جراسا -

قال الله تعالى في كتابه الكريم :

" وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا * اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا "
صدق الله العظيم

ويقول نبينا الكريم في حيث نبوي شريف "
" سئل النبي من احق الناس بصحبتي قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال ابوك "
وقال الشاعر "
" الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق "

كل ماذكر اعلاه لهي رسالة واضحة بان الام اغلى شيء في الوجود وقد كرمها الله سبحانه وتعالى في جميع الاديان ولقد عانت الام كانثى من الظلم والاعتداء في العصور المظلمة والجاهلية الا ان جاء الاسلام الكريم واعطى للمرأة حقها في صون كرامتها والحفاظ عليها وكانت الاناث توأد في الجاهلية خوفا من العار ولكن بعد ان جاء الاسلام عرفت المرأة مكانها الطبيعي في المجتمع الاسلامي وكانت اول شهيدة في الاسلام دفاعا عنه هي " سمية " زوجة عمار بن ياسر الشهيدين التي كادت ان توأد لولا لحظة ضعف من والدها .
الام يجب ان لايكون لها يوم واحد نحتفل به لنعرف قيمتها الحقيقية فكل يوم عندنا هو عيد لنا قبل ان ان يكون لها لان الله اكرمنا بوجودها بيننا وكما قيل :
" خسر من ادرك والديه او احدهما ولم يبرهما "
لم نشعر بما عانته الام من ارهاق وتعب ونحن في بطنها تسعة اشهر الا بعد ان نعاني مثلها فالوالدة هي الام المربية القلقة على اولادها الساهرة على راحتهم وفي مرضهم وفي ذهابهم وايابهم وهي التي تدافع عن اولادها بكل شراسة عندما يحاول احد ايذائهم فتضحي بحياتها من اجلهم .
هذه هي الام الحبيبة الحنونة ونحمد الله اننا نعيش في مجتمع عربي يحافظ على تقاليده وعاداته بغض النظر عن ديننا عكس المجتمعات الاوروبية والغربية والتي تدعي الحضارة والرقي وللاسف بعض من اصحاب العقول الصغيرة من شبابنا يتفاخرون بالعادات الغربية ويتهمون العرب بالتخلف و يريدون ان نترك امهاتنا وابائنا لنستقل عنهم ونحن في عمر نكون باشد الحاجة لوجودهما معنا .
ففي هذا اليوم وكل يوم اقبل يداك يا امي ويا ابي لانكم سبب وجودي في هذه الحياة وانتم ربيتموني واحسنتم تربيتي واقدم باقات من الزهور والمحبة الى كل ام في الدنيا والى جدتي الحبيبة ادامها الله علينا والى معلمتي في المدرسة بيتي الثاني والتي تعاملنا كأم ثانية لنا .
" ست الحبايب ياحبيبة ياحبيبة ياأغلى من روحي ودمي "
كل عام وانتم بخير ياحبيباتي الامهات الغاليات في كل الدنيا وسأبقى وفيا لكل ام حماكن الله واطال في عمركن ورحم الله من توفاها الله من الامهات وادخلها فسيح جنانه وكل لحظة وساعة ويوم وشهر وعام وانتم بالف خير

الكاتبة ايمان رابح بكر
مدرسة سكينة بنت الحسين / الزرقاء

Rabeh_baker@yahoo.com