سياسات غامضة تجاه الأردن


جراسا -

 كتب ماهر ابو طير - هناك سر غامض لم يستطع أحد اكتشافه حتى الآن، وهذا السر يتعلق بخنق الأردن اقتصاديا، بوسائل كثيرة، وكل ما يحصل عليه الأردن اقتصاديا، لا يفيد إلا جزئيا بالتخفيف من مشاكله المالية.

سابقا انخفضت كميات الغاز المصري الموردة الى الأردن، والمتفق عليها يوميا بحد يصل إلى ربع مليون متر مكعب، ورئيس الحكومة المصرية جاء الى عمان، وتم الاتفاق على اعادة ضخ الغاز الى سابق عهده، إلا أن مصر لم تلتزم وما زالت الكميات منخفضة، والارتداد سلبي جدا على الخزينة واثمان الكهرباء.

بعد زيارة رئيس الحكومة المصرية الى الاردن واعتقاد الناس أن فرجا مقبلا على الطريق، جاء رئيس الحكومة العراقية الى عمان، وتم الحديث عن رفع مستوى العلاقات الاقتصادية، صادرات و واردات، وانبوب نفط، وبعد ايام تم اغلاق الحدود، وتم وقف الصادرات والواردات، وتوقفت شاحنات النفط عند الحدود، واستمرت المشكلة لأيام إلى ان تم حلها أخيرا.

ذات القصة تتكرر مع سورية، اذا انخفضت الأعمال التجارية والزراعية بين البلدين الى حد كبير بسبب الظروف التي تمر بها سورية, وتضررت قطاعات كثيرة سياحيا وزراعيا، بالاضافة للتصدير والاستيراد، وهكذا انضمت سورية بسبب ظروفها الى قائمة دول الجوار المحيطة بالأردن، التي اسهمت بقرار سياسي او بغير قرار بالضغط على الاردن، من الناحية الاقتصادية.

هذا مناخ خانق اقتصاديا، لقطاعات كثيرة وللاقتصاد الرسمي، اي الخزينة، وكل هذا الوضع سيترك ارتدادات على الداخل الأردني، تتمثل بالتباطؤ الاقتصادي، وكلما حل الأردن عقدة مع دولة عربية، تم عقد عقدة ثانية سريعا، وكأن المطلوب أن يبقى البلد زاحفا على الصعيد الاقتصادي، وسط مناخ اقليمي متفجر وحافل بالمخاوف والمفاجآت.

ما الذي يمكن أن يفعله الأردن في هذه الحالة، بخاصة أن ارتداد هذه الأوضاع سيؤثر في النهاية على حياة الناس، ولن تجد الحكومات اللاحقة، غير جيب المواطن لتعوض الخسائر التي تتعرض لها بسبب تلك الاختناقات، وهذا يدل على أن اسوأ ما في القصة أن النتيجة تأخذنا الى مواجهة بين الناس وقرارات الحكومات المقبلة، بما يجعل كل تلك الاختناقات الإقليمية ذات نتيجة محلية تؤسس للغضب او الفوضى او عدم الاستقرار، في الداخل الأردني.

هذا الوضع غير طبيعي، ولا نريد أن نبقى ندور حول أنفسنا مرددين نظرية المؤامرة، إلا ان الواقع على الارض يدل على أن المطلوب خنق الأردن وإضعافه بكل الوسائل، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن علينا ان نتنبه الى ما تتم حياكته في الخفاء ازاء مستقبل البلد، لأن هذه التشابكات تدل على أن هناك توجها واضحا لتهديد استقرار البلد، فالقصة لا يمكن تبسيطها أبدا.

حتى يتكشف السر الغامض وراء تلك الاختناقات المفتعلة في كل مكان، إزاء الاردن، فإن التحليلات لها بداية وليس لها نهاية.

MAHER@ADDUSTOUR.COM.JO



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات