النضال في أحضان ليفني


قُرئت الاعترافات التي أدلت بها حسناء الكنيست الإسرائيلي في الأوساط العربية قراءة خاطئة في حقّ من عاشروها من القادة الفلسطينيين الذين ذكرت أسماءهم. قراءة خاطئة في حقّ من عاهد شعب الجبارين على الدفاع عن القضية، والنضال من أجل القضية، والتضحية من أجل القضية، حتى ولو أدّى به ذلك إلى الارتماء في أحضان الغواني، وسهر الليالي الحمراء منها والزرقاء، والشمشمة والهمهمة تحت أقدام بنات الهوى، والولوغ في فروج المومسات؛ إنها القضية التي من اجلها باعوا الرخيص والنفيس.

قضيةٌ؛ تاجر فيها كل سمسار وعاهر من المحيط العاثر للروم إلى الخليج الداشر للفرس. قضيةٌ؛ بدأ يتغنى بها مطربو الداخل فيردّ عليهم كورال الخارج لحنا ورقصا وقرصنة أحلام لأطفال يقصفون في غزة، أو شباب يعتقلون في رام الله. قضيةٌ؛ من أجلها شكلنا حكومتين في فلسطين للتمويه وخداع بني صهيون. قضيةٌ؛ اشترينا من أجلها الأسلحة والعتاد بالبلايين، على الرغم من عجزها عن اكتشاف طائرات الصهاينة وهي تقصف المطارات المصرية في ألـ 67 وهي تحتفل بالنصر المزعوم القادم في اليوم التالي، وعجزت كذلك عن رد قصف المفاعل النووي العراقي في ألـ81، والسوري في ألـ2007، والمصنع الحربي في السودان 2012،.... وغير هذا وذاك الكثير، والحبل على الجرار.

هذا ما اعترفت به ليفني، فانتظروا ما سيعترف به ليفي برنارد عرّاب الربيع العربي؛ تراه في أفغانستان، ومن ثم في السودان قبل التكاثر إلى سودانين، وتجده في غرف العمليات العسكرية في بنغازي يخطط وينفذ، ويروى عنه أنه كان يزوّد المتظاهرين في ميدان التحرير بالأطعمة، ويشاع عنه أنه يمدّ يد العون لأحرار سوريا..... ومما ساعده في كل ذلك الجوع والعري والقهر والظلم الذي عاشه المواطن العربي في تلك البلدان؛ فجاء ليفي يحرث في أرض خصبة ممهدّة مسمّدة.

هي باعت، فماذا باعوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

باعت شيئا ليس في حسبانها يوما ما، زهيدا في نظرها، رخيصا في شرعها المزور.

( ياهلترى) ماذا باع المناضلون؟ وعلام تفاوضوا؟

في سياسة التفاوض، نسمع عن قرارات فوق الطاولة وأخرى تحتها. و نسمع عن مفاوضات علنية وأخرى سرية، ونسمع عن دول محايدة مثلا تحتضن المفاوضات، ولكنا لم نسمع أن القضية برمتها رميت في أحضان تسيفي، وتحت أقدام ليفني.

لقد عشنا وهم النضال والمقاومة عشرات السنين، فهل نتجرّع الكأس ذاتها من وهم ما يدعى الربيع العربي عشرات سنين أخرى والشعوب العربية تنظر إليه كطوق نجاة من الذّل والقهر والجوع الذي يرتع في شرايينه وأوردته؟ هل نفاجأ بعد عقد من الزمان أو عشرة بأن لا فرق بين ليفي وليفني؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات