كفى شخصيات كلاسيكية


حالة من التأهب غير المسبوق في أركان نادي رؤساء الوزراء والوزراء يوازيه إحباط غير مسبوق في أركان نادي الناس "الهبيانين" في إختيار رئيس الحكومة المقبل.

لو تمعنا الأمر بشكل جيد نرى بأن الشخصيات الكلاسيكية "الرومانسية" بدأت بالعودة منذ اللحظة الأولى لإنتهاء الإنتخابات.. يعني "تيتي تيتي".. ليعود شخص فايز الطراونة -الذي يحظى بغضب شعبي بعد تشكيله للحكومة التى سلفت- للديوان الذي كان ينبغي ان يترأسه هذه المرة شخصية جديدة ليشعر الجميع بأن التغير جارٍ على كل القيادات التقليدية.

ثم يعود سعد السرور أيضا للصف الاول، ليثبت لنا ولنتأكد يقيناً بأن الصفوف ذاتها محجوزة للشخصيات ذاتها، تتمتع بذات المواصفات المعهودة.

الإحباط يتزايد بشكل غير مسبوق، بالرغم من أن المرحلة كانت لا بد أن تكون مختلفة، للحفاظ على "كاريزمة" الانتخابات، والبرهنة على ان المرحلة القادمة ليست تلك الصورة القديمة.

لكن بعد ان تبين ذلك، فلا داعي للتفاؤل، ولتسقط الصورة التى حاول الكثيرون رسمها لنا بألوان جديدة وخطوط أقل تقاطع، وبعيدا عن الضبابية لتسقط اللوحة ويبقى الإطار هو ذاته مع بعض الزخارف التى لا تسمن ولا تغني من جوع.

وأعتقد أن الرئيس الجديد للحكومة -كثيرون يتفقون معى- سيكون شخصية كلاسيكة تقليدية لنوادي السياسية وتراجيدية للشعب الاردني، لتعود حلقات المسلسل القديم بنفس الشخوص مع اختلاف بعضاً من النص، ولكن النتيجة بناءاً على المدخلات ستكون غير صحيحة.

كان من المفروض أن يكون التغيير بأفكار جديدة وشخصيات لم يحالفها الحظ لتكون في المقدمة لصنع القرار، لكنها هُمشت لأنها تخاف على الوطن، يعملون بعيداً عن التحزبات أو الانتماء لأي جهة، مقتنعين بأن العمل والبناء يبدأ من موقعك الذي انت به، ولا حاجة للنظر للأعلى.

لننتقل من مرحلة التشكيك في مصداقية الإصلاحات، لمرحلة الانجاز والعمل الصادق البعيد عن المنهجيات القديمة التى عكرت صفو مياهنا و"هلكتنا" من تنظيرها "الخنفشاري" وفسادها الذي بدأت الدولة تلتقط أنفاسها بسببه، لننتقل لربيع جديد لا يشبه الرُبيعات التى أهلكت شرقنا الأوسط، يكون ذلك بصدق الكلام وجرأته مفعم بقلوب قد صفت لمصلحة الوطن.

ولكن عليك يا وطني أن تعلم بأن القادم صعب جدا جدا، و الطريق ليس مزروعا بالورد، وأتمنى أن لا تكون الحكومة القادمة كما أسلفت، بالرغم من عدم تفاؤلي غير المسبوق.

التغيير فرض واجب بغض النظر عن الخلفيات... حماك الله ياوطني.. والله من وراء القصد


المهندس معتز العطين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات