و ليس من حقه توجيه الانتقاد ؟! ثم لماذا لا يحاكم كل اردني يسيء لسوريا مثلما نحاكم كل من يسيء للدول الاخرى التي تربطنا معها علاقات بحجة " التعكير " ؟! اليس من مؤشرات الاستقلالية السيادة ان يطبق القانون على الجميع ؟!
سيادة و استقلالية الدولة الاردنية كانت لسنوات طوال موضع شك و تهكم ليس من الاشقاء العرب الذين حالهم اسخم من حالنا , لا بل من اطراف داخل الاردن لم تواجه بالعقاب و لم تفعل لهم الدولة و لا مجتمعها شيئا !
الوطنية الاردنية هي المسؤولة اليوم عن اشهار نفسها بصراحة و بلا تردد و بدون مجاملة لأحد على حسابها عبر النقد الموضوعي و التفكير المنطقي و ببرنامج واضح قائم على نبذ التعصب و احترام الحرية الفردية و الايمان بحق الاردن ليس بالوجود فحسب بل بدور الزعامه و المطالبة بدستور مدني يؤكد سيادة الشعب و استعادة الاموال العامة و تطوير قطاعات التعليم و الصحة و الزراعة و السياحة و معاداة الكيان و وحدة النضال المشترك مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
طيب قولوا أنتم – معشر الرداحين و الشتامين – اذا كان دولة ما , مطارها ليس مُلكها ,و الميناء ليس مُلكها , و اتصلاتها ليست مُلكها ,و خيراتها ليست ملكها, و تعليمها متهالك و اصبح مكلفا الى حدود الارهاق , و قمحها مستوردا بعد ان كانت تصدره ,و مديونيتها تتعاظم و تتضاعف في سنوات قليله بلا فائدة , و تتبخر المساعدات , و تتورط بالتجنيس و تفريغ الارض من اصحابها , و تعامل المواطن كما تعامل اللاجىء , و يتوارث المناصب فيها شلل لم تقدم شيئا للبلد بل نهبته , هل هي مستقلة و صاحبة سيادة فعلا ؟!
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
الرئيس الاسد - الرجل الذي فقد بلده
الرئيس الاسد -الرجل الذي فقد نفسه
يا رجل الممانعة تتمرغ في الحضن الامريكي والاسرائيلي اين تنام ايران ؟
عبثاُ تخاول إزالة الصدأ عن تفكير بعض الناس وللأسف معظم الناس ، إنهم يستميتون بالتمسك بطفولية تحليلهم السياسي المعتمد على العناوين المكرورة المغرقة بالعنصرية الغبية..والعبارات المجترة