الفاتحة على الأردن وفلسطين


نعم إذا ما صدقت التسريبات الإعلامية عن محمود عباس عن الكنفدرالية بين الأردن وفلسطين وهذا ما تسعى إليه إسرائيل من عشرات السنين لكي تستولي على فلسطين من البحر إلى النهر ولم تترك وسيلة لتحقيق ذلك الهدف إلا وجربته ؟ وكان لها تأثير فعال لهضم كل فلسطين على حساب الدولة الأردنية ولنتذكر جميعا أحداث ( أيلول السوداء سنة 1970 ما الذي جرى داخل الأردن وكيف تم إشعال الفتنة بإطلاق الشعارات بأن الأردن هو فلسطين من بعض القيادات العميلة والمأجورة من بعض ما يسمى المنظمات الفدائية والتي كانت تعمل لصالح إسرائيل وكان الهدف الرئيسي لتلك الفتنة والحرب الطاحنة التي دارت ما بين الشعب والجيش الأردني مع تلك المنظمات هو شطب الكيان الأردني عن الخارطة وكذلك زوال الحكم الهاشمي بلا رجعة على أيدي فلسطينية عميلة ورخيصة تعمل لصالح العدو الإسرائيلي وقد دافع الأردنيون عن وطنهم ومليكهم بشراسة لا مثيل لها ، علما إن الذي جرى من حرب مؤسفة وكارثية لكلا الشعبين كان سببه الأول والأخير هو الكيان الصهيوني والأحداث تلك كانت عبارة عن خنجر في قلب وخاصرة فلسطين والأردن معا وكانت بمثابة دمار بكل ما تعني الكلمة للأردن وفلسطين معاً وبالنهاية أقول اللهم انتقم ممن كان سبب بتلك الأحداث المرعبة ) . أما بالنسبة للمشروع الكنفدرالي الذي يجري الحديث عنه من قبل محمود عباس فهو بمثابة خيانة عظمى لا تغتفر لكلا الشعبين وكل من يفكر ويخطط لهذه الفكرة ( السؤال له مع من تكون الفيدرالية طالما أن فلسطين محتلة من البحر إلى النهر ؟ ) وهل وجود سلطة فلسطينية بالضفة الغربية تعني أن فلسطين محررة ؟ وهل يستطيعون أصحاب السلطة التنقل داخل الضفة الغربية بحرية أو الذهاب من رام الله إلى الخليل أو القدس بدن تصريح إسرائيلي ودون الوقوف على الحواجز الإسرائيلية ؟ علما أن كل العالم يعرف أن وجود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هو لتخفيف العبء عن الاحتلال الإسرائيلي . وكم كنا نتمنى نحن الأردنيون أن يطلب عباس من الملك عبدالله البحث والتخطيط بسبل المقاومة بل التفكير في خوض معركة التحرير بالتعاون والتنسيق مع الأردن وتشكيل جبهة موحدة كما كان الحال في معركة الكرامة بالوقوف جنبا إلى جنب الأردني والفلسطيني لتحرير الأرض المحتلة بل هذا واجب فرض عين علينا جميعا لأنه لا يوجد طريق آخر لتحرير فلسطين سوى الجهاد . ( ولو فاوضت الإسرائيليين يا محمود عباس ألف عام لن تحصل منهم على شبر من أرض فلسطين ) وإسرائيل لا تفهم سوى لغة المقاومة وحينما تشعر إسرائيل بأن الخصم قادر وفاعل على التأثير عليها وتهديدها حينها تسمع وتخضع لإرجاع الحقوق لأصحابها . أما إذا ما تمت الكنفدرالية ما بين الأردن وإسرائيل وهذه الحقيقة فهذا يعني الوطن البديل الشرعي والرسمي وتكون الأردن هي الضحية فوق ضياع فلسطين ، وهذا الواقع هو ليس تنظير وزد على ذلك زوال الهاشميين من الحكم وهذا كذلك واقع لا جدال فيه لأنه إذا ما تمت الكنفدرالية فسوف يصبح عدد الإخوة الفلسطينيين من جميع بقاع الأرض وفلسطين داخل الأردن ما يقارب العشرة ملايين فلسطيني وبالتالي من ناحية عدد السكان فهم الأكثر وحينها سوف تتم المطالبة بتطبيق الديمقراطية والأكثر عددا هو الذي يحكم ونتيجة ذلك سوف يذوب الأردن كوطن ويزول الهاشميين كحكام ، وهذا ما لم يتم ولم ولن نسمح به تحت أي ظرف مهما كان ومهما كلف الثمن فهذا الوطن لنا نحن الأردنيون بالفم المليان ولن ولم يتجرأ كائن من كان المساس به وسوف نخوض ألف مرة ومرة أحداث أيلول لا سمح الله في سبيل الحفاظ على وطننا وهويتنا وحينها سوف نكون مجبرين على خوض هذه الحرب والحقيقة هي حرب أهلية مدمرة مفروضة علينا . ( وهذا موجه إلى الرئيس عباس بأن لا يتجرأ ويتحدث باسم الشعب الأردني بالوكالة علماً أنه لا يمثل إلا القلة القليلة من الشعب الفلسطيني ) لذلك لن نسمح لأصحاب الأجندات الخاصة وبائعي الأوطان الاقتراب من وطننا والمساس به فنحن الأردنيون لدينا صبر الجمال ولدينا كرامة بقامة الجبال وكل من يحاول المساس بوطننا نكون له نحن الأردنيون انتحاريون ولم نجامل أحداً ولم نسمح لأحد بالمتاجرة بمستقبل أطفالنا ولن نتهاون ونتسامح مع أحد بالتلاعب بمصير دولتنا وهذا بالنسبة لنا يعتبر الجهاد الأكبر ألا وهو المحافظة على وطننا ولو اجتمعت وخططت كل القوى الصهيونية والعالمية لكي تفرض علينا أن نفرط بذرة تراب من هذا الوطن فلن نفرط بالرغم من قلة حيلتنا وإمكانياتنا ولنا بالثورة الجزائرية المثال الناصع والمحترم وكما هو الجهاد الأكبر للإخوة الفلسطينيين بالدفاع عن وطنهم واسترجاع أرضهم والحفاظ على هويتهم لذلك ( نقول لكل من يسمع ولكل مسؤول وكل صاحب قرار سواء كان داخل الأردن أو خارج الأردن ولمين ما كان وأينما كان نقول لهم لا تجعلوا الدماء تسيل بالشوارع لكي تبقوا جالسين على الكراسي وتعيشون حياة البذخ والترف على حساب مستقبل ومصير الشعوب ) .
أما بالنسبة للإخوة الفلسطينيين والذين هم داخل الأردن ويحملون الرقم الوطني والجواز الأردني فأقول لهم أنتم ونحن إخوة وجميعنا مواطنين أردنيين والوطن يتسع للجميع ولا فرق بين مواطن ومواطن فالكل يعمل والكل يدفع الضرائب والكل له حقوق والكل عليه واجبات وبالتالي الوطن للجميع ويجب الدفاع عنه بكل ما نستطيع لكي يبقى الأردن سند ودعامة لفلسطين الحبيبة فحينما يتعرض أمن وسلامة الأردن للخطر فجميعنا أردنيون وحينما تحتاج فلسطين للهبة والتحرير إن شاء الله فكلنا فلسطينيون ، لذلك أطلب من الجميع من شتى الأصول والمنابت بأن لا نساهم ونسكت على ضياع فلسطين والأردن معا تحت ذرائع واهية وواهمة ألا وهي المفاوضات ولا يوجد حل نهائي وشافي لفلسطين إلا أن تعود كل فلسطين إلى أهلها ودرة فلسطين الأقصى المبارك باختلاط الدماء الأردنية والفلسطينية معا على تراب فلسطين وفلسطين هي للفلسطينيين والأردن هو للأردنيين وحينما يتم التحرير لفلسطين بعدها يكون لكل حادث حديث عن الفيدرالية لأننا نحن الشعب الأردني شعب عروبي وقومي وإسلامي لذلك لا تجعلونا نحن الأردنيون والفلسطينيون نقرأ فاتحة العزاء على الأردن وفلسطين معا ( لكي يبقوا أصحاب المناصب والمكاسب يضحكون ويكذبون ويغامرون ويقامرون بمصير الشعوب فطريق المقاومة والتحرير سالكة لمن يؤمن بها ولا يوجد غير الجهاد لتحرير الأوطان ) .
الكاتب الناشط السياسي عبدالعزيز الزطيمة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات