لا تختزلوا الوطن بالحكومة


الوطن في أي دولة هو الشعب والذي لولاه لما كانت القيادة ومؤسسات الحكم ,ثم تحصيل حاصل أيضاً لولاه لما كانت الحكومات ومؤسسات الامن وغيرها من الهيئات والإدارات.

إذاً فالوطن منظومة الامن والحكم والشعب ..ثم تأتي ((الحكومات)) لتنفيذ مصالح كل هذه التشكيلات ومُكمّلة لها وليست (كما هي في الاردن هذه الأيام) تأتي الحكومة بمساندة انبطاحيين وسحيجة لا يتمتعون إلا بالعمى السياسي والوطني وبعض موسسات الأصلُ فيها انها للوطن لتختزل مفهوم الوطن لذاتها وتعتبر نفسها هي الوطن والوطن هي ومن يخالف برنامج رئيسها وفريقه المكون من عشرين شخصاً من بين ستة ملايين مواطن فإنه يُخَوّن ويُعتبر فاقداُ للانتماء وهذه كارثة.

دعوة الملك الأردني لحكومته اليوم ببذل مزيد من الجهد لتعزيز النزاهة لهي قناعة منه بأن الحكومات لا تتعامل مع شعبه بنزاهة وبأنها تحاول استخدام مؤسسسات ومقدرات الوطن للتضليل أولاً والقمع ثانياً مما أدى الى تأجيج الشارع وهذا لا يصب في الصالح الوطني.

لذا ومن هنا فإنني أدعو الملك ليظهر إبان أزمتنا هذه ويلقي خطاباً للداخل يُطيِّب به النفوس ويبعث على الامل , علّه يعيد الثقة للمستثمر للبلد بعد أن تزعزعت ثقته بسبب الاحداث الاخيرة بسبب قرارات الحكومة وليس بسبب الحراك طبعاً ؛لأن الحراك من حقه الرفض والتعبير لكن ليس من حق الحكومة اتخاذ قرارات حمقاء تضر بالصالح الوطني العام ومنه الاستثمار ,وليكن النموذج المصري مصدراً لهذا الالهام حيث أنه بعد خطاب مرسي الذي أعاد الناس للبيوت وهدَّأ الوضع وأنعش السوق الاستثمارية في مصر بأحد عشر مليار جنيه لهو خطوة جريئة وحكيمة ,ويتطلب من باب أولى ان ينطبق هذا على الأردن خصوصاً ان تراجع مرسي كان عن مواد دستورية فما بالكم بموضوع رفع أسعار وما شابه!

أضف اليه الوضع المتأزم على الحدود مع سوريا ,فنحن في الاردن بأمس الحاجة لتوحيد صفوفنا وان لا نسمح بحماقات الحكومة تفريق الصف وتغييب الثقة ,حتى اذا حصل مكروه لا سمح الله نكون كلنا كأردنيين في خندق واحد.

إذاً فلتحترم بعض مؤسسات الإعلام كالتلفزيون مثلاً مؤسسة وطنية أخرى ولا تجتزئ تقريرها الصادر بخصوص الاحداث الاخيرة وتُسقط البنود التي اكدت على التعدي الانساني على معتقلي الرأي وشباب الحراك الوطني أيضاً. أليست مؤسسة المركز الوطني لحقوق الانسان مؤسسة وطنية؟! لماذا ضغطت الحكومة بواسطة ادواتها لقمع ظهور التقرير كاملاً وغير مزور عبر التلفزيون الاردني ؟! ولماذا لا تحافظوا على التلفزيون بأن يبقى مؤسسة للوطن وليس للحكومة فحسب؟!

ثم إنهم يشوهون الحراك بواسطة ادوات الحكومة التي فهمت خطأً ان الحكومة هي الوطن , فهاهم يجعلون الحراك الوطني الشعبي العفوي والواعي بنفس الوقت والرافض باسم الملايين للظلم الواقع على اهم عنصر من عناصر الوطن وهو المواطن ,يجعلونه وسيلة في الخارج (للشحدة عليه ويقولون أعطونا المال لنهدئ الشارع) وفي الداخل يسمونه خيانة وطن وخروج على النظام لمجرد مخالفتنا رأي (الست الحكومة)..يا عيب.

يجب أن يعي الجميع حقيقة ان الشعب هو من يفرض الامن ويطبقه وليس العكس ,وان المواطن هو رجل الامن الأول ولولاه لما بقي أمنٌ , مهما قويت شوكة الاجهزة المختصة والدليل ما حصل من بلبلة في الاحداث الاخيرة فلو تفاقم الوضع لكانت الكارثة التي لا تُرد ولكن برغبة الشعب الفارض للامن والمحب للوطن والواعي لمفهوم الوطنية هدأت الامور .

فلا نقبل ضرب الشرطي والدركي لانه ابن الوطن وبالمقابل لا نقبل منه ان يقمع الرأي
وصاحبه في الحراك أو في أيٍّ من قنوات المعارضة المتاحة لأنه ابن الوطن أيضاً ويطالب بحقوق لصالح منتسبي المؤسسة الامنية بكل مسمياتها من مخابرات ودرك وامن عام وغيرها ؛لذا يا رجل المخابرات كن لي ولأخي ولبلدي ولعشيرتي وللوطن وحامياً لرأيي لأن مؤسستك لي أنا قبل ان تكون حامية لقرارات الفريق الوزاري التسلطي , وقس على هذا المطلب نفس الطلب من بقية الاجهزة الامنية. أكرر انتم للوطن وليس فقط للحكومات..

وفي النهاية لماذا يُشاع بين الكثيرين من البسطاء دعوات لترك الكلام بانتقاد الحكومات, ومن وراءها ؟ ولماذا يُهدد ضمنياً من يتكلم بها ويُظهرها للعموم,ويُبيَّن له ان مستقبلك ومستقبل تطورك وظيفياً بل وأبناءك بعد عشرات السنين في خطر ولا وجود له بل ومظلم ؟ ألئّننا عارضنا قرار ختيار ينفرد بالتسلط ومعه القمعيون , وجاء بمهمة هي الانتخابات فتجاوزها ليلعب بالتوقيت وبالتعيينات من حيث توقيفها ((إعلامياً فقط) وعلى البسطاء اما الكبار فهم مستثنون من هذا القرار ,ومن ثم لعبه بالأسعار وممنوع ان تبدي رأياً في هذا, هل هذا الرجل اهم من الوطن ومؤسساه وشعبه وإعلامه وامنه؟! هذا سببه غياب مفهوم الوطن وحلول الحكومة محله لتختزل الاخيرة كل معاني الوطنية والانتماء لها ,ولها فقط .

فلتسقط قرارت الحكومة كاملة مذ توليها السلطة على رقابنا

وليحيى الوطن

والحرية لمعتقلي الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات