الباعوضة التي قتلت النمرود


ربما يستهزء العديد من الناس في الحراك الأردني ويعتبرونه مجرد فقعات في الهواء وسوف تتلاشى مع مرور الوقت، وما دعا الشارع الأردني للحراك جملة من المطالب الشرعية المسلوبة التي أوغلت في نيل حقوقه واعتدت على جيبه وسيطرت على فكره ودعته إلى التسليم بواقع الحال المجبر عليه قصراً . 

بدأ نشاط الحراك الشعبي مع بداية الثورة التونسية التي أطاحت بنظامها الفاسد المستبد ، ثم انتشرت في باقي الأوطان العربية لتحصد الفاسدين والمفسدين فمنهم من قتل ومنهم من سُجن ومن ينتظر القصاص العادل من قبل الشعوب الغاضبة ، وطال وقتها في الشقيقة سوريا فدفعت المزيد من الدماء والضحيا والشهداء....... وكلما طالت الأزمة دعت إلى المزيد من الإصرار على استكامل الثورة لحين خلع النظام العميل المستبد الغاشم المجرم .

يعيش الأن الوطن في حالة من أسوء حالات تاريخة، وذلك في تفشي ظاهرة الفساد وارتفاع الأسعار وعدم مشاركته في صنع القرارات السياسية ، مما دعا الشعب إلى مزيد من الإحتقان عبر عنه من خلال الشارع ، وزادت حالات العنف وكثرة الجرائم وتفشي ظاهرة الفقر والبطالة ، والقبض بيد من حديد على الموارد المالية من قبل الفئة الضالة المفسدة المتنفذة التي عاثت في الأرض فساداً وإفساداً.

إننا اليوم وفي كل يوم نزداد غضباً وقهراً على صمت المجتمعات العربية والعالمية على ما يجري من أعمال قتل وتدمير وتشريد وتنكيل لإخوتنا في سوريا وبان الأسلحة العربية قد صدأت في مخازنها ولم تستخدم إلا للتدريب والتمرين فقط ، بل قد استخدمتها بعض أنظمة الشعوب العربية لقتل أبنائها الذين اجبروا على دفع ثمنها من مُقدراتهم وثرواتهم المالية ليذبحوا بها .

إن الإستخفاف في المعارضة الأردنية الهادفة إلى إقامة العدل والمساوة الإجتماعية ، أمر بالغ الخطورة وناقوس ينبئ بالخطر ، فما زالت المعارضة الأردنية سلمية ولكنها قد تتحول إلى غير ذلك في ظل التراكمات السابقة.

فلا قانون مجلس نواب قادر على فرز برلمان ناجح ، ولا إيجاد طرق حقيقية وواقعية لمحاربة مارد الفساد ، ولا وقف لغلاء الأسعار فجميع الأمور تدعوا إلى التصعيد في ظل هذه الغوغاء السياسية العالمية .
وجميع الأمور قابلة للإنفجار في عدم منح المعارضة حقوقها الجوهرية وليست السطحية أو التجميلية .

ابراهيم ارشيد النوايسة 
Abosaif_68@yahoo.com 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات