مَن هو؟!


لا يشعر بالخطر أبدا...

إذا اقترب منه ذئبٌ ليفترسه...؛ ابتسم له ابتسامة بلهاء وربت على ظهره.

عندما يدخل بيته لصٌّ...؛ فإنّه يدلّه بكرمٍ منقطع النّظير على باقي الغرف التي لم يدخلها... .

يرى أحدهم يسرق ما في جيبه الأيمن...، فيطلب منه أن يسرق كذلك ما في جيبه الأيسر... .

تنادي النّاس دفاعاً عنه في الشّوارع: الموت ولا المذلّة؛ وهو يدندن في بيته: الموز ولا (البازلّه)... !

يعرف الكثير الكثير من الجرائم التي ارتكبت وترتكب الآن بحقّه، وأقلّها تستحق أن يلتفّ حبل مشنقة (10") حول رقاب فاعليها؛ ورغم ذلك تجده (Relax) جدّاً فلا يتحرّك ولا يشعر بالغضب... .

يشاهد، يرى، يقرأ، يسمع، يعرف، وعلى يقين بأنّ القليل القليل من يتّقي الله في وطنه، وأنّ بلده على وشك الإفلاس، وأنّ مهزلة نوّابه وقوائمهم الماليّة جعلته وستجعله يزحف زحف الجوع على بطنه، وسيلطم على (إسته) بعد أن درس وولّى رسم وجهه على خبر بيع أُصول دولته المُفلسه إلى فاسدين جُدد يتم تلميعهم الآن وصنعهم وتزويدهم بأنجع الطّرق وأفضلها...؛ ومع ذلك لا يشعر ولا يُعبّر عن خطر... .

يضع مُخطّط استعباده ويتزيّن به في رقبته خوفاً من سوطٍ في يدِ (أشباه رجال) ترجّلوا بالسّلطة، أُستبدل ماضيه الجميل ووطنه العريق بالنّصّابين والمحتالين والشّياطين والأوغاد واللصوص الذين يدأبون على وضع (كتاب الله) كنسخة على أسطح مكاتبهم و (تابلوهات) سيّاراتهم، وصالونات قصورهم بدلاً عن كل (بريزةٍ) سرقوها، وعن كلّ قطعة أرض (لطشوها)، وعن كلّ صفحةٍ من أرثهم وتاريخ بلدهم بحجّة الديموقراطيّة الخادعة والتّحوّل الاقتصادي الماجن مزّقوها؛ فلا يغضب ولا يصخب، ولا (يتنحنح) حتّى... .

لصوص وسماسرة وطنه يبيعون مقاعد مجلس نوّابه بيعاً...، ولمن؟ إلى (ما أكل السّبع، وإلى من يمشي على أربع، وإلى من يزحف على بطنه...) كما يبيع (المروّج) مخدّراته للمدمن والمتعاطي...، وللأسف يضحك ويُصفّق ويصوّت، وسينام قرير العين بعد مشاركته بالانتخابات، وتنام نبضات قلبه قبل أن ينام جفنه!

يحسب أنّه حرٌّ طليقٌ لأنّه فقط خارج أسوار السّجن، وسمحوا له بأن يأكل ويشرب وينام، ولا يعلم أنّه هو المسجون المُستعمَر بأقذر أنواع الاستعمار الذي ينفّذه عليه بنو قومه وجلدته، وأنّ أغلب من خلف الأسوار همُ الأحرار والشّجعان والشّرفاء وطعامهم (لا) لوجه الاستبداد وشربهم (نعم) لوجه الحريّة...!

بربّكم وبالله عليكم...؛ كيف سيقتنع ابن بلدي بأنه في مواجهة خطر أكبر وأشرس وأعفن وأقذر وأسفل وأحط من خطر ما قبل الجاهليّة الأولى...؟ وكيف لا ترتعد كل فرائض جسده من هول عبوديّته وشرّ بليّته ومفارقة استبداده مع استبداله ومنحه الذي هو له أدنى (أصنامه) بدلاً عن الذي هو له خير (دينه)...؟!

ومع ذلك...؛ لا يشعر بالخطر ولا يُعبّر بالغضب...؛ فمن هو؟!









تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات