طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

سرقة الاوطان ليست محرمة في فِكر الاخوان


 قبل الخوض في فِكر الاخوان ونظرتهم للدين والسياسة والحكم , دعوني اعود للتاريخ قليلا وبالتحديد الى بدايات احتلال فلسطين عام 1948 لاوضح بأن جماعة الإخوان لم تتشكل مطلع القرن التاسع عشر في مصر لمواجهة الاحتلال البريطاني أو لمقاومة اليهود المغتصبين لفلسطين , كما يروج لذلك اخوان اليوم في مصر والاردن وسوريا وغيرها من الدول .

فالاخوان المسلمين هم جماعة مصرية دعوية, تكونت بداياتها من مجموعة رجال لنشر تعاليم القرآن والسنة , وبعد ان اكتشف امرهم الفيروس البريطاني الذي كان يخشى من انتشار الاسلام وتمدده على امبراطوريتهم, فعملت على تحويلها لجماعة سياسية , فعمدت على دعمهم ضد الملك فاروق بالخفاء , فعاشت بجحور الظلام فترة زمنية طويلة لاستقطاب دعم المصريين , فاكتسبت شهرتها من المظلومية التي اجادت لعبتها بامتياز, فازداد عدد المنتسبين اليها , وتشكلت لها بفعل الدعم الغربي المتواري عن الانظار قاعدة مالية توسعت رويداً رويدا بفعل الاستثمارات والشركات , فالتف الناس حولها وخاصة اولئك المنتفعين منها ماديا, سواء بالعمل كموظفين بتلك المصالح او بتقاضي مخصصات ودعم من اموال صناديق الزكاة التي يتم جمعها من جيوب الناس في المساجد وليس من اموالهم الخاصة .

فتعالوا نتمعن في غرابة مواقف الاخوان ونهجهم التكفيري , لنرى كيف يتلحفون بالدين ويتقمصون شخصية الواعظ المظلوم لتحقيق المصالح , ففي بداية تأسيسها وحتى منتصف الثمانينات قبيل افتضاح امرهم كانوا يشكلون عناصر جهادية , وقد رفعوا لتلك الغاية شعارهم الحالي (السيفين المتقاطعين والاية الكريمة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) , متسائلين: لماذا تم تشكيل العناصر الجهادية ؟, هل هي لتحرير فلسطين ؟ , ام لمقاومة الاحتلال الاستعماري لمصر والاردن وسوريا انذاك ؟.

فاذا كانت الاجابة لتحرير فلسطين , فاني استحلفكم بالله واناشدكم به ان تدلوني على اسم شهيد واحد سقط على ارض فلسطين ؟, واذا كان لمقاومة الاحتلال والاستعمار البريطاني والفرنسي فإني اقول لم تكن مصر والاردن وسوريا دول محتلة . فاذا لم تكن موجهة ضد اليهود ولم تكن موجهة ضد الاستعمار, فلمن تم تشكيلها؟.

فالاخوان كما سجل التاريخ في صفحاته لم يكونوا يوما جهاديين , بدليل خلو صفحاته من اسماء شهداء لهم على ساحات النضال والفداء في كل زمان وحين وعلى امتدادهم الجغرافي , اللهم الا اولئك الذين سقطوا في الاماكن المقدسة في رابعة العدوية وامام مبنى الاذاعة والتلفزيون المصري قبل اشهر فقط , كما انهم لم يكونوا يوما دعاة دين واصلاح على الاطلاق , بقدر ما كانوا دعاة جمع مال واثارة نعرات وطلاب مناصب وزعامات.


فمن يعتبر نفسه داعية دين فلا يجوز ان يكفر الناس وهم ينطقون بالشهادتين ويؤدون فروض الله في المساجد , فقد فضحوا انفسهم عندما اصدروا فتواهم الشهيرة بتكفير السيسي في مصر وتكفير كل من يؤيده , بحجة أنه سرق السلطة معتمدين في فتواهم على الاية الكريمة : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).

فاذا كانوا محقين في اصدار الفتوى اعتمادا على تلك الاية , فماذا يقول الاخوان بمرسي الذي اعترف امام شاشات التلفاز بان امريكا وبريطانيا وفرنسا ايدتا بان يتولى رئاسة مصر , كما ان تلك الدول لا تمانع بأن يشكل الاخوان الحكومة ولكن من دون السلفيين؟ , وماذا يقول الاخوان الذين اعتمدوا في فتواهم على تكفير من يوالي الامريكان اذا ما عرفوا بأن غالبية قياداتهم من حملة الجواز الامريكي كما هو حال ابناء رئيسهم مرسي .


فجحور الظلام التي كان يعيش بها الاخوان بشعار المظلومية في سالف الايام لاستقطاب الدعم , لم تعد مناسبة للعيش في هذا العصر الذي كشف الانفتاح به غامض الامور .

وعليه, فمن يعتقد بأن ليس للاخوان توجهات ومطامع سياسية خفية واهم وغارق بالوهم حتى اذنيه , ومن يعتقد بأن الاحوان يعادون اليهود متوهمون , فليس في قاموس الاخوان محرم حتى لو تعارض مع الدين , وما الدين عندهم الا وسيلة يلجأون اليها اذا ضعفت لديهم الحيلة لتحقيق مآربهم , فقدوا كفروا 80 مليون مصري ايدوا السيسي في انقلابه عليهم دون ان يكفروا انفسهم بعد انقلابهم على ثوار ميدان التحرير الذين صنعوا الثورة , واستبدلوا كتاب الله بشعار الكف الاصفر رمز ميدان رابعة العدوية , حتى بدأنا نشك بانه قد ورد ذكره بالقرآن الكريم.

وقفة للتأمل :' نملة واحدة تستطيع افساد جبلا من السكر '.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/129609