هذه الأمة لن تنتصر إذا لم تُغيِّر في استراتيجياتها التي تتبعها ، وأخشى ما أخشاه إن بقينا على ما هو عليه الآن أن يخسفَ الله بنا الأرض ، ويستبدلَ بنا غيرنا ، ثم لا يكونوا أمثالنا ؛ يكونوا غيرنا ؛ فلا يُؤولوا النصوصَ الشرعية حسب أهوائهم ، ولا يصفقوا لظالم خوفًا أو نفاقًا ، ولا يقبلوا مذلةً في دينهم ووطنهم ، ولا يخافوا أحدًا إلّا الله .
ونكذب إن قلنا أننا نؤمن بالله حق الإيمان ، أو حتى نملك أدنى مراتب الإيمان ، فنحن يا سادة ، نخافُ المسؤولَ ، ونرتعد من قول كلمة حقٍ بوجهه ؛ خشيةً على أرزاقنا ، بل ترانا نزداد وقاحةً ؛ فترانا نداهن له تارة ، ونتملق له أخرى ، كل ذلك حرصا على إرضاء رب العمل ، وخوفا من سخطه ، ونتناسى ربَّ ربِّ العمل ، ونغفل عن قدرته ، وكأن المسؤول هو ربنا الرزاق العليم ، والتناقض العجيب الغريب أننا ندعي أن الله هو النافع والضار ، وهو المعطي والمانع ، وأن بيده كل شيء ، هكذا نحن في الرخاء ،
أما في الشدة ، فتتبرأ الأقوال من الأفعال ، ونصبح للبجاحة عنوانا .
قالوا قديمًا : ' يا فرعون من فرعنك ؟ ' فأجاب : ' لم أجد أحدًا يوقفني عند حدي فطغيتُ وأصبحت فرعونا ' وما أكثر الفراعنة في العصر الحديث ! فمنهم حكامٌ ، ومنهم مسؤولون من كل شيء إلّا أن يُسألوا ، ومنهم ...
الأمور واضحةٌ كوضوح الشمس في وسط النهار من شهر تموز ، ولا تحتاج إلى دليل ، وواضحة كالقمر في طور البدر ، و عين العرب ( كوباني ) ليست منا ببعيد ، ولا أعلم لماذا نخاف رغم أن الأمر كله بيد الله ؟
مَن يحكمنا ليس منا ، ومَن يُسيِّر أمورنا ويرعاها هو عدونا الأول ، ومَن يُفتي لنا ( ابن حرام مصفى ) ، ومَن يدعونا إلى الالتزام بمعالم الإسلام ليس من الإسلام بشيء ، ولست مقتنعًا بتفسير بعض النصوص الشرعية ، مثل قوله تعالى : ' ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ' يفسرها البسطاء وبعض الفقهاء كما يريدون ، رغم عدم قناعتي بما يقولون : لا تهلك نفسك ، ولا تكن واجهة مدفع .
ما أنا مقتنع به أن الإسلام نادى بالحفاظ على الضرورات الخمس وتنحصر في : الدِّينِ ، وَالنَّفْسِ ، وَالنَّسْلِ ، وَالْمَالِ ، والعقل .
وذلك ؛ ليحيا الإنسان حياةً كريمة ، فالضرورات الخمس يا سادة ، مستباحة في عالمنا العربي والإسلامي ، ونعلم أنَّ الدين الإسلامي دينٌ يدعو إلى المحبة والسلام ، لكن ليس على طريقة الذل والعار التي يدعو لها المرجفون في أرجاء المعمورة ، والدعاة الملاعين ، والعلماء المدسوسين ، أيُّ دين هذا الذي يقبل أن يكون معتنقوه عبيدا لغير لله ؟ دماء تسيل منذ الأزل لكنها دماء أهل السنة من المسلمين ، وليست دماء أخرى يا حضرة المفتي والداعي ، وانظر إلى ما حولنا فلا غيوم اليوم لتغطي الشمس بغربالك المهترئ أيها اللعين ، وتم تقسيم الوطن العربي إلى دويلات لا أعترف بها إطلاقا فأنا مسلم الديانة ، عروبي الانتماء ، ولا عنصرية في قاموسي ، والطائفية لها نصيبٌ في حياتي ؛ نظرا لما يُحاك ضدنا .
أي حكمة هذه التي يدعو لها علماء الفتنة والمدسوسين والمرجفون الخائفون من سياط الطغاة ؟ صحيح أن جسدي النحيل لا يقوى على السيّاط ، لكن سيّاط الدنيا ولا سيّاط الآخرة ، لست عالما بالدين لأقول لكم ما هو الطريق الصحيح لتسلكوه ، ولست من دعاة فكر ( داعش ) التي أشكك في أمرها ومنهجها وسرعة تقدمها ، و سر حضورها في الوقت الحاضر ، وكم أتمنى أن تكون ( داعش ) حقيقةً تصب في خدمة ديننا وليس سرابًا أو طُعمًا صنعتها أجهزة العار ؛ لتدمر ما تبقى ما ثروات في عالمنا العربي لأنها أدركت أن الشعوب بدأت تستيقظ من غفوتها .
ولست مقتنعا بفكر الإخوان المسلمين المليء بالويلات تارة ، وبالخيرات أخرى ، ينقصكم أيها الأخوان ، أن ترفضوا السلمية مع مَن يحارب الله وإلّا كنتم وإياهم في محاربة الله شركاء سواء بسواء .
فالأقصى رغم مكانته - أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين - ، ومكة رغم أنها أحب بقاع الأرض إلى الله وأطهرها ، والمدينة المنورة رغم عظمة مكانتها ، لو تم ردمهن ردما لا يزعزعني ذلك ، بقدر ما يقهرني أن تُمسَّ شعرةُ أختٍ لنا في الله هنا أو هناك ، وأن يُعذَّبَ طفلٌ بريء ، و أن يُصلب شيخٌ كبير ، وأن تُراق قطرةُ امرئ مسلم ، وأن تُزهق أرواحٌ بريئة ؛ ليتربع الطغاة على عروشهم وينعموا بها ، فكل ما يحدث من قتل وتدمير وزهق للأرواح ليس عبثًا، بل هو وفق مخطط مرسوم كي نعيش بذل ومهانة .
ينقصنا قليلٌ من الحكمة والوعي والإدراك ؛ لنستوعبَ ما يدور حولنا ، وبكل صراحة نفتقر إلى الإيمان المطلق بالله وقدرته في تصريف الأشياء ، نخاف على رزقنا ، على أروحنا ، على التعذيب من الظلمة ، على ضياع مستقبلنا وهلم جرَّا ، فأين اليقين الذي ندعيه حتى يتحقق النصر ؟ إذا بقينا نفكر بكل خطوة للخروج من عبودية العباد ، لعبادة رب العباد بمستقبل أبنائنا ، وأنفسنا وأموالنا ، وأننا سنُعذَّبُ بالسياط ، حتما سيبقى الطغاة والدعاة والعلماء فوق صدورنا جاثمين ، وبسياطهم لنا يجلدون .
أرجوك أيها المسلم ، لا تستهنْ بنفسك وقدراتك ، فالتغيير يبدأ منك ، ثم يمتد إلى عائلتك ، وعشيرتك ثم يصل إلى المجتمع ، وإن قفزتَ عن عائلتك وعشيرتك بحجة عدم انصياعهم لك ، أو لأن بينك وبينهم عداوة إلى المجتمع لتدعوه ، سامحني على التعبير فأنت زعيم المنافقين في العصر الحديث ، ولا تدعو الناس إلى فضيلة وأنت أبعد ما يكون عنها ، وإن ابتعدت ناسيا فأنت بشرٌ فارجع ولا تخف .
هذه الأمة لن تنتصر إذا لم تُغيِّر في استراتيجياتها التي تتبعها ، وأخشى ما أخشاه إن بقينا على ما هو عليه الآن أن يخسفَ الله بنا الأرض ، ويستبدلَ بنا غيرنا ، ثم لا يكونوا أمثالنا ؛ يكونوا غيرنا ؛ فلا يُؤولوا النصوصَ الشرعية حسب أهوائهم ، ولا يصفقوا لظالم خوفًا أو نفاقًا ، ولا يقبلوا مذلةً في دينهم ووطنهم ، ولا يخافوا أحدًا إلّا الله .
ونكذب إن قلنا أننا نؤمن بالله حق الإيمان ، أو حتى نملك أدنى مراتب الإيمان ، فنحن يا سادة ، نخافُ المسؤولَ ، ونرتعد من قول كلمة حقٍ بوجهه ؛ خشيةً على أرزاقنا ، بل ترانا نزداد وقاحةً ؛ فترانا نداهن له تارة ، ونتملق له أخرى ، كل ذلك حرصا على إرضاء رب العمل ، وخوفا من سخطه ، ونتناسى ربَّ ربِّ العمل ، ونغفل عن قدرته ، وكأن المسؤول هو ربنا الرزاق العليم ، والتناقض العجيب الغريب أننا ندعي أن الله هو النافع والضار ، وهو المعطي والمانع ، وأن بيده كل شيء ، هكذا نحن في الرخاء ،
أما في الشدة ، فتتبرأ الأقوال من الأفعال ، ونصبح للبجاحة عنوانا .
قالوا قديمًا : ' يا فرعون من فرعنك ؟ ' فأجاب : ' لم أجد أحدًا يوقفني عند حدي فطغيتُ وأصبحت فرعونا ' وما أكثر الفراعنة في العصر الحديث ! فمنهم حكامٌ ، ومنهم مسؤولون من كل شيء إلّا أن يُسألوا ، ومنهم ...
الأمور واضحةٌ كوضوح الشمس في وسط النهار من شهر تموز ، ولا تحتاج إلى دليل ، وواضحة كالقمر في طور البدر ، و عين العرب ( كوباني ) ليست منا ببعيد ، ولا أعلم لماذا نخاف رغم أن الأمر كله بيد الله ؟
مَن يحكمنا ليس منا ، ومَن يُسيِّر أمورنا ويرعاها هو عدونا الأول ، ومَن يُفتي لنا ( ابن حرام مصفى ) ، ومَن يدعونا إلى الالتزام بمعالم الإسلام ليس من الإسلام بشيء ، ولست مقتنعًا بتفسير بعض النصوص الشرعية ، مثل قوله تعالى : ' ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ' يفسرها البسطاء وبعض الفقهاء كما يريدون ، رغم عدم قناعتي بما يقولون : لا تهلك نفسك ، ولا تكن واجهة مدفع .
ما أنا مقتنع به أن الإسلام نادى بالحفاظ على الضرورات الخمس وتنحصر في : الدِّينِ ، وَالنَّفْسِ ، وَالنَّسْلِ ، وَالْمَالِ ، والعقل .
وذلك ؛ ليحيا الإنسان حياةً كريمة ، فالضرورات الخمس يا سادة ، مستباحة في عالمنا العربي والإسلامي ، ونعلم أنَّ الدين الإسلامي دينٌ يدعو إلى المحبة والسلام ، لكن ليس على طريقة الذل والعار التي يدعو لها المرجفون في أرجاء المعمورة ، والدعاة الملاعين ، والعلماء المدسوسين ، أيُّ دين هذا الذي يقبل أن يكون معتنقوه عبيدا لغير لله ؟ دماء تسيل منذ الأزل لكنها دماء أهل السنة من المسلمين ، وليست دماء أخرى يا حضرة المفتي والداعي ، وانظر إلى ما حولنا فلا غيوم اليوم لتغطي الشمس بغربالك المهترئ أيها اللعين ، وتم تقسيم الوطن العربي إلى دويلات لا أعترف بها إطلاقا فأنا مسلم الديانة ، عروبي الانتماء ، ولا عنصرية في قاموسي ، والطائفية لها نصيبٌ في حياتي ؛ نظرا لما يُحاك ضدنا .
أي حكمة هذه التي يدعو لها علماء الفتنة والمدسوسين والمرجفون الخائفون من سياط الطغاة ؟ صحيح أن جسدي النحيل لا يقوى على السيّاط ، لكن سيّاط الدنيا ولا سيّاط الآخرة ، لست عالما بالدين لأقول لكم ما هو الطريق الصحيح لتسلكوه ، ولست من دعاة فكر ( داعش ) التي أشكك في أمرها ومنهجها وسرعة تقدمها ، و سر حضورها في الوقت الحاضر ، وكم أتمنى أن تكون ( داعش ) حقيقةً تصب في خدمة ديننا وليس سرابًا أو طُعمًا صنعتها أجهزة العار ؛ لتدمر ما تبقى ما ثروات في عالمنا العربي لأنها أدركت أن الشعوب بدأت تستيقظ من غفوتها .
ولست مقتنعا بفكر الإخوان المسلمين المليء بالويلات تارة ، وبالخيرات أخرى ، ينقصكم أيها الأخوان ، أن ترفضوا السلمية مع مَن يحارب الله وإلّا كنتم وإياهم في محاربة الله شركاء سواء بسواء .
فالأقصى رغم مكانته - أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين - ، ومكة رغم أنها أحب بقاع الأرض إلى الله وأطهرها ، والمدينة المنورة رغم عظمة مكانتها ، لو تم ردمهن ردما لا يزعزعني ذلك ، بقدر ما يقهرني أن تُمسَّ شعرةُ أختٍ لنا في الله هنا أو هناك ، وأن يُعذَّبَ طفلٌ بريء ، و أن يُصلب شيخٌ كبير ، وأن تُراق قطرةُ امرئ مسلم ، وأن تُزهق أرواحٌ بريئة ؛ ليتربع الطغاة على عروشهم وينعموا بها ، فكل ما يحدث من قتل وتدمير وزهق للأرواح ليس عبثًا، بل هو وفق مخطط مرسوم كي نعيش بذل ومهانة .
ينقصنا قليلٌ من الحكمة والوعي والإدراك ؛ لنستوعبَ ما يدور حولنا ، وبكل صراحة نفتقر إلى الإيمان المطلق بالله وقدرته في تصريف الأشياء ، نخاف على رزقنا ، على أروحنا ، على التعذيب من الظلمة ، على ضياع مستقبلنا وهلم جرَّا ، فأين اليقين الذي ندعيه حتى يتحقق النصر ؟ إذا بقينا نفكر بكل خطوة للخروج من عبودية العباد ، لعبادة رب العباد بمستقبل أبنائنا ، وأنفسنا وأموالنا ، وأننا سنُعذَّبُ بالسياط ، حتما سيبقى الطغاة والدعاة والعلماء فوق صدورنا جاثمين ، وبسياطهم لنا يجلدون .
أرجوك أيها المسلم ، لا تستهنْ بنفسك وقدراتك ، فالتغيير يبدأ منك ، ثم يمتد إلى عائلتك ، وعشيرتك ثم يصل إلى المجتمع ، وإن قفزتَ عن عائلتك وعشيرتك بحجة عدم انصياعهم لك ، أو لأن بينك وبينهم عداوة إلى المجتمع لتدعوه ، سامحني على التعبير فأنت زعيم المنافقين في العصر الحديث ، ولا تدعو الناس إلى فضيلة وأنت أبعد ما يكون عنها ، وإن ابتعدت ناسيا فأنت بشرٌ فارجع ولا تخف .
هذه الأمة لن تنتصر إذا لم تُغيِّر في استراتيجياتها التي تتبعها ، وأخشى ما أخشاه إن بقينا على ما هو عليه الآن أن يخسفَ الله بنا الأرض ، ويستبدلَ بنا غيرنا ، ثم لا يكونوا أمثالنا ؛ يكونوا غيرنا ؛ فلا يُؤولوا النصوصَ الشرعية حسب أهوائهم ، ولا يصفقوا لظالم خوفًا أو نفاقًا ، ولا يقبلوا مذلةً في دينهم ووطنهم ، ولا يخافوا أحدًا إلّا الله .
ونكذب إن قلنا أننا نؤمن بالله حق الإيمان ، أو حتى نملك أدنى مراتب الإيمان ، فنحن يا سادة ، نخافُ المسؤولَ ، ونرتعد من قول كلمة حقٍ بوجهه ؛ خشيةً على أرزاقنا ، بل ترانا نزداد وقاحةً ؛ فترانا نداهن له تارة ، ونتملق له أخرى ، كل ذلك حرصا على إرضاء رب العمل ، وخوفا من سخطه ، ونتناسى ربَّ ربِّ العمل ، ونغفل عن قدرته ، وكأن المسؤول هو ربنا الرزاق العليم ، والتناقض العجيب الغريب أننا ندعي أن الله هو النافع والضار ، وهو المعطي والمانع ، وأن بيده كل شيء ، هكذا نحن في الرخاء ،
أما في الشدة ، فتتبرأ الأقوال من الأفعال ، ونصبح للبجاحة عنوانا .
قالوا قديمًا : ' يا فرعون من فرعنك ؟ ' فأجاب : ' لم أجد أحدًا يوقفني عند حدي فطغيتُ وأصبحت فرعونا ' وما أكثر الفراعنة في العصر الحديث ! فمنهم حكامٌ ، ومنهم مسؤولون من كل شيء إلّا أن يُسألوا ، ومنهم ...
الأمور واضحةٌ كوضوح الشمس في وسط النهار من شهر تموز ، ولا تحتاج إلى دليل ، وواضحة كالقمر في طور البدر ، و عين العرب ( كوباني ) ليست منا ببعيد ، ولا أعلم لماذا نخاف رغم أن الأمر كله بيد الله ؟
مَن يحكمنا ليس منا ، ومَن يُسيِّر أمورنا ويرعاها هو عدونا الأول ، ومَن يُفتي لنا ( ابن حرام مصفى ) ، ومَن يدعونا إلى الالتزام بمعالم الإسلام ليس من الإسلام بشيء ، ولست مقتنعًا بتفسير بعض النصوص الشرعية ، مثل قوله تعالى : ' ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ' يفسرها البسطاء وبعض الفقهاء كما يريدون ، رغم عدم قناعتي بما يقولون : لا تهلك نفسك ، ولا تكن واجهة مدفع .
ما أنا مقتنع به أن الإسلام نادى بالحفاظ على الضرورات الخمس وتنحصر في : الدِّينِ ، وَالنَّفْسِ ، وَالنَّسْلِ ، وَالْمَالِ ، والعقل .
وذلك ؛ ليحيا الإنسان حياةً كريمة ، فالضرورات الخمس يا سادة ، مستباحة في عالمنا العربي والإسلامي ، ونعلم أنَّ الدين الإسلامي دينٌ يدعو إلى المحبة والسلام ، لكن ليس على طريقة الذل والعار التي يدعو لها المرجفون في أرجاء المعمورة ، والدعاة الملاعين ، والعلماء المدسوسين ، أيُّ دين هذا الذي يقبل أن يكون معتنقوه عبيدا لغير لله ؟ دماء تسيل منذ الأزل لكنها دماء أهل السنة من المسلمين ، وليست دماء أخرى يا حضرة المفتي والداعي ، وانظر إلى ما حولنا فلا غيوم اليوم لتغطي الشمس بغربالك المهترئ أيها اللعين ، وتم تقسيم الوطن العربي إلى دويلات لا أعترف بها إطلاقا فأنا مسلم الديانة ، عروبي الانتماء ، ولا عنصرية في قاموسي ، والطائفية لها نصيبٌ في حياتي ؛ نظرا لما يُحاك ضدنا .
أي حكمة هذه التي يدعو لها علماء الفتنة والمدسوسين والمرجفون الخائفون من سياط الطغاة ؟ صحيح أن جسدي النحيل لا يقوى على السيّاط ، لكن سيّاط الدنيا ولا سيّاط الآخرة ، لست عالما بالدين لأقول لكم ما هو الطريق الصحيح لتسلكوه ، ولست من دعاة فكر ( داعش ) التي أشكك في أمرها ومنهجها وسرعة تقدمها ، و سر حضورها في الوقت الحاضر ، وكم أتمنى أن تكون ( داعش ) حقيقةً تصب في خدمة ديننا وليس سرابًا أو طُعمًا صنعتها أجهزة العار ؛ لتدمر ما تبقى ما ثروات في عالمنا العربي لأنها أدركت أن الشعوب بدأت تستيقظ من غفوتها .
ولست مقتنعا بفكر الإخوان المسلمين المليء بالويلات تارة ، وبالخيرات أخرى ، ينقصكم أيها الأخوان ، أن ترفضوا السلمية مع مَن يحارب الله وإلّا كنتم وإياهم في محاربة الله شركاء سواء بسواء .
فالأقصى رغم مكانته - أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين - ، ومكة رغم أنها أحب بقاع الأرض إلى الله وأطهرها ، والمدينة المنورة رغم عظمة مكانتها ، لو تم ردمهن ردما لا يزعزعني ذلك ، بقدر ما يقهرني أن تُمسَّ شعرةُ أختٍ لنا في الله هنا أو هناك ، وأن يُعذَّبَ طفلٌ بريء ، و أن يُصلب شيخٌ كبير ، وأن تُراق قطرةُ امرئ مسلم ، وأن تُزهق أرواحٌ بريئة ؛ ليتربع الطغاة على عروشهم وينعموا بها ، فكل ما يحدث من قتل وتدمير وزهق للأرواح ليس عبثًا، بل هو وفق مخطط مرسوم كي نعيش بذل ومهانة .
ينقصنا قليلٌ من الحكمة والوعي والإدراك ؛ لنستوعبَ ما يدور حولنا ، وبكل صراحة نفتقر إلى الإيمان المطلق بالله وقدرته في تصريف الأشياء ، نخاف على رزقنا ، على أروحنا ، على التعذيب من الظلمة ، على ضياع مستقبلنا وهلم جرَّا ، فأين اليقين الذي ندعيه حتى يتحقق النصر ؟ إذا بقينا نفكر بكل خطوة للخروج من عبودية العباد ، لعبادة رب العباد بمستقبل أبنائنا ، وأنفسنا وأموالنا ، وأننا سنُعذَّبُ بالسياط ، حتما سيبقى الطغاة والدعاة والعلماء فوق صدورنا جاثمين ، وبسياطهم لنا يجلدون .
أرجوك أيها المسلم ، لا تستهنْ بنفسك وقدراتك ، فالتغيير يبدأ منك ، ثم يمتد إلى عائلتك ، وعشيرتك ثم يصل إلى المجتمع ، وإن قفزتَ عن عائلتك وعشيرتك بحجة عدم انصياعهم لك ، أو لأن بينك وبينهم عداوة إلى المجتمع لتدعوه ، سامحني على التعبير فأنت زعيم المنافقين في العصر الحديث ، ولا تدعو الناس إلى فضيلة وأنت أبعد ما يكون عنها ، وإن ابتعدت ناسيا فأنت بشرٌ فارجع ولا تخف .
التعليقات