كثُر في هذه الأيام النكدة َ مَن تناول الأحداث العصرية الجارية الجارفة للأمة بنوع من التحليلات العقليّة المحضة ، ورأينا قسماً كبيراً منهم وقد أجهدوا أنفسهم في بيان مواقف الجماعات الإسلاميّة ودورها في تلك الأحداث ؛ فإذا وصلوا للدعوة السلفيّة المباركة رَمَوْهم عن قوسٍ واحدة ( أسطوانة مفضوحة مفضوخة ) : فقه الواقع ؛ ولا أدري – على وجه الغرابة والغربة – لماذا البعضُ كلّما أراد الحديثَ عن السلفيّة استمسك بهذا المصطلح! ، وأشْهره سيفاً في وجوه السلفيين وكأنهم أصحابُ سوابقٍ في التخلي عن شؤون المسلمين وقضايا الأمّة.
ولننظر ..
كلمة ( فقه الواقع ) تُطلق ويرادُ بها أمران اثنان :
الأول : معرفة واقع المستفتي ، وحاله ، وواقع بلده ، فلا يُفتى في مسائل الجهاد لبلد حتى يكون عند المفتي تصور للحال في تلك البلاد ، كما لا يفتي في مسائل تتعلق بالكمبيوتر ، والإنترنت ، حتى يكون على علم بواقع تلك الأشياء ، وما يحدث فيها .
الثاني : معرفة ما يجري في العالَم من أحداث ، وقراءة التحليلات السياسية لها ، والاطلاع على مذكرات الأعداء ، وقراءة كتبهم ، وصحفهم ، وتتبع خططهم في غزو البلاد ، أو نشر الفساد .
أما الكلمة بالمعنى الأول فنقول:
لا شك أن الفتوى تحتاج من المفتي إلى فقه بالكتاب والسنَّة والإجماع ، وإلى فقه بواقع الناس ، والحال ، والزمان ، والمكان ، وإلا كانت فتواه لا تفي بالحاجة ، أو لا يمكن تطبيقها ؛ لبعدها عن الواقع الذي يجهله ذلك المفتي
.
قال ابن القيم - رحمه الله – :
' ولا يتمكن المفتي ، ولا الحاكم ، من الفتوى ، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم :
أحدهما : فهْم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع ، بالقرائن ، والأمارات ، والعلامات ، حتى يحيط به علماً .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع ، وهو فهم حكم الله الذي حكم به ، في كتابه ، أو على لسان رسوله في هذا الواقع ، ثم يطبق أحدهما على الآخر ' .
' إعلام الموقعين ' ( 1 / 87 )
أما ( فقه الواقع ) على المعنى الثاني : فثمة إفراط فيه ، وتفريط ؛
فإنه ' قد غلا بعض المشتغلين بهذا الفقه حتى طغى على جانب الفقه الشرعي لديهم ، بل وغلا بعضهم حتى أوجب هذا الفقه على علماء الشريعة والفقه ، ورمى بعضُهم كثيراً من المشايخَ والعلماء بعدم فهم الواقع ، وبقلة فقه الواقع لديهم ؛ وقابلهم طائفة أخرى في مقابلهم منعت من الاشتغال بما يدور بالعالم من أحداث وواقع ،وخير الأمور أوسطها ' بتصرف من موقع ( الإسلام سؤالٌ وجواب(
قلتُ : وليس هذا فقط !؛ بل إنّ كثيراً من المنتسبين للفرق والأحزاب – ومع حلول ربيعهم العربي! - قد توسّعوا بمفهوم هذا المصطلح ؛حتى زادوا عليه البحثَ في عيوب وانحرافات ( الأنظمة العربية الحاكمة ) من أجل تبصير الناس بواقعهم وأسباب عزّتهم !! ؛ ولا مبالغة في القول أنّ هذا الأمر قد صار – فيما بعد – شغلهم الشاغل ، وأصلاً مُعتقداً من أصول ( فقه الواقع ) عندهم .
وعلى أيِّ حال : فإذا كان ( فقه الواقع ) على المعنى الأوّل فإنّ السلفيين أحقّ به وأهْلُه ؛ لا يجادل في هذا عاقلٌ مُنصف .. فعلماء الدّعوة السّلفيّة – بطلبهم العلم وتعظيمهم السّنّة والأثر – هم أقدر من غيرهم على تحرير المسائل الفقهيّة ، وتحقيق مناط أحكامها الشّرعيّة ، والاجتهاد والتجديد للدين .
وأمّا إذا كان على المعنى الثاني – وهو : معرفة ما يجري من أحداث وتحليلاتها السياسيّة – فإنّ الفتن العصريّة الجارية قد أثبتت – بما لا يدع مجالاً للتشكيك – أنّ السلفيين أفهمُ الناس للواقع ، وأكثرهم تحسّساً لمواطن الشرور وبواطن الأمور ، وأقْدرهم على توقّع العواقب ، وتقرير ما به تُدفع النوائب ؛
فالسلفيون هم مَن حذّر الأمّة توابعَ ( الربيع المزعوم ) منذ اللحظات الأول لإطلالته ؛ وتوقّعوا سفك الدّماء ، وحلول الخراب وحدوث الفوضى وتفشي البلاء ؛ وقيل فيهم ما قيل ..! ؛ والآن فإنّ ( الواقع ) في بلاد المسلمين ما خرجَ عمّا وصفه السلفيون .. ؛ فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
بل إنّ السلفيين – قبل هذا بأعوامٍ طويلة – بيّنوا حقيقة الشيعة الروافض ، وحذّروا من الاغترار بـ ( حزب الله ) وتوضيح عقيدته ! ؛ في وقت كان من يدّعي ( فقه الواقع ) يرتمي في أحضانهم ! ، ويدعو للتقارب معهم ..! ؛ حتى كشف اللهُ – تعالى – أمرهم للأمّة ، ومكْرَهم لأهل السّنة .. ؛ وهو ما دعى القرضاوي لأن يعترف لعلماء الدعوة السلفيّة بوعيهم وعلمهم بعقيدة القوم وحقيقة عدائهم للسّنة .
فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
ولم ينفكّ السلفيون عن التحذير من فتن السياسة العصريّة ، وكشْف عور العمل فيها والانشغال بـ ( علومها! ) ، والنّصح بترك طرائقها التي لا بدّ فيها من التنازل والتنازع ، والتحالف مع العلمانيين والتآلف مع أعداء المسلمين ... ! ؛ فجاءت الفتنة المِصريّة فعرف الصغير قبل الكبير غدْرَ السياسة وتلوّنها وقبْحها ، وزيفها وخداعها !
فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
كثُر في هذه الأيام النكدة َ مَن تناول الأحداث العصرية الجارية الجارفة للأمة بنوع من التحليلات العقليّة المحضة ، ورأينا قسماً كبيراً منهم وقد أجهدوا أنفسهم في بيان مواقف الجماعات الإسلاميّة ودورها في تلك الأحداث ؛ فإذا وصلوا للدعوة السلفيّة المباركة رَمَوْهم عن قوسٍ واحدة ( أسطوانة مفضوحة مفضوخة ) : فقه الواقع ؛ ولا أدري – على وجه الغرابة والغربة – لماذا البعضُ كلّما أراد الحديثَ عن السلفيّة استمسك بهذا المصطلح! ، وأشْهره سيفاً في وجوه السلفيين وكأنهم أصحابُ سوابقٍ في التخلي عن شؤون المسلمين وقضايا الأمّة.
ولننظر ..
كلمة ( فقه الواقع ) تُطلق ويرادُ بها أمران اثنان :
الأول : معرفة واقع المستفتي ، وحاله ، وواقع بلده ، فلا يُفتى في مسائل الجهاد لبلد حتى يكون عند المفتي تصور للحال في تلك البلاد ، كما لا يفتي في مسائل تتعلق بالكمبيوتر ، والإنترنت ، حتى يكون على علم بواقع تلك الأشياء ، وما يحدث فيها .
الثاني : معرفة ما يجري في العالَم من أحداث ، وقراءة التحليلات السياسية لها ، والاطلاع على مذكرات الأعداء ، وقراءة كتبهم ، وصحفهم ، وتتبع خططهم في غزو البلاد ، أو نشر الفساد .
أما الكلمة بالمعنى الأول فنقول:
لا شك أن الفتوى تحتاج من المفتي إلى فقه بالكتاب والسنَّة والإجماع ، وإلى فقه بواقع الناس ، والحال ، والزمان ، والمكان ، وإلا كانت فتواه لا تفي بالحاجة ، أو لا يمكن تطبيقها ؛ لبعدها عن الواقع الذي يجهله ذلك المفتي
.
قال ابن القيم - رحمه الله – :
' ولا يتمكن المفتي ، ولا الحاكم ، من الفتوى ، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم :
أحدهما : فهْم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع ، بالقرائن ، والأمارات ، والعلامات ، حتى يحيط به علماً .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع ، وهو فهم حكم الله الذي حكم به ، في كتابه ، أو على لسان رسوله في هذا الواقع ، ثم يطبق أحدهما على الآخر ' .
' إعلام الموقعين ' ( 1 / 87 )
أما ( فقه الواقع ) على المعنى الثاني : فثمة إفراط فيه ، وتفريط ؛
فإنه ' قد غلا بعض المشتغلين بهذا الفقه حتى طغى على جانب الفقه الشرعي لديهم ، بل وغلا بعضهم حتى أوجب هذا الفقه على علماء الشريعة والفقه ، ورمى بعضُهم كثيراً من المشايخَ والعلماء بعدم فهم الواقع ، وبقلة فقه الواقع لديهم ؛ وقابلهم طائفة أخرى في مقابلهم منعت من الاشتغال بما يدور بالعالم من أحداث وواقع ،وخير الأمور أوسطها ' بتصرف من موقع ( الإسلام سؤالٌ وجواب(
قلتُ : وليس هذا فقط !؛ بل إنّ كثيراً من المنتسبين للفرق والأحزاب – ومع حلول ربيعهم العربي! - قد توسّعوا بمفهوم هذا المصطلح ؛حتى زادوا عليه البحثَ في عيوب وانحرافات ( الأنظمة العربية الحاكمة ) من أجل تبصير الناس بواقعهم وأسباب عزّتهم !! ؛ ولا مبالغة في القول أنّ هذا الأمر قد صار – فيما بعد – شغلهم الشاغل ، وأصلاً مُعتقداً من أصول ( فقه الواقع ) عندهم .
وعلى أيِّ حال : فإذا كان ( فقه الواقع ) على المعنى الأوّل فإنّ السلفيين أحقّ به وأهْلُه ؛ لا يجادل في هذا عاقلٌ مُنصف .. فعلماء الدّعوة السّلفيّة – بطلبهم العلم وتعظيمهم السّنّة والأثر – هم أقدر من غيرهم على تحرير المسائل الفقهيّة ، وتحقيق مناط أحكامها الشّرعيّة ، والاجتهاد والتجديد للدين .
وأمّا إذا كان على المعنى الثاني – وهو : معرفة ما يجري من أحداث وتحليلاتها السياسيّة – فإنّ الفتن العصريّة الجارية قد أثبتت – بما لا يدع مجالاً للتشكيك – أنّ السلفيين أفهمُ الناس للواقع ، وأكثرهم تحسّساً لمواطن الشرور وبواطن الأمور ، وأقْدرهم على توقّع العواقب ، وتقرير ما به تُدفع النوائب ؛
فالسلفيون هم مَن حذّر الأمّة توابعَ ( الربيع المزعوم ) منذ اللحظات الأول لإطلالته ؛ وتوقّعوا سفك الدّماء ، وحلول الخراب وحدوث الفوضى وتفشي البلاء ؛ وقيل فيهم ما قيل ..! ؛ والآن فإنّ ( الواقع ) في بلاد المسلمين ما خرجَ عمّا وصفه السلفيون .. ؛ فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
بل إنّ السلفيين – قبل هذا بأعوامٍ طويلة – بيّنوا حقيقة الشيعة الروافض ، وحذّروا من الاغترار بـ ( حزب الله ) وتوضيح عقيدته ! ؛ في وقت كان من يدّعي ( فقه الواقع ) يرتمي في أحضانهم ! ، ويدعو للتقارب معهم ..! ؛ حتى كشف اللهُ – تعالى – أمرهم للأمّة ، ومكْرَهم لأهل السّنة .. ؛ وهو ما دعى القرضاوي لأن يعترف لعلماء الدعوة السلفيّة بوعيهم وعلمهم بعقيدة القوم وحقيقة عدائهم للسّنة .
فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
ولم ينفكّ السلفيون عن التحذير من فتن السياسة العصريّة ، وكشْف عور العمل فيها والانشغال بـ ( علومها! ) ، والنّصح بترك طرائقها التي لا بدّ فيها من التنازل والتنازع ، والتحالف مع العلمانيين والتآلف مع أعداء المسلمين ... ! ؛ فجاءت الفتنة المِصريّة فعرف الصغير قبل الكبير غدْرَ السياسة وتلوّنها وقبْحها ، وزيفها وخداعها !
فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
كثُر في هذه الأيام النكدة َ مَن تناول الأحداث العصرية الجارية الجارفة للأمة بنوع من التحليلات العقليّة المحضة ، ورأينا قسماً كبيراً منهم وقد أجهدوا أنفسهم في بيان مواقف الجماعات الإسلاميّة ودورها في تلك الأحداث ؛ فإذا وصلوا للدعوة السلفيّة المباركة رَمَوْهم عن قوسٍ واحدة ( أسطوانة مفضوحة مفضوخة ) : فقه الواقع ؛ ولا أدري – على وجه الغرابة والغربة – لماذا البعضُ كلّما أراد الحديثَ عن السلفيّة استمسك بهذا المصطلح! ، وأشْهره سيفاً في وجوه السلفيين وكأنهم أصحابُ سوابقٍ في التخلي عن شؤون المسلمين وقضايا الأمّة.
ولننظر ..
كلمة ( فقه الواقع ) تُطلق ويرادُ بها أمران اثنان :
الأول : معرفة واقع المستفتي ، وحاله ، وواقع بلده ، فلا يُفتى في مسائل الجهاد لبلد حتى يكون عند المفتي تصور للحال في تلك البلاد ، كما لا يفتي في مسائل تتعلق بالكمبيوتر ، والإنترنت ، حتى يكون على علم بواقع تلك الأشياء ، وما يحدث فيها .
الثاني : معرفة ما يجري في العالَم من أحداث ، وقراءة التحليلات السياسية لها ، والاطلاع على مذكرات الأعداء ، وقراءة كتبهم ، وصحفهم ، وتتبع خططهم في غزو البلاد ، أو نشر الفساد .
أما الكلمة بالمعنى الأول فنقول:
لا شك أن الفتوى تحتاج من المفتي إلى فقه بالكتاب والسنَّة والإجماع ، وإلى فقه بواقع الناس ، والحال ، والزمان ، والمكان ، وإلا كانت فتواه لا تفي بالحاجة ، أو لا يمكن تطبيقها ؛ لبعدها عن الواقع الذي يجهله ذلك المفتي
.
قال ابن القيم - رحمه الله – :
' ولا يتمكن المفتي ، ولا الحاكم ، من الفتوى ، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم :
أحدهما : فهْم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع ، بالقرائن ، والأمارات ، والعلامات ، حتى يحيط به علماً .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع ، وهو فهم حكم الله الذي حكم به ، في كتابه ، أو على لسان رسوله في هذا الواقع ، ثم يطبق أحدهما على الآخر ' .
' إعلام الموقعين ' ( 1 / 87 )
أما ( فقه الواقع ) على المعنى الثاني : فثمة إفراط فيه ، وتفريط ؛
فإنه ' قد غلا بعض المشتغلين بهذا الفقه حتى طغى على جانب الفقه الشرعي لديهم ، بل وغلا بعضهم حتى أوجب هذا الفقه على علماء الشريعة والفقه ، ورمى بعضُهم كثيراً من المشايخَ والعلماء بعدم فهم الواقع ، وبقلة فقه الواقع لديهم ؛ وقابلهم طائفة أخرى في مقابلهم منعت من الاشتغال بما يدور بالعالم من أحداث وواقع ،وخير الأمور أوسطها ' بتصرف من موقع ( الإسلام سؤالٌ وجواب(
قلتُ : وليس هذا فقط !؛ بل إنّ كثيراً من المنتسبين للفرق والأحزاب – ومع حلول ربيعهم العربي! - قد توسّعوا بمفهوم هذا المصطلح ؛حتى زادوا عليه البحثَ في عيوب وانحرافات ( الأنظمة العربية الحاكمة ) من أجل تبصير الناس بواقعهم وأسباب عزّتهم !! ؛ ولا مبالغة في القول أنّ هذا الأمر قد صار – فيما بعد – شغلهم الشاغل ، وأصلاً مُعتقداً من أصول ( فقه الواقع ) عندهم .
وعلى أيِّ حال : فإذا كان ( فقه الواقع ) على المعنى الأوّل فإنّ السلفيين أحقّ به وأهْلُه ؛ لا يجادل في هذا عاقلٌ مُنصف .. فعلماء الدّعوة السّلفيّة – بطلبهم العلم وتعظيمهم السّنّة والأثر – هم أقدر من غيرهم على تحرير المسائل الفقهيّة ، وتحقيق مناط أحكامها الشّرعيّة ، والاجتهاد والتجديد للدين .
وأمّا إذا كان على المعنى الثاني – وهو : معرفة ما يجري من أحداث وتحليلاتها السياسيّة – فإنّ الفتن العصريّة الجارية قد أثبتت – بما لا يدع مجالاً للتشكيك – أنّ السلفيين أفهمُ الناس للواقع ، وأكثرهم تحسّساً لمواطن الشرور وبواطن الأمور ، وأقْدرهم على توقّع العواقب ، وتقرير ما به تُدفع النوائب ؛
فالسلفيون هم مَن حذّر الأمّة توابعَ ( الربيع المزعوم ) منذ اللحظات الأول لإطلالته ؛ وتوقّعوا سفك الدّماء ، وحلول الخراب وحدوث الفوضى وتفشي البلاء ؛ وقيل فيهم ما قيل ..! ؛ والآن فإنّ ( الواقع ) في بلاد المسلمين ما خرجَ عمّا وصفه السلفيون .. ؛ فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
بل إنّ السلفيين – قبل هذا بأعوامٍ طويلة – بيّنوا حقيقة الشيعة الروافض ، وحذّروا من الاغترار بـ ( حزب الله ) وتوضيح عقيدته ! ؛ في وقت كان من يدّعي ( فقه الواقع ) يرتمي في أحضانهم ! ، ويدعو للتقارب معهم ..! ؛ حتى كشف اللهُ – تعالى – أمرهم للأمّة ، ومكْرَهم لأهل السّنة .. ؛ وهو ما دعى القرضاوي لأن يعترف لعلماء الدعوة السلفيّة بوعيهم وعلمهم بعقيدة القوم وحقيقة عدائهم للسّنة .
فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
ولم ينفكّ السلفيون عن التحذير من فتن السياسة العصريّة ، وكشْف عور العمل فيها والانشغال بـ ( علومها! ) ، والنّصح بترك طرائقها التي لا بدّ فيها من التنازل والتنازع ، والتحالف مع العلمانيين والتآلف مع أعداء المسلمين ... ! ؛ فجاءت الفتنة المِصريّة فعرف الصغير قبل الكبير غدْرَ السياسة وتلوّنها وقبْحها ، وزيفها وخداعها !
فمن هم أصحاب ( فقه الواقع ) حقيقةً ؟
التعليقات