ما حدث في الأردن مخطط إسرائيلي لتصفية الأردني من أصل فلسطيني !


 كانت أجهزة الأمن الإسرائيلية تراهن كثيرا على جمعة الغضب في الأردن، ولكن لماذا ؟! لأنها وجدت مساحة كبيرة للتحرك في الأردن من خلال صمتنا على جرائم أولئك الذين تدور حولهم شبهات التعامل مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية ، و اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ، ممثلا بمنظمة " إيباك " إضافة لأولئك الذين يتعاملون بشكل غير مباشر مع الواجهات الجاسوسية الغربية والعربية وبعض السفارات الممولة لبعض المسيرات والمهرجانات الخطابية والمؤتمرات ، مضافاً لذلك الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الموساد الإسرائيلي ، وهنا أتساءل من موقع المسؤولية الأمنية : هل يمكن أن نقتنع أن كل ما ذكرنا وغيره يتم خارج أطر عيوننا الأمنية الأردنية ؟!

ما حدث في جمعة الغضب ليس حدث عادي يمر والسلام، ومن يعتقد ذلك عليها أن يستعد للرحيل من هذا البلد لأن القادم لن يرحمه أبداً، وللأمانة أقول للأردنيين من مختلف الأصول والمنابت: تفيد معظم تقارير الموساد الإسرائيلية وبحسب المعلومات المستخلصة من الكتب المعنونة بـ سري للغاية :

أن أعدد الأردنيين من أصول فلسطينية داخل الأردن أصبحت مرعبة بالنسبة للجانب الإسرائيلي ، في الوقت الذي يأتي هذا التخوف الإسرائيلي منسجماً تماماً مع الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة ( الفوضى الخلاقة ) ، لهذا فقد أوعزت القوى الصهيوأمريكية إلى عملائها في الأردن للهتاف ( بإسقاط الملك ) و( يا غزة اعذرينا يكفينا اللي فينا ) و بدعم من دول تظن أنها خارج إستراتيجية الفوضى الخلاقة الأمريكية ، كيف ؟ والمنطقة بالكامل تتغير تبعاً للحرب الطاحنة بين الشرق والغرب ، وبين التعدد القطبي والرأسمالية الغربية ، غير أننا نجد أن الدول المتخلفة والتي لا وظيفة لها إلا دفع المال العربي وتبذيره هنا وهناك تشد الخناق على الحكومة الأردنية ، التي رفضت الوقوف ضد النظام السوري جملة وتفصيلاً ومهما كان الثمن ، بالطبع توقف الدعم للحكومة الأردنية جاء بالتزامن مع إبلاغ القيادة الفلسطينية بأن الدعم المالي العربي للشعب الفلسطيني سيتوقف بقرار من الجامعة العربية !


أعود وأتساءل: ما علاقة هذا بذاك ؟ وما الرابط بين منع أبو مازن من التوجه إلى الولايات المتحدة لطلب عضوية غير كاملة لدولة فلسطين، وبين ما حدث في الأردن ، وبين ضرب غزة وما يحدث في وسوريا ؟ في الحقيقة لا يمكن لأي باحث أن يأخذ أي قضية شرق أوسطية بمعزل عما يحدث داخل الشرق الأوسط ككل ، فيكف حين يكون الحديث عن الأردن وعن الأردنيين من أصول فلسطينية ، وعن ضرب غزة وما يحدث في وسوريا ؟ لقد كشفت بعض المصادر العربية والإقليمية والدولية أن هنالك اتصالات بين دول عربية وإسرائيل من أجل تصفية القضية الفلسطينية، تمهيداً لتطبيع عربي شامل مع تل أبيب، وتغلغل إسرائيل في الساحة العربية، مع تعهد خليجي بتمريره في الساحة الفلسطينية، ويستند إلى إقامة كيان فلسطيني في قطاع غزة، من جهة أخرى أكدت دوائر مطلعة في أكثر من عاصمة أن قطر تقوم بتهريب أموال ضخمة إلى الساحات الأردنية والفلسطينية بهدف تخريبها وضرب الاستقرار فيها، وإثارة الفوضى بشكل يخدم البرنامج الأمريكي الإسرائيلي المسمى بالربيع العربي القائم على إستراتيجية ( الفوضى الخلاقة ) ، ويدرك المحلل المنصف هنا أن صمت الشعوب العربية على التآمر الخليجي والسعودي القطري على سوريا العمق العربي المقاوم ، شجع حكام الخليج على مواصلة دورهم في الخيانات المتتالية ، متناسين أن نجاح مثل ذلك المشروع الفوضوي في الأردن لن يتوقف عند خلع كراسيهم ، وإنما سيقتلع من خلال التسونامي الأردني المقاوم والمستند إلى العمقين السوري والإيراني كافة المصالح الأمريكية في المنطقة التي تجتاحها الفوضى التي قررتها أمريكا لتتجرع مرارتها ، ماذا دهاكم ألسنا أصدقاء بحسب تعبيركم ؟ ألا يوجد بيننا اتفاقيات ، لقد خسرتم ، ومشروعكم هذا أعلن فشله على يد الجيش العربي السوري .

نحن لا نلعب يا سادة ولدينا من الأوراق التي يشيب لها الولدان ، وما هذه الأفلام إلا تسلية لأطفالنا أبناء ( أطفال الحجارة ) وأبناء ضحايا صبرا وشاتيلا التي استمرت أربعين ساعة بين 16-18 أيلول 1982،حيث قاموا خدم إسرائيل من العرب وبأموال وأسلحة للأسف عربية باغتصاب وقتل وجرح عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين العزل داخل مخيمات صبرا وشاتيلا المحاصرة، وكان أغلبية الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن، ويتراوح عدد ضحايا المجزرة ما بين 700- 3500 ضحية، واليوم يحاك لأبناء أولئك الضحايا مجازر في الأردن من أجل إعادة أعدادهم إلى أرقام تطمئن الموساد الإسرائيلي ، ما هذا السنا بشر لنا إنسانيتنا ، ألا يخجلكم أننا نعيش في الأردن المسمى المجمع الإنساني الأعظم ؟! والخونة المتآمرين على الأردن شعباً ونظاماً من بعض القوى السياسية ينفذون تلك الأجندة دون أن يرف لهم جفن !

وهنا نقول : إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم ، وها نحن نخبركم اليوم عن المراد من وراء فلم مظاهرات تحرير الأسعار ، فما أنتم فاعلون ؟ أمر أخر، صدقوني : أنتم أول من سيذبح فوق قربان أهواء من أوحى لكم بالخراب فوق الأراضي الأردنية، أتدرون لماذا لأن من وجهكم لذلك يعاني أصلاً من خرف سياسي وعسكري جعله يغرق حتى الثمالة في المستنقع السوري الذي يستنزف قواهم منذ بداية الحرب على سورية إلى اليوم دون إدراك منهم .

وكقوى سياسية أتصور أن في الاعتقاد أنني كحزب أو كتنظيم الوحيد في الساحة فيه الكثير من المغالطات المكلفة جداً لهذا الحزب أو التنظيم السياسي سواء أكان مسلح أو غير مسلح ، سيما أننا في عصر الفضاء المفتوح والذي يتيح للأفراد سرعة التحرك كما البرق فكيف حين نتحدث عن التنظيمات ؟ أقول ذلك رغم أن المسألة لدى بعض القوى الأردنية تتجاوز قصة الاتصالات المتعارف عليها، لا شك أن معلمي الإرهاب يفهمون ما أقول جيداً ، ومع ذلك أستغرب هذه الأمية السياسية عند من يضنون أنفسهم بدائل عن النظام الأردني ! ولا بد أن تعلموا جيداً أنكم لستم البديل ولن تكونوا يوماً البديل، أتدرون لماذا ؟ لأن هنالك قوى يا سادة تستطيع تغير كافة المعادلات وتمتلك من عناصر المفاجأة ما يذهلكم، إضافة إلى مسألة أخرى لنتحدث عنها بكل صراحة وشفافية وهي: هل يسمح أبن الجنوب بأن تحكموه تحت أي ظرف حتى وإن كان من أبناء الجنوب من داخل تنظيماتكم ؟ وكذلك أبن الشمال ؟ تبقى معركتكم في الوسط ، وتحديداً مع بدو الوسط ، والذين لا أخشى عليهم بعد تشكيلهم ما يسمى ( الجبهة الوطنية الأردنية ) التي ترفض أفغنة و صوملة الأردن وتحويله إلى فوضى ! وعلينا هنا أن لا ننسى أو نتناسى الجيش الأردني الذي لا يوالي إلا للنظام والعشائر الأردنية، هذه حقيقة، مضافاً لها كافة الأجهزة الأمنية ، ومن هنا ومن هذا المنبر أدعوا الدولة الأردنية على سرعة تشكيل الجيش الشعبي الأردني وتدريبه على حرب العصابات وهنالك خبراء إقليميين عايشوا على أرض الواقع المعارك التي ما زالت مستمرة وهم على أتم استعداد لتدريب الأردنيين .

ولا بد لنا من تذكير الإخوة في السعودية والخليج أن الفوضى في الأردن تعني إعلاننا للثورة ( الثورة ضد احتكار النفط العربي والإسلامي ) ، ودعونا نتساءل معاً لكي نحل المشكلة من الجذور قبل أن تعصف بكامل المنطقة : هل للشعارين أي صلة بالواقع، شعار إسقاط الملك وشعار يا غزة اعذرينا يكفينا اللي فينا، ؟ وهل جوهر المشكل الأردني الملك ؟ وهل انسلاخنا عن لحمنا ودمنا وعظمنا غزة يعيد أسعار المحروقات إلى ما كانت عليه ؟! لنخجل من دماء الشهداء ، فهل بطوننا أغلى من دمائهم الطاهرة الزكية لن تعذركم غزة ولن نعذركم ولن يعذركم الله ، والأفضل أن لا تعتذروا اليوم لأنكم كفرتم بالقومية وبرابطة الدم والدين ، نعم ، والحق سبحانه يقول : *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) (التّوبـَـة: 65-66) ، هذا هو حكم الشرع لمن طلب العذر من غزة وهي تقصف من قبل إسرائيل رأس حربة القوى الصهيوأمريكية في المنطقة والعالم ! الحديث هنا موجه للداعم والمدعوم من أجل التخريب والفوضى في الأردن .

أنتم تؤسسون لواقع سياسي غريب عنا من أجل إبادة الأردنيين من أصول فلسطينية ، ولكننا نذكركم بأننا لسنا خاصرة رغوة ولن نكون ، ولتخجل أمريكا وهي تمارس الخيانات تجاه حلفائها أن الأردن ( مجتمع إنساني ) وأقسم بمن رفع السماء بغير ما عمد نراه لو أصرت أمريكا على العبث بالأمن الأردني فستكون الأردن الشعرة التي ستقصم ظهر البعير الأمريكي في المنطقة ، أرجوكم سجلوا هذا الكلام ، لأننا سنعود له بعد حين ، وكذلك لكي تذكره الأجيال القادمة .

لقد نسيتم أننا في الأردن أبناء المحافل والمجامع الإنسانية ، قد رضعنا لبن الدهاء السياسي مع لبن الحرية الحقيقية من أثداء أمهاتنا في الشرق والغرب اليهوديات والمسيحيات والمسلمات من كافة الأصول والمنابت ، ونفخر بذلك ولا نختفي ولا نتخفى أو نتستر ، ونقولها لكم وبكل صراحة : ما أنتم إلا أحجار على رقعة الشطرنج التي تتلهى فيها صغارنا ، فقط أحذروا السير إلى الأردن أرض الرباط والجهاد ، أرض نهاية أحلامكم ، ومسح إسرائيل من على الخارطة ، وللإيضاح أكثر نقول لمن تسرقهم السكين : ضد من تعملون ، ومن سيدفع الثمن ؟! من سيدفع ثمن سقوط النظام لا سمح الله ؟! دعوني أبين لكم مسألة غاية في الخطورة والأهمية وهي : إننا كأردنيين من الشمال والجنوب وبدو الوسط يجمعنا النظام الهاشمي ، ولكن في حال لا سمح الله حصل أي مكروه فإن الجنوب سيعلن وبكل مرارة أقولها دولة مستقلة لحدود مادبا وهو يمتلك من الثروات ما يؤهله لذلك من ماء ونفط وبوتاس وفوسفات ولا ينقصه شيء وغير معني أبداً بغيره على مبدأكم مبدأ شعاركم يا غزة أعذرينا ، أليس هذا ما تطالبون فيه ؟ نوضح لكم نتائج ما تطالبون ، أيعقل أن أجعلكم تحكمون الجنوب ، والله لأن يحرق الشرق الأوسط بالنووي ألف مرة أهون عندي من حكمكم ! وكذلك أبن الشمال سيعلن الشمال إلى الزرقاء دولة مستقلة ، ماذا يتبقى عمان وهنا ستدار رحى المعارك لا سمح الله مع الوسط والذين يريدون دولة مثل الشمال والجنوب ، ولن يعترفوا بكل من حمل الجنسية عن طريق الحكومات الأردنية المتعاقبة وقد سمعت هذا الكلام من أكثر من قائد للحراك ، إذاً القضية ليست في وطن بديل فقط ، وإنما في تخليق فوضى يذهب ضحيتها الأردني من أصل فلسطيني ، وللحكومة الأردنية ، وللجانب الرسمي ، وإلى جلالة الملك عبد الله الثاني أقول : لقد كتبت لكم جميعاً بتاريخ 22/11/2009 تحت عنوان من يستهدف النظام الهاشمي في الأردن ، وشرحنا بالتفصيل كل هذه الظواهر التي تحدث الآن ، وقلنا إذا أستمر فشل الحكومات المتعاقبة ستداس الحياة باحتقار ودون مبالاة من أحد لأن المراد في الإستراتيجية الأمريكية أن نعيش جميعاً في منطقة الخوف .

واليوم إلى سادة الحراك الأمريكان نقول: لماذا تدفعون بنا دفعاً للإسراع في إعلان أمريكا كرعي للجرائم ضد الإنسانية، وبخاصة أن الأمر لا يحتاج أكثر من فتح ملفاتكم الدموية في أفغانستان والعراق والسودان ولبنان وغزة وسوريا ، يكفي فالأردن يمتلك الكثير من الأوراق ، ولا يمكن أبداً أن يقتل مواطنه من أجل عيون أمريكا ، أنتم تتناسون حقائق وضعكم في سوريا ، وتتناسون وضع إسرائيل مع المقاومة ، وتتناسون حقيقة إيران النووية ، وتتناسون حقيقة الصين وروسيا الدولية ، وتتناسون مجموعة دول البريكس ، أنتم ومن خلال سياستكم الخرقاء في الأردن تضربون أمن واستقرار مصالحكم المكشوفة ، وتجعلون مصير السعودية ودول الخليج في مهب الريح . خادم الإنسانية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات