إن الغريق لا يخشى البلل


في ظل هذه الهجمة الشرسة على قوت المواطن الكريم في غلاء الأسعار الجنوني، وتغول السلطة التنفيذية على الشعب الأردني الكريم الذي لم يخذل الوطن في يومٍ من الأيام ، تحطم حاجز الخوف نتيجة الفقر المدقع (وبطلت تفرق) ، حتى أضحت مفردات الكلمات غير مستعمرة وصريحة قوية تخرج من القلب مباشرة لتعبر عن مدى الحالة التي أوصلتنا إليها الحُكومات السابقة والحالية وأذنبها من تراكمات أوصلتنا إلى طريق مسدود ، يقوم الآن الشارع الأردني على صد الهجمة الشرسة بكل قوة وبدون انتظار النتائج سواءً كانت سلباً أم إيجابا. 

أصبح الفقير محسود في هذا الزمان من قبل الدولة الأردنية والكل يتكاتف على حلبه واستنزافه ليجهز عليه ، لقد فقد الآن المواطن الأردني ويفقد باستمرار أهم دعائم ومقومات الحياة ، فإن أغلب الأسر الأردنية لم توقد بعد مدافئها لا في صباح ولا في المساء المتزامن مع برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة ، وتعود الأسباب الكامنة والحقيقة في عدم قدرته على مرافقة هذا التطور الرهيب في غلاء الأسعار ، وعندما يسألنا الأطفال وهم يصيحون في وجهنا من البرودة لماذا لا تشعلون المدفئة ، نضحك عليهم وعلى أنفسنا ونقول لهم( لسى ما سقعت) .

وأعتقد بأن هذا الشتاء سيكون بارداً تماماً كقلوب المسئولين في هذا الزمان الرديء، الذي فقد فيه المسئولون الحياء وانعدمت في قلوبهم الرحمة والشفقة دون إله ولا ضمير.

في كل يوم تتعالى الهتافات من أجل العيش بكرامة وصون ما تبقى لنا من كرامة ولكن لا حياة لمن تنادي ، وتستمر الحُكومة الأردنية بممارسة طقوسها في تزوير الفكر الشعبي في قانون انتخاب لا يلبي متطلبات المرحلة القادمة والمتمثلة في فرز قانون انتخاب قد عفا عليه الزمن لإنتاج مجلس غير شفاف وواضح المعالم لا يشترى أو يباع من خلف الكواليس الزئبقية.

يجب الآن وقبل فوات الأوان أن تستوعب الحُكومة الأردنية الدروس المستقاة والعبر، فيما جرى فإن (كثرة الضغط تولد الانفجار)، وأن لا تبقى متمرسة في قصورها العاجية ومكاتبها الفولاذية وأن تتحكم بالأمة عن طريق الريموت كنترول لإطفاء النقاط الساخنة بصهاريج المياه أو بالغاز المسيل للدموع ، فإن درجة الحرارة مرتفعة جداً ولم يعد المواطن الأردني المتميز في السكون (الأغلبية الصامتة) قادراً على دفع المزيد من الضرائب الباهظة بينما يعيش أكثر من 20% من مافيا الفساد دون حسيب أو رقيب في عالم الفوضى التي يفتعلها أصحاب الرأس مالية لتغطية فسادهم وجر البلاد والعباد إلى حيث الانفجار الحتمي الأكيد في ظل المتغيرات الإقليمية الشاملة .

ابراهيم ارشيد النوايسة 
Abosaif_68@yahoo.com 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات