المدرسة العبدلية والمدرسة الحسينية في منع تدمير الاردن


 على الشعب الاردني ان يحمد الله كثيراً الذي عافاه مما ابتلى به غيره من قيادات سياسية ارهقتهم وأذلتهم ودمرت مقدراتهم وشردتهم وغيبتهم عن الوجود, نعم يجب على الشعب الاردني ان يحمد الله طويلاً لانه وهب اليهم قيادة سياسية لم تمارس عليهم مراهقة القيادة, وارتجالية اتخاذ القرارات, فجنبهم الكثير من الازمات, نعم يجب على الشعب الاردني ان يحمد الله الذي ارسل اليهم قيادة لم تعنف ولم تقتل ولم توجه آلتها العسكرية لتدمير شعبها والقضاء على مقدراته , كما رأينا وسنرى في الاحداث الجارية من حولنا وبعيد عنا .

وعليه, اقسم بالله العظيم بانني لست منتفعا ولا مشمولا من الدعم الحكومي الاخير جراء رفع الدعم عن المحروقات , ولكنني مضطر للقول حفاظاً على هيبتنا وكرامتنا الاردنية ان قرار الحكومة كان صائباً 100% , ومن يقاومه , ويجيش الناس للمسيرات ضده فلا يريد لهذا الوطن ان يقف على قدميه دون الدخول في التفاصيل.

فالاردن لم يكن البلد الوحيد الذي يقوم برفع الاسعار , فقد شاهدنا الرئيس المصري يصدر قراراً برفع اسعار البنزين والغاز الى مبالغ اكبر من تلك التي كانت بعهد مبارك الذي ثار وحزبه ضده , ولكننا لم نجد مصريا واحداً يقاوم ذلك, ولم نرى انتقادات اخوانية ولا مسيرات شعبية في مصر رافضة لذلك القرار , رغم ان اخوان مصر يمثلون مرجعية رئيسية لاخوان الاردن لطالما استأنسوا برأيهم, وما العبث المتعمد في الاشهر الاخيرة بكميات الغاز المصرية للاردن إلا دليل صدق على ما نقول.

انها الحقيقة الدامغة التي يجب على شعبنا الانتباه اليها جيداً حفاظاً على وطنهم , رغم ان ما جرى في مصر يختلف كثيراً عما جرى في الاردن, ففي مصر لم ترفع الحكومة الدعم عن الاسعار الذي تتحمله خزينة الدولة , بل رفعت الاسعار رغم انها دولة مصدرة للغاز وتملك النفط, وهذا اخطر بكثير مما جرى في الاردن ومع ذلك لم نرى مسيرات اخوانية مصرية تطالب الدولة بالعدول عن ذلك القرار , وليس بعيد عنا فإن سعر اسطوانة الغاز في لبنان يبلغ حوالي 12 دينار وفي سوريا كذلك وفي فلسطين 15 دينار, ولكننا لم نرى مسيرات واعتصامات , فإلى متى سنبقى نقاوم في الاردن كل ما من شأنه انقاذه من تبعيات الخراب والاستجداء للغير؟, مع ايماني المطلق بضرورة محاربة الفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة عبر القنوات القانونية الرسمية ,وليس عبر الدعاية الاعلامية التي تشوه الصورة وتغتال الشخصية.

فالازمة الاقتصادية التي نعيشها في الاردن اليوم لها ثمن , والثمن كان سيكون باهظاً لو ان الله حبانا بقائد يمارس علينا المراهقة السياسية في اتخاذ القرارات , نعم كان الثمن سيكون مؤلماً لو أن الملك خضع لرغبات ارباب المال في الخليج , وقام بزج جيشنا في حرب مع الشقيقة سوريا قد تكون نتائجها غير محمودة العواقب ,وقد تجعل كل بيت في الاردن يبكي , وهو امر كان سيكون اخطر بكثير على الشارع الاردني من الضائقة الاقتصادية التي نعيشها اليوم ,فهل يا ترى سيكون الشعب الاردني مسرور لو أن الملك فتح الحدود الشمالية لمقاومة النظام السوري لكي تتلطف علينا دول الخليج بدفع مديونينتنا بالكامل ؟.

نجوع ونعرى , ولا نقبل ان يصوب جندياً اردنياً سلاحه بوجه شقيقه إلا بمقدار الدفاع المشروع عن النفس , فتصوروا الكارثة التي كانت ستجلبها الينا الحرب مع الاشقاء في سوريا , فهل سيرضى عنا اهل الجنود الذين سيقتلون او يجرحون او تبتر اطرافهم في هذه الحرب المسعورة التي كان اهل الخليج يرغبون في زجنا بها ؟.

فالملك عبدالله اتخذ القرار الصحيح , وهو ذات القرار الذي اتخذته المدرسة الحسينية في تسعينات القرن الماضي عندما رفض ارسال جيشنا لمحاربة االجيش العراقي بعد احتلاله للكويت رغم رفضنا لذلك الاحتلال الذي دمر العراق والكويت معاً وجلب علينا الازمات كما الحال في الازمة السورية هذه الايام .

وقفة للتأمل :" لقد فسر العرب بجهلهم عدم ارسال جيشنا الاردني لمقاومة الاحتلال العراقي للكويت عام 1991, بأنه دعم مطلق لصدام وان الشعب الاردني راضً بما جرى للكويت, ليستفيقوا بعد سنين من نومهم وسباتهم وتقديرهم الخاطئ لمجريات الاحداث التي جرت في الخليج بأن الاردني هو الوحيد الذي كان على صواب , فها هم الداعمين لارسال جيش لمقاومة العراق يشربون هذه الايام من نفس الكأس , ولكنه هذه المرة كأس عقائدي اخطر بالاف المرات من خطر صدام حسين سواء اتفقنا مع ما فعله أم اختلفنا"..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات