مواطن بلا وطن


اني أكتب لنفسي .. ليعلم يومي ما في أمسي .. لا ليقرأ مسؤول .. لأن من لم يسمع صراخي .. لن يسمع همسي .. أريد أن أقول .. أحسُ أني أعيش بلا وطن .. أحس أني أعيش غريباً .. خائفاً .. مقهوراً .. ذليلاً .. أنا في الأردن .. أنا أردني .. أنا أردني ليس لأني أعيش في الأردن بل لأني و أصولي هنا قبل أن يظهر هؤلاء الذين جعلوني أحسُ بالغربة مقهوراً ذليلاً .. أنا هنا قبل أن يظهر هؤلاء الذين جعلوني فقيراً .. أنا أردني لكنني لا استطيع أن أحصل على شيءٍ من حقوقي الا بالترجي أو أن أُذل نفسي أو أبيعها أو _ بالواسـطة _ و كثيراً ما تُمنَع عني حقوقي و كثيرٌ هم أمثالي.
أُحسستُ بالقهر عندما سمعت و رأيت أيمن الصفدي _ على سـبيل المثال لا الحصر _
موظفاً في جريدة الغد و بسبب علاقته الخاصة مع آل الرفاعي يصير وزيراً في حكومة سـمير الرفاعي ثم نائباً لرئيس الوزراء و ناطقاً اعلامياً باسم الحكومة _ دفعة واحدة _
أحسستُ بالقهر لأني أرى هذا المكان يجب أن يكون لي أنا أو أحداً من أمثالي فنحن أحقُ به.
أنا مواطن و لكنني ممنوعٌ حتى من ابداء رأيي و اذا ما سـمحوا لي فترةً من الزمن فانهم يعاقبونني عليها حين تسنح لهم الفرصة بالسجن أو الاقصاء و التهميش.
أذهب في مسـيرةٍ سـلمية أو الى مهرجانٍ سـلمي .. يرسلون كلابهم يضربوننا بالحجارة .. ترى هل أنا في وطني ؟
يتحدث اعلام النظام عن اسـترداد الاف الدونومات لصالح الجيش لكنهم لا يقولون ممن استردوها ؟ ولا يحاكمون من كان قد سلبها .. ولا يسمحوا لي أن أعرف ممن استردوها و كيف ؟ يفرضون عليَ قوانين يفصلونها تفصيلاً تحقق مصالحهم خاصةً هؤلاء أصحابُ الملايين و المليارات يصرون على حيازة السـلطة مع المال لحمايتهم و حماية ما نهبوا .. يتحكمون بي و بأمثالي.
يفرضون علينا قانون انتخاب بدائي متخلف و يسوقون الناس كالقطيع بمكرهم و دهائهم و أموالهم و اعلامهم لانتخاباتٍ _ ليتهم أتقنوا تزويرها _ لأن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.
أنا مواطن أعيش في الأردن .. لكنني لا أحس أنني أملك شيئاً من أمر وطني أو أشترك مع أردنيين أمثالي بامتلاك زمام أمر و طننا .. أنا أردني لكنني ممنوعٌ و أمثالي من المشاركة في رسم سياسة بلدنا و اقتصاده لأن الأمور في الأردن يمكن أن يشارك في رسمها أيمن الصفدي .. أما أنا و أمثالي فلا يُسمح لنا أن ندير دفة بلادنا.
لعلي و أمثالي من الأردنيين نحاول أن نستعيد وطننا أو نسترد و طننا كما استطاع الجيش العربي أن يسترد الاف الدونمات من المجهولين الذين كانوا قد سـلبوها .. حتى ذلك الحين أنا مواطنٌ بلا وطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات