السيرة الذاتية لوجدان وطن"


عند الولادة قال:
أود أن أعرف حقا من يرغب بلعب لعبة هذا العالم المجنون, ومن يود أن يكون صادقا في عالم الكذب هذا "عالم أللامعقول ",الذي أصبح كل شيء فيه معقول, وأود أن أعرف الطريقة التي يستطيع فيها الشخص فرض منع التجوال للعالم في أجوائه, ونصب الأسلاك الشائكة حول مشاعره في وجه العالم المصروع هذا, ووضع مرآة كبيرة تقوم بعكس الوجه الكبير؛"أجل" بالاتجاه المعاكس .
أود أن أعرف حقا كيف أستطيع التمتع بلعبة الحياة المضجرة؟
ثم بعد ولادته "تعلم أن الوطن هو نصف الحقيقة "
وتعلم أن حياة الآخرين كذلك. واكتشف أن الوطن, ومعه الأحرار علموه كيفية رسم الأهداف الصغيرة هدفا هدفا ,كوسيلة لأيجاد معنى يجعله قادرا على الاقتناع؛ بالاستيقاظ كل صباح عند عودة الشمس!!!!! وتعلم منهما أن لا يخاف الحزن, ولا حتى الحرمان. أن لا يخاف كلمة حق تقال لظالم. أن لا يخاف الواقع أن لا يخاف انتظار الغد أن لا يخاف مواجهة المرآه......
ولكنه تعلم الخوف_ أيضا_ من أن يتوقف كل شيء فجأة؛ فيصبح بعد إدمانه الوطن, أن يصبح فجأة أيضا مدمنا على الحياة!!!!!!!!!!
وعندما بدأ ينمو ويكبر وبعدما عرف أن هناك ثمة وجه أخر للشمس, بدأ يخلط بين المعاني إلي أن وصل به الأمر إلى البدء بالتحدث من خلال ذاته الداخلية وبدأ بعد ذلك بالتقدم نحو الوصول إلى مرتبة "إنسان" وقد بدأ دون أن يدري بالوصول إلى الحفة الأولى من المعرفة .

سأل نفسه كثيرا عندما أشرف على الأربعين من عمره عن سبب أدمانه عشق الوطن؛ العشق للحرية للمعرفة للصدق للإخلاص للشعر للنثر للجمال في الروح, ولم يحصل على الاجابة أبدا؛ فقرأ وقرأ واستقرأ الوجوه معتقدا بأنه سيتوصل أخيرا لإجابة مقنعه.....
ثم بعد أن ملّ البحث جلس في قاع الجدار محتقرا لذاته وازداد عشقه للوطن والحرية والمعرفة......

عندما بدأ يتعلم لغة المعاني تذكر قول نفسهِ_ وربما كانت الوصية الأخيرة _"عندما تختفي جميع الأماكنِِ التي يمكن أن تعيش حالة الإذلال فيها, وعندما تختفي جميع الأماكن التي يمكن أن تموت فيها "مجازا" ,تصبح الأرض أكثر نقاءا وأكثر حيوية, وعندما تمحي كل الوجوهِ ذات الاقنعه وعندما لا يتبقى بالمنطقة الخلفية من الرأس سوى وجه حبيب, أو إنسان حر, تصبح الأرض أكثر نقاء عندما تمد يدك ألى داخلك وتقوم بمصافحة "الإنسان" القابع فيك تصبح الأرض أيضا أكثر نقاء من أي وقت أخر....

نحن الناس العاديون الذين نكترث أكثر مما ينبغي للأمور التي لا تستحق, فتنهض في أحشاءنا مشاعر, كان الأجدى بها أن تنتظر وتنظر في نهوضها ألى عمق الأمور, وأن لا تطفو على السطح جثة متهرئة, إلا فيما يخص الوطن؛ فليس هناك من تعدد وجهات نظر, وأخشى ما أخشى أن تصبح الخيانة أيا كان شكلها مجرد وجهة نظر .

نحن الناس العاديون الذين نبتعد "مسارعين" نحو عدم التعرف إلى الدوافعِ الكامنة فينا التي تدعونا إلى القبول بالمطر في الشتاء, وبالقمر في الليل, وبالجفاف في الصحارى, ومسلمين بذلك!!!!! إذن ما الذي يدعونا إلى القبول بالالوهيّة لشخص وحيد أوحد؛ ليس له التحكم بقطرة مطر واحدة, وبين هذا وذاك نحن ضائعون في سرداب لا يؤدي إلى أي مكان, ويستمر الضياع . حتى يبدأ الواحد منا بالتعرف إلى ذاته عندها نبدأ بالتوجه إلى مبدأ نحتمي فيه, وليس أجمل من الوطن مبدأ نحتمي فيه.............
أو نبدأ بالعودة إلى أول المطاف وإلى الخطوةِ التي تؤدي إلى السرداب الذي يأخذ من يمشي فيه من "اللامكان "نحو "اللامكان " ....
كيف لي أن لا أنصح بعضهم فأقول: أن من يلبس قناعا تلو الأخر حسب حاجته تتراكم على وجهه أقنعة كثيرة حتى إذا بدأ البحث عن وجهه الحقيقي عندها يكون قد فقده بين مجموع هذه الأقنعة... ومن ثم يصبح بلا وجه حقيقي يقابل فيه الله سبحانه ووطنه, فاحرصوا على أن لا تكون هذه الاقنعه ضمن خزائن ثيابكم .

عندما سمعت هذا الكلام من وجدانِ وطن.... وجدت أن الوطن هو المكان الأخير الذي نسعى أن نكون فيه, وأن ندفن فيه أحسست أنه لا بد وأن أجلس معه مرات عديدة, وبدأت أبحث عنه بين الحنايا, بين ضلوعي ,بين أشلائي الممزقة؛ حتى كبرت المسافة." قال لي راوٍة من أجل وطنه " أنه مات قبل الولادة "أو" لربما مات أثناء الولادة, معتقدا أن الوطن بخير, ما زال فيه أحرار _على قلتهم_ كسياج يدافعون عن وطن هو كشمس النهار, وكقمر ليل...,وطن هو بعد الله الأمل...... .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات