الملك والناخب .. ؟


إن تجاوزنا هرطقات القوى العدمية التي أعلنت مقاطعتها للإنتخابات الجارية على قدم وساق ، ورأس حربتها جماعة الإخوان المسلمين ، وما تعانيه الجماعة من إنقسام داخلي حاد وفشل ذريع ، في التأثير على القوى الوطنية المنخرطة في العرس الديموقراطي الأردني ، وإن إستثنينا حفنة المهووسين والمعربدين بحثا عن النجومية ، أو مدارات للنقص والضعف ووجدت في الحرية المتاحة ما يعوضها عن خيباتها ، وإن توقفنا مليا عند حجم التفاعل الإيجابي بين الملك والشعب ، ومدى تأثير أوراقه وخطابه السياسي الإعلامي مؤخرا ، التي تضمنت برنامج الدولة الأردنية الإصلاحي ، وهو تأكيد آخر أن ملك الأردن نسيج وحده في التعاطي مع الربيع الأردني ، إذ يسبق الشعب في المعارضة قبل المولاة بمنهاجية عمل ، إن تبناها الأردنيون وسيتبنوها ، فلن يمر وقت طويل إلا وقد أصبح النظام السياسي في الأردن ، يسير بخطى واثقة ووئيدة نحو الديموقراطيات العالمية ، خاصة إن إعترفنا أن تطور الأمم والشعوب لا تُقاس بالأيام ، الأسابيع والأشهر ، إنما من خلال عملية إصلاح تراكمية ، تُتيح للشعب هضم المتغيرات التي تنتج عن عملية الإصلاح ، إن في الإطار السياسي ، الإقتصادي أو الإجتماعي حتى تترسخ هذه المتغيرات الجديدة ،وتتحولل إلى ثقافة تبنى عليها الأجيال .
-إن الوطن الأردني ، أرضا ، شعبا ، دولة ونظام حكم يستحق منا أكثر بكثير ، مما تهذي به المعارضة في الشوارع والساحات ، حيث لا يجوز إختزال ما يريده الأردنيون لهذا الوطن الأعز ، فيما تسعى إليه جماعة ، جبهة ، كتلة أو ثلة من مكاسب حزبية أو فردية ، على حساب ما يريده الأردنيون لوطنهم ، وقد بنوه تحت الراية الهاشمية ، على مدار تسعة عقود مدماكا مدماك ، ودفعوا الثمن الغالي دماء زكية لحمايته وصونه من قوى التآمر الداخلية والخارجية ، التي ما فتئت حتى اللحظة تحاول إضعافه أو النيل منه ، لكنه الرد المُتجذر في الجينات الأردنية ، نموت ويحيا الوطن ، نتفق ، نختلف ونبقى أردنيون الإنتماء وهاشميون الولاء ، حتى لو عشنا على الخبز والماء.
-أما وقد بدأ العد التنازلي لأهم إستحقاق دستوري ، ينتخب فيه الأردنيون مجلسهم النيابي ، فإن شكل ومضمون المجلس النيابي الجديد ، هو أمانة في عُنق الناخب أولا وأخيرا ، فالناخب حين يقف خلف الستارة ، لا سلطان عليه غير ضميره ، شفافيته ونزاهته التي تُعبّر عن وطنيته ، حريته ، إستقلاله وثقته بنفسه ، حين يخُط على ورقة الإقتراع إسم نائبه أو إسم قائمته الإنتخابية ، وبهذه المحاكاة بين الناخب والمُنتخب في ورقة الإقتراع ، يحدد الأردنيون خارطة الطريق نحو مسيرتهم الإصلاحية الشاملة ، التي رسم معالمها جلالة الملك من خلال أوراقه وخطابه السياسي ، عبر لقاءاته مع معظم فئات الشعب أو عبر أجهزة الإعلام المحلية ، العربية والدولية ، وهو خطاب واضح وفي منتهى الشفافية ، إلا لمن تطايرت ماعزهم في الفضاء ، أو عميت أبصارهم وبصيرتهم ، ويغرقون في الغيّ والضلال .
نبيل عمرو-صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات