رجال لا يخشون في الحق لومة لائم


الأيام حُبلى بالمفاجئات السياسية على الصعيد الإقليمي والدولي والمحلي، فهنالك من يراهن على امتداد الثورة السورية إلى الأردن نتيجة رفع سقف المطالب الحراكية ، في الشارع الأردني وعدم استجابة الدولة لعدد من المطالب التي تنسجم في مصلحة المواطن في عدة قضيا منها مكافحة الفساد بكل أشكاله الذي بدأ في الإنتشار في الثمانينيات وانتشر بشكل كبير انعكس سلباً على مُقدرات الدولة مما ساهم في عجز المديونية التي تجاوزت الثلاثة مليار .
والإبقاء على رموز الفساد في أماكنهم دون محاسبة وهذا مؤشر خطير على عدم الإكتراث في حياة المواطن الأردني الكريم واستنزاف الموارد المالية والسياسية والمقدرات الطبيعة للوطن .
إن من أهم مقومات الدولة الغذاء الدواء السلاح وجميع هذه العوامل مربوطة بشكلٍ مباشر في الإقتصاد الوطني ، الذي يُستنزف من عصابات المافيا الأردنية التي تستمد اصولها من المافيا العالمية التي تتحكم بقواعد اللعبة السياسية في الوطن العربي المقسم الى دويلات صغيرة من أجل التفرد وفرض السيادة والقوة على المناطق الإستراتيجية الحساسة في المنطقة العربية والعالمية .
وتبقى المعادلة السورية صعبة قليلاً نظراً إلى دخول بما يسمى بالمعسكر الشرقي والمعسكر الغربي في اقتسام الكعكة وذلك بدمج الطائفية السنية والشيعة ، بمعنى أن الغرب الأمريكي دائماً ينظر إلى المواضيع السياسية الخارجية فقط من أجل مصالحة الإستراتيجية في المنطقة، وما دامت الأمور بعيدة عن ربيبتها اسرائيل فلن تتدخل ، أما الجانب الأخر فيبحث عن مصالحة الإستراتيجة في المنطقة العربية وسيقف الطرفان في المحصلة مع الكفة الراجحة ، فالمعسكر الشرقي والغربي يعملان على دعم النظام السوري في السلاح والمال من خلال المافيا وهم في حقيقة الأمر لا يهمهم لا السنة ولا الشيعة فإن ملة الكفر واحدة .
وبالعودة إلى الملف الأردني فتحكمه العشائرية والجيش ولا توجد فيه طائفية ولن يقتل الجيش الشعب بسبب انتمائه للعشائرية وولائه لتراب الوطن المجبول في دماء الشهداء من أبنائه الذي سطروا بأسطر العز والوقار الملاحم الدموية مع الكيان الصهيوني المتغطرس والمتغلغل في جسد الأمة العربية ، الذي سيتم انتزاعه بعد انتهاء القضية السورية التي أوشكت على النهاية.
ومن سيقود هذه الأمة الإسلامية الشرفاء الذين لم تتلوث أيديهم بملفات الفساد ولم يتعاملوا مع المافيا العالمية في تمرير الأجندات على الخارطة الأردنية السياسية والإقتصادية .
ومن لم يتبع جهابذة الفكر المدمر والمارقين الى مزابل التاريخ فكما قال الشاعر لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ، وإن رأس الحكمة مخافة الله في اقامة العدل على كافة الطبقات الثرية والفقيرة في ظل هذه الغوغاء التي ستفرز بعد مخاضها العسير ولادة قادة قادرين على تحمل المسؤوليات رجال لا يخشون في الحق لومة لائم ويحبون الموت في سبيل الحياة كما نحب الحياة .







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات