لماذا يدفع الاردني ضريبة اللصوص ليصبح كبّلاع الموس؟


 لا ادري ما هو الذنب الذي ارتكبه الشعب الاردني لكي يُعاقب بدفع ضريبة اللصوص من لقمة عيش ابنائه , والتي تكاد لا تكفيهم بدون الاجراءات الحكومية الاخيرة؟

وما هو ذنب الابرياء لكي يتحملوا تبعات المفسدين في الارض من الذين انتفخت كروشهم وتضخمت لغاليغهم من بطون الشعب وظهورهم؟, ولا ادري بأي وجه سيقابل المسؤول في الاردن ربه يوم القيامة وهو يقتص من الفقير لدفع فاتورة اللصوص, الذين اصابوا الوطن بمقتل , ولم يكتفوا بذلك بل عمقوا جراحه على مدار السنين التي اعقبت حكومة وصفي التل ؟؟؟, فعاثوا في الاردن فساداً وإفساداً لم يكن بريئاً لنعذرهم , وانما كان فساداً مبرمجا وممنهجاً لرفع سقف المديونية مع علمهم بذلك الخطر الذي سيداهم ساحتنا الاردنية الطاهرة , لإفساح المجال لمن هب ودب لكي يلعب الكرة في ملعبنا الاردني لتنفيذ مخططات وقبول مشاريع ستجلب الدمار للاردن في وقت لاحق .

فالشعب الاردني ليس قلقاً هذه الايام لانه خائف على وطنه وعلى مؤسسة العرش التي امن بها ومنحها كامل ثقته وسار خلفها في احلك الظروف والاحوال من الضياع , بل يخاف على وطنه وعلى مؤسسة عرشه من اولئك المتنفذين , الذين امتهنوا لعبة التخطيط زورا وبهتاناً لكي يمنعوا الوطن من التقدم ولكي يؤزموا اقتصاده , وخاصة اولئك الذين استلموا الملف الاقتصادي من الذين الفّوا مجلدات ونظريات في علم تحسين الاقتصاد وبيع مقدرات الوطن لاشخاص وهميين, متسائلين: اين كان التخطيط منذ عشرات السنيين حتى وصل الامر بنا الى حد الافلاس؟, واين كان الملف الاقتصادي اذا كان اقتصاد الوطن هذه الايام يتهاوى بسرعة البرق وفي عداد الموتى؟؟؟.من حقنا كأردنيين ان نطرح تلك التساؤلات على من يهمه الامر ونحن في صدد توجيه انتقادنا للاخوان المسلمين .

نعم اننا إذ نتقد الاخوان المسلمين في الاردن بشدة لإستمرارهم بالمسيرات والاعتصامات والاضرابات التي تعطل الحياة اليومية وتضر بمصالح الناس , إلا أننا في الوقت ذاته نشد على اياديهم متفقين معهم في الرؤى والتوجهات ام مختلفين , في مسعاهم الرامي لمطالبة الحكومة باعادة الاموال المنهوبة ودون العودة لاسطوانتها الفارغة التي تدعي ان الفساد بحاجة لوثائق .

فالشعب ليس ضابطة عدلية وليس جهاز امني , فلدى الحكومة كل المعلومات فالاردن ليس به شيء مخفي فالكل يعرف الكل, وهذ الامر يتطلب تشكيل لجنة مستقلة من خير الخيرة من ابناء الشعب الاردني , تكون محايدة لا تتبع إلا لله , لتحقق مع كل مسؤول تقلد زمام المسؤولية يوما ما , لمعرفة مصدر ثروته , فلا يعقل ان يتسلم زمام الامور موظف كان بالايجار وبدون واسطة نقل وفجأة اصبح يشار له بالبنان في عالم التجارة والاستثمار ويقطن قصوراً بملايين الدنانير , وعلى ان تكون لدى اللجنة صلاحية مطلقة لتخيير هذا الموظف بين اعادة الاموال المنهوبة وغير الشرعية التي آلت اليه نتيجة للمنصب الذي تسلمه وبين السجن , تحت شعار انقاذ الوطن واجب, ودون ان يعرف احدا بذلك الاجراء.
فمن المستحيل ايتها الحكومات ان يهدأ الشعب يوماً وهو يرى بأم عينه ان من كان قاطنا بالايجار اضحى بين يوم وليلة من كبار الملاكين وارباب الدكاكين, ويتلهى بأموال الغلابى والمساكين . فالاردني الحر بات اليوم كبّلاع الموس , يخاف من الفقر ولكن خوفه على الوطن اكبر.

نعم نعتب على الاخوان المسلمين ولا نؤيدهم في رفع شعارات اثناء المسيرات والاعتصامات غير التي تنادي بتخفيف العبئ الاقتصادي عن الفقراء ومحاربة ارتفاع الاسعار , لا وبل نؤيدهم في ذلك , إلا اننا لا نوافقهم على اقحام شعارات الاصلاح السياسي وتحديد صلاحيات الملك , واستغلال اوضاع الوطن لتنفيذ مخططات مشبوهة قد يكون الفقر للاردنيين افضل من تبعاتها.

وقفة للتأمل :" قبل اشهر اسلم راهب هندي بوذي وقرر فور اسلامه ,اعادة كل المسروقات التي احتال بها على الناس خلال فترة تدينه في المعبد , فاين مسؤولي الاردن الذين ولدوا بالفطرة على الاسلام من هذا البوذي المسلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات