مجانبة الصواب مصيبة


يعكف رئيس الوزراء الحالي على استرضاء شريحة كبيرة وواسعة من المجتمع الأردني الكبير لاسترضائه في عملية رفع المشتقات النفطية التي تعتبر من المواد الإستراتيجية في حياة المجتمع الأردني الفقير ، رغم أنه غني بعقول أبنائه الذين عُرف عنهم غزارة الفكر العلمي والدليل على ذلك بأن الجامعات الأردنية المختلفة الرسمية والخاصة تضيق بطالبيها وطالبتها، برغم شح الموارد المالية وصعوبة الانتقال من محافظة إلى أخرى لتلقي العلوم الحياتية والدينية .

انعكس القرار الخطير الذي أقرته الحكومة الانتقالية على أبناء الشعب الأردني في ظل الفراغ البرلماني ، فإن أي إجراء يجب أن يتم لا يتم إلا من خلال الأطر القانونية المتبعة في دولة تتداعى بديمقراطية .

ومن المضحك المبكي بأن عشرات الآلف من الأدمغة الأردنية تعترض على قرار رئيس الوزراء الأردني وذلك من خلال نزولهم إلى الشارع مقابل دماغ واحد فقط يدعي بأنه يحتكم إلى الحكمة ويصر على الرفع وهذا ما يطلق علية مصطلح الدكتاتورية في النهج السياسي المهني ، بينما لم يقم أو يفكر بتخفيض رواتب الوزراء أو التقاعد المرتفع في مؤسسة الضمان الاجتماعي أو الرواتب التي يتقاضها الأجانب من المملكة الأردنية أو عن بدائل أخرى وهي كثيرة ومتعددة ، دون الاعتداء المستمر على المواطن الأردني البسيط الذي عجز الصبر عن صبره ، في انقطاع المياه المستمر جراء اتفاقية وادي عربة المشينة ، حتى أن الشعب الأردني فقد مصداقيته لجميع الحُكومات الأردنية ، ومما ساعد على تأجيج الشارع الأردني احتقانات قديمة جديدة منها قانون الانتخاب الذي لا يلبي طموحات الشعب الأردني في فرز مجلس برلمان قادر على تحديات المستقبل والارتقاء في الأمة إلى مصاف الدول المتقدمة وتحقيق الأهداف المنشودة لسد العجز والمديونية والمعالجة السريعة لأبرز القضايا مثل الفساد وتعليم المجاني أسوةً بباقي الدول العربية التي لا تمتلك النفط والحد من فرض الضرائب المباشرة وغير المباشرة وتخفيف العبء الكبير الواقع على كاهل المواطن الأردني الذي أعلن إفلاسه منذ فترة طويلة ولكنه ما زال متعثراً متخبطاً لا يعرف الهدف ولا الطريق في تفاصيل حياته اليومية المليئة بحزمة من الذُل في استجداء وسؤال الناس للإنفاق على عياله ومستلزمات حياته اليومية.

إننا اليوم ونحن نعاني الأمرين نتلقى صفعة مؤلمة من حكومة النسور في رفع المشتقات النفطية ، التي سيرتفع معها كل شيء وسينخفض أيضاً معها كرامة المواطن الذي قال عنه الملك الراحل الإنسان أغلى ما نملك ، وتكمن المصيبة والطامة الكبرى بأن أصحاب المعالي والدولة والعطوفة والسعادة لا يشعرون أبداً بالمعانة الحقيقة الواقعة على الشريحة الكبيرة من الشعب العظيم الذي رسم له اليمينين في إحدى مظاهرتهم لوحة (شو بتفكرونا الشعب الأردني) .

راهنت الكثير من الحُكومات الأردنية المتعاقبة على استغفال الشعب وفي الرهان على مدى قدرته على التحمل في المزيد من الأعباء بدفع ضريبة السماسرة والرشاوى والعبث بإنجازاته ومقدراته للدول الغربية المتمثلة بصندوق النكد الدولي لبقاء الأردن والأردنيين فقراء .

نُهيب بدولة رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور بالعدول عن قراره الخطير، وفي تلك المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية من اشتعال الثورات العربية التي كان سببها الرئيس الغلاء الفاحش والفساد والفقر.

وبأن بداية الثورات العربية لم تكن إلى شرارة أشعلت أقاليم عربية مختلفة فلا تكون أنت الشرارة ، ولا تراهن على صمود الشعب في إذلاله وإفقاره فإن التاريخ ورب التاريخ لن يرحمكم ولن ينفعكم بعدها لقب دولة أو مولى .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات