البَرْلَمَانُ الأرْدُنِيُّ والوِلاَدَةُ مِنَ الخَاصِرَةِ


نحنُ أمامَ مرحلةٍ سِياسيةٍ عبثيةٍ جديدةٍ بين الشعبِ والنظامِ السِياسيِّ الذي يُحاوِلُ فيها اللعبَ على الوقتِ كعادتهِ الدائمةِ ؛وهو ما فعلَه كذلك طوالَ الأعوامِ السابقةِ من عمرِ الوطنِ.
فبعدَ أنْ كانَ الجميعُ ينتظرُ برلمانًا يليقُ بهذا الشعبِ ،خرجَ إلينا برلمانًا خداجًا(Prematurity) لنْ يُلبي طموحاتِ الشَّعبِ ،بلْ إنَّه سيزيدُ الأمورَ تعقيدًا ومِن هنا يتضحُ أنَّ النظامَ السياسِيّ لم يأخذْ مطالبَ الشعبِ على محملِ الجدِّ، ولم يُقِمْ وَزنًا لهُ فجميعُ مطالبهِ ، ويا للأسف، لمْ تُترجَم بأفعالٍ، ولمْ تتحولْ إلى واقعٍ عمليٍّ في الوقتِ المناسبِ ،لا بلْ على العكسِ مِن ذلكَ كلِّه».
فليستْ السياسةُ هي تلكَ الممارسةُ الفاسدةُ التي مارستهًا المجالسُ النيابيّة السابقة ؛التي لمْ تتقنْ سوى التهريجِ والمكرِ والكذبِ على الشعبِ ؛ولكنّها في المفهومِ الصحيحِ تَعنِي الدفاعَ عن حقوقِ الشعبِ والحرصِ ما أمكنَ على دفعِ الظلمِ الذي يقعُ عليهِ ،وإيجادَ الحلول للنوازلِ المحدثةِ التي قد تقعُ ،فهي سياسةٌ مبنيةٌ على مصلحةِ الشعبِ بما يحققُ سعادتَه ،يقومُ بها رجالٌ ونساءٌ يملكون الشجاعةَ والروحَ الوثابةَ الغامرةَ التي تدفعهم للتغييرِ والإصلاحِ ؛ويتحلَّون بالروحِ الإيمانيةِ المخلصةِ التي تتجاوزُ الأثرةَ والأنانياتِ الشخصيةَ إلى الاهتمامَ بالمصالحَ العامةَ ؛ويصارعون الباطلَ بالحقِّ ،ويواجهون السياسةَ الفاسدةَ المنحرفةَ بالسياسةِ الأخلاقيةِ ،ويرفضون الظهورَ بوجهين، وإطلاقِ التصريحاتِ الكاذبةِ، ويواجهون الواقعَ بعلمٍ ووعيٍ ومعرفةٍ وحزمٍ وعزمٍ.
ولكنَّ هذا البرلمانَ كشفَ عنْ عَورةِ بعضِ دعاةِ التغييرِ الذين انحصرَ عملُهم منذُ البدايةِ في قولبةِ ( شخصياتِهم) كذبًا وتملقًا وتسلقًا وغرورًا ؛وهذا ما شاهدناه عَبرَ إحدى الفضائياتِ لنائبٍ جديدٍ أثناءَ لقاءٍ معه ،وقدْ بدا الإعجابُ بالنفسِ وحبِّ الذاتِ والاستعلاءِ على الآخرين والإسرافِ في تزكيةِ الذاتِ وكيلِ الاتهاماتِ للآخرين بأنَّهم يتربصون بهِ الدوائرَ وأنَّهم يكيدون لهُ ويريدونَ لهُ الشرَّ ؛بلْ ذهبَ لأبعدَ مِن ذلكَ عندما اتّهم دوائرَ وأجهزة بعينها يُخطِطون ربَّما لقتلهِ وتفجيرِ سيارتِه أو قلبِها وما إلى غيرِ ذلكِ مِن اتهاماتٍ لا أصلَ لها ولكنّه من وحي الشيطانِ ،بلْ ادّعى أنَّه وأثناءَ قدومَه إلى مبنى التلفزيون عرَّج على مبنَى مجلسِ النوابِ ،والتقى بعضُ النوابِ الذين أبدَوا تخوفهم مِن الانضمامِ إلى كتلتهِ واصفًا نفسَه بأنَّه أشبهَ ما يكونُ بالبعبعِ ،مضفيًا على نفسهِ الكمالاتِ والنجاحاتِ والبطولاتِ .
وكانَ قدْ ظهرَ في برنامجٍ سابقٍ مبديًا عدمَ رضاه عنِ النتيجةِ ،وأنَّه يستفتي الناسَ في بقائِه في مجلسِ النوابِ أو يقدمُ استقالته ،يا لَه مِن مشهدٍ ساخرٍ يستخفُّ بعقولِ المشاهدِين!!.
لقدْ تأبطَ صفةَ الشخصياتِ وهو ليسَ أهلاً لذاك ،فلا وزنَ لهُ ولا كيلَ ،وله ارتباطاتٌ مشبوهةٌ باتتْ شبهَ مؤكدةٍ ،وينفذُ أجندةً واضحةً معالمُها ،معتبرًا نفسَه أنَّه شخصيةٌ مجتمعيةٌ لها الفعلُ ، وتملكُ الوزنَ والحضورَ ، ولو وَضعَ نفسَه بأمانةٍ ونزاهةٍ على الميزانِ ؛لوجدَها تساوي صفرًا حتّى مِن الوعيِ السياسيِّ ،وقد صنعته وأمثالَه الأضواءُ ،وأوجدتهم الظروفُ ، وجعلتْ الأموالَ مِنهم بريقًا لامعًا ولو كان نحاسيًا ،قد طرأَ عليهِ الصدأُ !! ومعَ الأسفِ الشديدِ نجدُ لهم رواجًا بين المخدوعين مِن أولئك المُضَلَلِين ،ومن العجيبِ أنْ ترى مثلَ هؤلاءِ يجيدون فنَّ التمثيلِ والخداعِ ، ويؤدون دورَهم على خشبةِ المسرحِ ببراعةٍ فائقةٍ ،كيفَ لا وقدْ كانوا من أعمدتِها عمَّا قريب؟! ،يتقنونَ ذرَّ الرمادِ في العيونِ من خلالِ بعضِ البرامجِ التي تحملُ طابعًا إنسانيًا أو اجتماعيًا أو سياسيًا ؛ولو وَضعَ كلُّ متفحصٍ غيورٍ تلك الأنشطةِ تحتَ المجهرِ؛ لوجدَ فيها الغثَ الكثيرَ ،والفسادَ الكبيرَ ،والزيفَ الذي يصلُ إلى حدِّ الذهولِ ( بدونِ تضخيمٍ للأمورِ(سلاحُهم ،هو سلاحُ التشهيرِ والردحِ والشتائمِ ، فهم لا يملكون مِن الوعيِّ والفكرِ غير ذلك ، فهذهِ حقيقتُهم المزيفةُ والتي انخدعَ بها الكثير ، ليُعبّروا عن ثقافتهم المشوهةِ . وعنْ أخلاقِهم الهابِطة ، وعن مَن يكونوا !!
Montaser1956@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات