بداية ام نهاية


يعيش الاردن بمواطنيه وسياسيّيه باغنيائه وفقرائه باصحّائه ومُعاقيه فترات صعبة من حياتهم السياسيّة والاجتماعبّة الماليّة والعمليّة فهم مُحتارون هل الاردن يمر في نفق يقوده الى بدايات مشرقة برجالات لا يؤمنون بالفساد طريق للغنى ام يقوده الى نهايات مرعبة برجالات عاصرناهم لا يؤمنون إلاّ بالفساد والظلم طريق للدمار .
انّ ما مرّ من احداث خلال العامين الماضيين جعل الحليم حيرانا وكاد ان يجعل الحيران مجنونا بحمد الله لم ينزل الدم ولكن القرارات الحكوميّة هي التي تُجنّن .
فكم ظهر من الفاسدين وكأنهم وجه البوكسة في البلد واذا بهم الطبقة المتعفّنة في القاع مع اننا كنّا نخشاهم ونؤدي لهم فروض الطاعة والاحترام بينما كانوا يستحقّون غياهب السجون منذ ازمان ومع ذلك لم يعاقبون بما يجب على ما اقترفوه بل وكثير منهم ما زالوا طلقاء بحجّة ان ليس هناك دليل على فسادهم وكأنّ خراب البلد وتجويع اهلها ليس بالدليل الكافي للحساب والعقاب وإشفاء غليل الناس .
عاش الاردن والاردنيون بدايات صعبة عديدة منذ التأسيس كما شهد نهايات سعيدة اكثر من مرّة وفي كل مواجهة للتحدّيات كانت هناك صعوبة كما كانت في بداية الخمسينات وفورة الاحزاب وكذلك تحدّيات النكبة وثم النكسة ومن ثم الجفاء بين الاردن من ناحية وبين بعض الدول العربيّة على فترات متقطّعة وفي ازمان مختلفة كما كانت مع مصر في الستّينات ومع العراق بعد ثورة عبد الكريم قاسم وانهيار الاتحاد العربي الهاشمي ومع سوريا في السبعينات ومع القيادة الفلسطينيّة بعد فك الارتباط الاداري والقانوني مع الضفّة الغربيّة ومع الكويت ودول الخليج عامّة بعد غزو العراق للكويت وهكذا كانت بدايات صعبة لها نهايات مرضية وفي معظم البدايات كان الشعب الاردني يقف مع قيادته والقيادة تقف مع شعبها في الاحايين الكثيرة .
وكان خطاب العرش في إفتتاح الدورة غير العاديّة الاولى لمجلس النوّاب السابع عشر في اعتبار انّها الخطوة الاولى للتشاور مع النواب والكتل النيابيّة حول تشكيل الحكومة القادمة التي قد تستمر لأربع سنوات قادمة ان كانت على مستوى المسؤوليّة .
ولكن في ظل غياب احزاب جماهيريّة حقيقيّة وفي ظلِّ تبوأ نفس الاشخاص الذين ساروا بالبلاد نحو الوضع المأساوي الذي هي عليه الان هل باستطاعتهم الاتفاق على اسم شخصيّة اردنية تتّسم بالنزاهة والامانة وتحمّل المسؤوليّة وبعد النظر ودقّة التقدير وذو إلمام بالإقتصاد والسياسة والدراية بالاردن موقعا وتاريخا وقوميّة واحتياجات ليكون هو وفريقه الوزاري عونا لجلالة الملك والشعب الاردني لا عبئا عليهم لتكون بداية صحيحة للنهوض بالاردن وتخليصه من مشاكله والفاسدين فيه .
وأمّا إذا لم يتّفق عقلاءه وتشتّت اراء النوّاب وتمسّكوا بمصالحهم الضيّقة ومكاسبهم المنتظرة قستكون النهاية كارثيّة بزيادة الشرذمة وتقوية الفساد والفاسدين وزيادة شقاء المواطنين وإتّساع مساحة الفقر والبطالة والفجوة بين الاغنياء والمُعدمين ممّا سيجعل الجريمة اسهل والانتقام ذو معنى اوضح وذلك يؤدّي الى تفكّك المجتمع ويجعل البلد ونظامه لقمة سائغة بيد الاعداء والطامعين والعياذ بالله .
بعيدا عن النفاق والمجاملة هل الاردن يتّجه نحو بداية محمودة ام هو يتّجه نحو نهاية موؤدة لا سمح الله .......
قد تكون سوداويّة الخوف أو إرهاب الحاضر أو التشكيك فيما سبّب ما وصلنا إليه هو ما اوصل تفكيرنا الى ضبابيّة متشائمة فهل يُعقل انّ فئة سرقت اموال الناس واستعبدتهم بعد ذلك انها تريد الخير لهم الآن وهل المبرّرات التي سمعناها عن الخصخصة والكسب غير المشروع والبورصات وصفقات شراء الكمبيوترات وغسيل العملة وصرف الجوازات والمشاريع الفاشلة وغيرها هي مبررات يجب ان نخرس ونصدّقها ونكتفي بما حصّلته الحكومات من المتورّطين من اموال او ماصدر من القضاء ومكافحة الفساد من احكام وتحقيقات وعقوبات خجولة ام هل يجب علينا ان ننتظر الموت البطيئ حتّى نتعذّب فيه لحين ان نبلغ ساعتنا وهل الاردن كان ممرّا وليس مستقرّا للاردنيون الشرفاء بينما هو واهله البقرة الحلوب للفاسدين والمتنفّذين لاعوام طويلة .......
كفى ايّها الزمان قهرا وإذا كنت غير قادر على إصلاح الامور فاسمح لنا ان نعيش زمانا آخر فيه من العدل ما يجعلنا نتنفّس هواء الوطن الذي نخاف عليه ونشرب ماء الوطن الذي نشتاق اليه وابعد عنّا ايّها الزمان الردئ انت وزبانيتك واجعلنا نعيش مع قيادتنا ايّاما نريدها نظيفة مهما قصرت مدّتها ويكفينا قدوة ان معدّل عمر حكوماتنا الاربعة وتسعون حكومة منذ عام 1921 فقط347 يوما وأن عدد الاسماء التي اعتلتها فقط 270 إسما اكثرها تردّدا اسم محمد فقد تكرّر ستّون مرّة واصبح لدينا647 دولة ومعالي .
فلتكن هذه الايّام بداية عهد جديد من الشورى وازالة اثار الفساد ولن نكون طمّاعين بان يشارك جيلنا بصنع القرار او ان نكون مصدر السلطات ولكن عسى ان يتمكّن ابناؤنا واحفادنا من ذلك ولتكن شجرة الإصلاح التي زرعها القائد اثمرت الحريّة والديموقراطيّة للأجيال القادمة .
احمد محمود سعيد
15 / 2 / 2013



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات