أيها الاخوة النشامى الحذر كل الحذر !


أيها الاخوة النشامى الحذر كل الحذر ، ومن أسباب فلاح الأمة التنبه لمكائد الأعداء والحذر منها في جميع شؤون الحياة، كل بحسب طاقته؛ ذلكم لأن المكائد إذا غفل عنها فإنها تتنامى وتزداد بحسب تجاهلها وعدم إلقاء البال لها، وفي الوقت نفسه تتبلّد أحاسيس كثير من الناس تجاهها، ومن ثم يستمرئونها ويتأقلمون عليها. وبكل حال فليعلم أن كيد شياطين الإنس والجن مستمرّ في شره واستفحاله، والواجب على كل مسلم أن يحذر ويحذّر من الخداع ببريقه.

أيها الاخوة النشامى الحذر كل الحذر، ومن فلاح الأمة وقوتها عدم التهويل من شأن العدو إلى حدّ إدخال الرعب في قلوب ضعاف الإيمان واليقين، وذلك بذكر عدد العدو وعدته وعتاده بصورة تظهره بمظهر الغالب الذي لا يغلب، فهذا مما يعين على فقدان الشعور، بل مجرد التفكير بالنصر. ولا شك ولا ريب أن هذا من الخطورة بمكان؛ إذ إن الهزيمةَ النفسيةَ أعظم من الهزيمة الحسية، فالهزيمةُ الحسيةُ مؤقتة بوقت تزول بزواله، أما المعنوية فتبقى ملازمة أصحابها أمدًا طويلاً.

وبكل حال فالحذر الحذر من التضخيم والمبالغة في إظهار العدو، بل الأولى بالمسلم أن يكون سببًا في شحذ الهمم والعزائم وحث النفس على حسن الظن بالله تعالى، وكذلك على فعل ما يستطاع من الأسباب والوسائل التي تكون عونًا بعد الله تعالى في هزيمة العدو وكسر شوكته، وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال: 60]، فالقوة قوتان: القوة المعنوية بالإيمان قولاً وعملاً واعتقادًا، والقوة الحسية إعدادًا وتربية.

ايها الاخوه النشامى الحذر كل الحذر ، ومن أسباب النصر أيضًا التفاؤل والقطع بأن النصر للإسلام وأهله، كما جاءت بذلك النصوص الكثيرة التي تدل دلالة واضحة على ذلك، من ذلك قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة: 33].

وقد ذكر بعض المفسرين عند هذه الآية عددًا من الأحاديث النبوية المبشرة بظهور الإسلام وعزته، فمن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى))، فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أن ذلك تام! فقال : ((إنه سيكون من ذلك ما شاء الله))، وعن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها)) أخرجه الإمام مسلم. ومن ذلك أيضًا قوله : ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر)) أخرجه الإمام أحمد وغيره عن تميم الداري رضي الله تعالى عنه، ثم قال تميم رضي الله عنه بعد أن ساق الحديث: (قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان كافرًا منهم الذل والصغار).

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلى أن تردّ المسلمين إليك ردًا جميلاً، وأن تبصرهم في شأن وصلاح دينهم ودنياهم. اللهم ارزقنا العزة بعد المذلة، والكرامة بعد المهانة، اللهم أصلح عقائد من ضل منهم وارزقهم الغيرة على التوحيد والحرمات، اللهم اهد شباب المسلمين واكفهم شر شياطين الجن والإنس، اللهم احفظ نساءهم من دعاة التبرج والسفور، اللهم وفق حكامنا إلى ما فيه خير العباد والبلاد .الكاتب جهاد الزغول



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات