نعم .. ذاك دورك ايها الملك .. !‎


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلَّم " إذا كان يوم القيامة ، وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ... أحضر الملوك وغيرهم من ولاة أمور الناس فيقول  لهم ألم أمكنكم من بلادي ، وأطع لكم عبادي ، لا لجمع الأموال ، وحشد الرجال بل لتجمعوهم على طاعتي ، وتنفذَّوا فيهم أمري ، وتعزَّوا أوليائي ، وتذلوَّا أعدائي وتنصروا المظلومين من الظالمين ..."


نعم ..ذاك دورك أيها الملك ..! حراسة الدين ، وسياسة الدنيا ... أما وأننا نعيش مرحلة حرجة " لا نحسد عليها في هذا البلد " وأزمات متتالية ..كلما أتت أزمة لعنت أختها . وأصبح المواطن لا هَّم له إلا حصوله على لقمة العيش وما رافق ذلك من ..كاز ، وغاز .. وأخواتها ..! وأن يسارع إلى شراء الغذاء قبل أن يرتفع سعره..! وليته يملك ذلك ..! أصبح المواطن في هذا البلد ممزوج بسوء الكآبة ..والقلق ، أصبح الجوع يخرق أعماقه ، ولم يعد يفهم ما يدور من حوله .!..... وها هم المفسدون ..يسرحون ويمرحون ، دون رقيب أو حسيب ..! بل نراهم يتحكمون "بعد الله " بالأرزاق ، وربما يسخرون ويستهزأون بذلك المواطن الذي لا يريد سوى أن يبقى عزيزاً ... ذو كرامة في هذا البلد ..! ينعم بالأمن والإستقرار ..وأن لا يلتجأ إلى " الحاويات " كي يؤمن قوت أبنائه ...!


لم يبقى أمام ذاك المواطن الهارب من لسعات الجوع إلا أوراق الشجر ،حتى الشجر لا بد أن يأتي فصل وتسقط من عليه أوراقه ...!


نعم ...ذاك دورك أيها الملك سياسة الدنيا ... سياسة هذا البلد ، تأمين مصالح
البلاد ..والعباد ، ..... الناس جوعى ...! لا لطعام أو شراب ، بل جوعى لكرامتهم ..!
لإنسانيتهم ...! لإحترامهم لذاتهم..!
لقد أستفزَّت مشاعرهم ، ونفذت مؤونتهم ، وشعروا بالإمتعاض من " ولاة الأمر "الذين هم دونك ...! أولئك الذين يكتبون ويرسلون التقارير عن واقعهم .. ومعاناتهم..
عن ظلمهم ..وقهرهم ..! هل إشتملت تقاريرهم كل ذلك ..؟!
هل إشتملت تقاريرهم غضب ذاك المواطن البسيط ..! والنيل من كرامته ، وعزتة..!
هل أشتملت تقاريرهم نفاذ راتب ذاك الموظف قبل أن يأتي منتصف الشهر .... وأنه قد يستدين من هنا أو هناك كي يؤمن دواءاً لمريضه ... أو حليباً لرضيعه ...!
هل إشتملت تقاريرهم بأن " الدعم " قد يغطي بعضاً من أفراد العائلة ويستثني البعض الأخر ....! ..ماذا ذنب تلك العائلة التي زاد عددها عن ستة أفراد ..؟؟!
نعم ... ذاك دورك أيها الملك .. نعلم تماماً بأنكم تريدون كسب قلوب الملايين
من أبناء شعبك ...وبلدك ..! وأن تغرسوا فيهم بذور الذود والإنتماء لهذا البلد ...!
..... ولكن لا بدَّ من مراقبة أعمال المعاونين ... ومن يكتبون التقارير .. ومن ينقلون واقع الأمة .... ومعاناة الرعية ...هل ينقلون ذلك بكل دقة ومسؤولية .... أم أن
هناك تزوير وتلاعب في التقارير ...؟! حينها لا بد من الضرب بيد من حديد على أيدي المفسدين المتلاعبين تربية ، وتأديباً ... لا أن يتمادوا ويتلاعبوا بأقوات الشعب ومقدراته ...!وإلا تحول كل موظف في هذا البلد إلى حاكم ..أو جلاد ..!
لا بد أن يُحدَّد لكم أيها الملك "الداء "... ويشخَّص من أهل الإختصاص .. كي تصفوا العلاج المناسب ، والدواء الشافي ، ... وإلا فإن ذاك المريض قد يزداد سوءاً..
وقد يصعب علاجه ..! وقد لا ينفع معه الدواء فيما بعد ..!
نعم...ذاك دورك ايها الملك .. إنه دور عظيم ، ذو مهام جسام .. إنها مسؤولية ..!
أعانكم الله على حملها .. وما إشتملت عليه ....!!
... كيف لا وقد أطاع الله لكم العباد ، ومكَّن لكم البلاد ، وجعل أمركم في الناس  مطاعاً ، وحكمكم نافذاً ... وأمركم ماضياً ...!
حمى الله هذا البلد وسائر بلاد المسلمين من الفاسدين ...المفسدين  وأصبغ علينا نعمه ظاهرة ...وباطنة ... اللهم آمنين....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات